«شريحة» تحاكي الأمعاء والكبد لفهم الأمراض

استنساخ التفاعل بين الأمعاء الدقيقة والكبد لدى مرضى الكبد الدهني غير الكحولي (جامعة كيوتو)
استنساخ التفاعل بين الأمعاء الدقيقة والكبد لدى مرضى الكبد الدهني غير الكحولي (جامعة كيوتو)
TT

«شريحة» تحاكي الأمعاء والكبد لفهم الأمراض

استنساخ التفاعل بين الأمعاء الدقيقة والكبد لدى مرضى الكبد الدهني غير الكحولي (جامعة كيوتو)
استنساخ التفاعل بين الأمعاء الدقيقة والكبد لدى مرضى الكبد الدهني غير الكحولي (جامعة كيوتو)

تمكن باحثون من معهد جامعة كيوتو اليابانية لعلوم المواد الخلوية المتكاملة، من تصنيع شريحة جديدة تحاكي النظام المتكامل للأمعاء والكبد، وذلك لتحسين فهم مرض الكبد الدهني غير الكحولي.
وتحتوي الشريحة على أنواع مختلفة من الخلايا في غرف صغيرة مترابطة، بما يسمح للعلماء بفهم التفاعلات الفسيولوجية والمرضية بين الأعضاء بشكل أفضل، وتم نشر تفاصيل تلك الشريحة في العدد الأخير من دورية «كوميونيكيشنز بيولوجي».
ويقول كين إيشيرو كامي، الباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الجمعة الموقع الإلكتروني لجامعة كيوتو: «يؤثر مرض الكبد الدهني غير الكحولي على نسبة كبيرة من السكان، ولكن لم يتم إنشاء علاجات فعالة، ولأن هذا المرض هو حالة معقدة، تنطوي على مجموعة واسعة من التفاعلات داخل وبين الأمعاء والكبد، والمعروفة باسم محور الأمعاء والكبد، فمن الصعب جداً نمذجة هذه التفاعلات باستخدام الحيوانات، مثل الفئران».
وينطوي هذا المرض على تراكم الدهون داخل الكبد، التي يمكن أن تصبح شديدة، والطريقة الوحيدة حالياً لعلاج الحالات الشديدة هي زراعة الكبد، ويحتاج العلماء إلى فهم أفضل لدراسة الحالة حتى يتمكنوا من اكتشاف خيارات محسنة للعلاج.
وليست هذه هي المرة الأولى، التي يطور فيها العلماء منصات عضوية على شريحة، كما أنها ليست أول منصة للأمعاء والكبد، لكن الأجهزة السابقة كانت غير كاملة، وتتغلب المنصة على كثير من مشكلات المحاولات السابقة.
واختبر العلماء المنصة الخاصة بهم عن طريق وضع خلايا من خط خلايا سرطان الكبد ومن خط خلايا سرطان الأمعاء في غرف منفصلة، وكانت الغرف متصلة بقنوات سائلة صغيرة ذات صمامات موضوعة بشكل استراتيجي يمكن فتحها وإغلاقها، وتشتمل المنصة أيضاً على مضخة لدفع السوائل بين الغرفتين، فهي تسمح لوسط سائل بالمرور عبر كلتا الحجرتين مع إبقاء الخلايا منفصلة، ومحاكاة الدورة الدموية التي تتحرك بين الأمعاء والكبد في جسم الإنسان، كما يسمح للعلماء بإدخال مواد جديدة إلى المنصة، على سبيل المثال الأحماض الدهنية الحرة لاختبار تأثيرها على «العضوين» المتفاعلين.
وشوهدت تغييرات كبيرة في التعبير الجيني في خلايا الأمعاء والكبد المستزرعة في المنصة، عند مقارنتها بالخلايا المزروعة نفسها بمفردها، ووثق العلماء أيضاً التغييرات التي حدثت في الخلايا عند إدخال الأحماض الدهنية الحرة لمدة يوم أو سبعة أيام، حيث أدى يوم واحد من الأحماض الدهنية الحرة إلى بدء تلف الحمض النووي داخل الخلايا، وأدت سبعة أيام من تداول الأحماض الدهنية الحرة إلى تراكمها في الخلايا، لدرجة أن تلف الحمض النووي أدى إلى موت الخلايا، على غرار الحالات الشديدة من المرض.


مقالات ذات صلة

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

«الألغام» تقتل فرحة السوريين العائدين إلى ديارهم

سوريون يتجمعون في ساحة الأمويين بدمشق للاحتفال بسقوط بشار الأسد (أ.ب)
سوريون يتجمعون في ساحة الأمويين بدمشق للاحتفال بسقوط بشار الأسد (أ.ب)
TT

«الألغام» تقتل فرحة السوريين العائدين إلى ديارهم

سوريون يتجمعون في ساحة الأمويين بدمشق للاحتفال بسقوط بشار الأسد (أ.ب)
سوريون يتجمعون في ساحة الأمويين بدمشق للاحتفال بسقوط بشار الأسد (أ.ب)

دعت منظمة بريطانية، اليوم (الأحد)، إلى بذل «جهد دولي» للقضاء على الألغام والقذائف غير المنفجرة في سوريا، مشيرة إلى أن آلاف الأشخاص العائدين إلى منازلهم بعد سقوط حكم الرئيس السابق بشار الأسد «معرضون لخطر شديد».

وبعد أكثر من 13 عاماً من الحرب المدمّرة، أصبحت مساحات شاسعة من سوريا مليئة بالألغام.

وشددت منظمة «هالو تراست» البريطانية على أن «ثمة حاجة ماسة إلى بذل جهد دولي للتخلص من ملايين الذخائر العنقودية والألغام وغيرها من الذخائر غير المنفجرة لحماية حياة مئات آلاف السوريين الذين عادوا إلى ديارهم، وتمهيد الطريق لسلام دائم».

وقال داميان أوبراين، مسؤول ملف سوريا في المنظمة المتخصصة بإزالة الألغام، إن «هذه الألغام منتشرة في الحقول والقرى والمدن، والناس معرضون للخطر بشكل كبير»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وشنَّ تحالف فصائل معارضة تسيطر عليه «هيئة تحرير الشام» هجوماً في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) أطاح حكم الأسد في 11 يوماً.

وأضاف أوبراين: «يمر عشرات آلاف الأشخاص يومياً عبر مناطق تنتشر فيها الألغام بكثافة».

والثلاثاء، لقي 3 أفراد من عائلة واحدة حتفهم بانفجار لغم في مدينة تدمر، بعدما عادت هذه العائلة النازحة لتفقّد منزلها، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

في اليوم التالي، أفاد «المرصد» بمقتل 5 مدنيين، بينهم طفل، في ظروف مماثلة في محافظتي حماة (وسط) ودير الزور (شرق).

والسبت، قال «المرصد» إن 6 مدنيين، بينهم 4 نساء، قُتلوا في منطقة حماة عندما انفجر لغم أثناء مرور سيارتهم، وإن شخصاً سابعاً قضى بعد أن أصابته شظايا في محافظة حمص (وسط). كذلك، أفاد بمقتل عنصرين من «هيئة تحرير الشام» أثناء تفكيك ألغام في بلدة الطلحية شرق إدلب.

والسبت أيضاً أكدت «منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيض)» أنها «أزالت وأتلفت» 491 ذخيرة غير منفجرة بين 26 نوفمبر (تشرين الثاني) و12 ديسمبر (كانون الأول).

وعام 2023، تسببت الألغام في سوريا بمقتل 933 شخصاً، لتحل بذلك في المرتبة الثانية بعد بورما التي سجَّلت 1003 ضحايا، وفق «مرصد الألغام».