تحوم الشكوك حول مستقبل ليونيل ميسي مع باريس سان جيرمان، بعدما تعرض النجم الأرجنتيني لصافرات الاستهجان من الجماهير خلال وبعد الخسارة أمام ليون 0 - 1 في الدوري الفرنسي.
وعلى ما يبدو يدفع أفضل لاعب في العالم سبع مرات ثمن تراجع أداء ونتائج فريقه مؤخراً حيث باتت صدارة الدوري مهددة بعد أن مُني سان جيرمان بخسارته الثانية على التوالي والخامسة هذا الموسم، ليتجمد رصيده عند 66 نقطة متقدماً بفارق 6 نقاط عن وصيفه الجديد لنس الذي يتفوق على مرسيليا الثالث بفارق الأهداف.
ولم تكن صافرات الاستهجان ضد ميسي هي الأولى، فقد تعرض للمشهد نفسه بعد الإقصاء ضد ريال مدريد الإسباني من ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا العام الماضي، عندما واجه مع زميله البرازيلي نيمار غضب الجماهير، وكذلك بعد الإخفاق الأخير أمام بايرن ميونيخ الألماني من الدور ذاته هذا الموسم في دوري الأبطال، لكن الرسائل وصلت بصوت مرتفع ضد ليون.
بنظر العديد من الجماهير، فإن النجم الأسطوري المتوج بكأس العالم في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، يمثّل الخيار السيئ لإدارة النادي الباريسي المملوك قطرياً، اللاجئة إلى خيارات سياسية - تسويقية بدلاً من الرياضية.
لا شكّ أن ضمّ أحد أفضل اللاعبين في تاريخ اللعبة، يعزّز صورة النادي الباريسي في العالم أجمع، لكن ما قدّمه مع سان جيرمان بعيد جداً عما كان يقدمه في برشلونة الإسباني، حيث حقق تقريباً كل الألقاب.
بعد إحرازه لقب كأس العالم الذي عانده طويلاً، وفي محاولة خامسة ستكون الأخيرة على الأرجح، يبدو ميسي عادياً مع الفريق الباريسي، التواق للقبه الأول في دوري الأبطال، مقارنة مع وصيفه في نهائي مونديال قطر، الهداف القاتل كيليان مبابي.
هل يستمر ميسي الذي سيصبح بعمر السادسة والثلاثين عندما ينتهي عقده الصيف المقبل؟ علماً بأن راتبه السنوي البالغ 40 مليون يورو يرهق حسابات سان جيرمان المراقب جيداً من القيمين على قواعد اللعب المالي النظيف. ووفقاً لمصادر من داخل النادي، قد تلجأ الإدارة إلى تخفيض قليل لراتب اللاعب في خطوة قد تدفعه إلى الرحيل.
بمقدوره الاختيار بين وجهات عدة، العودة إلى برشلونة المأزوم مالياً وبراتب ضئيل، أو الانضمام مجدداً إلى غريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو براتب مغر في الدوري السعودي، أو قطع المحيط الأطلسي نحو الدوري الأميركي الشمالي «إم إل إس» الراغب بتعزيز اسمه على الساحة العالمية.
لكن مستقبل ميسي، لا يشكّل علامة الاستفهام الوحيدة في سان جيرمان، فالمدرب كريستوف غالتييه الذي جاء مع بداية الموسم من أجل تحقيق الهدف المنشود بالتتويج بدوري الأبطال، لكن الآن يزداد الضغط عليه بعد الخروج من أم المسابقات القارية وتراجع النتائج في الجولات الأخيرة.
بعد دفاعه عن لاعبيه طويلاً، انتفض غالتييه قائلاً: «يجب أن نقوم بردّ فعل سريع، ولا نعتقد أن الحلول ستأتي بشكل طبيعي... الجميع، وأعني الجميع، بدءاً بنفسي، يجب أن نكون مدركين للواقع والعمل المطالبين به». ورغم تقدّم الفريق بست نقاط على لنس الثاني الذي سيحل ضيفاً على بارك دي برانس بعد أسبوعين، ومرسيليا الثالث، فإن لقب الدوري ليس مضموناً قبل تسع مراحل على نهاية المسابقة. وتابع المدرب الذي استقدمه سان جيرمان مطلع الموسم: «لا أنتقد لاعبي فريقي، فهذه المجموعة نجحت بشكل رائع في النصف الأول من الموسم. لكن أصبحت الأمور صعبة كثيراً في النصف الثاني».
وتلقى غالتييه دعم نظيره لوران بلان مدرب ليون، المتوج معه بلقب بطولة أوروبا للناشئين عام 1988، حيث أكّد الأخير: «كريستوف سينجح. في لحظة معينة يصل كبرياء اللاعبين إلى القمة. باريس يعيش مرحلة حساسة، لكن كريستوف سينجح».
ويدرك بلان تماماً واقع النادي الذي دربه بين 2013 و2016 وإقالته بعد تتويجه بلقب الدوري: «أعرف المكان تقريباً، النادي. المشكلة في باريس أنه عندما يخفق في تحقيق هدفه الأول، يُقال إن موسمه فشل على جميع المستويات. هكذا هي الأمور». وتابع: «نشعر بذلك، ندركه، إذا استمرّ الفريق بدوري الأبطال تكون الأمور جيدة، وإذا انتهى نتحدث عن الموسم المقبل. من الصعب كثيراً إعادة تنشيط اللاعبين، لأن الأجواء صعبة... لكن كريستوف سينجح».
ميسي يدفع ثمن تراجع نتائج سان جيرمان
ميسي يدفع ثمن تراجع نتائج سان جيرمان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة