قائد منتخب فرنسا كيليان مبابي يقود جيلاً جديداً رائعاً

فريق «الديوك» مرشح لأن يكون منافساً شرساً على لقب كأس الأمم الأوروبية المقبلة بسبب نجومه الشباب الواعدين

المنتخب الفرنسي قدم عرضاً رائعاً أمام نظيره الهولندي في التصفيات الأوروبية وهز شباكه برباعية (أ.ف.ب)
المنتخب الفرنسي قدم عرضاً رائعاً أمام نظيره الهولندي في التصفيات الأوروبية وهز شباكه برباعية (أ.ف.ب)
TT

قائد منتخب فرنسا كيليان مبابي يقود جيلاً جديداً رائعاً

المنتخب الفرنسي قدم عرضاً رائعاً أمام نظيره الهولندي في التصفيات الأوروبية وهز شباكه برباعية (أ.ف.ب)
المنتخب الفرنسي قدم عرضاً رائعاً أمام نظيره الهولندي في التصفيات الأوروبية وهز شباكه برباعية (أ.ف.ب)

مرت الأيام سريعاً لدرجة تجعلك تشعر وكأنه بالأمس القريب فقط ظهر اللاعب الفرنسي الشاب كيليان مبابي، بملامحه الطفولية ليقود موناكو للفوز بلقب الدوري الفرنسي الممتاز، والوصول إلى الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا. والآن، يبلغ مبابي من العمر 24 عاماً، وأصبح لاعباً في صفوف باريس سان جيرمان وقائداً لمنتخب فرنسا. فهل هذه حقبة جديدة للديوك الفرنسية بقيادة المدير الفني ديدييه ديشامب، أم أنها مجرد تذكير بمدى السرعة التي يتحرك بها الوقت؟ لكن فوز فرنسا في آخر مباراتين خلال فترة التوقف الدولية الأخيرة - برباعية نظيفة على هولندا، وبهدف دون رد على جمهورية آيرلندا في تصفيات كأس الأمم الأوروبية 2024 - يشير إلى أن هذه بداية حقبة جديدة لمنتخب فرنسا.
في الحقيقة، يختلف المنتخب الفرنسي الحالي كثيراً عن ذلك الفريق الذي أصبح بطلاً للعالم في عام 2018، وبعد اعتزال عدد كبير من اللاعبين اللعب الدولي (رافائيل فاران، وستيف مانداندا، وكريم بنزيمة، والقائد هوغو لوريس)، يمكن للمرء حتى القول إن الفريق الحالي يختلف عن الفريق الذي وصل للمباراة النهائية لكأس العالم بقطر في ديسمبر (كانون الأول) الماضي - باستثناء مبابي، واللاعبين المخضرمين أنطوان غريزمان وأوليفييه جيرو. ويعود السبب في ذلك إلى تعرض بعض نجوم خط وسط الفريق للإصابات، مثل بول بوغبا ونغولو كانتي، بالإضافة إلى المدافع بريسنيل كيمبيمبي. لكن في الوقت نفسه بدأ يظهر جيل مذهل من اللاعبين المميزين للغاية حول مبابي، الذي يبدو سعيداً جداً بالحصول على شارة قيادة منتخب بلاده.
كان من السهل على مبابي اللعب باسترخاء بعض الشيء في المباراتين الأخيرتين مع منتخب فرنسا، خصوصاً أنه يشعر بإحباط شديد بعد خروج ناديه باريس سان جيرمان من دوري أبطال أوروبا (وكأس فرنسا)، لكنه بدلاً من ذلك قدم مستويات مميزة للغاية، وأظهر المزيد من الإرادة والتصميم على تحقيق النجاح مع منتخب بلاده، ليكون ذلك بمثابة رد حازم وقوي على من يرون أن غريزمان أو أدريان رابيو كانا الأحق بحمل شارة قيادة فرنسا.

مبابي قائد منتخب «الديوك» الجديد (أ.ف.ب)

وأمام هولندا على ملعب فرنسا، لعب مبابي في الجهة اليسرى في ظل طريقة 4 - 2 - 3 - 1. ورغم أنه لا يزال صغيراً في السن، إلا أنه بدا كلاعب يمتلك الكثير من الخبرات التي تجعله قادراً على حمل شارة قيادة فريق مدجج بالنجوم العالميين. وقال مبابي بتفاؤل كبير، «الأمر متروك لنا للقيام بشيء ما - لأن هناك الكثير من اللاعبين الذين رحلوا - للمضي قدماً مرة أخرى والفوز بالبطولات والألقاب». ومع ذلك، لم تظهر فرنسا بالقوة نفسها أمام جمهورية آيرلندا في دبلن، وكان مبابي ورفاقه متوترين بعض الشيء، لكن هذه المباراة الصعبة والسريعة أظهرت أن المنتخب الفرنسي يمتلك خط دفاع قوياً، وأنه قادر على مواصلة هيمنته النسبية على كرة القدم العالمية، بعد أن وصل إلى المباراة النهائية في ثلاث من البطولات الأربع الكبرى الأخيرة.
لم يظهر مبابي بالقوة نفسها في دبلن، ورغم بعض التصديات الرائعة من جانب الحارس الآيرلندي جافين بازونو، فقد احتاجت فرنسا إلى تسديدة صاروخية من بنجامين بافارد لتسجل الهدف الوحيد في اللقاء. وجد مبابي نفسه يلعب أمام ثلاثة مدافعين في الخط الخلفي لآيرلندا، ولم يكن له تأثير كبير خلال المباراة، لكن بعض زملائه الجدد قدموا مستويات جيدة للغاية. سيبلغ مايك مينان 28 عاماً في يوليو (تموز) المقبل، ورغم فوزه بلقب الدوري مع ليل في فرنسا وميلان في إيطاليا، إلا أنه لم يلعب سوى خمس مباريات فقط مع منتخب بلاده قبل فترة التوقف الدولية الأخيرة، بعد أن غاب عن معظم فترات الموسم، بما في ذلك كأس العالم بقطر، بسبب الإصابة.
ويبدو أن مينان - وليس ألفونس أريولا، الذي ظل في حساب ديشامب لفترة أطول، ولا ألبان لافونت، الذي كان يقدم مستويات مثيرة للإعجاب في المواسم الأخيرة - سيكون خليفة لوريس ومانداندا، اللذين لعبا 180 مباراة دولية فيما بينهما. لم يُختبر مينان كثيراً أمام هولندا، لكنه نجح في الخروج بشباك نظيفة بعدما تصدى لركلة الجزاء التي سددها ممفيس ديباي في وقت متأخر من المباراة. لكنه تعرض للكثير من الاختبارات أمام آيرلندا، وأنقذ فرصتين محققتين في الدقيقة الأخيرة ليقود منتخب بلاده لتحقيق الفوز والخروج بنقاط المباراة الثلاثة.
وأشادت به صحيفة «ليكيب» ووصفته بأنه «الساحر مايك». في الحقيقة، يمتاز حارس مرمى ميلان الإيطالي بالكثير من الصفات الرائعة، ويمتلك قدرات فنية وبدنية هائلة، فبالإضافة إلى إنقاذه للعديد من الفرص الصعبة، فإنه يجيد اللعب بكلتا قدميه، ويتعامل مع الكرات العالية والهوائية بشكل ممتاز، ويتواصل مع زملائه داخل الملعب بطريقة رائعة - وهو الأمر الذي لم يكن بالإمكان قوله دائماً عن لوريس، رغم كل نجاحاته. صحيح أن مينان لا يملك خبرات حارس توتنهام، لكن الأداء القوي الذي قدمه يشير إلى أن فرنسا لن تعاني في مركز حراسة المرمى أو في الدفاع، وهو الأمر الذي كان يُنظر إليه على أنه مشكلة محتملة بعد رحيل لوريس وفاران.
ومع ذلك، لا تزال فرنسا بحاجة إلى خيارات أفضل في مركز الظهير الأيمن، رغم الإمكانات الجيدة لكل من مالو غوستو وبيير كالولو. صحيح أن جول كوندي وبافارد يمتلكان خبرة كبيرة ويجيدان اللعب الدفاعي، لكنهما يفتقران إلى الديناميكية والحركة الجيدة داخل المستطيل الأخضر. لكن حتى مع هذه الشكوك، يبدو خط الدفاع واعداً للغاية.
ومع ذلك، فإنهما بشكل عام يقدمان أداءً جيداً، رغم تأكيد ديشامب على أنه لا يزال أمامهما «مجال للتحسن». ورغم هذه التصريحات الحذرة من جانب ديشامب، إلا أنه اعتمد عليهما مرة أخرى أمام آيرلندا، وهو ما يعكس حقيقة أنه يثق كثيراً فيهما - ويمكنه أيضاً أن يعتمد على ويليام صليبا وويسلي فوفانا بعد عودتهما من الإصابة. يرغب ديشامب في بناء فريق قوي وقادر على تقديم مستويات ثابتة ويلعب بثقة كبيرة، ومن الواضح أن الفوزين اللذين حققهما المنتخب الفرنسي على كل من هولندا وآيرلندا يؤكدان أنه يسير في الطريق الصحيح، وأنه سيكون منافساً شرساً على كأس الأمم الأوروبية المقبلة.


مقالات ذات صلة

بوردو بطل الدوري الفرنسي 6 مرات يهبط للدرجة الثالثة

رياضة عالمية نادي بوردو هبط للدرجة الثالثة رسمياً (نادي بوردو)

بوردو بطل الدوري الفرنسي 6 مرات يهبط للدرجة الثالثة

هبط نادي بوردو، الفائز بلقب الدوري الفرنسي لكرة القدم 6 مرات، للدرجة الثالثة بعد فشل المفاوضات مع مجموعة «فينواي سبورتس».

«الشرق الأوسط» (بوردو)
رياضة عالمية لاكازيت سيقود منتخب فرنسا الأولمبي في نهائيات باريس (أ.ف.ب)

لاكازيت سعيد بقيادة منتخب فرنسا الأولمبي

قال ألكسندر لاكازيت إنه يشعر بالفخر لأن المدرب تييري هنري، مثله الأعلى عندما كان شابا، منحه شارة قيادة المنتخب الأولمبي الفرنسي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية يرتبط ديشان بعقد مع الاتحاد الفرنسي لكرة القدم حتى يونيو 2026 (أ.ف.ب)

ديشان يرفض الحديث عن مستقبله مع فرنسا

رفض ديدييه ديشان مناقشة مستقبله مع منتخب فرنسا بعد خروج فريقه من نصف نهائي بطولة أمم أوروبا على يد إسبانيا.

ذا أتلتيك الرياضي (ميونيخ)
رياضة عالمية كيليان مبابي (أ.ب)

ارتياح في منتخب فرنسا بعد نتائج الانتخابات البرلمانية

سادت حالة من الارتياح بين لاعبي منتخب فرنسا قبل مواجهة إسبانيا في ما قبل نهائي أمم أوروبا لكرة القدم بعد نتائج الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية

«الشرق الأوسط» (برلين)
شمال افريقيا اللاعب الجزائري يوسف عطال بقميص نادي نيس (حسابه اللاعب على وسائل التواصل)

حملة بخلفية سياسية في فرنسا لمنع انضمام لاعب جزائري إلى نادي مرسيليا

رفعت ممثلة «مجلس المؤسسات اليهودية» رسالة إلى مسؤولي نادي مرسيليا لتعبر عن «مخاوفها من مشروع ضم لاعب أدانه القضاء بتهمة التحريض على الكراهية المعادية للسامية».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

انتخاب المغربية نوال المتوكل نائبة لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية

صورة البطلة الأولمبية المغربية السابقة نوال المتوكل نائبة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية من حساب @iocmedia
صورة البطلة الأولمبية المغربية السابقة نوال المتوكل نائبة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية من حساب @iocmedia
TT

انتخاب المغربية نوال المتوكل نائبة لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية

صورة البطلة الأولمبية المغربية السابقة نوال المتوكل نائبة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية من حساب @iocmedia
صورة البطلة الأولمبية المغربية السابقة نوال المتوكل نائبة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية من حساب @iocmedia

انتُخبت البطلة الأولمبية المغربية السابقة نوال المتوكل، نائبة لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية، في اليوم الثاني من أعمال الدورة 142 لاجتماع اللجنة بالعاصمة الفرنسية باريس، مساء الأربعاء، إلى جانب الأرجنتيني جيراردو فيرثين. وتبدأ ولاية المتوكل، في 10 من شهر أغسطس (آب) المقبل، بعد اختتام أشغال الدورة الـ142 للجنة الأولمبية الدولية، خلفاً لجون كوتس، وسير ميانغ إنغ، وفق بلاغ للجنة.

من تكون نوال المتوكل؟

نوال المتوكل النائبة الجديدة لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية، من مواليد أبريل عام 1962 بمدينة الدار البيضاء، هي بطلة المغرب في سباقات 100 متر و200 متر و400 متر حواجز (1977 - 1978)، وبطلة العرب في سباقات 100 متر و200 متر و400 متر حواجز، وبطلة أفريقيا في سباق 400 متر حواجز (1983)، وبطلة الولايات المتحدة الأميركية في سباق 400 متر حواجز (1984)، والبطلة الأولمبية في سباق 400 متر حواجز في دورة الألعاب الأولمبية الثالثة والعشرين في لوس أنجليس عام 1984.

فازت بالميدالية الذهبية في سباق 400 متر حواجز في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط في الدار البيضاء (1983)، ودمشق (1987)، والميدالية البرونزية في سباق 400 متر حواجز في الألعاب الجامعية العالمية في كوبي (اليابان 1985)، ثم الميدالية الذهبية في زغرب بكرواتيا (1987).

باتت المتوكل عضواً في اللجنة الدولية الأولمبية في عام 1998، دخلت المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لألعاب القوى في عام 1995، وعُيّنت وزيرة للشباب والرياضة في المغرب خلال عام 2007 عن حزب التجمع الوطني للأحرار، كما جرى تعيينها، في 27 يوليو (تموز) من عام 2008، رئيسة للجنة تقييم ملفات المدن المرشحة لاستضافة أولمبياد عام 2012. وفي 26 يوليو من عام 2012، انتُخبت نوال المتوكل في منصب نائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية بصفتها أول امرأة عربية ومسلمة وأفريقية تبلغ هذا المنصب في التاريخ.