هيئة المحلفين الكبرى صوّتت لاتهام ترمب... ما هي صلاحياتها ومهامها؟

يمكن للاتهامات الموجهة إلى ترمب إعادة رسم الانتخابات الرئاسية 2024 (أ.ف.ب)
يمكن للاتهامات الموجهة إلى ترمب إعادة رسم الانتخابات الرئاسية 2024 (أ.ف.ب)
TT

هيئة المحلفين الكبرى صوّتت لاتهام ترمب... ما هي صلاحياتها ومهامها؟

يمكن للاتهامات الموجهة إلى ترمب إعادة رسم الانتخابات الرئاسية 2024 (أ.ف.ب)
يمكن للاتهامات الموجهة إلى ترمب إعادة رسم الانتخابات الرئاسية 2024 (أ.ف.ب)

صوتت هيئة محلفين كبرى في مانهاتن لصالح توجيه اتهامات للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، بعد تحقيق حول دفع أموال لإسكات الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز، وهي المرة الأولى التي يواجه فيها رئيس حالي أو سابق اتهامات جنائية.
وكان مكتب المدعي العام في مانهاتن الديمقراطي، ألفين براغ، يحقق مع الرئيس السابق في دوره المزعوم في دفع أموال للتستر وإسكات دانيالز، الذي يعود إلى حملة الانتخابات الرئاسية لعام 2016، علماً أن الاتهامات يمكن أن تعيد رسم سباق الانتخابات الرئاسية في 2024.
وأميركا هي إحدى الدول التي لديها نظام هيئة محلفين كبرى، على الرغم من أن الولايات الأميركية لا تستخدم جميعها هذا النظام، تختلف القواعد المتبعة من ولاية إلى أخرى، وفقاً لموقع «شير أميركا» التابع للخارجية الأميركية.
ومعظم الناس يعرفون ما هي «هيئة المحلفين» المؤلفة من 12 عضواً والتي تقرر ما إن كان المتهم مذنباً أو بريئاً من خلال التصويت بالإجماع بعد مداولات يمكن أن تستمر ساعات أو حتى أسابيع، تماماً مثلما حصل في قضايا عدة تابعها الجمهور منها محاكمة جوني ديب وآمبر هيرد.

لكن ما هي هيئة المحلفين الكبرى؟ وكيف تعمل؟

الولايات المتحدة تعتمد على مبادئ الديمقراطية في كل مفاصل الحياة حتى في القضاء، ولهذا أوجدت «نظام هيئة المحلفين»، بحيث لا يتم اتخاذ القرارات القضائية من دون استشارة هيئة المحلفين.
وتعود جذور هذا النظام إلى الآباء المؤسسين لدستور الولايات المتحدة عام 1765؛ إذ يستدعى في كل عام الآلاف من المواطنين الأميركيين للانضمام إلى هيئات المحلفين.
ووفقاً للموقع، يتخذ قرار الحكم بناء على الأدلة والوقائع التي يطلع عليها أعضاء هيئة المحلفين؛ إذ يصدرون بعد سماع حيثيات القضية ومجرياتها قراراً ويقدمونه للقاضي لغرض بتّ القضية.
وبعد نحو 5 سنوات من التحقيق، سيكون ترمب، الأول بين قائمة رؤساء أميركا يواجه اتهامات جنائية، بعد تصويت هيئة محلفين عليا في مانهاتن لصالح توجيه اتهامات جنائية له في قضية «دفع مبلغ مالي لإسكات نجمة إباحية».
ويوجد نوعان من هيئات المحلفين: الصغرى والتي تضم 6 إلى 12 شخصاً، وتكون علنية، لكن مداولاتها خاصة؛ إذ يتمتع المتهم بحق المثول أمامها للشهادة واستدعاء الشهود، وغالباً ما تكون القضايا أمامها مدنية أو جنائية.
أما الهيئة الكبرى، فتكون لقضايا مهمة يرفعها عادة المدعي العام في الولاية، وتتكون من 16 إلى 23 شخصاً، ولا تكون مداولاتها مفتوحة، كما لا يحق للمتهمين ومحاميهم المثول أمامها.

شروط العضوية في هيئة المحلفين

للعضوية في هيئة المحلفين شروط: أن يكون المرشّح مواطناً أميركياً، عمره لا يقل عن 18 عاماً، وأمضى ما لا يقل عن سنة في الولاية التي يسكنها، وقادراً على التحدث باللغة الإنجليزية بطلاقة، ولا يوجد لديه أي عائق نفسي أو جسدي، ولم يسبق أن حكم عليه في قضية. ولا يحق للمنتسبين للجيش والشرطة وحكام المدن والحكام الفيدراليين بالعضوية.
وبحسب «ياهو»، يمكن لهيئة المحلفين الكبرى الاستماع إلى قضايا متعددة في الوقت ذاته، ولا يطلب منها الاجتماع كل يوم، وقد تكون هناك انقطاعات في جدول عملها يمتد لأيام، ويمكن أن تجتمع عادة من أسبوعين إلى 3 أشهر أو أكثر، وفقاً لكتيّب هيئة المحلفين الكبرى في ولاية نيويورك.
وتجتمع هذه الهيئة سراً، ويحظر على المدعين العامّين مناقشة أفعال أعضائها، وبعد الانتهاء من الاستماع لشهادات الشهود، يقوم المدعون بشرح التهم وعرض القضية على هيئة المحلفين للتصويت عليها.

ما هي صلاحيات هيئة المحلفين الكبرى؟

تعمل هيئة المحلفين الكبرى كـ«ذراع للمحكمة»، وليس كمدع عام أو شرطة، وهي لا تحدد ما إذا كان المتهم مجرماً أو بريئاً، بل تحدد ما إذا كان يجب توجيه تهمة رسمية لشخص ما بارتكاب جريمة بعد الاطلاع على الأدلة وشهادة المدعين العامّين.
وحتى تكون قرارات الهيئة نافذة يجب أن يكتمل النصاب القانوني لسماع الأدلة أو التداول بشأن التهم، بحيث يكون عدد الحضور 16 شخصاً على الأقل من 23 عضواً، بحسب «ياهو».
وتكون صلاحية هيئة المحلفين الكبرى ضمن 3 خيارات: التصويت على لائحة الاتهام، والتصويت لرفض التهم، وتوجيه المدعين العامّين لتقديم لائحة اتهام أقل خطورة.


مقالات ذات صلة

فريق ترمب الانتقالي ينسق مع وزارة العدل للتحقق من خلفية المرشحين

الولايات المتحدة​ الفريق الانتقالي لترمب وموظفي إدارته المستقبلية (أ.ف.ب)

فريق ترمب الانتقالي ينسق مع وزارة العدل للتحقق من خلفية المرشحين

وقع الفريق الانتقالي التابع للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب اليوم الثلاثاء اتفاقا مع وزارة العدل لبدء عملية التحقق من الخلفية الخاصة بمرشحيه وهيئة موظفيه.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب متحدثاً إلى رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال اجتماع في لندن 3 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب)

وزير كندي: ترمب مزح باقتراحه أن تصبح كندا الولاية الـ51 لأميركا

قال وزير كندي إن الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، كان يمزح عندما اقترح أن تصبح كندا الولاية الـ51 في الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب يعرض على الملياردير ستيف فينبرغ منصب نائب وزير الدفاع

قال مراسل صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، الثلاثاء، إن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب عرض على الملياردير ستيف فينبرغ منصب نائب وزير الدفاع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم الصين تحظر صادرات مواد متعلقة بمعادن الغاليوم والجرمانيوم والأنتيمون التي لها استخدامات عسكرية محتملة إلى أميركا (رويترز)

الصين تحظر تصدير معادن أساسية إلى أميركا وسط حرب تجارية محتملة

قالت الصين، الثلاثاء، إنها حظرت صادرات مواد متعلقة بمعادن الغاليوم والجرمانيوم والأنتيمون التي لها استخدامات عسكرية محتملة إلى الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز) play-circle 00:22

نتنياهو يشكر ترمب على تصريحه القوي بشأن الرهائن

شكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب على «تصريحه القوي بشأن الرهائن».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

الأمم المتحدة تسعى لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
TT

الأمم المتحدة تسعى لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)

أطلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، الأربعاء، نداء لجمع أكثر من 47 مليار دولار، لتوفير المساعدات الضرورية لنحو 190 مليون شخص خلال عام 2025، في وقتٍ تتنامى فيه الحاجات بسبب النزاعات والتغير المناخي.

وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، مع إطلاق تقرير «اللمحة العامة عن العمل الإنساني لعام 2025»، إن الفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك الأطفال والنساء والأشخاص ذوو الإعاقة والفقراء، يدفعون الثمن الأعلى «في عالم مشتعل».

سودانيون فارُّون من المعارك بمنطقة الجزيرة في مخيم للنازحين بمدينة القضارف (أ.ف.ب)

وفي ظل النزاعات الدامية التي تشهدها مناطق عدة في العالم؛ خصوصاً غزة والسودان وأوكرانيا، والكلفة المتزايدة للتغير المناخي وظروف الطقس الحادة، تُقدِّر الأمم المتحدة أن 305 ملايين شخص في العالم سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية، العام المقبل.

أطفال يحملون أواني معدنية ويتزاحمون للحصول على الطعام من مطبخ يتبع الأعمال الخيرية في خان يونس بقطاع غزة (إ.ب.أ)

وأوضح «أوتشا»، في تقريره، أن التمويل المطلوب سيساعد الأمم المتحدة وشركاءها على دعم الناس في 33 دولة و9 مناطق تستضيف اللاجئين.

وقال فليتشر: «نتعامل حالياً مع أزمات متعددة... والفئات الأكثر ضعفاً في العالم هم الذين يدفعون الثمن»، مشيراً إلى أن اتساع الهوة على صعيد المساواة، إضافة إلى تداعيات النزاعات والتغير المناخي، كل ذلك أسهم في تشكُّل «عاصفة متكاملة» من الحاجات.

ويتعلق النداء بطلب جمع 47.4 مليار دولار لوكالات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية لسنة 2025، وهو أقل بقليل من نداء عام 2024.

وأقر المسؤول الأممي، الذي تولى منصبه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بأن الأمم المتحدة وشركاءها لن يكون في مقدورهم توفير الدعم لكل المحتاجين.

أم أوكرانية تعانق ابنها بعد عودته من روسيا... الصورة في كييف يوم 8 أبريل 2023 (رويترز)

وأوضح: «ثمة 115 مليون شخص لن نتمكن من الوصول إليهم»، وفق هذه الخطة، مؤكداً أنه يشعر «بالعار والخوف والأمل» مع إطلاق تقرير «اللمحة العامة»، للمرة الأولى من توليه منصبه.

وعَدَّ أن كل رقم في التقرير «يمثل حياة محطمة» بسبب النزاعات والمناخ «وتفكك أنظمتنا للتضامن الدولي».

وخفضت الأمم المتحدة مناشدتها لعام 2024 إلى 46 مليار دولار، من 56 ملياراً في العام السابق، مع تراجع إقبال المانحين على تقديم الأموال، لكنها لم تجمع إلا 43 في المائة من المبلغ المطلوب، وهي واحدة من أسوأ المعدلات في التاريخ. وقدمت واشنطن أكثر من 10 مليارات دولار؛ أي نحو نصف الأموال التي تلقتها. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن عمال الإغاثة اضطروا لاتخاذ خيارات صعبة، فخفّضوا المساعدات الغذائية 80 في المائة في سوريا، وخدمات المياه في اليمن المعرَّض للكوليرا. والمساعدات ليست سوى جزء واحد من إجمالي إنفاق الأمم المتحدة، التي لم تفلح لسنوات في تلبية احتياجات ميزانيتها الأساسية بسبب عدم سداد الدول مستحقاتها. وعلى الرغم من وقف الرئيس المنتخب دونالد ترمب بعض الإنفاق في إطار الأمم المتحدة، خلال ولايته الرئاسية الأولى، فإنه ترك ميزانيات المساعدات في الأمم المتحدة بلا تخفيض. لكن مسؤولين ودبلوماسيين يتوقعون تقليل الإنفاق في ولايته الجديدة، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

من جانبه، قال يان إيغلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين: «الولايات المتحدة علامة استفهام كبيرة... أخشى أننا ربما نتعرض لخيبة أمل مريرة؛ لأن المزاج العام العالمي والتطورات السياسية داخل الدول ليست في مصلحتنا». وكان إيغلاند قد تولّى منصب فليتشر نفسه من 2003 إلى 2006. والمشروع 2025، وهو مجموعة من المقترحات المثيرة للجدل التي وضعها بعض مستشاري ترمب، يستهدف «الزيادات المسرفة في الموازنة» من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. ولم تردَّ الإدارة التي يشكلها ترامب على طلب للتعليق. وأشار فليتشر إلى «انحلال أنظمتنا للتضامن الدولي»، ودعا إلى توسيع قاعدة المانحين. وعند سؤال فليتشر عن تأثير ترمب، أجاب: «لا أعتقد أنه لا توجد شفقة لدى هذه الحكومات المنتخبة». ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أحد التحديات هو استمرار الأزمات لفترة أطول تبلغ عشر سنوات في المتوسط. وقال مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحية، إن بعض الدول تدخل في «حالة أزمة دائمة». وحلّت المفوضية الأوروبية، الهيئة التنفيذية في الاتحاد الأوروبي، وألمانيا في المركزين الثاني والثالث لأكبر المانحين لميزانيات الأمم المتحدة للمساعدات، هذا العام. وقالت شارلوت سلينتي، الأمين العام لمجلس اللاجئين الدنماركي، إن إسهامات أوروبا محل شك أيضاً في ظل تحويل التمويل إلى الدفاع. وأضافت: «إنه عالم أكثر هشاشة وعدم قابلية على التنبؤ (مما كان عليه في ولاية ترمب الأولى)، مع وجود أزمات أكثر، وإذا كانت إدارة الولايات المتحدة ستُخفض تمويلها الإنساني، فقد يكون سد فجوة الاحتياجات المتنامية أكثر تعقيداً».