دعوة لدفع نشاط رسملة الشركات الصغيرة والمتوسطة بالخليج

اللواتي لـ«الشرق الأوسط»: نشاط الملكية الخاصة ضرورة مع تزايد حيز المنطقة في خريطة رأس المال العالمي

حكومات الخليج تدفع بنمو قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة ودعم المشروعات الريادية والناشئة (الشرق الأوسط)
حكومات الخليج تدفع بنمو قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة ودعم المشروعات الريادية والناشئة (الشرق الأوسط)
TT

دعوة لدفع نشاط رسملة الشركات الصغيرة والمتوسطة بالخليج

حكومات الخليج تدفع بنمو قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة ودعم المشروعات الريادية والناشئة (الشرق الأوسط)
حكومات الخليج تدفع بنمو قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة ودعم المشروعات الريادية والناشئة (الشرق الأوسط)

دعت خبيرة الاستثمار الخليجية هدى اللواتي، الرئيس التنفيذي لشركة ألف كابيتال، إلى دفع نمو نشاط رسملة الشركات الصغيرة والمتوسطة بدول الخليج وتنمية إدارة الاستثمار في الأصول البديلة والملكية الخاصة؛ وذلك نتيجة للفرصة المتوفرة بوجود قطاعات متهيئة للنمو، لا سيما مع اقتران ذلك بالتغييرات التنظيمية واتباع النهج الداعم للقطاع الخاص من حكومات دول مجلس التعاون.
واللواتي مختصة بالأسهم الخاصة في المنطقة عبر 20 عاما من الخبرات في مجال الأسهم الخاصة، وأسست شركة ألف كابيتال، كما نجحت في الحصول على استثمار بقيمة 125 مليون دولار من صندوق الثروة السيادية في أبوظبي، في صندوقها الأول.
فرص واعدة
ترى اللواتي أن التركيز على الشركات المتوسطة العاملة داخل دول مجلس التعاون الخليجي يعكس الحاجة والفرصة المتنامية مع طلب الاستثمار الداخلي من قبل الحكومات، ومع تزايد الثروة أصبحت العديد من القطاعات متهيئة للنمو، لا سيما مع اقتران ذلك بالتغييرات التنظيمية واتباع النهج الداعم للقطاع الخاص.
وزادت أن العوامل السابقة انبثقت معها فرص واعدة للاستثمار في الملكية الخاصة عبر نموذج ملكية نشيط، أولوياته النمو والاستدامة وسد الفجوة بين الاقتصاد القديم والجديد من خلال الرقمنة والتمكين التقني.
ولفتت الرئيس التنفيذي لـ«ألف كابيتال» إلى أن الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم لا تجد جهات مهتمة برسملة نشاطاتها في الغالب، حيث تركزت الجهات الاستثمارية على الشركات الناضجة الكبيرة من ناحية ورأس المال الجريء من ناحية أخرى، بينما توجد فرصة سانحة للاندماج في قطاعات واعدة ونوعية.
أصول بديلة
وأشارت اللواتي إلى أن إنشاء شركة إدارة أصول بديلة وذات تأثير إقليمي قوي، مهم، في وقت تشغل المنطقة حيزاً كبيراً على خريطة رأس المال العالمية، تحتاج معها إلى إدارة أصول محترفة.
وقالت: «منذ فترة ليست بالبعيدة... رأيت عوامل دافعة لاختيار هذا الوقت للبدء في السعي نحو فرصة استثنائية في توفير رأس مال توسّعي للشركات الواعدة متوسطة الحجم في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي من جهة وتركيز حكومات المنطقة على تنويع واستدامة اقتصاداتها من خلال إصلاحات سياسية واستثمار داخلي ودعم القطاع الخاص من جهة أخرى».

هدى اللواتي خبير الاستثمار الخليجية ومؤسسة شركة «ألف كابيتال» لإدارة الأصول والملكية الخاصة (الشرق الأوسط)

واستطردت اللواتي: «وصلت إلى مرحلة من جمع القدرات والخبرة حيث أرى فرصة لتطبيق ما تعلمته بالإضافة إلى الشغف المطلوب لإنشاء شركة إدارة أصول بديلة»، مضيفة «عامنا الأول كان حافلاً؛ حيث أنجزنا الكثير ابتداء من تأسيس الشركة بصفتها مدير صناديق استثمارية مرخصة من سوق أبوظبي العالمية إلى استقطاب القابضة (ADQ) كأحد المستثمرين الرئيسيين في الصندوق وكذلك إتمام أول صفقة مع الاستحواذ على أكبر شركة متعددة القنوات عاملة في مجال الحيوانات الأليفة في المنطقة».
التمكين التقني
أما بالنسبة لتركيزنا على التمكين التقني، فتواصل اللواتي: «وجدت (ألف كابيتالـ) فرصة هائلة في دفع نمو الشركات وتحقيق عوائد ممتازة، فضلاً عن كونها استراتيجية إلزامية للشركات، فإذا لم تقم الشركات في المنطقة بالرقمنة بسرعة، فسيأتي من يحل محلها».
وبحسب اللواتي، ففي نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، تم أول استثمار بالاستحواذ بالنسبة الكاملة على أكبر شركة متعددة القنوات عاملة في مجال الحيوانات الأليفة في الإمارات العربية المتحدة، مضيفة أنه كجزء من عملية الاستحواذ، تم تعيين رئيس تنفيذي جديد للشركة وضخ رأس مال توسّعي لترسيخ مكانة الشركة في دولة الإمارات والتوسّع في أسواق جديدة كالسعودية وقطر وسط وجود فرص واعدة للغاية للاستثمارات المستقبلية.
الكادر النسوي
وأفادت اللواتي بأن حضور الكادر النسائي في أعمال إدارة الأصول والملكية بات يبرز، في وقت لا تزال نسبة المشاركة دون المأمول عالميا، واستطرد «هذا الأمر ليس ظاهرة محظورة على الخليج فحسب... بل هو بالأحرى مشكلة عالمية».
واستشهدت بأن تقريرا حديثا صادرا عن «ماكينزي آند كومباني» أظهر أن نسبة النساء اللواتي يشغلن مناصب إدارية تنفيذية في قطاع الملكية الخاصة العالمية تبلغ 12 في المائة فقط، وهو ما يبرز ضرورة اتخاذ إجراءات ترمي إلى تحسين ذلك.
وقالت اللواتي «هذا هو التصرف الصواب حيث تُهدر كثير من المواهب ولا يتم استغلاها بالشكل الأمثل»، مشيرة إلى أن توفير الفرص وتقديم الإرشاد للنساء من المبادرات التي تعمل عليها، حيث «في شركات محفظتنا الاستثمارية سيتم وضع مؤشرات أداء رئيسية محددة لتحسين الأداء».
وأضافت: «أنا على المستوى الشخصي أبذل جهوداً لخلق مسارات للشابات (والشباب أيضاً) للنجاح في مجال الملكية الخاصة».


مقالات ذات صلة

تأثير متفاوت على الأنظمة الخليجية جراء العطل التقني العالمي

تحليل إخباري تأثر بعض رحلات مطار الكويت بسبب العطل التقني حول العالم (تلفزيون الكويت)

تأثير متفاوت على الأنظمة الخليجية جراء العطل التقني العالمي

أحدث الخلل الفني العالمي بشبكة الإنترنت، الجمعة، تأثيراً تفاوتت نسبته بين القطاعات المختلفة في دول الخليج، بينما استبعدت جهاتٌ ارتباط العطل بهجوم سيبراني.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج تلقت السلطنة العمانية رسائل تضامن وإشادة خليجية بعد حادثة الوادي الكبير (قنا)

السعودية ودول خليجية تؤكد تضامنها مع عُمان بعد حادثة «الوادي الكبير»

عبّرت السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي عن تضامنها بتعامل سلطنة عُمان مع حادثة الهجوم المسلح على مسجد بالوادي الكبير في العاصمة مسقط، يوم الاثنين، وتبنّاها…

«الشرق الأوسط» (مسقط)
الاقتصاد جاسم البديوي لدى لقائه جوناثان رينولدز في لندن (مجلس التعاون)

مساعٍ خليجية - بريطانية لإبرام اتفاقية التجارة الحرة قريباً

كشف جاسم البديوي، أمين عام مجلس التعاون الخليجي، عن اتفاق مع بريطانيا يؤكد أهمية المضي قدماً في الانتهاء من جولات المفاوضات لاتفاقية التجارة الحرة بين الجانبين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الملتقى يعمق الشعور بمكانة الشعر الخليجي ودوره في الثقافة الوطنية الخليجية (واس)

«ملتقى الشعر الخليجي» ينطلق من الطائف لمد جسور التواصل

أطلقت «هيئة الأدب» السعودية فعاليات «ملتقى الشعر الخليجي 2024» في الطائف، بمشاركة واسعة من الشعراء والنقاد والمختصين والمهتمين.

«الشرق الأوسط» (الطائف)
يوميات الشرق الملتقى يجمع شعراء ونقاداً ومهتمين من دول الخليج لتعزيز التواصل الثقافي وإعلاء قيم الشعر (هيئة الأدب)

انطلاق «ملتقى الشعر الخليجي» بالطائف الجمعة

تنطلق الجمعة فعاليات «ملتقى الشعر الخليجي 2024» الذي تنظمه «هيئة الأدب والنشر والترجمة» السعودية ليومين بمحافظة الطائف.

«الشرق الأوسط» (الطائف)

مصر تتطلع إلى موافقة صندوق النقد على صرف شريحة جديدة من القرض

وزير المالية المصري أحمد كجوك خلال لقائه كريستالينا غورغييفا المدير العام لصندوق النقد الدولي (الشرق الأوسط)
وزير المالية المصري أحمد كجوك خلال لقائه كريستالينا غورغييفا المدير العام لصندوق النقد الدولي (الشرق الأوسط)
TT

مصر تتطلع إلى موافقة صندوق النقد على صرف شريحة جديدة من القرض

وزير المالية المصري أحمد كجوك خلال لقائه كريستالينا غورغييفا المدير العام لصندوق النقد الدولي (الشرق الأوسط)
وزير المالية المصري أحمد كجوك خلال لقائه كريستالينا غورغييفا المدير العام لصندوق النقد الدولي (الشرق الأوسط)

قال وزير المالية المصري أحمد كجوك، إن بلاده تتطلع إلى موافقة مجلس إدارة صندوق النقد الدولي على المراجعة الثالثة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي المصري يوم 29 يوليو (تموز) الحالي، «ونستهدف استمرار المراجعات القادمة بنجاح، والعمل على مسار الحصول على تمويل من صندوق المرونة والاستدامة».

وأكد الوزير، في بيان صحافي، السبت: «إننا نتعامل في مصر بتوازن شديد مع تداعيات جيوسياسية مركبة، في إطار برنامج شامل لتحسين الأداء الاقتصادي».

وأجرت بعثة من صندوق النقد الدولي، زيارة إلى القاهرة في مايو (أيار) الماضي، لإجراء المراجعة الثالثة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي. لكنه أجّل مناقشة صرف الشريحة الثالثة من القرض الممنوح لمصر بقيمة 820 مليون دولار، إلى 29 يوليو الحالي، بعدما كانت على جدول اجتماعاته المقررة 10 يوليو.

واعتمد مجلس الصندوق في نهاية مارس (آذار) الماضي، المراجعتين الأولى والثانية، في إطار تسهيل الصندوق الممدد لمصر، ووافق على زيادة قيمة البرنامج الأصلي بنحو 5 مليارات دولار، ليصل إجماليها إلى 8 مليارات دولار، ما سمح لمصر بسحب سيولة من الصندوق بنحو 820 مليون دولار على الفور.

وخلال لقائه كريستالينا غورغييفا المدير العام لصندوق النقد الدولي، على هامش اجتماعات «مجموعة العشرين» في البرازيل، قال الوزير: «إننا ملتزمون بتحقيق الانضباط المالي من أجل وضع مسار دين أجهزة الموازنة للناتج المحلي في مسار نزولي، ونستهدف خلق مساحة مالية كافية تتيح زيادة الإنفاق على التعليم والصحة والحماية الاجتماعية، ونعمل أيضاً على خفض معدلات التضخم لضمان استقرار الأسعار لتحسين الأحوال المعيشية للمواطنين، ومساندة تنافسية الشركات».

وأشار الوزير إلى أن أولوية الحكومة خلال الفترة المقبلة زيادة حجم استثمارات القطاع الخاص ودفع الأنشطة الإنتاجية والتصديرية، وكذلك تطوير بيئة الأعمال لتعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد المصري وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، لافتاً إلى «أننا نعمل على تبسيط الإجراءات الخاصة بمنظومتي الضرائب والجمارك لإعادة بناء الثقة بين مجتمع الأعمال والإدارة الضريبية وتحسين الخدمات للممولين».

وأوضح كجوك، أن بلاده حريصة على دفع الإصلاحات الهيكلية ودفع الاستثمارات الخاصة في مجالات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا وتحلية المياه والبنية التحتية، مشيراً إلى العمل أيضاً على «اتساق السياسات الاقتصادية من خلال وضع سقف لإجمالي الاستثمارات العامة والضمانات الحكومية ونسبة دين الحكومة العامة للناتج المحلي».

على صعيد موازٍ، عقدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي المصرية، لقاءاتٍ مكثفة مع وزراء الاقتصاد والتنمية والتعاون الدولي، إلى جانب مسؤولي مؤسسات التمويل الدولية، المُشاركين في الاجتماع الوزاري لـ«مجموعة العشرين» بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، وذلك لبحث أولويات التعاون المشترك وتعزيز الشراكات المستقبلية في ضوء أولويات وبرنامج الحكومة.

والتقت المشاط بكل من: أحمد حسين وزير التنمية الدولية الكندي، وإيفا جرانادوس وزيرة الدولة للتعاون الدولي الإسبانية، وريم الهاشمي وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي في حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، وسيفينا شولز الوزيرة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية، وأنيليز جين دودز وزيرة الدولة لشؤون المرأة والمساواة في المملكة المتحدة، وخوسيه دي ليما وزير الدولة للاقتصاد الأنغولي، وكريسولا زاكاروبولو وزيرة الدولة للتعاون الإنمائي بفرنسا.

كما عقدت الوزيرة لقاءً مع جوتا أوربيلينين المفوضة الأوروبية للشراكات الدولية، وسيندي ماكين المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي (WFP)، وريبيكا جرينسبان الأمين العام لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)، كما التقت أنيل كيشورا نائب الرئيس والمدير التنفيذي لبنك التنمية الجديد (NDB)، وألفارو لاريو رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد).

وخلال اللقاءات ناقشت المشاط، فُرص التعاون المستقبلي مع الاتحاد الأوروبي استمراراً للشراكة الاستراتيجية بين الجانبين وجهود تعزيز الاستثمارات من خلال آلية ضمان الاستثمار التي يجري تنفيذها، وكذلك تعزيز جهود الإصلاحات الهيكلية.