يأمل مانشستر سيتي الإنجليزي في تفادي أي مفاجأة، وبلوغ ربع نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة السادسة توالياً، عندما يستضيف اليوم لايبزيغ الألماني بعد تعادلهما 1-1 ذهاباً، فيما يتطلع إنتر ميلان الإيطالي للمحافظة على تقدمه 1-0، عندما يحل على بورتو البرتغالي، والعودة إلى دور الثمانية للمرة الأولى منذ 12 عاماً.
وسيكون سيتي مرشحاً للعبور على أرضه رغم اكتفائه بالتعادل في لايبزيغ بلقاء الذهاب، معوّلاً على فورمته مؤخراً.
لم يخسر فريق المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا في مبارياته الثماني الأخيرة في جميع المسابقات، محققاً ستة انتصارات وتعادلين، آخرها فوز بشق النفس 1-0 على كريستال بالاس السبت في الدوري، بركلة جزاء لنجمه النرويجي إرلينغ هالاند.
لاعبو سيتي خلال التدريبات قبل مواجهة لايبزيغ الحاسمة (أ.ف.ب)
ويأمل مانشستر سيتي أيضاً في معادلة رقم آرسنال الذي يعد الفريق الإنجليزي الوحيد الذي لم يتلق أي هزيمة على ملعبه خلال 14 عاماً متتالية في دوري الأبطال. وحافظ مانشستر سيتي على سجله خالياً من الهزائم طوال 23 مباراة على ملعبه في دوري الأبطال، (21 انتصاراً مقابل تعادلين).
وكان الجزائري رياض محرز قد افتتح التسجيل لأبطال إنجلترا في جولة الذهاب بألمانيا، قبل أن يرد لايبزيغ قبل ثلث ساعة من النهاية بهدف المدافع الكرواتي يوسكو غفارديول، الذي قدم أوراق اعتماده أمام العالم في مونديال قطر 2022.
وسيستعيد سيتي جهود صانع ألعابه المتألق البلجيكي كيفن دي بروين، الذي غاب عن لقاء الذهاب، بسبب الإصابة منذ ثلاثة أسابيع.
ولا يزال سيتي يلهث خلف باكورة ألقابه في دوري الأبطال، وقد غازله عندما وصل إلى النهائي للمرة الأولى عام 2021، لكنه سقط أمام تشيلسي. أما الموسم الماضي، فخرج من نصف النهائي على يد ريال مدريد الإسباني بمواجهة مجنونة انتهت 6-5 في مجموع المباراتين.
ويدرك بطل إنجلترا أربع مرات في المواسم الخمسة الأخيرة أن الصراع على الـ«برميرليغ» سيكون صعباً هذا الموسم، إذ يتأخر بفارق خمس نقاط عن آرسنال المتصدر قبل 11 مرحلة من النهاية.
لوكاكو ورقة الإنتر الرابحة هجومياً (رويترز)
ويخوض السبت الدور ربع النهائي من كأس إنجلترا على أرضه ضد بيرنلي قبل توقف قرابة أسبوعين من أجل النافذة الدولية.
وسبق لغوارديولا التتويج بتسعة ألقاب كبرى مع مانشستر سيتي، لكن المدرب الإسباني اعترف أمس بأن مسيرته في مانشستر سيتي، سيتم الحكم عليها من خلال النجاح في دوري أبطال أوروبا، رغم منافسة فريقه على ثلاثة ألقاب في الموسم الحالي، وقال: «بالطبع ليس بالضرورة قياس نجاحنا بمسابقة واحدة، لكن بالطبع سيتم الحكم علينا من خلال هذه البطولة. كل الفرق في هذه المرحلة لديها الكثير من الإمكانات، أمام لايبزيغ سيكون علينا فرض طريقتنا، والقيام بواجبنا، ينبغي علينا الفوز بالمباراة».
وفاز غوارديولا بلقب الدوري الممتاز أربع مرات، وكأس الاتحاد الإنجليزي مرة، وأربعة ألقاب بكأس رابطة الأندية المحترفة، لكن النجاح الأوروبي مع الفريق الإنجليزي ظل عصياً عليه رغم أنه سبق أن تُوج بلقب دوري الأبطال مرتين مع برشلونة، فيما كانت أفضل نتائجه مع سيتي بلوغ النهائي في 2021. وأضاف غوارديولا: «في مباراتي الأولى بدوري الأبطال هنا (عام 2016) سُئلت: هل أنت هنا لتحقيق اللقب؟ إذا كنت أقود ريال مدريد كنت لأتفهم هذا، لكنني تقبلت الأمر. التطور الذي حققناه لن يغير ذلك».
ومن جهته نفى كيفن دي بروين قائد سيتي ما يتردد حول وجود مشكلات بالفريق، وتراجع مستوى نجم الهجوم النرويجي إيرلينغ هالاند.
وقدم هالاند مستويات مذهلة في أول موسم له مع مانشستر سيتي، وسجل له 34 هدفاً في كل المسابقات، لكن معدله تراجع مؤخراً حيث سجل ثلاثة أهداف فقط خلال آخر تسع مباريات. وأكد دي بروين أنه لا يرى الأمور بهذه الطريقة، موضحاً أن الفرق المنافسة أصبحت أكثر جاهزية لمواجهة هالاند، مقارنة بما كانت عليه في بداية الموسم، وأوضح: «أعتقد أن هذا الوضع ناتج عن عدة أمور، لكنني لا أشعر بأنه تغير مقارنة بما كان عليه في البداية».
وأضاف: «ربما يتوقع الناس ما هو أكثر من انطلاقاته، لكن دائماً ما يكون هناك الجزء الأول من الموسم، ثم الجزء الثاني الذي تكون فيه الفرق أكثر تنظيماً، وتلعب بحافز أكبر سواء في المقدمة أو المراكز الأخيرة، لكنني لا أرى أننا بحاجة إلى الشكوى من إنتاج هالاند، الناس يتوقعون دائماً منه أن يسجل هدفين أو ثلاثة... إنه على ما يرام».
ومن جهته، يدرك لايبزيغ أن مسعاه للعودة إلى ربع النهائي للمرة الأولى منذ موسم 2019 - 2020، عندما بلغ المربع الذهبي للمرة الأولى في تاريخه القصير، قبل أن يخرج أمام باريس سان جيرمان الفرنسي، سيكون صعباً.
ورغم ذلك، يملك لايبزيغ أسلحة قوية في خط المقدمة، أمثال البرتغالي أندري سيلفا، والسويدي إميل فورسبرغ، والمهاجم تيمو فيرنر، وهو يتوجه إلى مانشستر بمعنويات عالية، بعد أن اكتسح ضيفه بوروسيا مونشنغلادباخ 3-0 في «البوندسليغا» نهاية الأسبوع.
ويحتل لايبزيغ المركز الثالث في الدوري الألماني، على بُعد سبع نقاط من بايرن ميونيخ المتصدر، ويخوض معركة شرسة على مراكز دوري الأبطال، إذ تتساوى ثلاثة فرق نقاطاً بين المركزين الثالث والخامس.
وفي المباراة الثانية، يتطلع إنتر بشغف للعودة إلى ربع نهائي المسابقة القارية للمرة الأولى، بعد غياب 12 عاماً.
ويعود آخر ظهور لقطب مدينة ميلانو في هذا الدور إلى موسم 2010-2011، عندما خرج بطريقة مفاجئة أمام شالكه الألماني، بعد عام فقط من تتويجه باللقب بقيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو على حساب بايرن ميونيخ، وفي موسم حقق خلاله الثلاثية.
وغاب الإنتر ستة أعوام بين 2012 و2018 عن البطولة القارية، قبل أن يعود في موسم 2018-2019. وبعد أن أخفق في المحاولات الثلاث الأولى في بلوغ الأدوار الإقصائية، نجح الموسم الماضي قبل أن يسقط أمام ليفربول الإنجليزي في ثمن النهائي.
ويأمل الإنتر هذه المرة مواصلة المشوار، وأن يحافظ على تقدمه في المباراة الأولى بهدف متأخر في الدقيقة 86 للبديل المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو، لكن منذ هذا الفوز، يمر فريق المدرب سيموني إنزاغي بفترة سيئة، إذ خسر مباراتين من أصل ثلاث في الدوري الإيطالي آخرها ضد مضيفه سبيتسيا 2-1 الجمعة الماضي. ورغم أنه لا يزال في المركز الثاني في ظل تحليق نابولي في الصدارة بفارق 18 نقطة، يخوض الإنتر معركة صعبة على مراكز دوري الأبطال، إذ تفصل 3 نقاط فقط بين الوصيف وصاحب المركز الخامس.
قال إنزاغي بعد الخسارة الثامنة في الدوري هذا الموسم، بينها ست خارج أرضه: «لن نتمكن من النوم. لسنا سعداء بنتائجنا بعيداً عن سان سيرو. العام الماضي كانت القصة مختلفة». وستكون المباراة اختباراً أيضاً لديربي إيطاليا المرتقب على أرضه ضد يوفنتوس، الأحد المقبل، في الدوري المحلي.
أما بورتو، فيعود آخر ظهور له في ربع نهائي دوري الأبطال إلى موسم 2021-2020 عندما أقصى يوفنتوس بالذات من ثمن النهائي. ويحتل بورتو راهناً المركز الثاني في الدوري البرتغالي، وسيأمل بقيادة المدرب سيرجيو كونسيساو في الإطاحة بفريق إيطالي جديد، معولاً على أمثال الإسباني توني مارتينيز في الهجوم، وأوتافيو في الوسط، وخبرة المدافع المخضرم بيبي، المتوج ثلاث مرات بلقب دوري الأبطال مع ريال مدريد الإسباني.