ضربات التحالف تقطع خط إمداد «داعش» بين سوريا والعراق

المعارك تتواصل في ريفي إدلب وحماه.. والقصف يتصاعد على قرى سهل الغاب

صورة تعود إلى 13 يوليو الماضي تظهر عناصر من تنظيم داعش وهم يطلقون نيرانهم باتجاه قوات النظام في مدينة دير الزور (أ.ب)
صورة تعود إلى 13 يوليو الماضي تظهر عناصر من تنظيم داعش وهم يطلقون نيرانهم باتجاه قوات النظام في مدينة دير الزور (أ.ب)
TT

ضربات التحالف تقطع خط إمداد «داعش» بين سوريا والعراق

صورة تعود إلى 13 يوليو الماضي تظهر عناصر من تنظيم داعش وهم يطلقون نيرانهم باتجاه قوات النظام في مدينة دير الزور (أ.ب)
صورة تعود إلى 13 يوليو الماضي تظهر عناصر من تنظيم داعش وهم يطلقون نيرانهم باتجاه قوات النظام في مدينة دير الزور (أ.ب)

نفذ الائتلاف الدولي بقيادة أميركية أمس، 17 غارة جوية استهدفت تجمعات لتنظيم داعش في محافظة دير الزور، وجسرين استراتيجيين في المحافظة يقعان على طريقين رئيسيين يستخدمهما التنظيم للتنقل بين سوريا والعراق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في حين تجددت الاشتباكات بين مقاتلين معارضين وآخرين يوالون «داعش» في درعا، بينما تواصلت الاشتباكات بين القوات النظامية وقوات المعارضة في ريفي إدلب وحماه.
وأعلنت القيادة المشتركة أمس أن الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا 17 ضربة جوية في سوريا ضد تنظيم داعش تركزت على مدينة دير الزور السورية، موضحة في بيان أنها استهدفت مناطق وجسورا ونقاط تفتيش ومركزا للتدريب وموقعا لوجيستيا. كما أشارت إلى أن سبع ضربات نفذت قرب الحسكة واستهدفت وحدات تكتيكية ومواقع قتالية وسيارات ومركزا للقيادة.
وقال البريجادير جنرال الأميركي كيفين كيليا في البيان إن الغارات في شرق سوريا ستحد من حرية حركة التنظيم المتشدد في المنطقة وما وراء حدود سوريا. وأضاف: «سيكون لهذه الضربات تأثير عميق في قدرة (داعش) في سوريا على الإضرار بالعمليات في العراق خاصة في الرمادي.. حرمان (داعش) من القدرة على استخدام هذه الأهداف يحد كثيرا من سعيه لزعزعة الاستقرار في المنطقة».
بدوره، قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: «تهدم جزء كبير من جسرين رئيسيين في محافظة دير الزور جراء استهدافهما بغارات من طائرات حربية تابعة للائتلاف بضربات عدة بعد منتصف ليل أمس». وأوضح أن أحد الجسرين «يصل بين مدينة البوكمال وقرية الباغوز ويمر فوق نهر الفرات، والثاني يصل بين البوكمال وقرية السويعية على الحدود العراقية ويمر فوق نهر صغير متفرع من الفرات».
وقال عبد الرحمن إن الضربات «لا تقطع الطريق على التنظيم نحو العراق، لكنها تجعل تحركاته أكثر صعوبة»، مشيرا إلى أن أهمية الجسرين تكمن في أن «تنظيم داعش يستخدمهما للتنقل» بين البلدين، وتدميرهما «سيجعل التحركات تستغرق وقتا أطول، وستكون التحركات مكشوفة أكثر».
وفي سياق القتال ضد «داعش»، شنّت الفصائل المنضوية في جيش الفتح، أمس، هجومًا واسعًا على منطقة حوض اليرموك بريف درعا، الخاضعة لسيطرة لواء شهداء اليرموك، المتّهم بولائه لتنظيم داعش. وقال جيش الفتح على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن مقاتليه فجّروا خلال الهجوم أحد مقرات لواء شهداء اليرموك في بلدة الشجرة غرب مدينة درعا، كما دمروا ثلاث دبابات مدرّعة تابعة للواء، فضلاً عن مقتل عدد من مقاتليه.
وكان «المرصد السوري» أفاد بسماع دوي انفجار عنيف في بلدة الشجرة بريف درعا الغربي، ناجم عن انفجار عربة مفخخة بالقرب من مقر للواء شهداء اليرموك المبايع لتنظيم داعش الذي يسيطر على البلدة، ما أدى لمقتل 3 من عناصر اللواء.
وفيما تتواصل الحرب ضد «داعش»، سيطرت فصائل المعارضة المنضوية في غرفة عمليات جيش الفتح، أمس، على قرية القرقور الواقعة في منطقة سهل الغاب بريف حماه الغربي، وذلك بعد اشتباكات دارت بينها وبين القوات النظامية. وقال الناشط الإعلامي المعارض أبو إبراهيم الجسري، لـ«مكتب أخبار سوريا» إنّ الاشتباكات بين الطرفين أسفرت عن سقوط 20 قتيلاً وعدد غير معروف من الجرحى في صفوف القوات النظامية، في حين سقط ثمانية قتلى وأصيب 10 آخرون من المعارضة.
ويأتي ذلك بالتزامن مع استهداف الطيران الحربي النظامي لقرى وبلدات سهل الغاب بأكثر من 80 غارة بالصواريخ والبراميل المتفجرة والألغام البحرية، الأمر الذي أسفر عن دمار «كبير» بالأبنية السكنية.
وأفاد ناشطون بأن قوات النظام قصفت بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة مناطق في بلدة بسقلا ما أدى إلى مقتل 3 مواطنين، بينهم امرأتان، وسقوط جرحى، كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة تفتناز ومناطق أخرى في بلدة سراقب، ومناطق في أطراف جبل الزاوية الغربية وسراقب مناطق في الأطراف الجنوبية لبلدة حاس، في ريف معرة النعمان الغربي.
في سياق متصل، أحبطت فصائل المعارضة محاولة تقدم نفذتها القوات النظامية باتجاه قرية الزيادية في ريف إدلب الغربي، من محور قرية الزيارة بريف حماه الغربي، كما أفاد ناشطون. واتسعت دائرة القتال إلى ريف اللاذقية، حيث استهدفت فصائل من المعارضة مواقع تابعة للقوات السورية النظامية، في قرية صلنفة في ريف اللاذقية الشرقي.
وفي الشمال أيضًا، تواصلت الاشتباكات بين قوات النظام وحزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني والمسلحين الموالين لها من جهة، وفصائل غرفة عمليات أنصار الشريعة الإسلامية وفصائل غرفة عمليات فتح حلب من جهة أخرى، بأطراف حي جمعية الزهراء، ومحيط مسجد الرسول الأعظم في الحي، في حين اندلعت اشتباكات في محيط مبنى البحوث العلمية بحي الراشدين في مدينة حلب، وسط قصف من قبل قوات النظام على مناطق الاشتباك.
وفي المقابل، أصيب أكثر من 9 مواطنين بجراح جراء سقوط عدة قذائف أطلقتها كتائب مقاتلة على مناطق في محيط الحديقة العامة بمدينة حلب.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.