رئيس «الأركان المشتركة» الأميركية: المغرب شريك وحليف كبير لواشنطن وبلد مستقر جداً

يوجد بالرباط في إطار زيارة عمل على رأس وفد مهم

الجنرال مارك ميلي يتحدث إلى الصحافيين عقب مباحثاته مع المسؤولين المغاربة (ماب)
الجنرال مارك ميلي يتحدث إلى الصحافيين عقب مباحثاته مع المسؤولين المغاربة (ماب)
TT

رئيس «الأركان المشتركة» الأميركية: المغرب شريك وحليف كبير لواشنطن وبلد مستقر جداً

الجنرال مارك ميلي يتحدث إلى الصحافيين عقب مباحثاته مع المسؤولين المغاربة (ماب)
الجنرال مارك ميلي يتحدث إلى الصحافيين عقب مباحثاته مع المسؤولين المغاربة (ماب)

قال رئيس «هيئة الأركان المشتركة» الأميركية الجنرال مارك ميلي إن المغرب «شريك وحليف كبير للولايات المتحدة»، وبلد مستقر جداً في قارة ومنطقة تحتاج إلى الاستقرار.
وأوضح الجنرال ميلي، في تصريحات صحافية بالرباط، الأحد، أن الولايات المتحدة تعتبر المغرب شريكاً وحليفاً كبيراً؛ ليس فقط في المنطقة، بل على مستوى القارة الأفريقية بأكملها، مشيراً إلى أن المملكة كان أول بلد يعترف باستقلال بلاده.
وأشار الجنرال ميلي إلى متانة العلاقات التي تجمع بين البلدين منذ أكثر من قرنين، معرباً عن رغبة بلاده في تعميقها وتوسيعها.
وأبرز المتحدث أهمية العلاقات العسكرية «الوطيدة والحقيقية والممتازة» التي تربط الولايات المتحدة بالمغرب، مشيراً إلى مناورات «الأسد الأفريقي» التي تُقام منذ حوالي 20 سنة، والتي أثبتت فاعليتها، وعدد من القضايا الأخرى المتعلقة بالأمن الإقليمي.
وكان الجنرال ميلي، الذي يقوم بزيارة عمل للمغرب على رأس وفد مهم، قد التقى الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلَّف بإدارة الدفاع الوطني المغربي عبد اللطيف لوديي.
وقال بيان للقيادة العامة للقوات المسلَّحة الملكية إن المسؤوليْن المغربي والأميركي أعربا، خلال هذه المباحثات، عن ارتياحهما للمستوى المتميز لعلاقات الصداقة والتعاون العريقة، والتي تعززت بشراكة عسكرية استراتيجية تنظمها ترسانة قانونية مهمة، من بينها على الخصوص، خارطة الطريق للتعاون في مجال الدفاع 2020 -2030، الموقَّعة في أكتوبر 2020، بمناسبة زيارة وزير الدفاع الأميركي للمغرب.
وبعد أن استعرضا واقع التعاون الثنائي في مجال الدفاع وإمكانيات تعزيزه أكثر، أشاد المسؤولان بالحصيلة الإيجابية للجنة الاستشارية للدفاع، وأبرزا أهمية التمرين السنوي المشترك «الأسد الأفريقي» الذي يمثل رافعة أساسية لإنجاح قابلية التشغيل المشترك للقوات المسلَّحة.
وأضاف البيان أن الوزير لوديي تطرَّق إلى الإعلان الثلاثي، الذي جرى توقيعه بين المملكة المغربية والولايات المتحدة وإسرائيل، في ديسمبر (كانون الأول) 2020، بين يدي الملك محمد السادس، والذي جاء لتعزيز السلم والاستقرار في شمال أفريقيا والشرق الأوسط. كما نوّه باعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب الكاملة على صحرائها.
وأشار البيان إلى أن الفريق أول، بلخير الفاروق، المفتش العام للقوات المسلَّحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، استقبل، الأحد، أيضاً بالرباط، الجنرال ميلي.
وأبرز البيان أنه خلال هذه المباحثات، التي جَرَت، بحضور رؤساء المكاتب بالقيادة العامة للقوات المسلَّحة الملكية، ومسؤولين عسكريين أميركيين سامين وسفير الولايات المتحدة المعتمد بالرباط، أعرب المسؤولان العسكريان عن ارتياحهما للحصيلة الإيجابية للجنة الاستشارية للدفاع.
وجدّد المسؤولان العسكريان، يضيف البيان، تأكيد إرادتهما في زيادة تعزيز التعاون والشراكة الاستراتيجية بين القوات المسلَّحة في البلدين، كما أشارا إلى أهمية التمرين المشترك «الأسد الأفريقي» الذي يظل أفضل تجسيد لقابلية التشغيل المشترك للقوات المسلحة للبلدين.
وبشأن زيارته الأولى للقارة الأفريقية رئيساً لهيئة الأركان المشتركة، اغتنم الجنرال ميلي هذه المناسبة لإبراز أهمية الدور الذي تضطلع به المملكة المغربية تحت قيادة الملك محمد السادس، باعتبارها فاعلاً في مجال الاستقرار والسلم لفائدة أفريقيا والشرق الأوسط.
وخلص البيان إلى أنه في ختام هذا اللقاء جدد المسؤولان العسكريان تأكيد عزمهما توطيد هذه الشراكة التاريخية والنموذجية.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.