احتدام القتال في باخموت... وتوعد أميركي بمحاسبة «مجرمي الحرب»

شويغو تفقّد جبهة القتال شرق أوكرانيا

جانب من لقاء زيلينسكي برئيسة البرلمان الأوروبي في لفيف أمس (رويترز)
جانب من لقاء زيلينسكي برئيسة البرلمان الأوروبي في لفيف أمس (رويترز)
TT

احتدام القتال في باخموت... وتوعد أميركي بمحاسبة «مجرمي الحرب»

جانب من لقاء زيلينسكي برئيسة البرلمان الأوروبي في لفيف أمس (رويترز)
جانب من لقاء زيلينسكي برئيسة البرلمان الأوروبي في لفيف أمس (رويترز)

تواجه مدينة باخموت شرق أوكرانيا ضغطاً عسكرياً متزايداً من القوات الروسية، مع احتدام القتال في شوارعها ومحيطها.
وفيما تحوّلت المعارك إلى حرب شوارع، توعدت واشنطن بمحاسبة مجرمي الحرب، وأعلنت مساعدات عسكرية جديدة لكييف. في غضون ذلك، زار وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو جبهة القتال في شرق أوكرانيا، و«تفقّد مركز قيادة على الجبهة» في «اتجاه دونيتسك - جنوب»، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس، دون تحديد موقع الزيارة أو تاريخها. ونشرت الوزارة مقطع فيديو يظهر شويغو مسافراً في مروحية، ثم يتحدث إلى عسكري أمام أبنية متضررة تحت حراسة جندي.
وجاءت الزيارة بينما يحتدم القتال في مدينة باخموت، التي ينفي الأوكرانيون أن تكون سقطت تحت سيطرة القوات الروسية. وقال أولكساندر مارشينكو، نائب رئيس بلدية المدينة لهيئة الإذاعة البريطانية، إن شوارع باخموت تشهد حرب شوارع بين القوات الروسية والأوكرانية. وتابع أن المدنيين المتبقين في المدينة، وعددهم 4 آلاف، يعيشون في الملاجئ دون غاز أو كهرباء أو ماء، مضيفاً أن المدينة على شفا الدمار، وأن أي مبنى لم يسلم من القصف.

جندي أوكراني يستعد للقتال في باخموت الجمعة 3 مارس (أ.ف.ب)

احتدام القتال
قالت المخابرات العسكرية البريطانية، أمس، إن القوات الأوكرانية التي تدافع عن مدينة باخموت تواجه ضغطاً كبيراً متزايداً من القوات الروسية، مع احتدام القتال داخل المدينة وحولها. وذكرت وزارة الدفاع البريطانية في النشرة الاستخباراتية اليومية على «تويتر»، أن أوكرانيا تعزز دفاعاتها في المنطقة وتدفع بوحدات من النخبة، بينما تقدمت قوات الجيش الروسي وتلك التابعة لمجموعة «فاغنر» الخاصة في الضواحي الشمالية لمدينة باخموت. وأضافت أن جسرين رئيسيين في باخموت دمرا خلال الساعات الست والثلاثين الأخيرة، مشيرة إلى أن طرق الإمداد التي تسيطر عليها أوكرانيا خارج المدينة «محدودة». وأوضحت أن أحد الجسرين كان يربط باخموت بآخر طريق إمداد رئيسي للمدينة من بلدة تشاسيف يار الخاضعة لسيطرة أوكرانيا، وتقع على بعد نحو 13 كيلومتراً إلى الغرب.
وفي الأسابيع الأخيرة، تقدمت القوات الروسية شمال باخموت وجنوبها، وقطعت 3 من 4 طرق إمداد أوكرانية، ما يقرّبها من تحقيق أول انتصار كبير لها في الحرب منذ 6 أشهر. وقال رئيس «فاغنر» يفغيني بريغوجين، في فيديو نشره مكتبه الإعلامي على تطبيق «تليغرام» الجمعة، إن «وحدات فاغنر حاصرت باخموت عملياً، ولم يعد هناك سوى طريق واحد» للخروج من المدينة. ودعا بريغوجين مرتدياً بدلة عسكرية، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي وصف المدينة بـ«الحصن»، وتعهد الدفاع عنها «لأطول فترة ممكنة»، إلى إعطاء أمر لقوات كييف بالانسحاب من المدينة.
من جهتها، قالت قيادة الجيش الأوكراني في مذكرة إفادة صباحية أمس، إن روسيا ما زالت تحاول محاصرة باخموت، لكنها أضافت أن القوات الأوكرانية صدت الهجمات الروسية في المدينة على مدار اليوم، كما نقلت وكالة «رويترز». وقالت المذكرة الأوكرانية أيضاً إنه تمّ صد هجمات روسية في قريتي إيفانيفسكي وبوهدانيفكا، وكلتاهما تبعد أقل من 8 كيلومترات إلى الغرب من وسط مدينة باخموت. ومن شأن الاستيلاء على القريتين الواقعتين على جانبي طريق باخموت - تشاسيف يار المهم، أن يترك المدينة فريسة سهلة لحصار روسي كامل، وفق «رويترز».
وتشهد باخموت معارك محتدمة منذ 7 أشهر. وكان عدد سكان المدينة قبل الحرب يبلغ نحو 70 ألفاً. وتقول روسيا إن باخموت ستكون نقطة انطلاق لاستكمال السيطرة على منطقة دونباس الصناعية، أحد أهم أهداف موسكو.

مساعدات... ومحاسبة
أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 400 مليون دولار الجمعة، خلال زيارة المستشار الألماني أولاف شولتس لواشنطن.
وكانت المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا حاسمة في تمكين كييف من مقاومة القوات الروسية، وحتى استعادة أراضٍ، لكنّ الكرملين أعلن أن هذه المساعدات لن تؤدي إلا إلى «إطالة أمد الصراع». ورغم ذلك، أعلنت واشنطن هذا الدعم العسكري الجديد الذي يشمل ذخيرة، خصوصاً لمنظومة صواريخ «هيمارس» التي استخدمتها القوات الأوكرانية مع تأثير مدمر على القوات والخطوط اللوجيستية الروسية.
وشكر وزير الدفاع الأوكراني، أوليكسي ريزنيكوف، الولايات المتحدة على «تويتر»، وأشاد «باستثمار قوي جديد للنجاحات المستقبلية للجيش الأوكراني في ساحة المعركة».
من جهته، التقى زيلينسكي، أمس، في مدينة لفيف بغرب أوكرانيا، رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا. وقال على «تليغرام»: «لدى أوكرانيا هدف (...) يتمثل في بدء المفاوضات للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، بدءاً من هذا العام».
من جهتها، قالت ميتسولا إنها تأمل في إمكانية بدء مفاوضات الانضمام في هذا العام، معربة عن إعجابها بوتيرة أوكرانيا في إحراز التقدم.
كذلك، تعهّد المدعي العام الأميركي ميريك غارلاند الذي قام بزيارة غير معلنة لأوكرانيا الجمعة، محاسبة «مجرمي الحرب الروس» على أفعالهم. وزار غارلاند مدينة لفيف، بدعوة من نظيره الأوكراني، وحضر اجتماعات وشارك في مؤتمر «متحدون من أجل العدالة». وشدد غارلاند، وفق تصريحات مسؤول في وزارته، على «تصميمنا على محاسبة روسيا على الجرائم التي ارتُكبت خلال غزوها الجائر وغير المبرر لجارتها ذات السيادة»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وهذه ثاني زيارة يجريها غارلاند لأوكرانيا منذ بدء الغزو في 24 فبراير (شباط) 2022، وتأتي بعد نحو أسبوعين على زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن لكييف في 20 فبراير.
واتهمت الولايات المتحدة روسيا بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في حربها على أوكرانيا، وهي تدعم كثيراً من التحقيقات الأوكرانية والدولية في هذا الشأن. وقال غارلاند في بيان، الاثنين، إن مدعين من قسم «جرائم الحرب» بوزارة العدل الأميركية يعملون مع نظرائهم الأوكرانيين للتحقيق في جرائم ارتكبتها القوات الروسية في أوكرانيا.

قتلى في زابوريجيا
في غضون ذلك، أبلغ مسؤولون في مناطق أوكرانية بجنوب البلاد وشرقها عن عمليات قصف روسية جديدة على بنى تحتية مدنية خلال الـ24 ساعة الماضية، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وذكرت أجهزة الطوارئ الأوكرانية السبت، أن حصيلة الضربة التي استهدفت مبنى سكنياً في زابوريجيا ليل الأربعاء إلى الخميس، ارتفعت إلى 10 قتلى، بينهم طفل، وأن عمليات البحث مستمرة بين الأنقاض. كما أعلنت سلطات هذه المنطقة مقتل مدنيَين خلال قصف «مدفعي روسي» صباح السبت، على بلدة غولياي بولي.


مقالات ذات صلة

روسيا: قصف كييف يأتي رداً على هجوم بصواريخ أميركية

أوروبا رجال الإطفاء يظهرون في موقع تعرض لهجوم صاروخي روسي على كييف (أ.ب)

روسيا: قصف كييف يأتي رداً على هجوم بصواريخ أميركية

ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن هجوماً صاروخياً أسفر عن مقتل أربعة أشخاص في كييف، خلال الليل، جاء رداً على هجوم أوكراني في وقت سابق من الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ الاستعدادات جارية لحفل تنصيب ترمب أمام مبنى الكابيتول في 12 يناير 2025 (أ.ف.ب)

ترمب في عهده الثاني: نسخة جديدة أم تكرار لولايته الأولى؟

يأمل كبار السياسيين بواشنطن في أن تكون إدارة دونالد ترمب الثانية مختلفة عن الأولى، وأن يسعى لتحقيق توازن في الحكم ومدّ غصن زيتون للديمقراطيين.

رنا أبتر (واشنطن)
أوروبا أفراد من القوات العسكرية البولندية خلال العرض العسكري لإحياء ذكرى انتصار بولندا على الجيش الأحمر السوفياتي عام 1920 في وارسو 15 أغسطس 2023 (رويترز)

كيف تستعد بولندا لإعادة التسلح الأوروبي؟

بوصفها «أفضل طالب» في حلف الناتو، تحاول بولندا إشراك شركائها في مواجهة تحدي زيادة الإنفاق الدفاعي ومواجهة التهديد الروسي، حسب تقرير لصحيفة «لوفيغارو».

«الشرق الأوسط» (وارسو)
أوروبا خلال إطلاق صاروخ «أتاكمز» الأميركي الصنع نحو مياه البحر الشرقي قبالة كوريا الجنوبية في 5 يوليو 2017 (رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا باستخدام صواريخ «أتاكمز» الأميركية مجدداً وتتوعد بالرد

قالت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، إن أوكرانيا شنت هجوماً على منطقة بيلغورود بـ6 صواريخ «أتاكمز» أميركية الصنع، الخميس.

«الشرق الأوسط» (موسكو )
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ماريندرا مودي (رويترز)

تقرير: مقتل هندي في حرب أوكرانيا يجدد التوترات بين نيودلهي وموسكو

سلطت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية الضوء على قضية الهنود الذين يقتلون خلال قتالهم مع الجيش الروسي في حربه ضد أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

باريس بعد تهديدات ترمب: سنرد إذا تعرضت مصالحنا التجارية للضرر

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
TT

باريس بعد تهديدات ترمب: سنرد إذا تعرضت مصالحنا التجارية للضرر

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)

حذّر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، أمس (السبت)، من أنه «إذا تعرضت مصالحنا للضرر فسوف نرد»، في وقت ينذر فيه وصول دونالد ترمب إلى السلطة في الولايات المتحدة بعلاقات تجارية ودبلوماسية عاصفة بين واشنطن والاتحاد الأوروبي.

وقال بارو في مقابلة مع صحيفة «ويست فرنس»: «من لديه مصلحة في حرب تجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا؟ الأميركيون لديهم عجز تجاري معنا، ولكن العكس تماماً من حيث الاستثمار. فكثير من المصالح والشركات الأميركية موجود في أوروبا».

وأضاف: «إذا رفعنا رسومنا الجمركية، فستكون المصالح الأميركية في أوروبا الخاسر الأكبر. والأمر نفسه ينطبق على الطبقات الوسطى الأميركية التي ستشهد تراجع قدرتها الشرائية».

ووفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»، فقد حذر بارو قائلاً: «إذا تأثرت مصالحنا، فسوف نرد بإرادة من حديد».

وتابع: «يجب أن يدرك الجميع جيداً أن أوروبا قررت ضمان احترام العدالة في التبادلات التجارية. وإذا وجدنا ممارسات تعسفية أو غير عادلة، فسنرد عليها».

وقد هدد ترمب الذي يعود إلى البيت الأبيض، الاثنين، الأوروبيين بفرض رسوم جمركية شديدة جداً. وهو يتوقع خصوصاً أن يشتري الاتحاد الأوروبي مزيداً من النفط والغاز الأميركي ويقلل من فائضه التجاري مع الولايات المتحدة.