تتسارع تطورات الأحداث في شمال سوريا لصالح فصائل المعارضة المسلحة على اختلافها. فإلى جانب تقدم هذه الفصائل بمواجهة تنظيم داعش والقوى النظامية، على حدّ سواء، أعلن «جيش الفتح» مدينة السقيلبية في ريف حماه الغربي، منطقة عسكرية. ويأتي هذا الإعلان ردًا على قصف القوات النظامية والطيران المروحي بالبراميل المتفجرة، لقرى وبلدات سهل الغاب الواقعة في الريف الشمالي الغربي لحماه، الخاضعة لسيطرة المعارضة، خصوصًا بلدة قلعة المضيق.
هذا التطور العسكري رأى فيه عضو مجلس القيادة العسكرية في الجيش السوري الحر أبو أحمد العاصمي، دلالة بالغة الأهمية، إذ اعتبر أن «إعلان مدينة السقيلبية منطقة عسكرية يعني للنظام الكثير، كون غالبية سكان هذه المدنية هم من أبناء الطائفة العلوية». وأكد العاصمي لـ«الشرق الأوسط» أن «إعلان السقيلبية منطقة عسكرية يعدّ أعلى درجات التهديد، وأن كل شيء بات مباحًا». وقال: «فصائل المعارضة لجأت إلى هذا الخيار على قاعدة (العين بالعين والسنّ بالسن والبادئ أظلم)، واللعب بات على المكشوف، فقصف الطيران السوري للبلدات الواقعة تحت سيطرة المعارضة في سهل الغاب، وإعلان النظام وحزب الله الزبداني منطقة عسكرية ومحاصرتها وقصف المدنيين فيها، جاء الرد عليه بإعلان السقيلبية منطقة عسكرية، فإذا صعّد النظام تصعّد المعارضة، وإذا خفف ستخفف»، مضيفًا أن «الكل يعرف أن النظام والمجموعات المسلحة التابعة له هجروا أبناء المناطق التي سيطروا عليها، في حين أن المناطق التي حررها الثوار لم يتعرض أحد لأهلها، بل عملنا على حمايتهم كي لا يزيد الشقاق أكثر بين أبناء البلد الواحد».
وجاء إعلانها مدينة عسكرية بعد ساعات على قصف النظام للبلدة نفسها وإلقاء الطيران المروحي ما لا يقل عن 18 برميلاً متفجرًا عليها، ما أدى إلى مقتل 17 مواطنًا بينهم طفلة و7 نساء على الأقل و3 مقاتلين من الفصائل الإسلامية.
في هذا القوت، أفادت «وكالة أنباء الأناضول» التركية الرسمية، بأن «فصائل المعارضة السورية المنضوية تحت «جيش الفتح»، أحكمت سيطرتها على الطريق الدولي الواصل بين محافطتي حلب شمالاً واللاذقية غربًا، بعد معارك خاضتها في اليومين الماضيين جنوب غربي إدلب، وشمال سهل الغاب، غرب محافظة حماه.
ونقلت الوكالة عن مسؤول العلاقات الخارجية في فيلق الشام أحمد الأحمد، أن «إحكام السيطرة على الطريق جاء بعد تمكن المعارضة من السيطرة على النقاط القليلة المتبقية للنظام في ريف إدلب الغربي وتحريرها بشكل كامل، وذلك بعد إيقاع عشرات القتلى في صفوف النظام». وأكد الأحمد أن «أهم تلك النقاط هي سلة الزهور، وجنة القرى، وقرية الفريكة، التي تشكل همزة الوصل بين قرى مدينة جسر الشغور وبلدات سهل الغاب». ولفت إلى أن «الطريق بات يمتد من كازية الأهرام بمدخل حلب الغربي، وحتى جسر الشغور، ويبلغ طوله 125 كيلومترا».
أما الأهمية الاستراتيجية للسيطرة على هذا الطريق، فقد فسرها القائد العسكري في «لواء صقور الجبل» النقيب أبو الليث، بأن «السيطرة على الطريق بشكل كامل ستسهل وصول الإمدادات من شمال حلب وإدلب باتجاه الساحل السوري، ونقل المعركة بشكل مباشر إلى جبل التركمان وجبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي». وقال أبو الليث «إن هذا التقدم سيسهم كذلك حسم المعركة في سهل الغاب بحلب لصالح المعارضة، والتقدم باتجاه معاقل النظام في بلدتي القرور وجورين، إلى جانب تمكين فصائل المعارضة من قصف القرى الموالية للنظام في الساحل».
في هذا الوقت أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «الطيران الحربي نفذ غارة على مناطق في بلدة كنصفرة بجبل الزاوية، وغارة أخرى على مناطق في مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، كما قصف مناطق في محيط مطار أبو الظهور العسكري المحاصر من قبل (جبهة النصرة) والفصائل الإسلامية منذ أكثر من عامين، وألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على مناطق في قرى وبلدات شاغوريت والصحن وحميمات والمشيرفة وتلة خطاب».
وتحدث المرصد في المقابل عن «سقوط عشرات الصواريخ التي أطلقتها الفصائل الإسلامية على مناطق في بلدتي الفوعة وكفريا اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية والمحاصرتين من قبل (جبهة النصرة) والفصائل الإسلامية».
المعارضة السورية تحكم سيطرتها على الطريق الدولي الواصل بين حلب واللاذقية
«جيش الفتح» يرفع مستويات تهديده لحاضنة النظام العلوية بإعلان «السقيلبية» منطقة عسكرية
المعارضة السورية تحكم سيطرتها على الطريق الدولي الواصل بين حلب واللاذقية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة