انقسم أعضاء المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، بشأن التعديل الثالث عشر للإعلان الدستوري، الذي أصدره مجلس النواب ونشره في الجريدة الرسمية الأسبوع الماضي، على الرغم من تأييد رئيسهم خالد المشري الإعلان الذي رأى فيه أنه «يعطي ضمانات في حدها الأدنى للأطراف السياسية كافة بأنحاء البلاد».
وأرجأ المجلس الأعلى للدولة اليوم (الأحد) جلسته الرابعة التي كانت مقررة للتصويت على التعديل الدستوري؛ بسبب خلافات داخل المجلس، ورفض البعض عدداً من النقاط المتعلقة بشروط الترشح للرئاسة، وتوزيع المقاعد بمجلسي النواب والشيوخ.
وفي تعاطٍ مع الموقف السياسي الراهن، أعلن 68 عضواً بالمجلس تأييدهم التعديل الدستوري، مقابل 54 عضواً رفضوا الإجراء الذي اتخذه مجلس النواب بشأن إصدار التعديل ونشره في الجريدة الرسمية.
وأصدرت الجبهة المؤيدة للتعديل بياناً (الأحد) قالت فيه إنه «تعذر عقد جلسة اليوم وسط تهديدات أمنية ومشاغبات من داخل وخارج المجلس»، محملة «المسؤولية للأطراف الرافضة للتوافق»، التي رأت أنها «مستفيدة من الاستمرار في السلطة».
وبينما أكدت تأييدها للتعديل، وباركت نشره في الجريدة الرسمية وفق ما توافق عليه المجلسان، دعت رئاسة المجلس الأعلى للدولة إلى «تشكيل اللجنة المشتركة وفق التعديل الدستوري لإنجاز القوانين الانتخابية».
غير أن 54 عضواً بالمجلس الأعلى للدولة، أصدروا بياناً (الأحد) أكدوا فيه رفضهم إصدار التعديل الدستوري، ورأوا أن الخطوة التي اتخذها مجلس النواب بشأن التعديل «لن تكسبه أية مشروعية دستورية لعدم إقراره من مجلس الدولة».
ورأى المعترضون، ومن بينهم مصطفى بشير، ومحمد التومي، أن التعديل الدستوري، «أغفل إدراج شروط ترشح الرئيس المقبل للانتخابات، ومنحه صلاحيات واسعة»، كما أن المادة 29 تنص على أنه «تعتبر الانتخابات البرلمانية كأن لم تكن في حال فشل الانتخابات الرئاسية».
كما رأوا أن التعديل «لا يلزم مجلس الأمة المنتخب بإنجاز الاستحقاق الدستوري في مدة زمنية محددة»، وتابعوا أن «الضرورة تقتضي إدراج وحسم هذه المسائل في نص التعديل الدستوري، ولن يكون ترحيلها مجدياً».
وكان المشري، استبق هذا الخلاف مساء (السبت) وقال في تعليق صوتي، إن «معظم مواد التعديل الدستوري جرى الاتفاق عليها بشكل منفرد، ولم يُصوَّت عليها بشكل جماعي داخل مجلس الدولة»، رافضاً اتهام مجلسه بمحاولة «التمديد»، وقال: «نريد انتخابات تشريعية ورئاسية على أساس دستوري واضح وقوانين توافقية غير مفصلة».
وذهب المشري، إلى أن «القبول بالتعديل الدستوري الثالث عشر للإعلان الدستوري، يضمن إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية بشكل متزامن»، معتبراً أن المستفيد من تعطل المسار الدستوري بين مجلسي النواب و«الدولة» هو رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة.
ومضى المشري، قائلاً إن حكومة الدبيبة «تريد أن يكون لها دور في اللجنة الأممية المقترحة، بهدف إنتاج قوانين ترضيها كما فعلت مع لجنة الـ75»، في إشارة إلى ملتقى الحوار السياسي الليبي، الذي نتجت عنه حكومة الدبيبة في اجتماعات عقدت بجنيف.
وفي سياق قريب، ثمن الدبيبة الجهود الدولية، التي تدفع باتجاه الاستحقاقات الليبية هذا العام.
وكتب الدبيبة في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «أحيي كل الجهود التي يبذلها أصدقاء ليبيا والبعثة الأممية، من أجل الدفع لإنجاز الانتخابات الوطنية النزيهة والعادلة».
ويتضمن التعديل الثالث عشر من الإعلان الدستوري، 34 مادة، نشرها مجلس النواب الأسبوع الماضي، في الجريدة الرسمية. كان المجلس أقر في السابع من فبراير (شباط) الجاري التعديل للإعلان الدستوري الصادر في عام 2011، بشأن نظام الحكم الجديد.
وقال عضو المجلس الأعلى للدولة محمد معزب، في تصريح لموقع «ليبيا الأحرار» إن ما جاء في كلمة المشري بشأن تعاطي الأعضاء مع التعديل «غير صحيح».
وكان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا، عبد الله باتيلي، قال عبر حسابه على «تويتر»، مساء السبت، إنه التقى نائب الممثل الدائم للصين لدى الأمم المتحدة، السفير داي بينغ.
وتابع المبعوث الأممي: «تناغماً مع مبدأ إيجاد حلول أفريقية للمشكلات الأفريقية، اتفقنا على دعم حل وطني للأزمة في ليبيا من خلال انتخابات عام 2023».
وفي شأن مختلف، أرجأت محكمة استئناف مصراتة حكمها في قضية انتماء 56 متهماً إلى تنظيم «داعش».
انقسام «الأعلى للدولة» الليبي بشأن شروط ترشح الرئيس المقبل
مشادات وخلافات حول تعديل مجلس النواب لـ«الإعلان الدستوري»
انقسام «الأعلى للدولة» الليبي بشأن شروط ترشح الرئيس المقبل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة