«تاج» يُعيد قضية «السرقات الفنية» للواجهة في مصر

ممثل يتهم صناع الفيلم بـ«الاستيلاء» على فكرته

الفنان المصري أحمد التهامي (فيسبوك)
الفنان المصري أحمد التهامي (فيسبوك)
TT

«تاج» يُعيد قضية «السرقات الفنية» للواجهة في مصر

الفنان المصري أحمد التهامي (فيسبوك)
الفنان المصري أحمد التهامي (فيسبوك)

أعاد اتهام الفنان المصري أحمد التهامي صناع فيلم «تاج» بـ«سرقة فكرة فيلمه» قضية السرقات الفنية للواجهة مجدداً في مصر، حيث تم تداول منشور التهامي الذي كتبه على «فيسبوك» بشكل واسع، حيث قال إن فكرة فيلم «تاج» مسجلة باسمه في المصنفات الفنية منذ عام 2017، حيث تدور الفكرة حول شخصيتين خارقتين توأم لأول مرة في السينما العربية.
وأضاف التهامي في منشوره «رغم أنني لم أتحدث من قبل في هذا الأمر، فإنني أعي جيداً أنني لم أحصل على حقي الفني والأدبي والمادي بالشكل الذي يليق بمجهودي خلال مشواري الفني»، متابعاً «عندما أرى مشروع عمري يتم سرقته بعد أن عرضته على معظم شركات الإنتاج في مصر فلن أصمت مجدداً»، معتبراً الفنان تامر حسني صديقه، ولن يقبل باستباحة حق من حقوقه، حسب قوله.

في المقابل، قالت مخرجة فيلم «تاج» سارة وفيق، إن «أحمد التهامي تواصل مع المنتج أحمد بدوي أحد منتجي الفيلم، وتأكد بنفسه أن قصة فيلم (تاج) بطولة تامر حسني، وساندي، وبيومي فؤاد تختلف عن قصته تماماً». وأضافت وفيق في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»: «التهامي تقدم بالاعتذار للمنتج أحمد بدوي، مؤكداً احترامه للفنان تامر حسني، وأنه يكن له كل التقدير»، ولفتت سارة وفيق إلى أن «التهامي ذكر موقف الفنان تامر حسني ودعمه له عندما أسند له دوراً محوريا في فيلم (عمر وسلمى 3)» على حد تعبيرها.
لكن التهامي، قال في تصريحات إلى «الشرق الأوسط» إن «المنتج أحمد بدوي تواصل معه بالفعل، وطالبه بالرجوع للمصنفات الفنية؛ للتأكد من عدم تشابه فكرته مع فكرة فيلم (تاج)».
وأضاف التهامي أنه «توقع أن يجتمع معه المنتج أحمد بدوي، أو أن يتواصل معه تامر حسني شخصياً للوقوف على تفاصيل الأمر مثلما فعلها من قبل وطلب منه مشاركته بطولة فيلم (عمر وسلمى)، لكن هذا لم يحدث».
وأوضح التهامي أنه «لا يفتعل أزمات ولا يسعى للترند، بل يعمل بالفن بلا واسطة، ويشعر أنه مهمش، ولم يحصل على حقه المهني رغم مشاركته في أعمال مع الفنان عادل إمام».
متابعاً «الفن هو مهنتي الوحيدة التي أستند عليها أنا وأسرتي»، لكنه شدد على «عدم لجوئه للقضاء لحل الأزمة»، آملاً في «الحل الودي»، منوهاً إلى أنه «من الممكن تقديم الفيلم بشكل كوميدي أو أكشن أو تراجيدي مثلما حدث من قبل في أفلام سابقة»، لافتاً إلى أنه «سيظل وراء حلمه الذي كتبه ويطمح لبطولته حتى يرى النور».
وواجهت أفلام وأغانٍ عدة اتهامات بـ«السرقة» على مدار السنوات العشر الأخيرة، بينما لم يتم إدانة صناعها قضائياً أو إدارياً في مصر، رغم رواج تلك الاتهامات على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل لافت، وانتهى الكثير من اتهامات السرقة باعتذار المُتهمين، على غرار اعتذار المطرب الشاب محمود المنسي، للفنان أكرم حسني، الذي اتهمه الأول باقتباس لحن الأغنية التي غناها الفنان محمد منير، من أغنيته «ولد الهلالية» التي نشرها المنسي عام 2017.
وشارك أحمد التهامي في عدد من الأعمال الفنية، من بينها مسلسلات «البرنسيسة بيسة»، و«قمر هادي»، و«قيد عائلي»، و«كلبش 2»، و«يوميات زوجة مفروسة»، و«هربانة منها»، و«هوجان» وأفلام: «واحد صعيدي»، و«عمر وسلمى 3»، و«كازانوفا»، و«حملة فرعون»، و«زنزانة 7»، بجانب مشاركته مع الفنان عادل إمام في مسلسل «فرقة ناجي عطا لله»، وفيلم «التجربة الدنماركية»، ومسرحية «بودي جارد».



عائلة سعودية تتوارث لقب «القنصل الفخري» على مدار سبعة عقود

الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)
الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)
TT

عائلة سعودية تتوارث لقب «القنصل الفخري» على مدار سبعة عقود

الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)
الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)

في حالة استثنائية تجسد عمق الالتزام والإرث الدبلوماسي، حملت أسرة بن زقر التجارية العريقة في مدينة جدة (غرب السعودية) شرف التمثيل القنصلي الفخري لجمهورية فنلندا عبر 3 أجيال متعاقبة، في مسيرة دبلوماسية وتجارية متواصلة امتدت لأكثر من 7 عقود.

بدأت القصة كما يرويها الحفيد سعيد بن زقر، في أعقاب انتهاء الحرب العالمية الثانية، عندما علم الجد سعيد بن زقر، بوجود جالية مسلمة في فنلندا تعاني من غياب مسجد يجمعهم، وهو ما دفعه إلى اتخاذ قرار بالسفر إلى هناك لبناء مسجد يخدم احتياجاتهم الدينية.

الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)

لكن الشيخ سعيد واجه بعض التحديات كما يقول الحفيد في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، تتمثل في منع القانون الفنلندي تنفيذ المشروع في ذلك الوقت، وأضاف: «بعد تعثر بناء المسجد، تقدمت الجالية المسلمة هناك بطلب رسمي إلى الحكومة الفنلندية لتعيين الجد سعيد قنصلاً فخرياً يمثلهم، وهو ما تحقق لاحقاً بعد موافقة الحكومة السعودية على ذلك».

وفي وثيقة مؤرخة في السابع من شهر سبتمبر (أيلول) 1950، اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، تظهر موافقة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، على تعيين الشيخ سعيد بن زقر قنصلاً فخرياً لحكومة فنلندا في جدة.

وجاء في الوثيقة: «فلما كان حضرة صاحب الفخامة رئيس جمهورية فنلندا، قد عيّن بتفويض منه السيد سعيد بن زقر قنصلاً فخرياً لحكومة فنلندا في جدة، ولما كنا قد وافقنا على تعيينه بموجب ذلك التفويض، فأننا نبلغكم بإرادتنا هذه أن تتلقوا السيد سعيد بن زقر بالقبول والكرامة وتمكنوه من القيام بأعماله وتخوّلوه الحقوق المعتادة وتمنحوه المميزات المتعلقة بوظيفته».

وثيقة تعيين الجد سعيد بن زقر صادرة في عهد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه (الشرق الأوسط)

وأضاف الحفيد سعيد، القنصل الفخري الحالي لفنلندا: «أعتقد أن جدي كان من أوائل القناصل الفخريين في جدة، حيث استمر في أداء مهامه حتى عام 1984، لينتقل المنصب بعد ذلك إلى والدي، الذي شغله حتى عام 2014، قبل أن يتم تعييني خلفاً له قنصلاً فخرياً».

وفي إجابته عن سؤال حول آلية تعيين القنصل الفخري، وما إذا كانت العملية تُعد إرثاً عائلياً، أوضح بن زقر قائلاً: «عملية التعيين تخضع لإجراءات دقيقة ومتعددة، وغالباً ما تكون معقدة، يبدأ الأمر بمقابلة سفير الدولة المعنية، يعقبها زيارة للدولة نفسها وإجراء عدد من المقابلات، قبل أن تقرر وزارة الخارجية في ذلك البلد منح الموافقة النهائية».

الأب محمد بن زقر عُين قنصلاً فخرياً على مستوى مناطق المملكة باستثناء الرياض مقر السفارة (الشرق الأوسط)

وتابع قائلاً: «منصب القنصل الفخري هو تكليف قبل أن يكون تشريفاً، حيث تلجأ بعض الدول إلى تعيين قناصل فخريين بدلاً من افتتاح قنصلية رسمية، لتجنب الأعباء المالية، وعادةً ما يتحمل القنصل الفخري كل التكاليف المترتبة على أداء مهامه».

ووفقاً للأعراف الدبلوماسية فإن لقب القنصل الفخري، هو شخص من مواطني الدولة الموفد إليها، بحيث تكلفه الدولة الموفِدة التي لا توجد لديها تمثيل دبلوماسي بوظائف قنصلية إضافة إلى عمله الاعتيادي الذي عادة ما يكون متصلاً بالتجارة والاقتصاد.

يسعى الحفيد سعيد بن زقر إلى مواصلة إرث عائلته العريق في تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين السعودية وفنلندا، والارتقاء بها إلى مستويات متقدمة في شتى المجالات. يقول بن زقر: «منذ تعييني في عام 2014، حرصت على تأسيس شركات وإيجاد فرص استثمارية في فنلندا، خصوصاً في مجالات تكنولوجيا الغذاء والوصفات الصناعية، إذ تتميز فنلندا بعقول هندسية من الطراز الأول، وهو ما يفتح آفاقاً واسعة للتعاون والابتكار».

الحفيد سعيد بن زقر القنصل الفخري الحالي لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)

ويرى القنصل الفخري لجمهورية فنلندا أن هناك انفتاحاً سعودياً ملحوظاً على دول شمال أوروبا، ومن بينها فنلندا، وأوضح قائلاً: «تتركز الجهود بشكل كبير على شركات التعدين الفنلندية التي تُعد من بين الأكثر تقدماً في العالم، إلى جانب وجود فرص واعدة لم تُستغل بعدُ في مجالات صناعة السيارات، والطائرات، والصناعات الدفاعية».

وفي ختام حديثه، أشار سعيد بن زقر إلى أن القنصل الفخري لا يتمتع بجواز دبلوماسي أو حصانة دبلوماسية، وإنما تُمنح له بطاقة تحمل مسمى «قنصل فخري» صادرة عن وزارة الخارجية، وبيّن أن هذه البطاقة تهدف إلى تسهيل أداء مهامه بما يتوافق مع لوائح وزارة الخارجية والأنظمة المعتمدة للقناصل الفخريين بشكل رسمي.