قوات الأكراد والنظام السوري تطرد «داعش» من الحسكة

14 برميلاً متفجرًا وستة صواريخ فراغية أسقطت على الزبداني

قوات الأكراد والنظام السوري تطرد «داعش» من الحسكة
TT

قوات الأكراد والنظام السوري تطرد «داعش» من الحسكة

قوات الأكراد والنظام السوري تطرد «داعش» من الحسكة

تمكنت قوات النظام السوري ووحدات حماية الشعب الكردية الثلاثاء من طرد تنظيم داعش من مدينة الحسكة بعد معارك استمرت نحو الشهر، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكان التنظيم المتطرف نفذ هجوما على مواقع القوات النظامية في المدينة في 25 يونيو (حزيران) تمكن خلاله من السيطرة على بعض الأحياء الجنوبية.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «تمكنت قوات النظام من طرد التنظيم من آخر موقع كان يسيطر عليه في حي الزهور في جنوب الحسكة».
وأشار إلى استمرار «الاشتباكات في الضواحي الجنوبية للمدينة مع عناصر من التنظيم محاصرين، بينما يتم تمشيط حي الزهور ومناطق أخرى بحثًا عن عناصر قد يكونون مختبئين».
وتتقاسم وحدات حماية الشعب الكردية السيطرة على مدينة الحسكة مع قوات النظام. وبعد أيام من بدء الهجوم، انضم الأكراد إلى المعركة وفتحوا جبهة أخرى في جنوب المدينة، وحققوا تقدما كبيرا بدعم من مقاتلين من عشائر عربية، أدى خلال الأيام الأخيرة إلى محاصرة مقاتلي «داعش» في أجزاء صغيرة في جنوب المدينة.
وقال عبد الرحمن إن المعركة تسببت بمقتل 120 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين له وعشرات المقاتلين الأكراد، كما قتل 287 عنصرا من التنظيم المتطرف، بينهم 26 مقاتلا تحت سن الثامنة عشرة. وقضى هؤلاء في الاشتباكات وفي تفجيرات انتحارية وفي غارات نفذها الائتلاف الدولي بقيادة أميركية في محيط المدينة خلال فترة المعارك.
واستخدم «داعش» 21 سيارة مفخخة في العمليات الانتحارية، بالإضافة إلى تفجير انتحاريين أنفسهم خلال الاقتحامات. ونزح خلال الأيام الأولى للمعركة نحو 120 ألف مدني من الأحياء التي شهدت معارك، بحسب أرقام الأمم المتحدة.
وفي جبهة درعا جنوب البلاد تمكنت المعارضة من استحداث مواقع جديدة بين الأبنية بعد تدمير دشم عناصر النظام ووسائط خطوط النار التابعة للنظام في الخطوط المتقدمة.
وأكد مراسل «الهيئة السورية للإعلام» أنه تم تكبيد النظام الخسائر البشرية والمادية، إضافة إلى استهداف المعارضة لـ116 نقطة لتجمع عناصره، وفقا لما تفيد به وحدة الرصد والمتابعة.
وأفاد المراسل بأن الطيران المروحي التابع لقوات الأسد ألقى البراميل المتفجرة على حي طريق السد والمخيم في محافظة درعا، ما أدى إلى سقوط كثير من الجرحى في صفوف المدنيين. وأضافت الهيئة أن الطيران الحربي شن غارتين جويتين على بلدتي صيدا والمسيفرة، بالتزامن مع تعرض بلدة اليادودة للقصف المدفعي من دبابات النظام، دون ورود أنباء عن وقوع إصابات.
وتعرضت الزبداني بريف دمشق، أمس، لقصف جوي شنّه الجيش النظامي بـ14 برميلاً متفجرًا وستة صواريخ فراغية، أسفرت عن إصابة مدنيين وعدد من مقاتلي المعارضة في منطقة السهل.
وقال «مكتب أخبار سوريا» إنه دارت اشتباكات صباح أمس على محاور عدة في مدينة الزبداني الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف دمشق الغربي، وذلك إثر محاولة القوات السورية النظامية المدعومة بحزب الله اللبناني، اقتحام الزبداني وبلدتي مضايا وبقين المجاورتين.
وأوضح الناشط الإعلامي وسيم سعد، للمكتب، أن عناصر من الجيش النظامي وحزب الله حاولوا التقدم في بلدة مضايا، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مع فصائل المعارضة، أسفرت عن مقتل عنصر من المعارضة وإصابة آخرين من القوات النظامية التي «فشلت» في محاولتها بعد ساعات من المعارك.
وفي بقين المجاورة، تصدّت أمس كتائب المعارضة لمحاولة اقتحام نفذها جنود نظاميون على البلدة من محورها الجنوبي، ما أدى إلى مقتل أربعة عناصر وجرح آخرين تابعين للمعارضة، بينما قُتل مدني على الأقل وجُرح آخرون، جراء الاشتباكات التي دارت أثناء الاقتحام.
وأكدت مصادر من بقين أن قوات الدفاع الوطني النظامي في المنطقة أنذرت مختار بلدة بقين ورئيس بلديتها وأعطتهم مهلة حتى الساعة الخامسة من فجر أمس، لتسليم من وصفتهم «بالمسلحين والمنشقين عن الجيش النظامي»، وإلا ستقوم بقصف البلدة بالبراميل المتفجرة واقتحامها، لتعاود وتمدد المهلة حتى الساعة الخامسة من ظهر أمس.
وبيّنت المصادر أن حالة من «الخوف» انتشرت بين أهالي البلدة من تبعات القصف على بقين واقتحامها، خصوصا أنها تضم نحو 30 ألف مدنيًا بينهم نازحون من الزبداني ومضايا وقرى ريف دمشق الغربي.
ومن جانبهم، نشر ناشطون مدنيون معارضون على مواقع التواصل الاجتماعي «نداءً عاجلاً»، ناشدوا عبره هيئة الأمم المتحدة للتدخل الفوري لمنع قصف بقين، محملين المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي مستورا، مسؤولية ما سيحصل من «مجازر» إذا نفذت القوات النظامية تهديدها.



​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
TT

​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)

يتكبد المزارعون اليمنيون خسائر كبيرة بسبب موجة الصقيع التي تشهدها البلاد بفعل الموجة الباردة التي تمر بها منطقة شبه الجزيرة العربية تزامناً مع عبور منخفض جوي قطبي، فيما يحذر خبراء الأرصاد من اشتدادها خلال الأيام المقبلة، ومضاعفة تأثيراتها على السكان والمحاصيل الزراعية.

واشتكى مئات المزارعين اليمنيين في مختلف المحافظات، خصوصاً في المرتفعات الغربية والوسطى من تضرر محاصيلهم بسبب الصقيع، وتلف المزروعات والثمار، ما تسبب في خسائر كبيرة لحقت بهم، في ظل شحة الموارد وانعدام وسائل مواجهة الموجة، مع اتباعهم طرقاً متعددة لمحاولة تدفئة مزارعهم خلال الليالي التي يُتوقع فيها زيادة تأثيرات البرد.

وشهد عدد من المحافظات تشكّل طبقات رقيقة من الثلج الناتجة عن تجمد قطرات الندى، خصوصاً فوق المزروعات والثمار، وقال مزارعون إن ذلك الثلج، رغم هشاشته وسرعة ذوبانه، فإنه أسهم في إتلاف أجزاء وكميات من محاصيلهم.

وذكر مزارعون في محافظة البيضاء (270 كيلومتراً جنوب شرقي صنعاء) أن موجة الصقيع فاجأتهم في عدد من الليالي وأتلفت مزروعاتهم من الخضراوات، ما دفعهم إلى محاولات بيع ما تبقى منها قبل اكتمال نضوجها، أو تقديمها علفاً للمواشي.

خضراوات في محافظة عمران أصابها التلف قبل اكتمال نضجها (فيسبوك)

وفي مديرية السدة التابعة لمحافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، اشتكى مزارعو البطاطس من تلف الثمار خلال الأيام الماضية، بينما كانوا ينتظرون اكتمال نضوجها للبدء في تسويقها ونقلها إلى منافذ البيع.

ويعتزم غالبية المزارعين التوقف عن الزراعة خلال الأسابيع المقبلة حتى تنتهي موجة الصقيع، مشيرين إلى أن تأثير الموجة يكون أشد على المزروعات في بداية نموها، بينما يمكن للمزروعات التي نمت بشكل كافٍ أن تنجو وتكمل نموها، إلا أنها لن تصل إلى مستوى عالٍ من الجودة.

أسبوع من الخطر

في غضون ذلك حذّر مركز الإنذار المبكر في محافظة حضرموت السكان من موجة برد شديدة، وتشكّل الصقيع على مناطق الداخل، خلال الأيام المقبلة، داعياً إلى اتخاذ أقصى التدابير، واتباع الإرشادات الصحية للوقاية من ضربات البرد القارس، واستخدام وسائل التدفئة الآمنة مع رعاية كبار السن والأطفال من تأثيراتها.

طفلة يمنية بمحافظة تعز تساعد عائلتها في أعمال الزراعة (فيسبوك)

ونبّه المركز المزارعين لضرورة اتباع إرشادات السلامة لحماية محاصيلهم من آثار تشكل الصقيع المتوقع تحديداً على المرتفعات والأرياف الجبلية في مختلف المحافظات.

وخصّ بتحذيراته الصيادين والمسافرين بحراً من اضطراب الأمواج، واشتداد الرياح في مجرى المياه الإقليمية وخليج عدن وحول أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي، وسائقي المركبات في الطرق الطويلة من الغبار وانتشار العوالق الترابية نتيجة هبوب رياح نشطة السرعة، وانخفاض مستوى الرؤية الأفقية.

وطالب المركز باتخاذ الاحتياطات لتجنيب مرضى الصدر والجهاز التنفسي مخاطر التعرض للغبار خاصة في المناطق المفتوحة والصحراوية.

وتتضاعف خسائر المزارعين في شمال اليمن بسبب الجبايات التي تفرضها الجماعة الحوثية عليهم، فعلى الرغم من تلف محاصيلهم بسبب الصقيع، فإن الجماعة لم تعفهم من دفع المبالغ المقررة عليهم، خصوصاً أنها - كما يقولون - لجأت إلى فرض إتاوات على محاصيلهم قبل تسويقها وبيعها.

طبقة من الثلج تغطي خيمة نصبها مزارع يمني لحماية مزروعاته من الصقيع (إكس)

ومن جهتهم، حذّر عدد من خبراء الأرصاد من خلال حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من موجة برد شديدة تستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل، على مختلف المناطق والمحافظات، بما فيها الصحارى، وتصل فيها درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، مع احتمالات كبيرة لإتلاف مختلف المزروعات والمحاصيل.

صقيع وجراد

وتؤثر موجات الصقيع على أسعار الخضراوات والفواكه بسبب تراجع الإنتاج وارتفاع تكلفته، وإلى جانب ذلك تقل جودة عدد من المنتجات.

وأوضح خبير أرصاد في مركز الأرصاد الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية أن كتلة هوائية قطبية بدأت، أخيراً، التقدم باتجاه المناطق الشمالية والصحراوية، مع هبوب الرياح الشمالية الجافة، متوقعاً أن تسهم في إثارة ونقل كميات كبيرة من الغبار يمتد تأثيرها إلى خارج البلاد.

يمني في محافظة ذمار يتجول على دراجته ملتحفاً بطانية (فيسبوك)

ووفق الخبير الذي طلب التحفظ على بياناته، بسبب مخاوفه من أي عقوبات توقعها الجماعة الحوثية عليه بسبب حديثه لوسائل إعلام غير تابعة لها، فمن المحتمل أن تكون هذه الكتلة الهوائية القطبية هي الأشد على البلاد منذ سنوات طويلة، وأن تمتد حتى السبت، مع وصول تأثيراتها إلى كامل المحافظات.

وبيّن أن التعرض للهواء خلال هذه الفترة قد يتسبب في كثير من المخاطر على الأفراد خصوصاً الأطفال وكبار السن، في حين سيتعرض كثير من المزروعات للتلف، خصوصاً في المرتفعات والسهول المفتوحة، مع احتمالية أن تنخفض هذه المخاطر على المزارع في الأودية والمناطق المحاطة بالمرتفعات.

ووفقاً للخبراء الزراعيين، فإن الصقيع يتسبب في تجمد العصارة النباتية في أوراق النباتات وسيقانها الطرية، وبمجرد شروق الشمس، وتغيّر درجات الحرارة، تتشقق مواضع التجمد أو تذبل، تبعاً لعوامل أخرى.

تحذيرات أممية من عودة الجراد إلى اليمن خلال الأسابيع المقبلة (الأمم المتحدة)

وطبقاً لعدد من الخبراء استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم، فإن تأثيرات الصقيع تختلف بحسب تعرض المزارع للرياح الباردة، إلا أن تعرض المزروعات للرياح الباردة في المرتفعات لا يختلف كثيراً عن وقوع نظيرتها في الأودية والسهول تحت تأثير الهواء الساكن شديد البرودة.

وفي سياق آخر، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) تحذيراً من غزو الجراد في اليمن، بعد انتشار مجموعات قليلة منه على سواحل عدة دول مطلة على البحر الأحمر، بما فيها السواحل اليمنية.

وتوقعت المنظمة في تقرير لها أن تزداد أعداد الجراد وتتكاثر في اليمن خلال فصل الشتاء، وأن تتجه الأسراب إلى سواحل البحر الأحمر للتكاثر، ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد الجراد في المنطقة، بما يشمل اليمن.

ويعدّ الجراد من أكثر التهديدات التي تواجهها الزراعة في اليمن، ويخشى أن يؤثر وصول أسرابه إلى البلاد على الأمن الغذائي.