تدريبات مكثفة لجنود أوكرانيين على دبابات «ليوبارد» في ألمانيا

الجنديان الأوكرانيان فيتالي (يسار) وأناتولي يردان برفقة مترجم على أسئلة الإعلام أمام مدرعة بمنطقة تدريب الجيش الألماني في مدينة مونستر الألمانية (أ.ب)
الجنديان الأوكرانيان فيتالي (يسار) وأناتولي يردان برفقة مترجم على أسئلة الإعلام أمام مدرعة بمنطقة تدريب الجيش الألماني في مدينة مونستر الألمانية (أ.ب)
TT

تدريبات مكثفة لجنود أوكرانيين على دبابات «ليوبارد» في ألمانيا

الجنديان الأوكرانيان فيتالي (يسار) وأناتولي يردان برفقة مترجم على أسئلة الإعلام أمام مدرعة بمنطقة تدريب الجيش الألماني في مدينة مونستر الألمانية (أ.ب)
الجنديان الأوكرانيان فيتالي (يسار) وأناتولي يردان برفقة مترجم على أسئلة الإعلام أمام مدرعة بمنطقة تدريب الجيش الألماني في مدينة مونستر الألمانية (أ.ب)

على مدى 12 ساعة يومياً، وستة أيام في الأسبوع، يحضر بضع مئات من الجنود الأوكرانيين دورة مكثفة على تشغيل الدبابات في ألمانيا، مصممين على التدرّب بسرعة للعودة إلى القتال.
ويقول أحدهم ويدعى فيتالي: «رفاقنا ينتظروننا»، وقد لف وجهه بوشاح لإخفاء هويته. وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية: «إنهم ينتظرون عودتنا إلى أوكرانيا في أسرع وقت، والمساهمة في دحر العدو».
وفيتالي من بين جنود تلاميذ يتعلمون أسس صيانة وتشغيل دبابات «ليوبارد - 2» الألمانية الصنع، وكذلك عربات الجنود المدرعة ماردر.
وكان حلفاء غربيون قد وعدوا كييف بهذه المعدات، لكن قبل أن تصل إلى أوكرانيا ينبغي تدريب الجنود على طريقة تشغيلها.
وسيتدرب الأوكرانيون الذين جاء بعضهم من جبهات القتال، على تشغيل الدبابة، وقيادتها وإطلاق النيران منها في غضون بضعة أسابيع بوسط الغابة، على مقربة من بلدة مونستر الصغيرة.
وتبدو الحرب بعيدة كل البعد عن الكلية العسكرية، حيث ركنت دبابات «ليوبارد - 2» في حظائر خلف أبواب بيضاء كبيرة، لكن بلداتهم حاضرة دائماً في عقول العسكريين المتدربين «المندفعين جداً» مثلما يصفهم المدرب اللفتنانت كولونيل ماركوس دي.

قيادة «مرسيدس»

معظم المتدربين الأوكرانيين لديهم معرفة محدودة بالدبابات، و«قرابة 20 في المائة» فقط من التلاميذ هم من لديهم بعض الخبرة بخصوص تلك المدرعات، وفق بيتر، اللفتنانت الألماني المكلف ببرنامج التدريب.
والذين تولوا قيادة دبابة من قبل قاموا بتشغيل آليات سوفياتية الصنع لا تشبه دبابات «ليوبارد» و«ماردر» عالية المواصفات. وقال الجندي الأوكراني أناتولي: «إنه كالفارق بين قيادة مرسيدس وجيغولي»، مقارناً بين السيارة الألمانية الفخمة وسيارة سيدان سوفياتية.
سيمضي الأوكرانيون خمسة أسابيع في دورة التدريب المكثفة. وقال الضابط بيتر: «عادة، يستغرق الأمر ضعف ذلك الوقت». ولعدم إهدار الوقت يستريح الجنود الأحد فقط. ويضيف بيتر أنه إذا تأخر الجنود في التدريب «نعمل الأحد أيضاً».

والدورات التي يُشرف عليها ألمان تُترجم مباشرة إلى الأوكرانية؛ ما يجعل عملية التعليم أبطأ، ويطغى على الدورات الطابع العملي مع القليل من المحتوى النظري.
وغالبية التدريب الفعلي تجري على أجهزة محاكاة دبابات موضوعة في حاويات، لكن لدى المتدربين الفرصة أيضاً لتجريب مهاراتهم على العربات نفسها.
ورغم البرنامج المكثف يقول المدربون الألمان إنهم على ثقة بأن الأوكرانيين سيبلغون أهدافهم.
وقال أناتولي (33 عاماً) الذي يتلقى تدريباً على دبابة ماردر: «المسألة صعبة، لكن ليس لدينا خيار».
والفكرة المتمثلة بإرسال دبابات لخوض حرب في قلب أوروبا لا تريح ألمانيا، التي يرخي ماضيها النازي بثقله على تاريخها.

وبعد أشهر من التردد وافقت برلين في يناير (كانون الثاني) الماضي على إرسال 14 من دباباتها الحديثة «ليوبارد - 2 إيه6» إلى أوكرانيا؛ لمساعدتها في التصدي للقوات الروسية.
لكن مشاعر الفخر لا تزال تهيمن على الجنود الألمان.
وقال شتيفان المدرب الألماني على عربات ماردر: «نعلم أن ما نعلمه لزملائنا الأوكرانيين سيوضع موضع التنفيذ في الجبهة، وسنتمكن من القول إننا أسهمنا».
ولا يشك الأوكرانيون في أن الدبابات الثقيلة سيكون لها دور مساعد. وقال أناتولي: «سيكون للدبابات تأثير إيجابي، والمعنويات ستكون أفضل بالتأكيد».


مقالات ذات صلة

روسيا تعلن اعتراض 8 صواريخ أميركية الصنع أُطلقت من أوكرانيا

أوروبا صورة تظهر حفرة بمنطقة سكنية ظهرت بعد ضربة صاروخية روسية في تشيرنيهيف الأوكرانية (رويترز)

روسيا تعلن اعتراض 8 صواريخ أميركية الصنع أُطلقت من أوكرانيا

أعلن الجيش الروسي اليوم (السبت)، أنه اعترض 8 صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا في اتجاه أراضيه.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا رجال إنقاذ أوكرانيون في موقع هجوم مسيّرة روسية بكييف (إ.ب.أ)

مقتل 5 أشخاص على الأقل بهجمات متبادلة بين روسيا وأوكرانيا

أسفرت هجمات روسية بمسيّرات وصواريخ على أوكرانيا، يوم الجمعة، عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقلّ، في حين قُتل شخصان في ضربات أوكرانية طالت مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو - كييف)
أوروبا ترمب وزيلينسكي (أ.ف.ب)

زيلينسكي: ترمب قادر على وقف بوتين

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الخميس إن بمقدور الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب أن يحسم نتيجة الحرب المستعرة منذ 34 شهرا مع روسيا،

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناة تلغرام)

زيلينسكي: عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات ترمب قد يساعد في إنهاء حرب أوكرانيا

اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس أن عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب قد يساعد على إنهاء الحرب مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف )
أوروبا صورة من مقطع فيديو نشرته وزارة الدفاع الروسية 7 نوفمبر 2024 يُظهر جنوداً من الجيش الروسي خلال قتالهم في سودجانسكي بمنطقة كورسك (أ.ب)

روسيا: كبّدنا القوات الأوكرانية خسائر جسيمة على محور كورسك

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، اليوم الخميس، أن الجيش الروسي استهدف القوات المسلحة الأوكرانية بمقاطعة كورسك، وكبّدها خسائر فادحة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.