ثلث الأطفال المرضى يحصلون على مخفضات الحرارة دون داعٍ

الارتفاع البسيط في درجات الحرارة لا يحتاج لتدخلات دوائية (أرشيفية)
الارتفاع البسيط في درجات الحرارة لا يحتاج لتدخلات دوائية (أرشيفية)
TT

ثلث الأطفال المرضى يحصلون على مخفضات الحرارة دون داعٍ

الارتفاع البسيط في درجات الحرارة لا يحتاج لتدخلات دوائية (أرشيفية)
الارتفاع البسيط في درجات الحرارة لا يحتاج لتدخلات دوائية (أرشيفية)

بالنسبة لكثيرين من الأطفال، يأتي فصل الشتاء مع التعرض للفيروسات المنتشرة في المدرسة، وغالباً ما تكون الجبهة الدافئة من أولى العلامات الواضحة على إصابة الطفل بمشكلة صحية، لكن دراسة أميركية حديثة لباحثين من مستشفى الأطفال، التابعة لجامعة ميشيغان الصحية، أظهرت أن بعض الآباء لا يتعاملون مع تلك المشكلة بشكل جيد.
وخلال استطلاع صحي جرى إجراؤه، خلال الدراسة المنشورة نتائجها، اليوم الاثنين، في الموقع الرسمي لجامعة ميشيغان، وشارك فيه ألف و376 من آباء الأطفال، الذين تبلغ أعمارهم 12 عاماً أو أقل، وجد الباحثون أن ثلث الأطفال (1 من كل 3)، قد لا تقاس درجة حرارته بشكل جيد أو يحصل على التدخل الصحي المناسب لدرجة حرارته.
وتقول سوزان وولفورد، الباحثة الرئيسية بالدراسة: «بينما يدرك معظم الآباء أن الحرارة منخفضة الدرجة تساعد جسم الطفل على محاربة العدوى، فإن بعضهم يعطي دواء لخفض درجات الحرارة المرتفعة التي تقل عن 38 درجة، وهو أمر غير موصى به». وغالباً ما يقلق الآباء بشأن الحرارة المرتفعة ويريدون بذل كل ما في وسعهم لخفضها، وقد يندفع بعض الآباء على الفور لإعطاء أطفالهم الأدوية، ولكن غالباً ما يكون من الأفضل ترك الحمى تأخذ مجراها. وتضيف: «لا يساعد خفض درجة حرارة الطفل عادة في علاج المرض بشكل أسرع، وفي الواقع تساعد الحمى المنخفضة الدرجة على محاربة العدوى».
وهناك عدد من الأسباب التي تجعل الحمى منخفضة الدرجة تأخذ مجراها عند الأطفال الأكبر سناً، ويرجع ذلك أساساً إلى أنها تعمل بوصفها سلاحاً لقتل الفيروس أو البكتيريا المسبِّبة للمرض، كما توضح وولفورد.
وتشير الدلائل إلى أن الحمى جزء من الاستجابة المناعية لمنع الفيروسات والبكتيريا من التكاثر، وكذلك إنتاج المزيد من خلايا الدم البيضاء والأجسام المضادة. وتقول إن «الأدوية المستخدمة لخفض درجات الحرارة تعالج الألم أيضاً، لكن الألم غالباً ما يكون علامة تساعد في تحديد مصدر العدوى، ومن خلال إخفاء الألم قد يؤخر العلاج الخافض للحمى التشخيص ويؤخر تلقي العلاج، إذا لزم الأمر».
لكن هذا لا يعني أن الأدوية المخفِّضة للحرارة غير مفضَّلة، ولكن ما يسعى الباحثون إلى تأكيده هو استخدامها عندما تكون درجة الحرارة مرتفعة جداً، وليس لمجرد أنها أصبحت أعلى قليلاً من 37 درجة. وتضيف وولفورد: «يختلف الوضع بالنسبة للرضع والأطفال حديثي الولادة الذين تبلغ أعمارهم 3 أشهر أو أقل، إذ يجب أن تؤدي أي علامة على وجود حمى إلى استدعاء مقدم الخدمة الطبية».



حلُّ لغز العمر الحقيقي لأكبر تمساح في العالم

علاقة آلمها الفراق (إ.ب.أ)
علاقة آلمها الفراق (إ.ب.أ)
TT

حلُّ لغز العمر الحقيقي لأكبر تمساح في العالم

علاقة آلمها الفراق (إ.ب.أ)
علاقة آلمها الفراق (إ.ب.أ)

لعقود، تولّى حارس الحدائق جورج كريغ رعاية تمساح طوله 5.5 متر، يُدعى «كاسيوس». وبعد تقاعده، توقّف التمساح عن الأكل، ودخل في حالة «تدهور سريع».

ووفق «الغارديان»، يحاول الباحثون تحديد العمر الحقيقي لأكبر تمساح في العالم بعد نفوقه في نهاية الأسبوع.

ونفق «كاسيوس»، حامل الرقم القياسي العالمي في موسوعة «غينيس»، لاعتقاد أنه يبلغ 110 أعوام على الأقل، في «مارينلاند ميلانيزيا» بجزيرة غرين الأسترالية، حيث عاش منذ عام 1987.

ولا يزال السبب الدقيق لنفوقه مجهولاً، لكنّ الاحتمال الأكبر يتعلّق بالشيخوخة. وجاء النفوق بعد أسابيع من رحيل أفضل صديق له، مالك «مارينلاند ميلانيزيا»، جورج كريغ، عن الجزيرة، وانتقاله إلى دار للمسنّين.

التمساح العملاق ينفق والعزاء يتدفّق (رويترز)

من جهته، قال حفيد كريغ، تودي سكوت: «يسهُل افتراض أنّ التوتر عجَّل نفوقه، خصوصاً أنّ صلةً وثيقةً تربط جدّي و(كاسيوس)».

وأضاف: «بعد مغادرة كريغ الجزيرة، راح التمساح يرفض الطعام، وبعد أسبوعين وجدناه فاقداً للوعي. 37 عاماً قضياها معاً، وبُعيد أسابيع من الانفصال، فقدنا أحدهما».

كان «كاسيوس» قد وقع في الأسر على أيدي باحثَيْن معنيَيْن بدراسة التماسيح، غراهام ويب وتشارلي مانوليس، في نهر فينيس عام 1987.

وبعد مدّة قضاها في العمل داخل مزرعة للماشية، سافر كريغ آلاف الكيلومترات، ونُقل «كاسيوس» إلى جزيرة غرين، حيث عاش منذ ذلك الحين.

وبتشريح «كاسيوس»، يأمل الباحثون في تحديد عمره الحقيقي الذي لطالما اعتمد على التقديرات.

في هذا السياق، أكد سكوت أنه بمجرّد النظر إلى «كاسيوس»، يمكن إدراك تقدّمه في السنّ.

وأضاف: «بلغ طوله 5.48 متر وتجاوز وزنه الطنّ. كان يبدو أقرب إلى ديناصور حيّ. بدا كأنه حيوان قديم».

ومن المقرَّر عدّ الحلقات الموجودة على عيّنة من عظم فخذه، في محاولة لتحديد عمره، على غرار حلقات الأشجار. كما أُخذت عيّنة من كل عضو رئيسي، وجرى الحفاظ على جلده ورأسه.

عمره الحقيقي حيَّر العلماء (إ.ب.أ)

وعبَّر سكوت عن اعتقاده بأنّ «كاسيوس» لطالما كان «مختلفاً جداً» عن التماسيح الأخرى في جزيرة غرين، بناءً على خبرته بمجال تربية صغار التماسيح طوال 14 عاماً.

وعادةً، يُزال بيض التماسيح من العشّ داخل الحظائر، لئلا تأكلها الذكور. وإنما في التسعينات، ترك كريغ بيضة عن طريق الخطأ.

روى سكوت: «فقست، فوجدنا تمساحاً صغيراً على رأس (كاسيوس) في الصباح». قرّر كريغ ترك التمساح الرضيع الذي أطلق عليه اسم «زينا»، تيمّناً بالأميرة المُحاربة، مع «كاسيوس»، فتولّى تربيتها لـ14 عاماً.

وإذ ذكر أنّ «كاسيوس» كان يحفظ قِطع الطعام في فمه، ثم يمنحها لـ«زينا»، أكّد: «لم يسبق توثيق هذا النوع من السلوك».

من ناحية أخرى، كان «كاسيوس» محبوباً ممَّن زاروه في «مارينلاند ميلانيزيا» لعقود، فتابع سكوت أنّ رسائل التعزية بعد نفوقه تدفّقت من أنحاء العالم، لافتاً إلى أنّ المركز سيركّز على استمرار إرث التمساح العملاق.

اليوم، يعيش أقدم تمساح معروف في العالم، يُدعى «هنري»، في مركز «كروك وورلد» للحفاظ على الحيوانات بجنوب أفريقيا. ومن المقرَّر بلوغه 124 عاماً في ديسمبر (كانون الأول) المقبل.