كشر مانشستر يونايتد عن أنيابه، ووجه رسالة شديدة اللهجة لبرشلونة الإسباني قبل لقائهما المرتقب في إياب بطولة الدوري الأوروبي (الخميس)، بانتصاره الكبير 3 - صفر على ضيفه ليستر سيتي أمس في المرحلة الرابعة والعشرين للدوري الإنجليزي الممتاز، التي شهدت ارتقاء توتنهام إلى المركز الرابع بفوزه على جاره اللندني وستهام، 2 - صفر.
وواصل ماركوس راشفورد مهاجم يونايتد التألق وسجل هدفين من ثلاثية الفوز، بواقع هدف في كل شوط، ليرفع رصيده إلى 14 هدفاً بالدوري، متقاسماً المركز الثالث في قائمة الهدافين مع إيفان توني لاعب برنتفورد، بفارق 12 هدفاً خلف النرويجي إيرلينغ هالاند، نجم مانشستر سيتي.
وثبت مانشستر يونايتد مكانته في المركز الثالث بعد أن رفع رصيده إلى 49 نقطة مقابل 41 لنيوكاسل الرابع الذي يملك مباراة مؤجلة. وقد يستطيع «الشياطين الحمر» الدخول في الصراع على اللقب؛ لأن فريقهم يتخلف بفارق 5 نقاط عن أرسنال المتصدر، و3 نقاط عن جاره مانشستر سيتي.
وعانى راشفورد كثيراً الموسم الماضي قبل تعيين المدرب الجديد الهولندي إريك تن هاغ، فنجح الأخير في استخراج أفضل إمكانات اللاعب ليصبح بذلك الأكثر تأثيراً هذا الموسم، بدليل تسجيله 24 هدفاً في مختلف المسابقات.
وتقاسم الفريقان الفرص الضائعة خلال الشوط الأول، غير أن يونايتد فرض هيمنته المطلقة على مجريات الأمور في الشوط الثاني، الذي أضاع خلاله عدداً كبيراً من الفرص المحققة في ظل انهيار تام في أداء لاعبي ليستر.
إيمرسون يحتفل بتسجيل هدف توتنهام الأول (د.ب.أ)
بدأ مانشستر يونايتد المباراة ضاغطاً، لكن ليستر سرعان ما صنع فرصتين خطيرتين أولهما بتمريرة من النيجيري كيليتشي إيهياناتشو الذي مرر كرة باتجاه هارفي بارنز المنفرد، لكن الحارس الإسباني دافيد دي خيا كان لها بالمرصاد، ثم تعملق دي خيا في إبعاد كرة رأسية قوية لإيهياناتشو.
ونجح مانشستر يونايتد خلافاً لمجريات اللعب في افتتاح التسجيل عندما مرر البرتغالي برونو فيرناديز تمريرة أمامية متقنة لراشفورد المنطلق الذي انفرد بحارس ليستر سيتي داني وارد وسدد كرة زاحفة بعيداً عن متناوله في الدقيقة 25. وبات راشفورد أول لاعب يسجل في 7 مباريات توالياً على ملعب «أولد ترافورد» منذ واين روني عام 2010.
وحاول ليستر إدراك التعادل سريعاً بتسديدة كيرنان ديوسبري من خارج المنطقة مرت بجوار القائم الأيسر. بمرور الوقت، بدأ مانشستر يونايتد يفرض هيمنته وكاد يسجل الثاني عندما تبادل فيرنانديز الكرة مع مواطنه ديوغو دالوت، فوجد الأخير نفسه أمام الشباك، لكنه لم يحسن استقبال الكرة ليهدر الفرصة بشكل غريب قبل نهاية الشوط الأول بدقائق.
وظهر مانشستر يونايتد بوجه مختلف تماماً في الشوط الثاني إثر دخول جايدون سانشو بدلاً من الجناح الشاب الأرجنتيني أليخاندرو غارناتشو، فتحركت الجبهة الهجومية بتناغم أكبر.
وترجم يونايتد سيطرته، بتسجيل راشفورد الهدف الثاني في الدقيقة 58، حين تلقى تمريرة بينية من البرازيلي فريد، ليكسر مصيدة التسلل وينفرد على أثرها بمرمى ليستر مسدداً في الشباك. وواصل يونايتد ضغطه، وردت العارضة رأسية من الأرجنتيني ليساندرو مارتينيز إثر كرة عرضية من ركلة حرة في الدقيقة 48. واستغل يونايتد انهيار ليستر ليضيف سانشو الهدف الثالث لأصحاب الأرض في الدقيقة 61 إثر هجمة مرتدة سريعة تبادل فيها الكرة مع فيرنانديز قبل أن يسكنها الشباك بلمسة رائعة على يمين الحارس وارد. وأهدر سانشو فرصة محققة لتعزيز النتيجة في الدقيقة 69، حينما تلقى تمريرة بينية من الهولندي فاوت فيخهورست، فسدد من الوضع منفرداً، لكن الكرة اصطدمت بقدم فاوت فاوس، مدافع ليستر العائد للتغطية، لتصل مرة أخرى للاعب يونايتد، لكنه أطاح بها بعيداً عن المرمى. لم تمر سوى دقيقة واحدة، حتى أضاع فيخهورست فرصة أخرى، وهو في مواجهة المرمى.
يُذكر أن مانشستر يونايتد هو الفريق الوحيد في البطولات الخمس الكبرى الذي لا يزال يحارب على 4 جهات؛ إذ يخوض نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية (الأحد) المقبل ضد نيوكاسل، وقبلها إياب الملحق في «يوروبا ليغ» ضد برشلونة الإسباني بعد أن عاد بتعادل ثمين من معقل الأخير «كامب نو» 2-2، كما يلتقي وستهام على أرضه في مسابقة كأس إنجلترا.
في المقابل، بدأ ليستر سيتي الموسم بشكل سيئ، لكنه استعاد توازنه في الآونة الأخيرة، تحديداً من خلال فوزه خارج ملعبه على أستون فيلا 4-2، ثم إلحاق هزيمة قاسية بتوتنهام 4-1 في المرحلة السابقة، لكن الهزيمة أمام يونايتد وهي الـ13 له في البطولة هذا الموسم، أوقفت رصيده عند 24 نقطة في المركز الرابع عشر.
وفي مباراة ثانية نجح توتنهام في الارتقاء رابعاً (آخر المراكز المؤهلة لدوري الأبطال) بعد انتصاره على ضيفه وجاره وستهام بثنائية البرازيلي إيمرسون رويال، والكوري الجنوبي هيونغ مين سونغ في الدقيقتين 56 و72. ورفع توتنهام رصيده إلى 42 نقطة، متقدماً بفارق نقطة وحيدة على نيوكاسل (الخامس)، الذي يملك مباراة مؤجلة.
في المقابل أعادت الهزيمة وستهام للمركز الثالث من أسفل الجدول بين الفرق المهددة بالهبوط، برصيد 20 نقطة.
على جانب آخر، يواجه نيوكاسل يونايتد أزمة في حراسة المرمى حين يواجه مانشستر يونايتد الأسبوع المقبل في نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة؛ إذ يتطلع لأول لقب كبير منذ 1955.
وتعرض الحارس الأساسي نيك بوب للطرد مبكراً خلال هزيمة نيوكاسل على أرضه 2-صفر من ليفربول في الدوري الممتاز (السبت)، ما يعني إيقافه في المباراة المرتقبة، كما أن الحارس البديل مارتن دوبرافكا، الذي شارك بدلاً من بوب، لن يكون بوسعه اللعب في المباراة المرتقبة في استاد «ويمبلي»؛ لأنه ظهر في كأس الرابطة في وقت سابق بقميص مانشستر يونايتد حين لعب معاراً مع الأخير قبل عودته لنيوكاسل في يناير (كانون الثاني).
ويعني هذا أن خيار المدرب إيدي هاو ينحصر في الحارس لوريس كاريوس، الذي لم يلعب أي مباراة مع نيوكاسل، ومارك غليسبي البعيد عن الحسابات دائماً. وقال هاو: «هذا مؤلم لنيك؛ لأنه رائع معنا والغياب عن هذه المباراة ضربة قوية له... يجب أن نتخذ قراراً، مارك غليسبي تدرب جيداً هذا الموسم مثل لوريس، شاركا في مباريات غير رسمية، مباريات ودية عديدة ومباريات بالتدريبات، والثنائي مستعد. أثق فيهما وهذا سبب وجودهما بالتشكيلة، يحبان التنافس، ويشكلان جزءاً من المجموعة، أمنحهما ثقتي التامة».
وقضى الألماني كاريوس فترة طويلة مع ليفربول، لكن يتم تذكره بسبب هفوتين فادحتين في نهائي دوري أبطال أوروبا 2018 أمام ريال مدريد، وأعاره النادي لاحقاً قبل أن يرحل نهائياً العام الماضي.
وحقق نيوكاسل فوزاً واحداً في آخر 7 مباريات بالدوري، لكن هاو يريد تجنب الحديث عن هذه السلسلة للتركيز في نهائي «ويمبلي». وتابع: «يجب أن نتأقلم سريعاً، ونتطلع لأسبوع مشوق لنا».
إلى ذلك، شن روبرتو دي تسيربي مدرب برايتون، انتقاداً شديداً لحكام الدوري الإنجليزي الممتاز، قائلاً: «المستوى سيئ جداً»، بعد حصوله على بطاقة حمراء عقب هزيمة فريقه 1-صفر من فولهام (السبت).
وتفجر غضب المدرب الإيطالي بعد صفارة النهاية، وهاجم الحكم دارين إنغلاند في نفق الملعب. وهيمن برايتون على اللقاء الذي ألغى فيه الحكم هدفين للفريق بداعي التسلل، ليتراجع بعد هذه النتيجة للمركز السابع خلف فولهام. والتقى دي تسيربي برئيس لجنة الحكام هاورد ويب، الأسبوع الماضي، في اجتماع بعد قرار خاطئ بإلغاء هدف لفريقه بالجولة السابقة. وعن صدامه مع الحكم إنغلاند، قال دي تسيربي إنه لن ينزعج إذا تقابل مع ويب مجدداً. وأوضح: «قلت للحكم إنني اجتمعت هذا الأسبوع مع رئيسه (هاورد ويب)، وأهدرت وقتاً من عملي ووظيفتي؛ لأنني أعتقد أن مستوى التحكيم بالدوري الممتاز سيئ جداً».
وأضاف: «من أجل التطور يجب أن يختلف الأداء، الحكم لم يتصرف جيداً، لكن هذه ليست مشكلة، لم أتلفظ بأي كلمات سيئة، لكنني عبرت له عن رأيي». وتابع: «ستكون آخر مرة أحضر فيها اجتماعاً (مع لجنة الحكام)». وهذه الهزيمة الأولى لبرايتون في 6 مباريات بالدوري، وشكلت ضربة لآماله في التأهل للمنافسات الأوروبية، وعن ذلك قال دي تسيربي: «لست غاضباً؛ لأننا لعبنا مباراة مذهلة، يجب أن نمضي في طريقنا. لست محبطاً؛ لأن هذا رأيي في الحكم، عندما أتحدث عن الحكام أتحدث عن الأداء، لم يكن واضحاً جداً في تصرفاته».