عمال مناجم أتراك يبذلون جهود إنقاذ مضنية... وامتنان من أهالي الناجين

فريق من عمال المناجم بعد إنقاذه فتاة بالغة من العمر 17 عاماً في إقليم كهرمان مرعش بتركيا اليوم (أ.ف.ب)
فريق من عمال المناجم بعد إنقاذه فتاة بالغة من العمر 17 عاماً في إقليم كهرمان مرعش بتركيا اليوم (أ.ف.ب)
TT

عمال مناجم أتراك يبذلون جهود إنقاذ مضنية... وامتنان من أهالي الناجين

فريق من عمال المناجم بعد إنقاذه فتاة بالغة من العمر 17 عاماً في إقليم كهرمان مرعش بتركيا اليوم (أ.ف.ب)
فريق من عمال المناجم بعد إنقاذه فتاة بالغة من العمر 17 عاماً في إقليم كهرمان مرعش بتركيا اليوم (أ.ف.ب)

قال عمال مناجم أتراك كانوا ينقّبون عن الناجين في المباني المنهارة بعد زلزال هائل، إن سماع أصوات أشخاص تحت الأنقاض كان يبهجهم لأن هناك من لا يزال على قيد الحياة، لكنهم كانوا يخشون ألا يصلوا إليه في الوقت المناسب لإنقاذه.
ووفق وكالة «رويترز» للأنباء، قال جميل ديدي أوغلو (37 عاماً): «لا فرحة أكبر من سماع صوت أحد الناجين. لا يمكنني شرح هذا. لا توجد سعادة أكبر من إخراج هذا الشخص وتسليمه لعائلته».
لكنهم قالوا إن الفرحة بسماع استغاثة تحت مبنى منهار كان يعكر صفوها القلق على إخراجهم بسرعة ودون مزيد من الإصابات في وقت كان الناجون غالباً ما يُعثر عليهم داخل فجوات صغيرات وتحت أطنان من الخرسانة المهشمة.
وقال مصعب باسان (39 عاماً): «إنها أصعب لحظاتنا لأننا نريد إخراجهم في أسرع وقت ممكن».
ووصل عمال المناجم من شركة «تركيش هارد كول إنتربرايزس» إلى إقليم هاتاي الذي تضرر بشدة من زلزال السادس من فبراير (شباط) بعد قليل من وقوع الزلزال، وانضموا إلى الموجة الأولى من رجال الإنقاذ بعد سقوط آلاف المباني أو تعرضها لأضرار جسيمة.
وتجاوز إجمالي عدد القتلى في تركيا وسوريا 42 ألف شخص بعد أن تعرضت المنطقة لأكثر من 4300 هزة ارتدادية، ما فاقم خوف السكان المنهارين.
وجاء عمال المناجم من مدينة زونجولداق الساحلية التي تبعد 1000 كيلومتر تقريباً شمالي منطقة الزلزال.
وبعد أن وقع الزلزال، أوقف ديدي أوغلو وباسان وزملاؤهما عملهم، وتوجهوا إلى المنطقة للمساعدة في جهود الإنقاذ.
واستلزمت جهودهم العمل ليلاً ونهاراً مع قليل من النوم، لكنهم قالوا إن التقدير من ذوي الذين تم إنقاذهم هوّن عليهم الإرهاق الشديد.
وقال باسان: «أحياناً نلتقي عائلاتهم في اليوم التالي أو يروننا ونحن نعمل. ويعانقوننا ويشكروننا. امتنان الناس هنا لنا يمثّل أقوى لحظاتنا. إنه يمنحنا قوة إضافية ويجعلنا نتفانى في جهودنا».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».