ارتفاع عدد موقوفي الحملة الأمنية التركية إلى 590 شخصًا من «داعش» و«الكردستاني»

الاضطرابات الأمنية تعصف بالمناطق ذات الغالبية الكردية

ارتفاع عدد موقوفي الحملة الأمنية التركية إلى 590 شخصًا من «داعش» و«الكردستاني»
TT

ارتفاع عدد موقوفي الحملة الأمنية التركية إلى 590 شخصًا من «داعش» و«الكردستاني»

ارتفاع عدد موقوفي الحملة الأمنية التركية إلى 590 شخصًا من «داعش» و«الكردستاني»

ارتفع عدد الموقوفين في الحرب الأمنية التي تشنها الشرطة التركية على خلايا تنظيم داعش وتنظيم حزب العمال الكردستاني المحظور إلى نحو 590 شخصا في يومين، فيما تزايدات الاضطرابات في المناطق ذات الغالبية الكردية التي شهدت أعمال عنف عديدة وهجمات على وحدات الشرطة والجيش التركيين.
وأوقفت قوات الأمن التركية 54 شخصًا، في عمليات أمنية شنتها ضد عناصر من الذراع الشبابية لمنظمة «بي كي كي»، وتنظيم داعش في ولاية أضنة جنوب البلاد. وداهمت فرق من فرع مكافحة الإرهاب التابع لمديرية أمن أضنة، والوحدات الخاصة، مدعومة بمروحية، عددًا من المنازل في أحياء متفرقة من المدينة، وأوقفت على أثر ذلك 54 شخصًا. وبعد إجرء الفحوصات الطبية لهم، نقلت قوات الأمن المشتبهين إلى مديرية أمن الولاية من أجل استجوابهم.
وقالت السلطات التركية أمس إنها ستمنع متظاهرين من تنظيم مسيرة سلام في مدينة إسطنبول اليوم، مشيرة إلى أن قرارها يرجع إلى مخاوف من «الأعمال الاستفزازية» و«الاختناق المروري». وذكر مكتب حاكم إسطنبول في بيان أنه لن يسمح بالمسيرة التي كان من المقرر خروجها بدعم من بعض نواب المعارضة، بعد أن قتل انتحاري يشتبه في أنه ينتمي لتنظيم داعش 32 شخصا في بلدة سروج على الحدود مع سوريا الأسبوع الماضي.
واشتعلت التوترات مع الأكراد في الأيام الأخيرة بعد التفجير الانتحاري، بعد أن حملت الجماعات الكردية الحكومة التركية المسؤولية لعدم محاربتها التنظيم. وأصيب سبعة رجال شرطة بعد أن فجر مسلحون يشتبه في أنهم تابعون لـ«الكردستاني» قنبلة في مركز شرطة في بلدة بيسميل، قرب مدينة ديار بكر التي تقطنها أغلبية كردية، حسبما أفادت وكالة أنباء «دوغان». وقالت الوكالة أيضا إن مهاجمين فجروا قنبلة صغيرة في ضباط داخل سيارة شرطة في بلدة سيمدينلي، قرب الحدود مع العراق. وقالت وكالة «الأناضول» للأنباء الرسمية إن المتمردين الأكراد قاموا أيضا بخطف ضابط شرطة في ليس. وداهمت جماعة متمردة أخرى محطة للطاقة الحرارية مملوكة للقطاع الخاص قرب الحدود العراقية، ودمرت سيارات وخطفت 15 عاملا، حسبما أوردت وكالة «دوغان» للأنباء.
وأسفر هجومان مسلحان على فرق الشرطة في كل من ولاية هكاري، وولاية ديار بكر جنوب شرقي تركيا عن إصابة 9 عناصر بجروح، حالة واحد منهم خطيرة. وحسبما جاء في تقرير لوكالة الأنباء التركية فإن أشخاصا لم يتم التعرف على هويتهم بعد، هاجموا فريق شرطة في منطقة شمدينلي التابعة لولاية هكّاري بمتفجرات صناعة يدوية، مما أسفر عن جرح اثنين أحدهما في حالة خطيرة تم نقله إلى مستشفى يوكسك أوفا بمروحية عسكرية. وأعلنت الجهات الرسمية في هكّاري بدء عملية واسعة داخل المدينة بحثًا عن منفذي الهجوم ضد عناصر الشرطة.
وأوقف 4 مسلحين سيارة إسعاف، واختطفوا طاقمها المؤلف من 3 أشخاص، في قضاء «تيكمان» بولاية «أرضروم» شمال شرقي تركيا. وأفاد مراسل «الأناضول» بأن «سيارة الإسعاف توجهت إلى حي جوقور يايلا، بالقضاء، بناءً على بلاغ وصلهم بوجود حالة ولادة، حيث حملوا المريضة وأحد المرافقين إلى السيارة، بعد تقديم الإسعافات الأولية لها. وخلال توجههم للمستشفى، قطع 4 مسلحين عليهم الطريق، وأنزلوا المريضة ومرافقتها من السيارة، واختطفوها مع طاقمها، وسلكوا الطريق المتجه نحو ولاية بينغول».
وأصيب شرطيان تركيان بجراح، جراء تعرضهما لهجوم بقنابل مصنعة يدويًا، في قضاء شامدينلي، بولاية هكاري جنوب شرقي البلاد. وأفاد مراسل «الأناضول» بأن «دورية شرطة تعرضت لهجوم بقنابل يدوية، أمام مديرية الأغذية والزراعة والثروة الحيوانية في حي بيش أولار في القضاء، مما أسفر عن إصابة رجلي شرطة أحدهما إصابته بالغة، نقل على أثر ذلك بمروحية عسكرية إلى المستشفى الحكومة في قضاء يوكسك أوفا بالولاية. وشملت المرحلة الأولى من المسيرة وقف عمليات المنظمة، وانسحاب عناصرها خارج الحدود التركية، وقد قطعت هذه المرحلة أشواطًا ملحوظةً. وتتضمن المرحلة الثانية عددًا من الخطوات الرامية لتعزيز الديمقراطية في البلاد، وصولا إلى مرحلة مساعدة أعضاء المنظمة الراغبين في العودة، والذين لم يتورطوا في جرائم ملموسة، على العودة، والانخراط في المجتمع.
وأعلنت تركيا عن ضبط قوات الأمن جرحى من مدينة «عين العرب» السورية (كوباني)، كانوا مختبئين في المقر العام لنقابة تعليمية بالعاصمة أنقرة. وداهمت الشرطة عددًا من المقرات، بينها المقر العام لإحدى النقابات التعليمية، وألقت القبض على تسعة أشخاص، بينهم ثلاثة جرحى، وطبيب يحملون هويات مزورة، في مقر النقابة. وتبين أن المشتبه بهم، أصيبوا بجروح، خلال معارك شاركوا بها في مدينة عين العرب، شمال سوريا، وأن طبيبًا كان يشرف على علاجهم. وأوقفت قوات الأمن الطبيب والأشخاص الخمسة، الذين انتهت معالجتهم، فيما نقل الجرحى الثلاثة إلى أحد مستشفيات العاصمة، وصادرت بعض الوثائق.



أفغانستان: عائلة حقاني وزير شؤون اللاجئين تعلن مقتله في انفجار كابل

خليل حقاني يلقي كلمة بعد صلاة الجمعة في كابل عام 2021... كان شخصية بارزة في صعود «طالبان» إلى السلطة (نيويورك تايمز)
خليل حقاني يلقي كلمة بعد صلاة الجمعة في كابل عام 2021... كان شخصية بارزة في صعود «طالبان» إلى السلطة (نيويورك تايمز)
TT

أفغانستان: عائلة حقاني وزير شؤون اللاجئين تعلن مقتله في انفجار كابل

خليل حقاني يلقي كلمة بعد صلاة الجمعة في كابل عام 2021... كان شخصية بارزة في صعود «طالبان» إلى السلطة (نيويورك تايمز)
خليل حقاني يلقي كلمة بعد صلاة الجمعة في كابل عام 2021... كان شخصية بارزة في صعود «طالبان» إلى السلطة (نيويورك تايمز)

قال أنس حقاني، ابن شقيق القائم بأعمال وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» بأفغانستان، خليل الرحمن حقاني، إن الوزير وستة آخرين قُتلوا في تفجير بالعاصمة كابل، الأربعاء.

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني خلال مؤتمر صحافي في كابل يوم 12 يونيو 2022 (أ.ف.ب)

وقال المتحدث باسم حركة «طالبان» في بيان إن تنظيم «داعش خراسان» هو من قتل خليل حقاني.

أحد أفراد أمن «طالبان» عند نقطة تفتيش في كابل الخميس بعد أن قُتل خليل الرحمن حقاني القائم بأعمال وزير اللاجئين بانفجار قنبلة (إ.ب.أ)

وتولى خليل حقاني مهامه في الحكومة الانتقالية لـ«طالبان» بعد انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان في 2021.

وتشير وزارة الخارجية الأمريكية إلى أنه كان من كبار القادة بشبكة «حقاني»، وهي جماعة مسلحة متهمة بشن هجمات كبرى خلال الحرب التي استمرت 20 عاماً.

وقال أنس حقاني لـ«رويترز»: «فقدنا مجاهداً شجاعاً للغاية... لن ننساه أبداً ولن ننسى تضحياته».

وأوضح أن الانفجار وقع فيما كان خليل حقاني يغادر المسجد بعد صلاة العصر.

تضارب الأنباء حول ظروف مقتل حقاني في العاصمة كابل (الإعلام الأفغاني)

وقبل حتى أن يعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته، سارعت سلطات «طالبان» إلى اتهام التنظيم المتطرف بالوقوف خلف هذا «الهجوم الدنيء»، الذي أفاد مصدر حكومي لوكالة الصحافة الفرنسية بأنه أودى بحياة الوزير حقّاني وعدد من معاونيه.

وأضاف المسؤول أن الانفجار، الأوّل الذي يستهدف وزيراً منذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم في 2021، نجم عن تفجير انتحاري.

ونشر تنظيم «داعش خراسان» صورة للانتحاري الذي نفّذ الهجوم، قائلاً إنه فجَّر سترته الناسفة بعد أن «اجتاز بنجاح الحواجز الأمنية داخل المقرّ»، حسب بيان نشرته وكالة «أعماق للأنباء» ونقله موقع «سايت» الذي يرصد أنشطة الجهاديين. وندّد الناطق باسم حكومة «طالبان» ذبيح الله مجاهد، بـ«هجوم دنيء» من تدبير تنظيم «داعش»، مشيداً بذكرى «مقاتل كبير» قد «ارتقى شهيداً». ووقع الانفجار «في مقرّ وزارة اللاجئين»، وفق ما أفاد مصدر حكومي لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال المصدر طالباً عدم نشر اسمه: «للأسف وقع انفجار في وزارة اللاجئين ويمكننا أن نؤكد أن الوزير خليل الرحمن حقاني قد (استُشهد) إلى جانب عدد من زملائه».

وضربت قوى الأمن طوقاً حول الحيّ، حيث تقع الوزارة في وسط كابل، وفق ما أفاد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية. وأورد حساب الوزارة على منصة «إكس» أن ورشاً تدريبية كانت تُعقد في الأيام الأخيرة في الموقع.

وكلّ يوم، تقصد أعداد كبيرة من النازحين مقرّ الوزارة لطلب المساعدة أو الدفع بملفّ إعادة توطين، في بلد يضمّ أكثر من 3 ملايين نازح جراء الحرب.

«إرهابي عالمي»

وخليل الرحمن الذي كان يحمل سلاحاً أوتوماتيكياً في كلّ إطلالاته، هو شقيق جلال الدين، مؤسس شبكة «حقاني» التي يُنسب إليها أعنف الهجمات التي شهدتها أفغانستان خلال عقدين من حكم حركة «طالبان» الذي أنهاه الغزو الأميركي للبلاد في عام 2001، وهو أيضاً عمّ وزير الداخلية الحالي سراج الدين حقاني.

ورصدت الولايات المتحدة مكافأة مالية تصل إلى خمسة ملايين دولار مقابل الإدلاء بمعلومات عن خليل الرحمن، واصفةً إياه بأنه «قائد بارز في شبكة حقاني» التي صنّفتها واشنطن «منظمة إرهابية». وفي فبراير (شباط) 2011، صنَّفته وزارة الخزانة الأميركية «إرهابياً عالمياً».

وكان خليل الرحمن خاضعاً لعقوبات من الولايات المتحدة والأمم المتحدة التي قدّرت أن يكون في الثامنة والخمسين من العمر. ويبدو أن شبكة «حقاني» منخرطة في نزاع على النفوذ داخل حكومة «طالبان». ويدور النزاع، حسب تقارير صحافية، بين معسكر يطالب بالتطبيق الصارم للشريعة على نهج القائد الأعلى لـ«طالبان» المقيم في قندهار وآخر أكثر براغماتية في كابل.

ومنذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم إثر الانسحاب الأميركي في صيف 2021، تراجعت حدة أعمال العنف في أفغانستان. إلا أن الفرع المحلي لتنظيم الدولة الإسلامية (ولاية خراسان) لا يزال ينشط في البلاد وأعلن مسؤوليته عن سلسلة هجمات استهدفت مدنيين وأجانب ومسؤولين في «طالبان».

وسُمع في أكثر من مرّة دويّ انفجارات في كابل أبلغت عنها مصادر محلية، غير أن مسؤولي «طالبان» نادراً ما يؤكدون حوادث من هذا القبيل.

وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، قُتل طفل وأُصيب نحو عشرة أشخاص في هجوم استهدف سوقاً في وسط المدينة.

وفي سبتمبر (أيلول)، تبنّى تنظيم «داعش» هجوماً انتحارياً أسفر عن مقتل ستة أشخاص وجرح 13 في مقرّ النيابة العامة في كابل. وأكّدت المجموعة أن هدفها كان «الثأر للمسلمين القابعين في سجون (طالبان)»، علماً أن الحركة غالباً ما تعلن توقيف أعضاء من التنظيم أو قتلهم، مشددةً في الوقت عينه على أنها تصدّت للتنظيم في البلد.

صدمة في باكستان

من جهته، قال وزير خارجية باكستان إسحاق دار، في بيان، إنه «صُدم» بسبب الهجوم. وأضاف: «باكستان تستنكر بوضوح جميع أشكال الإرهاب ومظاهره».

عناصر أمن من «طالبان» يتفقدون مركبة عند نقطة تفتيش في كابل الخميس (إ.ب.أ)

ووصلت «طالبان» إلى السلطة في أفغانستان في 2021 بعد انسحاب القوات الأجنبية، وتعهدت باستعادة الأمن، لكنَّ الهجمات استمرت في المناطق السكنية.

ويبدو أن «شبكة حقاني» منخرطة في نزاع على النفوذ داخل حكومة «طالبان». ويدور النزاع، وفق تقارير صحافية، بين معسكر يطالب بالتطبيق الصارم للشريعة على نهج القائد الأعلى لـ«طالبان» المقيم في قندهار، وآخر أكثر براغماتية في كابل. ومنذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم إثر الانسحاب الأميركي في صيف 2021، تراجعت حدة أعمال العنف في أفغانستان. إلا أن الفرع المحلي لتنظيم «داعش - ولاية خراسان» لا يزال ينشط في البلاد، وأعلن مسؤوليته عن سلسلة هجمات استهدفت مدنيين وأجانب ومسؤولين في «طالبان».

ووقع تفجير في 2022 بالقرب من وزارة الداخلية، التي يقودها سراج الدين حقاني، زعيم شبكة «حقاني»، أدى إلى مقتل أربعة أشخاص. وفي 2023، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن هجوم خارج مقر وزارة الخارجية التي تديرها «طالبان» تسبب في مقتل خمسة أشخاص على الأقل.

«إرهابي دولي»

وأدرجت وزارة الخزانة الأمريكية في 2011 خليل حقاني على أنه «إرهابي دولي»، وعرضت وزارة الخارجية مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار مقابل تقديم معلومات تؤدي إلى اعتقاله.

في غضون ذلك، قال مسؤولون في وزارة الداخلية الأفغانية إن تفجيراً انتحارياً وقع في العاصمة الأفغانية كابل، الأربعاء، أودى بحياة وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» واثنين آخرين. وأوضح المسؤولون أن الانفجار وقع داخل مبنى الوزارة، وأسفر عن مقتل الوزير خليل حقاني. ولم يقدم المسؤولون، الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم، لأنهم غير مخولين بالتحدث إلى وسائل الإعلام، أي تفاصيل أخرى.

أفراد أمن «طالبان» عند نقطة تفتيش في كابل الخميس حيث قُتل خليل الرحمن حقاني القائم بأعمال وزير اللاجئين في الحكومة والعضو البارز في شبكة «حقاني» (إ.ب.أ)

وخليل حقاني هو عم القائم بأعمال وزير الداخلية الأفغاني، سراج الدين حقاني، الذي يقود شبكة قوية داخل «طالبان». ويعد حقاني أبرز شخصية تسقط ضحية تفجير في أفغانستان منذ عودة «طالبان» إلى السلطة قبل ثلاث سنوات. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير، على الفور.

وأدان وزير الخارجية الباكستاني، إسحاق دار، مقتل حقاني. وذكر دار، وهو أيضاً نائب رئيس الوزراء، عبر منصة «إكس»، أنه «صُدم بقوة» جراء مقتل حقاني و«فقدان أرواح ثمينة نتيجة هجوم إرهابي» في كابل.

وقال دار: «نقدم تعازينا القلبية»، مضيفاً أن «باكستان تُدين على نحو قاطع الإرهاب بكل أشكاله ومظاهره».

وأوضح أن باكستان على اتصال بكابل للحصول على مزيد من التفاصيل.