جنود عراقيون دربهم الائتلاف الدولي يشاركون في معارك الرمادي

بينهم 500 مقاتل من أبناء عشائر الأنبار

جنود عراقيون دربهم الائتلاف الدولي يشاركون في معارك الرمادي
TT

جنود عراقيون دربهم الائتلاف الدولي يشاركون في معارك الرمادي

جنود عراقيون دربهم الائتلاف الدولي يشاركون في معارك الرمادي

يشارك جنود عراقيون دربهم الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن، للمرة الأولى في معارك تخوضها القوات الأمنية في محيط مدينة الرمادي التي يسيطر عليها تنظيم داعش، بحسب ما أفاد متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس.
وقال الكولونيل ستيف وارن إن «نحو ثلاثة آلاف جندي» من الجيش العراقي دربوا على يد الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم، يشاركون في معارك تمهد لاستعادة الرمادي مركز محافظة الأنبار (غرب)، والتي سيطر عليها تنظيم داعش في مايو (أيار) الماضي، حسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وأضاف: «هذا تطور يسعدنا جدا الاطلاع عليه»، وذلك على هامش مرافقته وزير الدفاع آشتون كارتر في الزيارة التي قام بها إلى بغداد أمس.
وقامت الولايات المتحدة والدول المنضوية في الائتلاف الدولي الذي تقوده ضد تنظيم داعش، بتدريب ما يقارب تسعة آلاف عنصر من قوات الأمن العراقية، للمشاركة في عمليات استعادة مناطق يسيطر عليها التنظيم منذ هجومهم الكاسح في البلاد في يونيو (حزيران) 2014، والذي انهارت خلاله الكثير من قطاعات الجيش والشرطة وانسحبت من مواقعها.
إلا أنها المرة الأولى التي يعلن فيها عن مشاركة جنود مدربين في المعارك، فيما يشكل جزءا مهما من استراتيجية الإدارة الأميركية ضد التنظيم، والتي توجه إليها انتقادات في داخل الولايات المتحدة.
كما أكد وارن مشاركة 500 مقاتل من العشائر السنية في المعارك نفسها، بعدما تدربوا أيضا على يد ضباط عراقيين في قاعدة الحبانية العسكرية في الأنبار، بإشراف مئات من الجنود والمستشارين الأميركيين الموجودين فيها.
وشددت واشنطن مرارا على الدور المحوري للعشائر السنية المناهضة للتنظيم، في القتال لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها، وهي بمعظمها مناطق ذات غالبية سنية.
وكان وزير الدفاع الأميركي وصل إلى بغداد صباح الخميس للبحث مع مسؤولين سياسيين وعسكريين في المواجهة ضد تنظيم داعش. ومن المقرر أن يلتقي كارتر مع رئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري، ووفد من الأنبار.
وسيبحث كارتر في العمليات العسكرية في الأنبار حيث يسيطر التنظيم على مساحات واسعة. وقال وارن إن الجهود العسكرية تركز حاليا على عزل الرمادي، مقدرا عدد مقاتلي التنظيم فيها بما بين ألف وألفين.
ولم يحدد المتحدث تاريخ بدء الهجوم المباشر على المدينة، متوقعا أن يتم ذلك خلال «أسابيع» بمشاركة «آلاف» المقاتلين العراقيين.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».