هل تستطيع مصر استضافة 30 مليون سائح سنوياً؟

خطة حكومية تستهدف مضاعفة العدد الحالي

سياحة شاطئية (وزارة السياحة والآثار المصرية)
سياحة شاطئية (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

هل تستطيع مصر استضافة 30 مليون سائح سنوياً؟

سياحة شاطئية (وزارة السياحة والآثار المصرية)
سياحة شاطئية (وزارة السياحة والآثار المصرية)

فجَّرت تصريحات وزير السياحة المصري أحمد عيسى، بشأن عدم استغلال مصر مقوماتها الفريدة، واستحقاقها 40 مليون زائر سنوياً بدلاً من 13 مليوناً، وهو أعلى رقم حققته مصر خلال السنوات الماضية، جدلاً كبيراً في الأوساط السياحية المصرية؛ حيث طالبه خبراء بـ«الواقعية»، بالإضافة إلى التعمق أكثر في الأزمات المتراكمة بهذا القطاع الحيوي.
وقال وزير السياحة والآثار المصري، خلال الجلسة العامة لمجلس الشيوخ المصري، الأحد، إن «مصر لم تحصل على ما تستحق من إيرادات سياحية؛ إذ تستحق من 30 إلى 40 مليون سائح في السنة».
وأشار إلى أن «95 في المائة من نشاط وصناعة السياحة تقوم على القطاع الخاص، وأن 74.5 في المائة من مسؤولي شركات السياحة يتوقعون تحسن أداء القطاع في 2023».
ولفت الوزير إلى أن «المحاور الرئيسية للاستراتيجية التي تتبناها الدولة، ومن بينها جذب 30 مليون سائح خلال السنوات المقبلة، تتضمن تشجيع وتحسين مناخ الاستثمار السياحي في مصر، وزيادة عدد الغرف الفندقية».
واستقبل مطار القاهرة الدولي، الجمعة، أول فوج سياحي صيني، قادم من مدينة تشنغدو الصينية، للمرة الأولى منذ ظهور جائحة «كورونا»، وسط تفاؤل شعبي ورسمي بالاستفادة من السوق الصينية الكبيرة، باعتبارها إحدى كبريات الأسواق المصدرة للسياحة على مستوى العالم.
وقال المهندس يحيى زكريا، رئيس شركة «مصر للطيران» القابضة، إن هناك طلبات من نحو 1200 شركة من شركات وكلاء السياحة والسفر الصينية التي تطلب تنظيم رحلات سياحية إلى مصر، مؤكداً أنه ستتم زيادة عدد الرحلات بين مصر والصين، بدءاً من مارس (آذار) المقبل إلى 13 رحلة، منهم 7 رحلات إلى غوانزو، و3 رحلات إلى بكين، و3 رحلات إلى هانزو الصينية.
لكن يبدو أن الأهداف الطموحة التي أعلنها وزير السياحة والآثار تصطدم بـ«واقع صعب»، على حد تعبير ثروت عجمي، رئيس الغرفة السياحية بمحافظة الأقصر (جنوب مصر) الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «لا توجد راهناً في مصر إمكانات فندقية أو خدمية أو بنية تحتية أو حافلات سياحية أو طرق مؤهلة؛ خصوصاً في الجنوب، تتحمل استقبال 15 مليون سائح، وليس 30 أو 40 مليوناً كما قال الوزير».
وأضاف أن «محافظة الأقصر التي تشتهر بآثارها الفريدة، غير مؤهلة لاستقطاب الملايين التي تحدث عنها الوزير، في ظل إغلاق 10 فنادق من فئة الخمس نجوم، و12 فندقاً من فئة الأربع نجوم، و30 فندقاً من فئة الـثلاث نجوم، بالإضافة إلى تعطل نحو 120 باخرة نيلية تمثل 50 في المائة من طاقة المراكب السياحية أو الفنادق العائمة بالأقصر».
ويطالب عجمي بتشجيع الاستثمار السياحي، لإعادة تشغيل هذه الفنادق التي تعطلت إثر أحداث ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011، لافتاً إلى أن الطرق السياحية غير مؤهلة لاستقطاب كل هذا العدد، وخصوصاً بين الأقصر وأسوان، بجانب عدم وجود حافلات كافية للغرض نفسه.
وتأمل مصر في زيادة عائدات قطاع السياحة لتصل إلى 30 مليار دولار سنوياً، عبر تنويع المنتج السياحي بين ديني وعلاجي وثقافي وشاطئي. ويتجاوز الرقم المستهدف ثلاثة أضعاف العائدات الحالية، البالغة وفقاً لبيانات البنك المركزي نحو 8.9 مليار دولار عام 2021، كما يبلغ ضعف عائدات السياحة عام 2019، قبل جائحة «كوفيد-19»، البالغة 13 مليار دولار، حسب البيانات الرسمية.
ويقول الخبير السياحي أحمد عبد العزيز لـ«الشرق الأوسط»: «كان يجب أن يتحدث السيد الوزير عن خطته لاجتذاب هذا العدد من الخارج، وأين ستتم استضافتهم في ظل البنية التحتية الموجودة حالياً»، معتبراً تصريحات الوزير «غير واقعية». وأوضح أن «مصر تحتل المرتبة رقم 25 على مستوى العالم ضمن قائمة السياحة العالمية، خلف دول كثيرة بالمنطقة، من بينها تونس والإمارات».
ويوضح عبد العزيز أن «البنية التحتية بقطاع السياحة المصري، والتي تشمل الفنادق والمركبات السياحية والخدمات الإنسانية، غير مؤهلة لاستقبال 30 مليون سائح». لافتاً إلى أن «مصر لا تحتاج إلى إنشاء فنادق جديدة راهناً؛ بل إلى إعادة تأهيل الفنادق والمنشآت المغلقة، وتحسين الأوضاع الخدمية واللوجستية».
وبلغ عدد الفنادق بجميع محافظات مصر 1171 فندقاً، تضم 195 ألف غرفة، موزعة على 901 فندق ثابت، تضم 179.1 ألف غرفة، و264 فندقاً عائماً، بإجمالي 16.1 ألف غرفة، و6 فنادق بمنطقة بحيرة ناصر تضم 422 غرفة، وفقاً لتقرير صادر عن غرفة المنشآت الفندقية العام الماضي، أشار إلى تصدر مدينة شرم الشيخ القائمة بـ180 فندقاً، تليها القاهرة بإجمالي 157 فندقاً، ثم الغردقة 147 فندقاً.
وتضم مصر مدناً سياحية متعددة، على غرار الأقصر وأسوان والغردقة وشرم الشيخ والقاهرة. وتعد السياحة الثقافية من أبرز الأنماط السياحية التي تشهد إقبالاً من السائحين الأجانب. وتستهدف مصر زيادة اجتذاب السائحين عبر إنشاء مدن سياحية جديدة، من بينها العلمين الجديدة المطلة على شاطئ البحر المتوسط، والجلالة المطلة على خليج السويس.


مقالات ذات صلة

 «صندوق النقد» يتوصل لاتفاق مع مصر بشأن المراجعة الرابعة

الاقتصاد أرشيفية لمواطن داخل أحد محلات الصرافة في القاهرة يستبدل الجنيه بالدولار (رويترز)

 «صندوق النقد» يتوصل لاتفاق مع مصر بشأن المراجعة الرابعة

توصل صندوق النقد الدولي إلى اتفاق على مستوى الخبراء بشأن المراجعة الرابعة بموجب اتفاق تسهيل ممدد مع مصر، وهو ما قد يتيح صرف 1.2 مليار دولار بموجب البرنامج.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد حصَّادة تحصد القمح في حقل زراعي (رويترز)

روسيا تسعى لخفض التكاليف المتعلقة بمدفوعات القمح لمصر

قال رئيس اتحاد منتجي ومصدري الحبوب في روسيا إدوارد زرنين، إن مصدّري الحبوب الروس سيقترحون سبلاً لخفض تكاليف المعاملات المتعلقة بسداد أسعار تصدير القمح لمصر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد وزير البترول والثروة المعدنية المصري خلال استقباله بندر الخريف وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي والوفد المرافق له في القاهرة (الشرق الأوسط)

مصر للاستفادة من خبرات السعودية في قطاع التعدين

تسعى مصر لتعظيم الاستفادة من قطاع التعدين خلال الفترة المقبلة، وذلك عبر علاقتها الوطيدة بالسعودية التي تمتلك خبرة كبيرة في هذا القطاع.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد منظر للعاصمة المصرية (الشرق الأوسط)

مصر توقع اتفاقين بقيمة 600 مليون دولار لمشروع طاقة مع «إيميا باور» الإماراتية

وقّعت مصر وشركة «إيميا باور» الإماراتية اتفاقين باستثمارات 600 مليون دولار، لتنفيذ مشروع محطة رياح، بقدرة 500 ميغاواط في خليج السويس.

الاقتصاد اجتماع وزير البترول  والثروة المعدنية المصري كريم بدوي بمسؤولي شركة «إكسون موبيل» (وزارة البترول والثروة المعدنية)

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

ستبدأ شركة «إكسون موبيل» المتخصصة في أعمال التنقيب عن البترول وصناعة البتروكيماويات يوم 15 ديسمبر (كانون الأول) المقبل بأنشطة الحفر البحري للتنقيب عن الغاز.

«الشرق الأوسط» (لندن )

«المجلس الاقتصادي» ينوّه بقدرة السعودية على مواجهة التحديات العالمية

المجلس استعرض أداء برامج تحقيق الرؤية والاستراتيجيات الوطنية (الهيئة الملكية لمدينة الرياض)
المجلس استعرض أداء برامج تحقيق الرؤية والاستراتيجيات الوطنية (الهيئة الملكية لمدينة الرياض)
TT

«المجلس الاقتصادي» ينوّه بقدرة السعودية على مواجهة التحديات العالمية

المجلس استعرض أداء برامج تحقيق الرؤية والاستراتيجيات الوطنية (الهيئة الملكية لمدينة الرياض)
المجلس استعرض أداء برامج تحقيق الرؤية والاستراتيجيات الوطنية (الهيئة الملكية لمدينة الرياض)

نوّه «مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية» السعودي، الخميس، بقدرة البلاد على مواجهة تحديات الاقتصاد العالمي، في ظل التحسن الملحوظ بالقطاع غير النفطي، والأنشطة الصناعية، ضمن الجهود المتواصلة لتحقيق مستهدفات «رؤية 2030».

جاء ذلك خلال اجتماعه عبر الاتصال المرئي، حيث استعرض التقرير الاقتصادي لشهر ديسمبر (كانون الأول) المتضمن تحليلًا لأبرز مستجدات الاقتصاد العالمي والتحديات التي تواجهه، والآثار المترتبة على الأسواق الناشئة، وانعكاسات ذلك على الاقتصاد الوطني.

وناقش المجلس تقرير برامج تحقيق الرؤية للربع الثالث من عام 2024، الذي احتوى على أبرز إنجازاتها وأهدافها الاستراتيجية، ونظرة شاملة على أدائها، والجهود القائمة، والتطلعات المستقبلية، حيث أشار إلى استمرار التقدم الملحوظ على مختلف الأصعدة.

واطلع على عرض حول أداء الأجهزة العامة خلال الربع الثالث من عام 2024، والأعمال الرامية إلى دعمها وتمكينها لتحقيق مستهدفات الرؤية، ونتائج أداء الاستراتيجيات الوطنية، والتطلعات المستقبلية.

وأكد العرض مواصلة الجهود الداعمة لتلك الجهات عبر جلسات مراجعة الأداء الحكومي، ومتابعة الخطط لتحسينه، ومساندتها في تحقيق مستهدفاتها.

وتطرق الاجتماع إلى ملخص تقريرَي «الرقم القياسي لأسعار المستهلك» و«أسعار الجملة» لشهر أكتوبر (تشرين الأول) 2024، والملخص التنفيذي للتجارة الخارجية لشهر سبتمبر (أيلول) الماضي، والتقارير الأساسية التي بني عليها.