بلاتر مستمر في قيادة الفيفا حتى 26 فبراير المقبل.. ويتعهد بعدم الترشح مجددًا

كوميدي بريطاني يسخر من رئيس الاتحاد الدولي الغارق في اتهامات الرشى برمي أموال مزيفة عليه

بلاتر وسط الأموال التي قذفها عليه الفكاهي البريطاني لي نيلسون للتهكم على رئيس الفيفا (أ.ف.ب)
بلاتر وسط الأموال التي قذفها عليه الفكاهي البريطاني لي نيلسون للتهكم على رئيس الفيفا (أ.ف.ب)
TT

بلاتر مستمر في قيادة الفيفا حتى 26 فبراير المقبل.. ويتعهد بعدم الترشح مجددًا

بلاتر وسط الأموال التي قذفها عليه الفكاهي البريطاني لي نيلسون للتهكم على رئيس الفيفا (أ.ف.ب)
بلاتر وسط الأموال التي قذفها عليه الفكاهي البريطاني لي نيلسون للتهكم على رئيس الفيفا (أ.ف.ب)

حددت اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) يوم السادس والعشرين من فبراير (شباط) 2016 موعدا للجمعية العمومية غير العادية لانتخاب رئيس جديد خلفا للسويسري جوزيف بلاتر الذي تعهد بعد الترشح مجددا.
وأكد بلاتر أمس بعد اجتماع اللجنة التنفيذية أنه لن يكون مرشحا لرئاسة السلطة الكروية العليا في الانتخابات المقبلة وسيكون هناك رئيس جديد. ويعتبر موعد الانتخابات مكسبا لبلاتر الذي أراد تأخيرها حتى 2016، في حين أن الاتحاد الأوروبي للعبة كان يريدها في ديسمبر (كانون الأول) 2015.
وأوضح بلاتر أنه سيشكل قوة عمل لإصلاح الفيفا قوامها 11 شخصا وستقوم بعملها على الفور، معتبرا أنه غير مسؤول عن أي تصرفات مخالفة من أعضاء الاتحاد الدولي المتورطين في اتهامات فساد.
وأشار بلاتر، الذي يشغل المنصب منذ 1998، في مؤتمره الصحافي الذي تأخر بعض الشيء بسبب الفكاهي البريطاني لي نيلسون الذي رمى بأموال مزيفة على رئيس فيفا الغارق بتهم الرشى والفساد في منظمته، إلى أنه سيعود ابتداء من 26 فبراير 2016 إلى مهنته السابقة كصحافي.
وتمنى بلاتر التوفيق لجميع الذين سيترشحون لخلافته بمن فيهم رئيس الاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني الذي يدرس جديا خيار ترشحه بحسب ما أكدت مصادر إعلامية أمس.
وقدم بلاتر استقالته من رئاسة الفيفا بشكل مفاجئ في الثاني من يونيو (حزيران) الماضي بعد أربعة أيام على فوزه بولاية خامسة على التوالي تحت وطأة فضائح الفساد المتتالية، ودعا إلى جمعية عمومية غير عادية لانتخاب رئيس جديد.
وقد فاز بلاتر، 79 عاما، في الانتخابات على الأمير الأردني علي بن الحسين، 39 عاما، بعد أن انسحب الأخير قبل الجولة الثانية من التصويت.
ولم يحصل أي من المرشحين للرئاسة على ثلثي أصوات الجمعية العمومية في الجولة الأولى من التصويت، إذ نال بلاتر 133 صوتا مقابل 73 صوتا للأمير علي. وقبل يومين من الانتخابات، ألقت السلطات السويسرية القبض على سبعة مسؤولين على مستوى عالٍ في الفيفا بطلب من القضاء الأميركي. ووجهت اتهامات بالإجمال إلى 14 شخصا من مسؤولين في اتحادات كرة قدم أو في شركات للتسويق الرياضي على صلة بالفيفا، وذلك بتهم الرشوة وغسل الأموال.
وتطالب السلطات القضائية الأميركية بتسليمها الموقوفين الذين يرفضون ذلك حتى الآن، باستثناء نائب رئيس الفيفا السابق جيفري ويب من جزر كايمان الذي وافق على ذلك الأسبوع الماضي.
وقد مثل ويب (الرئيس السابق لاتحاد الكونكاكاف) فعلا أمام المحكمة في نيويورك، حيث أكد أنه غير مذنب، وقد تم الإفراج عنه بعد أن دفع كفالة قدرها 10 ملايين دولار.
وفي أول تعليق على الترشيحات الجدية لرئاسة الفيفا، أكد مصدر مقرب من الفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي أمس أن الأخير يدرس جديا الترشح وأنه سيتخذ قراره في غضون أسبوعين. وقال المصدر لوكالة الصحافة الفرنسية: «بلاتيني يدرس الترشح للانتخابات بعد تلقيه دعما شفهيا من أربعة اتحادات قارية من أصل ستة، سيتخذ قراره في الأسبوعين المقبلين». وأشار إلى أن الاتحادات الأربعة هي أوروبا واسيا وأميركا الجنوبية والكونكاكاف.
وتضم الجمعية العمومية للفيفا 209 اتحادات موزعة على الشكل التالي: أوروبا تضم 54 عضوا لكن جبل طارق لا تستطيع التصويت لأن الفيفا لم يعترف بها رسميا، وأفريقيا 54 عضوا، واسيا 46، والكونكاكاف 35، وأوقيانيا 11، وأميركا الجنوبية 10 أصوات.
وتابع المصدر: «بلاتيني يعرف أنه يتعين عليه اتخاذ قراره بسرعة لإغلاق الباب على مرشحين آخرين محتملين. وفي حال قرر عدم الترشح، فإنه سيعلن المرشح الذي سيدعمه».
وكان بلاتيني عدل عن الدخول في منافسة مع بلاتر في انتخابات الرئاسة التي أقيمت في 29 مايو (أيار) الماضي. وأكد المصدر المقرب من الدولي الفرنسي السابق أن الأخير تلقى اتصالات كثيرة لمعرفة ما إذا كان يريد خوض الانتخابات بقوله: «استمع إلى عدد كبير من الأشخاص وقيم كل ما قالوه حول مستقبل الفيفا. لقد تأثر كثيرا بالتعليقات الحارة والدعم الذي حظي به».
وسيحاول بلاتيني تقييم مستوى الدعم الذي يناله خلال سحب قرعة نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا والمقررة السبت المقبل في مدينة سانت بطرسبرغ.
وقد دعم بلاتيني والاتحاد الأوروبي بقوة الأمير علي بن الحسين نائب رئيس الفيفا السابق ضد بلاتر. ومن الممكن أن يكون الأمير علي من ضمن المرشحين في الانتخابات المقبلة.
ويدرس نائب رئيس الفيفا السابق عن قارة آسيا الكوري الجنوبي تشونغ مونغ - جون مسألة ترشحه أيضا، كما أن الأسطورة الأرجنتينية دييغو مارادونا أعلن أنه سيدخل سباق الرئاسة. وسبق للنجم الدولي البرازيلي السابق زيكو أن أعلن رسميا ترشحه لرئاسة الفيفا.
على جانب آخر طالبت مجموعة من النشطاء الداعين لإجراء إصلاحات في الفيفا بإسناد مهمة الإصلاح إلى كوفي أنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة عن طريق توليه رئاسة لجنة مستقلة تقوم بالمهمة.
وقال جيمي فولر المؤسس المشارك لمجموعة «فيفا جديد الآن» في مؤتمر صحافي بزيوريخ أمس: «نحن ندعو كوفي أنان للخوض في هذه الفوضى وتولي مسؤولية عملية الإصلاح». كما أشار تيم نونان المنتمي إلى الاتحاد الدولي لنقابات العمال إلى أنهم على اتصال مع أنان، وقال: «تحدثنا إلى كوفي أنان.. لمح إلى أنه سيكون مستعدا لتلقي أي عرض. لقد تم الاتصال الأول»، مشيرا إلى أن العرض الرسمي يجب أن يأتي من داخل أسرة كرة القدم».
وقال بيجان فارنودي المتحدث باسم مؤسسة كوفي أنان إن الأمين العام السابق للأمم المتحدة ليس الشخص الذي يمكنه أن يقدم المساعدة في هذا المجال، وإنه يتعين على كرة القدم البحث عن شخص آخر لتقديم المساعدة المرجوة.
وأضاف المتحدث قوله: «نعرف بوجود محادثات وتكهنات لكن في واقع الأمر فإن السيد أنان لم تصل إليه أي عروض رسمية من أي طرف في هذا الصدد، كما أنه لا ينوي إضافة أي ارتباط جديد إلى برنامجه المزدحم بالفعل».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».