الزيد: لا غنى عن الحكام الأجانب في الملاعب السعودية

الدولي السابق قال إن القضاة المحليين لن يتطوروا في ظل الهجوم المستمر عليهم

الزيد طالب بمنح الحكم السعودي الثقة كي يقدم ما عليه في أرض الميدان ({الشرق الأوسط})
الزيد طالب بمنح الحكم السعودي الثقة كي يقدم ما عليه في أرض الميدان ({الشرق الأوسط})
TT

الزيد: لا غنى عن الحكام الأجانب في الملاعب السعودية

الزيد طالب بمنح الحكم السعودي الثقة كي يقدم ما عليه في أرض الميدان ({الشرق الأوسط})
الزيد طالب بمنح الحكم السعودي الثقة كي يقدم ما عليه في أرض الميدان ({الشرق الأوسط})

أكد عبد الرحمن الزيد الحكم الدولي السابق والخبير التحكيمي الحالي أن قرار الاستعانة بالحكام الأجانب يمثل ضرورة ملحة في الملاعب السعودية وعلى الأخص في المباريات التنافسية والمصيرية. وقال الزيد في حوار لـ«الشرق الأوسط» إن مدير دائرة التحكيم «الأجنبي» يجب أن يمنح الصلاحيات كاملة إذا أردنا تطوير مستوى الحكام والتحكيم، مشددا على أن مستوى الحكام السعوديين لا يتعدى درجة «مقبول» في الموسم الماضي.
* اختيار مدير لدائرة التحكيم هل تجده شيئا إيجابيا لتطوير مستوى الحكام السعوديين؟
- الحقيقة، سبق أن خاضت لجنة الحكام كثيرا من التجارب في ما يخص الاستعانة بخبراء أجانب مرتين مع الخبير دينو في لجنة الراحل مثيب الجعيد (يرحمه الله)، ثم عاد نفس الخبير في لجنة عمر الشقير، وفي المرة الثالثة تم الاستعانة بالخبير الإنجليزي جون بيكر في لجنة عبد الله الناصر. وإذا كانت التجربة الحالية مع الخبير الإنجليزي في لجنة عمر المهنا هي مجرد وجود لا أعتقد سيتم الاستفادة منها، ولكن إذا منح الصلاحية كمسؤول في دائرة تطوير التحكيم، كما هو معمول به في كثير من الدول التي استعانت بخبراء تحكميين، من الممكن أن نخرج بفائدة كبيرة بحيث يقدم كل ما لديه من الإمكانيات والخبرات، فمثلا في قطر نجد أن المسؤول الأول والأخير هو التونسي ناجي الجويني، وأيضا في الدوري الإماراتي لديهم خبير تحكيمي هو المسؤول عن كل ما يخص التحكيم، وفي سلطنة عمان نجد الأردني عمر أبو اللوم، فهؤلاء هم من يقودون التحكيم، وبالتالي يجب أن تمنح كل الصلاحيات للخبير التحكيمي الذي سيتم الاستعانة به في الملاعب السعودية.
* وهل يفترض على لجنة الحكام أن تمنح الصلاحية لمدير دائرة التحكيم القادم إذا أردنا تطوير مستوى التحكيم والارتقاء به؟
- بكل تأكيد يجب منحه كل الصلاحيات، كل ما يتعلق بالتحكيم والحكام، بمعنى أن يكون المسؤول الأول والأخير عن تكاليف الحكام والإشراف على إعدادهم وتجهيزهم وتمارينهم، فعندما تمنح للخبير فرصة أكبر للعمل سيحقق النجاح والارتقاء في مستوى الحكام، خصوصا أن الخبير لديه الإمكانيات والخبرات على مستوى كأس العالم وأوروبا، وكما هو معروف اسم «مدير دائرة تطوير الحكام» يجب أن يقف على جميع الأمور، فهو الشخص المعني بتنفيذ جميع الخطط والبرامج التي تنفذها لجنة الحكام، أما إذا كان وجوده مجرد آراء فنية واستشارات فقط فأعتقد أن الفائدة ستكون قليلة أو معدومة وسنعود إلى سيناريو اللجان السابقة التي لم يحقق فيها الخبير التحكيمي أي فائدة لتطوير مستوى الحكام.
* كيف تقيم مستوى الحكام في الموسم الماضي؟
- بكل أمانة يعتبر الموسم الماضي من أسوأ المواسم للحكام السعوديين، وأعتقد أن تقييم الحكم السعودي لا يتعدى درجة «مقبول» إلى «جيد»، حيث ظهرت أخطاء كثيرة وإن كانت طبيعية لكن لا يتقبلها الشارع الرياضي، وبالتحديد مسؤولو الأندية، وبالنسبة إلى لجنة الحكام، وأتمنى أن يكون هناك اجتماع متواصل يقتصر على الحكام الذين يتم تكليفهم في المباريات من أجل مناقشتهم بشأن الأخطاء التحكيمية، بمعنى أن لا يكون هناك اجتماع لجميع الحكام، فما الفائدة من حضورهم ما داموا لا يشاركون في المباريات؟!
* هل تؤيد إقامة المعسكرات الخارجية للحكام؟
- هذا يعتمد على نوعية المعسكر الإعدادي، إذ لا بد من استثماره بشكل جيد من خلال وضع البرامج والتدريبات، وكذلك نوعية الغذاء والمحاضرات الخاصة بالقانون والاستعانة بمحاضرين على مستوى عالٍ من الإمكانيات والخبرة، فإذا توفرت هذه الأمور خلال فترة المعسكر سنخرج بفوائد كثيرة للحكم، وعلى لجنة الحكام تكثيف البرامج طيلة الموسم.
* في اعتقادك ماذا ينقص الحكم السعودي حتى يستطيع إثبات حضوره ويكون في مستوى الآمال والطموحات؟
- يفتقد الحكام السعوديون كثيرا من الأمور، لعل أبرزها ثقة الرأي العام كمسؤولي الأندية والإعلام، ولا بد من إيجاد حماية لهم من الهجمات الإعلامية التي يتعرض لها بعض مسؤولي الأندية والإعلاميين والتي تؤثر بشكل كبير على الحكام، وفي نفس الوقت يجب على الحكم الذي يسعى إلى تطوير مستواه أن يقوم بتصحيح أخطائه، أيضا دعم اتحاد الكرة من خلال إعطائه حقوقه أولا بأول، خصوصا أن العمل مرتبط بعضه ببعض، وأقصد هنا المستحقات المتأخرة لجميع الحكام، يجب أن لا تتأخر، وكذلك التركيز في تكاليف الحكام وتصحيح أخطائهم بعد كل مباراة.
* هل تعتقد أن الحكام بحاجة إلى إخصائي نفسي من أجل تهيئتهم للمباريات، خصوصا الجماهيرية والتنافسية؟
- لا أعتقد أنهم بحاجة إلى إخصائي نفسي، ولكن من الممكن أن يتم الاستعانة بمتخصصين في علم النفس الرياضي في دورات الصقل المكثفة، فمن غير المعقول مثلا أن يهبط الدكتور لمساعدة الحكم في الملعب والتهيئة النفسية تعتمد على الحكم نفسه والأجواء المحيطة التي تتعلق بالمباراة.
* هل تؤيد استمرار الاستعانة بحكام أجانب لكل نادٍ بواقع خمس مباريات في الموسم المقبل؟
- بالنسبة لي، أرى أن الاستعانة بالحكم الأجنبي لا بد أن تكون حسب الحاجة والضرورة سواء كانت 3 مباريات أو خمس مباريات، وفي الموسمين القادمين نحن بحاجة إلى حضور الحكم الأجنبي، خصوصا أن الحكام السعوديين المميزين في الفترة الحالية والذين يستطيعون قيادة المباريات التنافسية والجماهيرية عددهم قليل جدا ولا يتعدون أصابع اليد، وهناك كثير من المباريات المصيرية والتنافسية التي تحدد مسار بطولة الدوري أو بطولة الكأس مثلا كالهلال والنصر والأهلي والاتحاد أو الشباب والنصر أو الأهلي والهلال، ولا بد من وجود الحكم الأجنبي.
* لماذا لا نشاهد تجربة تبادل الخبرات بين الحكام السعوديين والحكام الأوروبيين كما هو معمول في قطر؟
- مستحيل أن تشاهد حكما قطريا يقود مباراة في الدوري الإنجليزي أو الإسباني على سبيل المثال، فالحكام القطريون عندما يذهبون إلى أوروبا يشاركون في دوري الجامعات أو دوري الدرجة الثالثة، وهذه التجربة لا تفيد الحكم السعودي، وإذا أردنا بالفعل تطوير مستوى الحكم السعودي فيجب أن يشارك في دوري دول الخليج مثلا أو في دول آسيا، فهنا ربما نستفيد من هذه التجربة، ولكن في دوريات الدول المتقدمة كرويا من الصعب أن يقود مباراة حكم سعودي، خصوصا أن أغلب الحكام لديهم الإمكانيات والخبرة من خلال مشاركاتهم في كأس العالم أو البطولات الأوروبية.
* في نظرك ما أسباب إخفاق الحكم السعودي محليا ونجاحه خارجيا؟
- الأسباب معروفة للجميع، فالحكم السعودي في مشاركاته المحلية يتعرض للانتقادات والهجمات الإعلامية التي لا تتوقف خلال منافسات الموسم، وكما ذكرت لك لا بد من تجديد الثقة بالحكم السعودي حتى يستطيع تقديم كل ما لديه من الإمكانيات، فالحكم السعودي قادر على تطوير نفسه في حال توقف الهجمات الإعلامية، ونجاحه خارجيا لأنه لا يتعرض لضغوط أو انتقادات وتجد الحكم يوجد قبل المباراة التي يكلف بها بثلاثة أيام وقبل البطولة بأسبوع وبالتالي تجده مهيأ نفسيا وبدنيا وجسمانيا وذهنيا، وهو حاله حال الحكم الأجنبي عندما يأتي إلى لملاعب السعودية، لا يتعرض لأي انتقادات أو هجمات من وسائل الإعلام على الرغم من الأخطاء الفادحة التي يقع فيها التي لا تختلف عن الحكم السعودي، وكما هو معروف فإن الأخطاء التحكيمية جزء من اللعبة ويجب أن يدرك الشارع الرياضي حقيقة هذا الأمر.
* هل تتوقع أن نشاهد حكاما سعوديين في نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا؟
- بمشيئة الله الأمل موجود بعد نجاح الحكمين فهد المرداسي وعبد الله الشلوي في المباراة النهائية لكأس العالم للشباب، وقد قدما مستوى أكثر من رائع خلال المباريات التي شاركا فيها، واختيارهما للمباراة النهائية دليل على نجاحهما، وهما بحاجة إلى الاهتمام والمتابعة، وترشيحهما لكأس العالم القادمة سيكون بنسبة كبيرة.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».