ميسي ضد رونالدو... لقاء الأساطير على وقع «موسم الرياض»

ذكريات متجددة تشعل الموقعة الاستثنائية اليوم في درة الملاعب

ميسي في آخر استعدادات سان جيرمان للمباراة (رويترز) - رونالدو خلال تدريباته استعداداً لكأس «موسم الرياض» (الشرق الأوسط)
ميسي في آخر استعدادات سان جيرمان للمباراة (رويترز) - رونالدو خلال تدريباته استعداداً لكأس «موسم الرياض» (الشرق الأوسط)
TT
20

ميسي ضد رونالدو... لقاء الأساطير على وقع «موسم الرياض»

ميسي في آخر استعدادات سان جيرمان للمباراة (رويترز) - رونالدو خلال تدريباته استعداداً لكأس «موسم الرياض» (الشرق الأوسط)
ميسي في آخر استعدادات سان جيرمان للمباراة (رويترز) - رونالدو خلال تدريباته استعداداً لكأس «موسم الرياض» (الشرق الأوسط)

يشهد الملايين من عشاق الأسطورتين «ميسي ورونالدو» مساء اليوم، مواجهة متجددة بين النجمين على ملعب الملك فهد الدولي بالعاصمة السعودية الرياض، حيث يقود الأول فريق باريس سان جيرمان الفرنسي والثاني «نجوم الهلال والنصر» على كأس «موسم الرياض».
وتنظم الهيئة العامة للترفيه المباراة التي ستحظى بحضور جماهيري كبير حيث شهدت عمليات بيع التذاكر تهافت الآلاف لشراء تذكرة المباراة التي نفدت بعد ساعات من طرحها.
ويتصدر النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو قائمة فريق موسم الرياض الذي سيتولى قيادته الأرجنتيني مارسيلو غالاردو الذي سبق له ارتداء شعار باريس سان جيرمان بين عامي 2006 و2008، حيث سيجدد المدرب الأرجنتيني ذكرياته حينما يلاقي العملاق الباريسي.
وستمثل هذه المباراة «لقاء الذكريات» للمدرب الأرجنتيني الذي سيعود أيضاً لتدريب مواطنه بيتي مارتينيز لاعب فريق النصر الذي سبق له تدريبه حينما كان يشارك في صفوف ريفر بليت الأرجنتيني.
ويتجدد اللقاء بين ميسي ورونالدو اللذين لم يلتقيا وجهاً لوجه منذ 8 ديسمبر (كانون الأول) من عام 2020، بعد أن تواجه يوفنتوس الذي لعب له رونالدو ضد برشلونة بقيادة ليونيل ميسي، في ملعب «كامب نو» الشهير، خلال مرحلة المجموعات بدوري أبطال أوروبا، وحينها فاز فريق رونالدو بثلاثية نظيفة، لذلك سيتكرر الموعد بين النجمين بعد أكثر من عامين في الرياض.
وسيكون البرتغالي رونالدو محط أنظار متابعيه وجماهير نادي النصر إذ تعتبر هذه المباراة هي الأولى له فعلياً بعد قدومه مطلع العام الحالي، حيث غاب رونالدو عن المشاركة في مباراتي الطائي والشباب للإيقاف الذي انتقل معه من منافسات الدوري الإنجليزي خلال مشاركته مع مانشستر يونايتد.
نجم ريال مدريد السابق سيكون ظهوره الأول بقميص نادي النصر الجولة المقبلة أمام الاتفاق وهي المباراة التي يسعى معها أصفر العاصمة إلى استعادة نغمة انتصاراته والحفاظ على صدارته للائحة الترتيب مع الجولة الرابعة عشر من المنافسة.
وتضم قائمة الفريق الباريسي معظم النجوم المميزة يتقدمها الثلاثي ليونيل ميسي وكيليان مبابي والبرازيلي نيمار. فيما غاب عن القائمة كل من ماركو فيراتي ونوردي موكيلي والحارس الشاب لوكاس لافالي، بسبب إصابات مختلفة، وسيبقى اللاعبون الثلاثة في باريس، لأداء البرامج العلاجية والتأهيلية، لتجهيزهم للتدريبات والمباريات.
وأوضح سان جيرمان في بيان عبر موقعه الرسمي، أن موكيلي تعرض لإصابة في أوتار الركبة، وسيخضع لفحص جديد خلال 72 ساعة، أما فيراتي، سيكون جاهزاً للتدريبات الجماعية، في الأسبوع المقبل، عندما يتعافى من إصابته في أعلى عضلة الفخذ الأيمن، ويعاني لافالي من إصابة في أوتار الركبة اليسرى، وسيؤدي تدريبات استشفائية.
وأنهى فريق موسم الرياض استعداداته للقاء بحصة تدريبية أخيرة بعدما استهل تحضيراته على ملعب الأمير فيصل بن فهد بالملز، حيث اكتفى غالاردو بحصتين تدريبيتين للاعبين المختارين من أبرز نجوم الفريقين «الهلال والنصر».
وضمت القائمة حارسي المرمى محمد العويس وأمين بخاري، بالإضافة إلى اللاعبين عبد الإله العمري، وعلي لاجامي، وسعود عبد الحميد، وجانغ هيون سو، وعبد الله مادو، وسلطان الغنام، وخليفة الدوسري، وعلي البليهي، ولويس غوستافو، وعبد الله الخيبري، وعبد الله عطيف، ومحمد كنو، وسالم الدوسري، وسامي النجعي، وماثيوز بيريرا، وتاليسكا، وبيتي مارتينيز، وأندريه كاريو، وموسى ماريغا، والأسطورة كريستيانو رونالدو..
وستشهد المباراة حضوراً جماهيرياً غفيراً بناء على المعطيات التي سبقت اللقاء من إقبال كبير على شراء التذاكر.
وكانت المواجهة شهدت بيع أغلى تذكرة للمباراة التي بلغت قيمتها عشرة ملايين ريال سعودي 2.66 مليون يورو، حيث انتهى المزاد على تذكرة «فوق الخيال» لحضور المباراة المرتقبة بين نجوم «النصر» و«الهلال» ضد «باريس سان جيرمان».
وتُقام المباراة المرتقبة، على هامش «موسم الرياض 2022 - 2023»، وسيخصص إيراد بيع التذكرة إلى منصة «إحسان» للأعمال الخيرية.
وتحمل هذه المواجهة الرقم 37 بين ميسي ورونالدو، بعد أن لعب الثنائي وجهاً لوجه في الكثير من المسابقات مع أنديتهما السابقة، ومواجهتين وديتين مع منتخبي بلديهما.
وسيكون النصر رابع فريق يمثله رونالدو على مدار 36 لقاء سابقاً جمعه مع ميسي، منذ أول مواجهة بينهما في أبريل (نيسان) 2008، بينما لعب ميسي لفريقين فقط هما برشلونة ثم باريس سان جيرمان الآن.
وخلال المواجهات السابقة، التي كان نصفها في بطولة الدوري الإسباني، عندما كان رونالدو وميسي يلعبان في صفوف الريال والبارسا على الترتيب، حقق النجم الأرجنتيني 16 انتصاراً، مقابل 11 فوزاً لنظيره البرتغالي، وكان التعادل هو سيد الموقف في 9 لقاءات.
ويتفوق ميسي بشكل طفيف في سباق الأهداف مع رونالدو في المواجهات المباشرة بينهما، حيث سجل اللاعب الملقب بـ«البرغوث» 22 هدفاً مقابل 21 هدفاً لـ«صاروخ ماديرا».
وستكون هذه هي المواجهة الودية الأولى بين ميسي ورونالدو على مستوى الأندية، بعدما خاضا وديتين مع منتخبي بلديهما، حيث فاز كل منهما في مباراة واحدة، كما سجل كلاهما هدفاً واحداً في مرمى منتخب الآخر.
وستحضر وسائل إعلام من جميع أنحاء العالم لهذه المواجهة المتوقع أن تكون الأخيرة بين أسطورتين في نهاية مسيرتهما الهائلة، ميسي البالغ 35 عاماً الذي من المفترض أن يمدد عقده مع باريس، ورونالدو 37 عاماً الذي انضم الشهر الماضي إلى النصر بصفقة خيالية قدرت بـ200 مليون يورو.
وإلى جانب البرتغالي، سيلعب أيضاً سالم الدوسري نجم الهلال، هداف الفوز التاريخي للسعودية على الأرجنتين (2 - 1) في الدور الأول من مونديال قطر 2022 الذي حقق لقبه ميسي ورفاقه، بالإضافة إلى المالي موسى ماريغا والبرازيليين تاليسكا ولويز غوستافو وغيرهم.
من جهة بطل فرنسا، يسعى كريستوف غالتييه إلى إعادة تنشيط الروابط بين لاعبيه، لا سيما ثلاثي الهجوم ميسي - نيمار - مبابي المعروف بـ«إم إن إم». ولاحظ غالتييه «خسارة الكرة كثيراً، وأخذ الكثير من الوقت قبل القيام بتمريرة لكسر الخطوط».
واستضافت الرياض كأس السوبر الإسبانية بين ريال مدريد وبرشلونة وكأس السوبر الإيطالية بين ميلان وإنتر.


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.