الحكومة الروسية تسرّع وتيرة التعاقد لصناعة الطائرات

بعدما دعا بوتين وزير الصناعة لـ«الكف عن الحماقة»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
TT

الحكومة الروسية تسرّع وتيرة التعاقد لصناعة الطائرات

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

بدا أن العبارات القاسية التي وجهها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى وزير الصناعة والتجارة دينيس مانتوروف قبل يومين، لعبت دوراً في تسريع وتيرة التحرك الحكومي لاستكمال تقديم الحجوزات اللازمة لقطاع الطيران المدني والعسكري إلى المجمع الصناعي العسكري بعد المماطلة التي أثارت غضب بوتين.
وكان الرئيس الروسي يتحدث خلال اجتماع حكومي الأربعاء، رغم أنه أشاد في المجمل بأداء الحكومة في مواجهة الضغوط الاقتصادية الغربية على البلاد خلال العام الماضي، لكنه أثار بعض المشاكل بلهجة قاسية وغير مسبوقة، خصوصاً أن اللقاء نقل على الهواء مباشرة.
وانتقد الرئيس على وجه الخصوص عمل نائب رئيس الوزراء ورئيس وزارة الصناعة والتجارة دينيس مانتوروف بسبب التأخر الزائد في طلب حجوزات الطائرات المدنية والعسكرية.
وأشار رئيس الدولة إلى أنه «لا توجد حتى الآن أوامر في بعض الشركات». قال بوتين مخاطباً الوزير: «مر وقت طويل جداً، وكان يجب على الشركات تلقي الحجوزات والبدء بتوظيف العمالة، وعليهم الحفاظ على الطاقة الإنتاجية أو توسيعها، هل تعلم؟ إنهم بحاجة إلى فهم مقدار ما تطلبه الإدارة العسكرية، وعدد الطائرات المدنية التي سيتم طلبها».
وقال الرئيس إن «بعض الشركات ليس لديها حتى الآن فهم لحجم الحجوزات المنتظرة في عام 2023». وتعهد دينيس مانتوروف في المقابل بـ«محاولة عمل كل ما هو ممكن مع زملائه من الكتلة الاقتصادية». وقال: «سيتم الانتهاء من العمل خلال الربع الأول من العام بناءً على الاحتمالات التي تضعها الميزانية».
كما قال نائب رئيس الوزراء إن برنامج تحديث الأسطول المدني في الاتحاد الروسي سيصل إلى 231 مليار روبل. ومن المخطط استخدام أموال الميزانية. لكن هذا الجواب أغضب بوتين أكثر. وخاطب مانتوروف بعبارات قاسية: «ما هذا؟ في الواقع، تلعب دور الأحمق. سؤالي هو متى ستكون العقود جاهزة؟ هذا ما أتحدث عنه. يقول لي مديرو الشركات: «لا توجد عقود». ولديك «كل شيء مختلق». متى ستكون الحجوزات المطلوبة متاحة؟».
ووجه مباشرة أوامر للوزير باستكمال العمل على تقديم طلبات شراء طائرات في الشركات في غضون شهر واحد. وشدد على أنه «لن يسمح بأي تأخُر جديد» وأجاب نائب رئيس الوزراء باقتضاب: «حاضر».
ويبدو غضب الرئيس الروسي مبرراً، لأن البلاد تعاني من مشكلات جدية على صعيد نقص إمدادات قطع الغيار للطائرات المدنية والعسكرية بسبب العقوبات الغربية، ما يجعلها تعتمد على نفسها في تطوير وتحديث ترسانتها من الطائرات المدنية والعسكرية.
وعلى صعيد الطيران المدني واجه هذا القطاع صعوبات جدية بسبب وقف التعامل مع الطائرات الأجنبية المستأجرة، ما سبّب عجزاً واسعاً لدى شركات الطيران التي بدأت تتحول إلى الصناعات الوطنية وهي لذلك تحتاج بقوة إلى تسريع عمليات الإنتاج.
ورأى أوليغ بانتيليف، المدير التنفيذي لوكالة «أفيا بورت»، أن الانتقادات القاسية من رئيس الدولة «سرعت وتيرة عمليات التعاقد في قطاع الطائرات الروسية».
كما أشار رومان غوساروف، رئيس تحرير بوابة «أفيا رو» إلى أن وزارة الصناعة والتجارة نفسها لا تشارك في توقيع عقود لتوريد المعدات لشركات الطيران، لكن تحركها يشكل العنصر الأساسي لإطلاق العملية. و«إذا كنا نتحدث عن الطيران العسكري، فإن وزارة الدفاع هي الزبون الرئيسي». ملاحظاً أن تدخّل بوتين القاسي لتسريع التحرك كان ضرورياً.
اللافت أنه بعد الاجتماع الصاخب، أوضح ديمتري بيسكوف، السكرتير الصحافي للرئيس الروسي أن «فلاديمير بوتين ليست لديه شكاوى جدية بشأن عمل دينيس مانتوروف. والانتقادات في الاجتماع تعكس لحظة عمل عادية».


مقالات ذات صلة

إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

العالم إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

أعلنت السلطات المعينة من روسيا في القرم إسقاط طائرة مسيرة قرب قاعدة جوية في شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا، في حادثة جديدة من الحوادث المماثلة في الأيام القليلة الماضية. وقال حاكم سيفاستوبول ميخائيل رازفوجاييف على منصة «تلغرام»: «هجوم آخر على سيفاستوبول. قرابة الساعة 7,00 مساء (16,00 ت غ) دمرت دفاعاتنا الجوية طائرة من دون طيار في منطقة قاعدة بيلبيك».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل روسيا، اليوم الخميس، من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين الذي اتهمت موسكو كييف بشنّه، لتكثيف هجماتها في أوكرانيا. وقال بوريل خلال اجتماع لوزراء من دول الاتحاد مكلفين شؤون التنمي«ندعو روسيا الى عدم استخدام هذا الهجوم المفترض ذريعة لمواصلة التصعيد» في الحرب التي بدأتها مطلع العام 2022. وأشار الى أن «هذا الأمر يثير قلقنا... لأنه يمكن استخدامه لتبرير تعبئة مزيد من الجنود و(شنّ) مزيد من الهجمات ضد أوكرانيا». وأضاف «رأيت صورا واستمعت الى الرئيس (الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم هجوم بطائرة مسيرة يستهدف مصفاة «إلسكاي» جنوب روسيا

هجوم بطائرة مسيرة يستهدف مصفاة «إلسكاي» جنوب روسيا

ذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، صباح اليوم (الخميس)، نقلاً عن خدمات الطوارئ المحلية، أن حريقاً شب في جزء من مصفاة نفط في جنوب روسيا بعد هجوم بطائرة مسيرة. وقالت «تاس»، إن الحادث وقع في مصفاة «إلسكاي» قرب ميناء نوفوروسيسك المطل على البحر الأسود. وأعلنت موسكو، الأربعاء، عن إحباط هجوم تفجيري استهدف الكرملين بطائرات مسيرة، وتوعدت برد حازم ومباشر متجاهلة إعلان القيادة الأوكرانية عدم صلتها بالهجوم. وحمل بيان أصدره الكرملين، اتهامات مباشرة للقيادة الأوكرانية بالوقوف وراء الهجوم، وأفاد بأن «النظام الأوكراني حاول استهداف الكرملين بطائرتين مسيرتين».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم روسيا تتعرض لهجمات وأعمال «تخريبية» قبل احتفالات 9 مايو

روسيا تتعرض لهجمات وأعمال «تخريبية» قبل احتفالات 9 مايو

تثير الهجمات وأعمال «التخريب» التي تكثّفت في روسيا في الأيام الأخيرة، مخاوف من إفساد الاحتفالات العسكرية في 9 مايو (أيار) التي تعتبر ضرورية للكرملين في خضم حربه في أوكرانيا. في الأيام الأخيرة، ذكّرت سلسلة من الحوادث روسيا بأنها معرّضة لضربات العدو، حتى على بعد مئات الكيلومترات من الجبهة الأوكرانية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. تسببت «عبوات ناسفة»، الاثنين والثلاثاء، في إخراج قطارَي شحن عن مساريهما في منطقة محاذية لأوكرانيا، وهي حوادث لم يكن يبلغ عن وقوعها في روسيا قبل بدء الهجوم على كييف في 24 فبراير (شباط) 2022. وعلى مسافة بعيدة من الحدود مع أوكرانيا، تضرر خط لإمداد الكهرباء قرب بلدة في جنو

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

أكد سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) نشر وحدات عسكرية إضافية في أوروبا الشرقية، وقام بتدريبات وتحديثات للبنية التحتية العسكرية قرب حدود روسيا، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك»، اليوم الأربعاء. وأكد باتروشيف في مقابلة مع صحيفة «إزفستيا» الروسية، أن الغرب يشدد باستمرار الضغط السياسي والعسكري والاقتصادي على بلاده، وأن الناتو نشر حوالى 60 ألف جندي أميركي في المنطقة، وزاد حجم التدريب العملياتي والقتالي للقوات وكثافته.


اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.