«موهبة» و«جائزة اليونيسكو الفوزان» تنظمان «عين على المستقبل»

بمشاركة الفائز بنوبل للفيزياء ديدييه كيلوز

وزير التعليم السعودي يوسف البنيان  ومؤسس الجائزة عبد الله الفوزان (تصوير: علي الظاهري)
وزير التعليم السعودي يوسف البنيان ومؤسس الجائزة عبد الله الفوزان (تصوير: علي الظاهري)
TT

«موهبة» و«جائزة اليونيسكو الفوزان» تنظمان «عين على المستقبل»

وزير التعليم السعودي يوسف البنيان  ومؤسس الجائزة عبد الله الفوزان (تصوير: علي الظاهري)
وزير التعليم السعودي يوسف البنيان ومؤسس الجائزة عبد الله الفوزان (تصوير: علي الظاهري)

التقى ثلاثة من محكمي جائزة اليونيسكو الفوزان الدولية أمس (الأربعاء) بـ100 طالب من مختلف جامعات السعودية، في حوار مفتوح، للاستفادة من تجارب هؤلاء العلماء، وإثراء النقاش المعرفي، ضمن ملتقى «عين على المستقبل»، الذي تنظمه جائزة اليونيسكو الفوزان الدولية بالشراكة مع مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة».
ويضم وفد العلماء الذين حضروا للسعودية لتحكيم الجائزة والمشاركة في هذا اللقاء، كلا من أستاذ الفيزياء الفائز بجائزة نوبل للفيزياء 2019 الدكتور ديدييه كيلوز، وعالمة الأحياء الدكتورة إدنا ماتا كاماتشو، وعالمة علوم الأرض والمناخ الدكتورة فاجي زعونة منا.
بحضور وزير التعليم السعودي يوسف البنيان، ونائب رئيس اللجنة الوطنية لليونيسكو وأمين موهبة الدكتور آمال الهزاع، ومؤسس الجائزة عبد الله الفوزان، في مسرح موهبة في العاصمة الرياض.

محكمو الجائزة أثناء جلسة النقاش (تصوير: علي الظاهري)

وناقشت الجلسة الحوارية التي تحدث بها العلماء الثلاثة عن مستقبل العلوم في السعودية، بداياتهم في مجالاتهم العلمية والصعوبات التي واجهوها أثناء مسيرتهم، بالإضافة إلى بعض النصائح التي وجهوها للطلاب الحاضرين عن كيفية المساهمة في تطوير البحث العلمي وأهمية المثابرة والصبر على النتائج كونها تأخذ في بعض الأحيان وقتا طويلا لتحقيق نتائجها.
وقال البروفسور ديدييه كيلوز لـ«الشرق الأوسط» إنه يشعر بأن السعودية متوجهة بشكل كبير للعلم ودعم العلماء، وهذا ما شاهدناه في «موهبة» حيث إن الدعم الذي يتوفر للطلاب هنا سيسهل عليهم مهماتهم العلمية ويسهم في تطوير مهاراتهم بشكل أسرع.
وأضاف الدكتور نزية العثماني نائب الأمين العام للتواصل المؤسسي في «موهبة» أن رؤيتنا هي تمكين الموهبة والإبداع كونهما الرافد الأساسي لازدهار البشرية، وهدفنا من هذا اللقاء هو أن نتيح لطلابنا إمكانية الاحتكاك بكبار العلماء من حول العالم والاستفادة من تجاربهم والتعلم من أخطائهم.
من جانبها أكدت المدير التنفيذي لجائزة اليونيسكو الفوزان الدولية الدكتورة ندى النافع، أن الجائزة تسعى لتحقيق التنمية المستدامة من خلال تقديم حلول ابتكارية لصنع مستقبل جديد يعزز الوعي العام ويشجع على التعاون العالمي في المجالات المستهدفة، مبينةً أن الملتقى يأتي في إطار صناعة وترسيخ هذه الأهداف على أرض الواقع.
يذكر أن جائزة اليونيسكو الفوزان انطلقت في أكتوبر (تشرين الأول) 2021 م بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو)، وبدعم من الوفد الدائم للمملكة العربية السعودية لدى اليونيسكو، وهي جائزة عالمية تستهدف رعاية وتشجيع المواهب الشابة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وهي أول جائزة عالمية في اليونيسكو تقدمها المملكة للاحتفاء بالإنجازات البارزة للباحثين الشباب في مناطق اليونيسكو الخمسة حول العالم.



السوداني يظل «محايداً» وسط التطورات السورية

السوداني يلتقي رئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم (رئاسة الوزراء)
السوداني يلتقي رئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم (رئاسة الوزراء)
TT

السوداني يظل «محايداً» وسط التطورات السورية

السوداني يلتقي رئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم (رئاسة الوزراء)
السوداني يلتقي رئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم (رئاسة الوزراء)

اختار أحمد الشرع، قائد «هيئة تحرير الشام»، رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أول زعيم يوجه له رسالة هاتفية، فيما يلتزم السوداني الصمت حيال طلبات الجولاني.

في الوقت الذي اختار فيه القائد الفعلي لسوريا وقائد «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، كأول زعيم عربي وعالمي يوجِّه له رسالة هاتفية، حتى قبل سقوط نظام الرئيس بشار الأسد وهروبه، لا يزال السوداني يلتزم الصمت حيال ما طلبه منه الجولاني.

وانشغل السوداني بالوضع السوري؛ سواء من خلال زيارته الخاطفة إلى عمان، أو إجراء العديد من الاتصالات الهاتفية مع عدد من زعماء المنطقة والعالم، كان آخرها مساء السبت من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، معبراً عن دعمه للتغيير الذي حدث في سوريا.

وفي الوقت نفسه، يسعى السوداني إلى إبعاد الساحة العراقية عن أن تصبح ساحة لتصفية الحسابات، بالإضافة إلى محاولاته لموازنة الوضع الجديد في سوريا، والانخراط العراقي في الجهود الدبلوماسية العربية والدولية. كما يسعى إلى إبعاد إيران، التي تمتلك أذرعاً قوية في العراق، عن الشأن السوري.

وأكد السوداني لرئيس «تيار الحكمة الوطني»، عمار الحكيم، أن موقف العراق يركز على عدم التدخل في الشأن السوري. وناقشا «الأوضاع العامة في البلاد، وجهود الحكومة في تنفيذ برنامجها الحكومي بجميع مستهدفاته، التي تهدف إلى تطوير الخدمات المقدَّمة والارتقاء بالواقع الاقتصادي للبلاد، بما يحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية»، حسب بيان لرئاسة الوزراء.

وتناول اللقاء الأحداث الجارية في سوريا؛ حيث تم التأكيد على موقف العراق الثابت بعدم التدخل في الشأن السوري، بالإضافة إلى التأكيد على أهمية ضم مختلف المكونات في إدارة المرحلة الانتقالية هناك. كما تمَّت مناقشة جهود الحكومة في تعزيز قدرات القوات الأمنية والعسكرية، وتعزيز حماية الحدود ضد أي تهديدات أمنية، بما يضمن سلامة الأراضي العراقية.

وكان السوداني قد تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، السبت، حيث تم بحث مستجدَّات الأوضاع في المنطقة، لا سيما التطورات الأخيرة في سوريا.

وأفادت رئاسة الوزراء العراقية، في بيان، بأن السوداني أكد لماكرون «أهمية تضافر جميع الجهود لمساعدة السوريين في تحقيق تطلعاتهم وإعادة بناء دولتهم، مع ضرورة عدم التدخل في شؤونهم الداخلية». وأضاف السوداني أنه يجب التأسيس لمرحلة انتقالية من خلال عملية سياسية شاملة تضمن حقوق جميع مكونات الشعب السوري، مع التأكيد على سلامة ووحدة الأراضي السورية، وهو أمر حيوي لأمن المنطقة واستقرارها.

من جانبه، أكد الرئيس الفرنسي «التزام بلاده بأمن واستقرار العراق، والوقوف إلى جانبه في مواجهة مختلف التحديات؛ خصوصاً في مكافحة الإرهاب»، مشيراً إلى «دور العراق المحوري في المنطقة».

وفي تصريحات صحافية، اليوم (الأحد)، أوضح فادي الشمري، المستشار السياسي للسوداني، أن «بغداد تسعى، من خلال تحركاتها الدبلوماسية المكوكية، إلى رسم رؤية إقليمية ودولية مشتركة بشأن سوريا، تهدف إلى دعم استقرارها والعمل على إقامة نظام سياسي ديمقراطي يحترم التعددية الاجتماعية وحقوق جميع مكونات الشعب السوري».

كما أشار إلى أن «العراق قد اتخذ خطوات استباقية سياسياً وأمنياً وعسكرياً لحماية مصالحه الوطنية، مع التأكيد على أهمية استقرار دول الجوار، وعدم إغفال الملف الفلسطيني، الذي يعاني شعبه من مجازر بشريّة على يد آلة الحرب الإسرائيلية».

أمنياً، أكد وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري سلامة الحدود العراقية مع سوريا، مشيراً إلى أن الجهات الأمنية العراقية لا تزال تتحسَّب للمخاطر المحتملة، في حال تم تهريب الآلاف من عناصر تنظيم «داعش»، لا سيما من «مخيم الهول» وسجون سورية أخرى.

وأوضح الشمري، في بيان، أن «الوضع في الشريط الحدودي مطمئن»، لافتاً إلى أنه «ترأَّس اجتماع هيئة رأي الوزارة، بحضور معظم أعضائها، لمناقشة جدول الأعمال المطروح واتخاذ القرارات المناسبة بشأنه».

وأكد الوزير على «تكثيف الجهود الاستخبارية في جميع قواطع المسؤولية»، مشدداً على «ضرورة الاهتمام بملف الحدود الدولية، خاصة أن الوضع في الشريط الحدودي يظل مطمئناً».

في غضون ذلك، رحَّب الزعيم الكردي، مسعود بارزاني، رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، بالتصريحات التي أدلى بها الشرع بشأن الأكراد في سوريا.

ووجَّه بارزاني، اليوم (الأحد)، رسالة إلى الجولاني، تعقيباً على التصريح الذي ظهر فيه الجولاني بمقطع فيديو يصف فيه الأكراد في سوريا بأنهم «جزءٌ من الوطن وشريكٌ في سوريا المستقبل».

وقال بارزاني في رسالته: «إن هذه الرؤية تجاه الأكراد ومستقبل سوريا موضع سرور وترحيب من قِبَلنا، ونأمل أن تكون بداية لتصحيح مسار التاريخ وإنهاء الممارسات الخاطئة والمجحفة التي كانت تُرتَكَب بحق الشعب الكردي في سوريا».

وأضاف بارزاني: «مثل هذا المنظور يمثل منطلقاً يمهّد لبناء سوريا قوية»، مؤكداً أنه «يجب على الأكراد والعرب وجميع مكونات سوريا الأخرى اغتنام هذه الفرصة للمشاركة معاً في بناء سوريا مستقرة، حرة وديمقراطية».