دراسة: تناول الوجبات السريعة مرتبط بأمراض الكبد

دراسة: تناول الوجبات السريعة مرتبط بأمراض الكبد
TT

دراسة: تناول الوجبات السريعة مرتبط بأمراض الكبد

دراسة: تناول الوجبات السريعة مرتبط بأمراض الكبد

وجدت دراسة جديدة أن تناول الوجبات السريعة يرتبط بمرض الكبد الدهني غير الكحولي؛ وهي حالة قد تهدد الحياة حيث تتراكم فيها الدهون في الكبد.
واكتشف الباحثون أن الأشخاص المصابين بالسمنة أو مرض السكري الذين يستهلكون 20 % أو أكثر من سعراتهم الحرارية اليومية من الوجبات السريعة لديهم مستويات مرتفعة للغاية من الدهون في الكبد مقارنة بأولئك الذين يستهلكون كميات أقل من الوجبات السريعة أو لا يتناولونها على الإطلاق.
ويعاني عامة السكان من زيادات معتدلة في دهون الكبد عندما يكون خمس أو أكثر من وجباتهم الغذائية سريعة.
وفي توضيح أكثر لهذا الأمر، قال الدكتور آني كارداشيان أخصائي أمراض الكبد في «Keck Medicine» المؤلف الرئيسي للدراسة «يحتوي الكبد السليم على كمية صغيرة من الدهون، عادة أقل من 5 %، وحتى الزيادة المعتدلة في الدهون يمكن أن تؤدي إلى مرض الكبد الدهني غير الكحولي. فالارتفاع الحاد في دهون الكبد لدى المصابين بالسمنة أو السكري أمر لافت للنظر بشكل خاص، وربما يرجع ذلك إلى حقيقة أن هذه الحالات تسبب قابلية أكبر لتراكم الدهون في الكبد». وذلك وفق ما نشر موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص.
وفي حين أظهرت الأبحاث السابقة وجود صلة بين الوجبات السريعة والسمنة ومرض السكري، تعد هذه واحدة من أولى الدراسات التي توضح التأثير السلبي للوجبات السريعة على صحة الكبد، وفقًا لكارداشيان، الذي يضيف «تكشف النتائج أيضًا أن كمية متواضعة نسبيًا من الوجبات السريعة، والتي تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات والدهون، يمكن أن تؤذي الكبد». وتابع «إذا تناول الناس وجبة واحدة في اليوم بمطعم للوجبات السريعة، فقد يعتقدون أنهم لا يصيبهم الضرر... ومع ذلك، إذا كانت تلك الوجبة تعادل خمس السعرات الحرارية اليومية على الأقل، فإنهم يعرضون أكبادهم للخطر».
ويمكن أن يؤدي مرض الكبد الدهني غير الناجم عن شرب الكحوليات، والمعروف أيضًا باسم التنكس الدهني للكبد، إلى تليف الكبد أو تندبه، ما قد يؤدي إلى الإصابة بسرطان الكبد أو الفشل الكبدي. حيث يؤثر التنكس الدهني في الكبد على أكثر من 30 % من سكان الولايات المتحدة.
وفي هذا الاطار، حلل كارداشيان وزملاؤه أحدث البيانات من أكبر مسح غذائي سنوي في البلاد (المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية 2017-2018) لتحديد تأثير استهلاك الوجبات السريعة على تنكس دهني في الكبد.
وقيم الباحثون قياس الكبد الدهني لحوالى 4000 بالغ تم تضمين قياسات الكبد الدهنية لديهم في المسح وقارنوا هذه القياسات باستهلاكهم للوجبات السريعة.
ومن بين الذين شملهم الاستطلاع، تناول 52 % بعض الوجبات السريعة. ومن بين هؤلاء استهلك 29 % خمس السعرات الحرارية أو أكثر يوميًا من الوجبات السريعة. وفقط 29 % من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع شهدوا ارتفاعًا في مستويات الدهون في الكبد.
واستمر الارتباط بين التنكس الدهني للكبد واتباع نظام غذائي بنسبة 20 % للوجبات السريعة ثابتًا لكل من عامة السكان والأشخاص المصابين بالسمنة أو مرض السكري حتى بعد تعديل البيانات لعوامل أخرى متعددة مثل العمر والجنس والعرق وتعاطي الكحول والنشاط البدني.
وفي تعليق على هذا الأمر، قال كارداشيان «النتائج التي توصلنا إليها مثيرة للقلق بشكل خاص حيث ارتفع استهلاك الوجبات السريعة في السنوات الخمسين الماضية، بغض النظر عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي. لقد شهدنا أيضًا زيادة كبيرة في تناول الوجبات السريعة أثناء جائحة كوفيد - 19، والذي ربما يكون مرتبطًا بانخفاض تناول الطعام في المطاعم كاملة الخدمات وارتفاع معدلات انعدام الأمن الغذائي. ونشعر بالقلق من أن عدد المصابين بدهون الكبد قد ارتفع بشكل أكبر منذ وقت المسح».
وتأمل أن تشجع الدراسة مقدمي الرعاية الصحية على تقديم المزيد من التثقيف الغذائي للمرضى، وخاصة أولئك الذين يعانون من السمنة أو السكري والذين هم أكثر عرضة للإصابة بالكبد الدهني من الوجبات السريعة. وان الطريقة الوحيدة حاليًا لعلاج التنكس الدهني في الكبد هي اتباع نظام غذائي مُحسَّن.


مقالات ذات صلة

6 خطوات للحفاظ على ضغط دم آمن خلال الطقس البارد

صحتك ممرضة تقيس ضغط دم أحد الأشخاص داخل «مركز شرق آركنساس الصحي العائلي» في ليبانتو (أرشيفية - رويترز)

6 خطوات للحفاظ على ضغط دم آمن خلال الطقس البارد

مع دخول فصل الشتاء، وزيادة برودة الأجواء، ما التأثير الذي قد يخلفه هذا الجو على صحتنا؟ وهل له تأثير على ضغط الدم؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صناديق من عقاري «أوزمبيك» و«ويغوفي» من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» في صيدلية بلندن (رويترز)

دراسة تكشف ميزة جديدة لأدوية إنقاص الوزن مثل «أوزمبيك»: تحمي الكلى

أفادت دراسة جديدة بأن أدوية السمنة الشائعة، مثل «أوزمبيك»، قد تساعد أيضاً في حماية الكلى.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية بالجسم (رويترز)

ما سبب زيادة انتشار مرض الكبد الدهني خلال السنوات الأخيرة؟

أكد طبيب أميركي أن الاستهلاك المتزايد للمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والأطعمة شديدة المعالجة ساهم في زيادة انتشار «مرض الكبد الدهني» خلال السنوات الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الشباب والأطفال الأعلى تفاؤلاً يميلون إلى أن يكونوا أفضل صحة (رويترز)

كيف يؤثر التفاؤل على صحة الأطفال والشباب؟

كشفت دراسة جديدة عن أن صغار السن الأعلى تفاؤلاً بشأن مستقبلهم يميلون في الواقع إلى أن يكونوا أفضل صحة بشكل ملحوظ.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)

«كلب» من القرن الـ18 بمليونَي إسترليني

«الكلب الإسباني» (سوذبيز)
«الكلب الإسباني» (سوذبيز)
TT

«كلب» من القرن الـ18 بمليونَي إسترليني

«الكلب الإسباني» (سوذبيز)
«الكلب الإسباني» (سوذبيز)

لم يشاهد الجمهور لوحة «الكلب الإسباني» منذ عام 1972، عندما بِيعت بمبلغ 30 ألف جنيه إسترليني. ومن المقرَّر عرض هذه اللوحة الشهيرة لجورج ستابس، للبيع، في مزاد علني تنظّمه دار «سوذبيز» للمرّة الأولى منذ ذلك العام.

ووفق «الغارديان»، تُعرض اللوحة العائدة إلى القرن الـ18، للبيع بسعر يتراوح بين مليون و500 ألف، ومليونَي جنيه إسترليني؛ وقد بِيعت آخر مرّة في مزاد بمبلغ 30 ألف جنيه إسترليني عام 1972. وقبل ذلك، بِيعت بـ11 جنيهاً إسترلينياً عندما طُرحت بمزاد عام 1802.

يشتهر الفنان المولود في ليفربول، والراحل عن 81 عاماً عام 1806، بإنجازه أقل من 400 لوحة طوال حياته المهنية؛ وهو يُعرف برسم الحيوانات، خصوصاً الخيول.

وإذ يُعتقد أنّ لوحة «الكلب الإسباني» رُسمت بين 1766 و1768؛ وهي أقدم لوحة للكلاب أبدعها الفنان، يُعدُّ عقد ستينات القرن الـ18 غزير الإنتاج بمسيرة ستابس المهنية. ففيها أبدع بعض أشهر لوحاته، منها لوحة «ويسل جاكيت» المعروضة في المعرض الوطني.

اللافت أنّ لوحة «الكلب الإسباني» لم تُعرض رسمياً سوى مرّة واحدة فقط في لندن عام 1948، ضمن المعرض الوطني للرياضة والتسلية. أما المرّة الأخيرة التي أُتيحت للجمهور فرصة مشاهدتها، فكانت عام 1972 داخل دار «سوذبيز» للمزادات.

وشهد القرن الـ18 اهتماماً لافتاً بالكلاب في الثقافة البريطانية، بفضل تفاقُم شعبية الرياضات الميدانية، خصوصاً الرماية الشائعة بين النخب الثرية آنذاك.

في هذا الصدد، قال المتخصِّص في اللوحات البريطانية، المدير الأول بـ«سوذبيز»، جوليان جاسكوين: «الأمر مثيرٌ لعدة أسباب؛ أولاً لأنها لوحة مفقودة، إنْ رغبنا في استخدام وصف درامي، منذ السبعينات».

وأضاف أنّ حالتها كانت لا تزال «رائعة»، بعكس كثير من أعمال ستابس التي «لم تصمد أمام اختبار الزمن».

وتابع: «تعود إلى العقد الأول من حياته المهنية؛ منتصف ستينات القرن الـ18؛ الفترة التي شكَّلت ذروة حياته المهنية، ففيها رسم لوحة (ويسل جاكيت)، وعدداً من لوحاته الأكثر شهرة؛ وكان استخدامه الفنّي للطلاء أكثر صلابة. بفضل ذلك، حافظت هذه اللوحة على حالة جميلة، وهو ما لم يحدُث مع كثير من أعماله الأخرى».

ومن المقرَّر عرض اللوحة للمشاهدة، مجاناً، ضمن جزء من معرض للوحات الأساتذة القدامى والقرن الـ19 في دار «سوذبيز» بغرب لندن، من 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي إلى 4 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.