«أصعب فراق»... من يهوّن على «أبو وديع» طول الليالي؟

أغنية باللهجة المصرية لجورج وسوف تعود للواجهة عقب وفاة نجله

«أصعب فراق»... من يهوّن على «أبو وديع» طول الليالي؟
TT

«أصعب فراق»... من يهوّن على «أبو وديع» طول الليالي؟

«أصعب فراق»... من يهوّن على «أبو وديع» طول الليالي؟

«أصعب فراق، فراق الحبايب، أصعب عذاب، الشوق اللي غايب»، لم يكن يتخيل الفنان السوري جورج وسوف، حينما طرح أغنية «أصعب فراق»، منذ نحو 15 عاماً أنها ستعود للواجهة مجدداً لتكون الأغنية المصاحبة لتوديع جثمان نجله «وديع» أثناء دفنه في مقابر أسرة الوسوف في مدينة كفرون السورية.
«أصعب فراق» هي أغنية باللهجة المصرية من كلمات الشاعر المصري أحمد شتا وألحان الموسيقار صلاح الشرنوبي وتوزيع اللبناني طوني سابا وطرحت ضمن أغنيات ألبوم «كلامك يا حبيبي» من إنتاج وتوزيع شركة «روتانا»، وطرحت لأول مرة في شهر أغسطس (آب) من عام 2008 من إخراج اللبناني وليد ناصيف.
ووصف الشاعر المصري أحمد شتا علاقة جورج وسوف بنجله وديع بالاستثنائية، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «علاقة جورج وسوف بنجله الأكبر لا يمكن وصفها، فهو كان مرتبطاً به بشدة».
وأشار شتا إلى أن «أغنية (أصعب فراق) كتبت خصيصاً لوديع قبل سفره للعمل في دولة قطر، وهي تحمل مشاعر جورج وسوف تجاه نجله وديع، الذي قرر فجأة السفر للعاصمة القطرية الدوحة للعمل هناك، وأثناء كتابة كلمات الأغنية اعتبرت نفسي جورج وسوف الذي يودع حبيبه وقرة عينه، فقلت (أصعب فراق هو فراق الحبايب)، وأكملت أبيات الأغنية وأنا أتخيل جورج وسوف وهو منتظر عودة وديع له من السفر فيقول (أنا قلبي استنى ياما ترجعلى بالسلامة)، وأيضاً كتبت عن اللحظات التي سينشغل فيها وديع عن الحديث مع والده بسبب ظروف العمل فقلت (طمني مرة، الفرقة مرة، أنت اللي عالم بحالي، هتجيني امتى، يا وحشني امتى، دا الليل في بعدك ليال)، ولكني لم أكن أتوقع أو أتخيل أن تستخدم الأغنية في مشهد وداع وديع، حيث اعتاد الجميع أن يودع الابن والده، وليس العكس».
من جهته، كشف الموسيقار صلاح الشرنوبي تفاصيل جديدة عن الأغنية، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «أغنية (أصعب فراق) هي من أقرب الأغنيات لقلب جورج وسوف، فتلك الأغنية لم يتم تأليفها وتلحينها في عام إصدارها، بل كانت قبلها بعدة سنوات، وأتذكر أن جورج ووديع قد نشب بينهما خلاف بسبب رغبة وديع في السفر والعمل بعيداً عن والده، وهو أمر لم يعجب وسوف، وعلى إثره قدمنا له أغنية (أصعب فراق)، ولكن جورج احتفظ بالأغنية في الأدراج لعدة سنوات، حتى تم إخراجها في فيديو كليب عام 2008 ليطرحها في ألبوم (كلامك يا حبيبي)».
وأشار الشرنوبي إلى أن «أبو وديع كان يطلب منه عزف هذه الأغنية على العود عند لقائهما سوياً، لكي يشدو بها في جلساتهما الخاصة»، لافتاً إلى أنه «رغم تزامن وقت تصوير الأغنية مع فترة مرض وسوف فإنه أصر على تصويرها».
ويؤكد الشرنوبي قائلاً: «لم يكن يهوى وسوف مناداته بأي لقب سوى (أبو وديع) فمنذ أن تعرفت عليه في بداية تسعينيات القرن الماضي، وهو يطلب مني والكثير من أصدقائه أن نقول له (أبو وديع)، حتى يا (سلطان) لم يكن يهواها»، مشيراً إلى أن «علاقة جورج بوديع، ليست مجرد علاقة أب بابنه، بل علاقة أصدقاء، ربما في فترة مرض وسوف، أصبح وديع هو الأب وجورج هو الابن الذي في حاجة للرعاية، لذلك أدعو الله أن يلهمه الصبر ويتجاوز هذه الفاجعة الكبيرة».
يذكر أن وديع جورج وسوف، كان قد رحل عن دنيانا مساء الجمعة عن عمر ناهز 39 عاماً، إثر إصابته بنزيف حاد في المعدة عقب إجراء عملية قص للمعدة في العاصمة اللبنانية بيروت أخيراً.



مهرجان الرياض للمسرح ‬⁩يطلق دورته الثانية بـ20 عرضاً وتكريم السباعي

نجل أحمد السباعي يتلقى التكريم من المهرجان (واس)
نجل أحمد السباعي يتلقى التكريم من المهرجان (واس)
TT

مهرجان الرياض للمسرح ‬⁩يطلق دورته الثانية بـ20 عرضاً وتكريم السباعي

نجل أحمد السباعي يتلقى التكريم من المهرجان (واس)
نجل أحمد السباعي يتلقى التكريم من المهرجان (واس)

انطلق، الأحد، مهرجان الرياض للمسرح بدورته الثانية، ويستمر لاثني عشر يوماً من العروض المسرحية المتنوعة، ومنصة محورية لدعم المسرحيين السعوديين، واكتشاف وتطوير المواهب الناشئة، والاحتفاء بالأعمال المميزة.

وشهد حفل افتتاح الدورة الثانية من المهرجان تكريم شخصية هذا العام؛ وهو الأديب والصحافي والمؤرخ الراحل أحمد السباعي، الذي اشتُهر بلقب «أبو المسرح السعودي»، وجَرَت تسميته شخصية العام في المهرجان؛ تقديراً لإسهاماته في إدخال المسرح السعودية وتطوير الفنون في المملكة.

وقُدِّم على خشبة مسرح مركز المؤتمرات بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن بمدينة الرياض حيث يقام المهرجان، عرضٌ مسرحي يحكي انطلاقة المسرح في المملكة على يد الرائد أحمد السباعي، مطلع الستينات الميلادية من القرن العشرين.

والسباعي، المولود عام 1905، عمل، مطلع مشواره العملي، في قطاع التعليم، وشرع خلالها في الكتابة بصحيفة «صوت الحجاز»، التي تولّى رئاسة تحريرها لاحقاً، وأسس صحيفة «الندوة»، ثم مجلة «قريش» الأدبية.

ويسجَّل للسباعي أنه كان من أوائل الدائبين على إنشاء المسرح السعودي في بواكيره، وذلك في مطلع الستينات، واستقطب مدربين ذوي دراية وخبرة، للتمثيل من مصر، وجهز عرض الافتتاح، لكن محاولته لم تكلَّل بالنجاح وقتها، وتُوفي عام 1984. ‏

من حفل افتتاح المهرجان في دورته الثانية بالرياض (واس)

تطلعات طموحة للإبداع

تمثل الدورة الثانية للمهرجان امتداداً للنجاح الذي حققته الدورة الأولى، مع تطلعات طموحة لتقديم مزيد من الإبداع والتميز في السنوات المقبلة. يشارك، في نسخة هذا العام، 20 عرضاً سعودياً مع برنامج يشمل 3 ندوات، و6 ورش عمل، و20 قراءة نقدية، وتتوزع العروض المشارِكة على مسارين؛ أحدهما للمسرح المعاصر ويضم 11 عرضاً، والآخر للمسرح الاجتماعي ويضم 9 عروض.

وقال سلطان البازعي، الرئيس التنفيذي للهيئة، إن مهرجان الرياض للمسرح في دورته الثانية يمثل إنجازاً جديداً لمسيرة المسرح السعودي، وانطلاقة نحو آفاق مسرحية مشرقة. وأضاف: «يجسد المهرجان قيمنا المشتركة، ونهدف إلى أن يكون المسرح السعودي مسرحاً يعكس هويتنا وثقافتنا، في ظل دعم القيادة الرشيدة، ونسعى إلى تحقيق مزيد من النجاحات». وأفاد البازعي بأن المهرجان سيشهد مشاركة 20 عملاً مسرحياً في مسارين مختلفين، إضافة إلى 3 ندوات حوارية، و3 ورش عمل، و20 قراءة نقدية، خلال 10 أيام من الإبداع المسرحي في تجربة ثرية واستثنائية. من جهته، أشار الدكتور راشد الشمراني، مدير المهرجان، إلى أن مهرجان الرياض للمسرح يمثل خطوة نوعية لتعزيز مكانة المسرح في المشهد الثقافي السعودي، موضحاً أن المهرجان يهدف إلى اكتشاف الطاقات الإبداعية ودعمها، إلى جانب تطوير المحتوى المسرحي وتوسيع قاعدة الجمهور، بما يُعزز دور المسرح بوصفه منصة للحوار والتواصل الإنساني، ويسهم في بناء مجتمع واعٍ بفنون الأداء والمسرح. وخلال الحفل، جرى تكريم لجنة الفرز والمشاهدة في المهرجان التي كان لها دور بارز في الدورة الحالية، وضمت نخبة من الأسماء وهم: حمد الرميحي، وعبد الناصر الزاير، وعبد الله ملك، والدكتور عزيز خيون، والدكتور خالد أمين. ويشهد المهرجان عرض مسرحيات الفرق المتأهلة في مسابقة المهرجان، والقادمة من 8 مدن، بالإضافة إلى مجموعة من الفعاليات الثقافية؛ منها ندوات وقراءات نقدية وورشة عمل، كما سيقدم المهرجان عروضاً يومية متنوعة وثقافية تعكس التنوع والإبداع.