الرئيس هادي: من عدن سنستعيد اليمن وما تحقق من انتصار هو البداية

هنأ اليمنيين وقال إن «الانقلابيين» حولوا البلاد إلى سجن كبير وسفكوا الدماء دون مراعاة لحرمة الشهر الكريم

عناصر من ميليشيا الحوثيين يقفون على بقايا موقع أمني لهم استهدفته غارة جوية للتحالف في العاصمة صنعاء أمس (رويترز)
عناصر من ميليشيا الحوثيين يقفون على بقايا موقع أمني لهم استهدفته غارة جوية للتحالف في العاصمة صنعاء أمس (رويترز)
TT

الرئيس هادي: من عدن سنستعيد اليمن وما تحقق من انتصار هو البداية

عناصر من ميليشيا الحوثيين يقفون على بقايا موقع أمني لهم استهدفته غارة جوية للتحالف في العاصمة صنعاء أمس (رويترز)
عناصر من ميليشيا الحوثيين يقفون على بقايا موقع أمني لهم استهدفته غارة جوية للتحالف في العاصمة صنعاء أمس (رويترز)

وجه الرئيس اليمني عبد ربه منصور وزراء الحكومة اليمنية العائدين، بالاهتمام بتوفير الأمن، وتلبية احتياجات المواطنين العاجلة، مشيرا في خطاب ألقاه أمس، إلى أن عدن «التي أبهرت الجميع في الداخل والخارج»، ستكون «مفتاح الخلاص لشعبنا ووطننا وقضيتنا». وأضاف: «من عدن سنستعيد اليمن، وما تحقق فيها من انتصار إنما هو فاتحة انتصارات مجيدة ومتوالية حتى يستعيد اليمنيون بلادهم رافعين الرؤوس والهامات ليبينوا أحلامهم التي قدموا من أجلها التضحيات الجسام».
وهنأ الرئيس هادي اليمنيين بحلول عيد الفطر المبارك، «سائلا الله أن يجعله عيدًا سعيدًا على اليمنيين وفرجًا ومخرجًا مما يعانونه من البلاء والابتلاء». كما وجه التهنئة إلى قادة دول الخليج لوقفتهم مع اليمن، وقال: «نقدم التهنئة لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية بقيادة أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الذي اتخذ قرارًا شجاعًا للوقوف مع الشعب اليمني، وعمل بكل إخلاص، وبذلوا الغالي رخيصًا لإنقاذ اليمن والحيلولة دون تحول اليمن إلى التجارب الفاشلة التي يتبناها الحوثيون وحلفاؤهم بالداخل والخارج». وأضاف أن «الشعب اليمني قد مل من هذه التجارب الفاشلة، ولن ينسى الشعب اليمني بأجياله المتعاقبة هذه الوقفة الأخوية، كما هو الشكر موصول لدول التحالف العربي والإسلامي الذين يساندون اليمن ويقفون معه في محنته هذه حتى يصل إلى بر الأمان، ليعود كما كان سندًا وعمقًا استراتيجيًا لأشقائه، كما نتوجه بالشكر مجددًا للمجتمع الدولي وجهود مجلس الأمن الرامية لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216».
وأشار هادي إلى أن اليمنيين «مروا تحت ظل ظروف قاسية خلال شهر رمضان الكريم، وتعقيدات بالغة بفعل ما ألحقه الانقلابيون المتمردون من ميليشيات الحوثي وصالح من عقاب جماعي دونما مراعاة لحرمة الدماء، أو لعظمة وقدسية شهر الرحمات، بل وحولوا البلاد إلى سجن كبير». وأضاف الرئيس هادي: «تلك الظروف التي تمر بنا ويحل علينا العيد فيها بما تشهده من قساوة وتعقيدات توجب علينا مزيدًا من التعاون والتكافل وصلة الأرحام، وتعهد المساكين»، مشيرا إلى أن «الممارسات غير الإنسانية من الميليشيات الانقلابية أعاقت أدوار الخيرين الإغاثية والإنسانية تجاه الشعب اليمني المكلوم، واستمرت تلك الميليشيات فقط في أعمالها التدميرية من قتل لليمنيين، وهدم لمساكنهم، ومحاصرة لمدنهم، واستهداف للمنشآت الحيوية، واقتياد الأحرار الشرفاء إلى السجون والمعتقلات».
وأشار هادي إلى أن مناسبة العيد «تحل علينا وقد فقدت أغلب البيوت والعوائل في الجنوب والشمال عزيزًا عليها من بين أفرادها بين (شهيد) وجريح ومشرد ومخطوف لدى ميليشيات الإمامة الغاشمة والطامحة بالعودة باليمن إلى الوراء، مستعينة بأدوات دولة العائلة التي سلمها لها صالح حقدًا وانتقامًا من الشعب اليمني الذي ثار في وجوههم في مراحل عدة من تاريخ شعبنا اليمني المجيد».
وأشار إلى أن تلك الميليشيات قامت بـ«خيانة وغدر بما توافق عليه اليمنيون في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ثم مخرجات الحوار الوطني». وأكد هادي أنه قام بتوجيه الحكومة بمضاعفة جهدها لخدمة اليمنيين، وقال: «إننا ندرك جيدًا حجم المعاناة الإنسانية والخدمية التي يمر بها أبناء شعبنا في مختلف المحافظات، ونبذل قصارى الجهد لتخفيف تلك المعاناة، ولقد وجهت الحكومة برفع وتيرة العمل لتلبية احتياجات الناس العاجلة في كافة المجالات الخدمية والإغاثية، بما من شأنه تخفيف تلك المعاناة والمأساة، وإننا نتابع ذلك باهتمام بالغ، ونوليه أولية كبيرة».
وحول الانتصارات التي تحققت في عدن قال هادي: «إن الصمود الأسطوري البطولي الذي تبديه المقاومة الشعبية ومعها وحدات الجيش الوطني الشجاعة في مواجهة تحالف الشر والغدر والخيانة، حري بالتحية والإكبار والعرفان». وقال: «نحيي المقاتلين في عدن الباسلة، وفي تعز، ومأرب، والضالع، ولحج، وأبين، والبيضاء، والحديدة، وفي كل الجبهات والميادين على امتداد ترابنا الطاهر». وأضاف: «دعوني أزف إليكم أجمل التهاني وصادق التبريك لما تحقق لكم من نصر عظيم في عدن، عدن التي أبهرت الجميع في الداخل والخارج، سطرته دماؤكم الزكية الطاهرة، وعرق جبينكم، وصلابة سواعدكم، وصبركم، وجلدكم، وها هو اليوم يتحقق ما كنا نقوله سابقًا من أن عدن ستكون مفتاح الخلاص لشعبنا ووطننا وقضيتنا، فمن عدن سنستعيد اليمن، وما تحقق فيها من انتصار إنما هو فاتحة انتصارات مجيدة ومتوالية حتى يستعيد اليمنيون بلادهم رافعين الرؤوس والهامات ليبينوا أحلامهم التي قدموا من أجلها التضحيات الجسام».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.