ديوكوفيتش يترقب مزيدًا من ألقاب «غراند سلام».. وسيرينا نحو إنجاز تاريخي

فيدرر يؤكد أن خسارته نهائي ويمبلدون لا تعني أنه سيستسلم ويعتزل

ديوكوفيتش وسيرينا المتوجان في بطولة ويمبلدون، فيدرر وصيف بطل ويمبلدون (أ.ف.ب)
ديوكوفيتش وسيرينا المتوجان في بطولة ويمبلدون، فيدرر وصيف بطل ويمبلدون (أ.ف.ب)
TT

ديوكوفيتش يترقب مزيدًا من ألقاب «غراند سلام».. وسيرينا نحو إنجاز تاريخي

ديوكوفيتش وسيرينا المتوجان في بطولة ويمبلدون، فيدرر وصيف بطل ويمبلدون (أ.ف.ب)
ديوكوفيتش وسيرينا المتوجان في بطولة ويمبلدون، فيدرر وصيف بطل ويمبلدون (أ.ف.ب)

بدا الصربي نوفاك ديوكوفيتش، المصنف أول في العالم والمتوج بلقب بطولة ويمبلدون الإنجليزية، ثالث البطولات الأربع الكبرى للتنس، واثقا من إحراز مزيد من الألقاب في الـ«غراند سلام»، في الوقت التي باتت الأميركية سيرينا ويليامز الفائزة بلقب السيدات على مقربة من إنجاز تاريخي لمعادلة الرقم القياسي في البطولات الكبرى المسجل باسم الألمانية شتيفي غراف (22 لقبا).
وتغلب ديوكوفيتش في النهائي أول من أمس على السويسري روجيه فيدرر الثاني 7 - 6 (7 - 1) و6 - 7 (10 - 12) و6 - 4 و6 - 3، محرزا لقبه الثالث في البطولة الإنجليزية بعد 2011 و2014.
وليس هذا فقط، بل إنه اللقب التاسع للصربي في الـ«غراند سلام»، فتفوق على الرباعي الشهير المؤلف من الأميركيين جيمي كونورز وإيفان ليندل، والإنجليزي فريد بيري والأسترالي كين روزول ولكل منهما 8 ألقاب كبيرة.
وجاءت ألقاب ديوكوفيتش الكبيرة فضلا عن ويمبلدون في ملبورن الأسترالية (2008 و2011 و2012 و2013 و2015) و«فلاشينغ ميدوز» الأميركية (2011).
ويتأخر ديوكوفيتش (28 عاما) بخمسة ألقاب في الـ«غراند سلام» عن الإسباني رافاييل نادال والأميركي بيت سامبراس، في حين أن فيدرر يملك الرقم القياسي فيها برصيد 17 لقبا.
ويبلغ فيدرر الرابعة والثلاثين في أغسطس (آب) المقبل، وهو لم يفز بأي بطولة كبيرة منذ ويمبلدون 2012، كما أن نادال، 29 عاما، تراجع مستواه كثيرا هذا الموسم متأثرا بالإصابات وبات في المركز العاشر في التصنيف العالمي للاعبين المحترفين، وأبرز مؤشرات الهبوط الملحوظ لمستواه عدم إحرازه أي لقب مهم على الأرضية الترابية المفضلة لديه، خصوصا فقدانه لقبه في «رولان غاروس» الفرنسية بسقوطه في ربع النهائي أمام ديوكوفيتش بالذات.
ويقول ديوكوفيتش: «أنا في الثامنة والعشرين، لا أشعر بأنني كبير في السن، ولدي لحسن الحظ الكثير من السنوات في الملاعب. سأحاول الدفع بقدراتي إلى أقصى الحدود لأرى إلى أي حد يمكنني الذهاب مع الألقاب ومع هذا المستوى الرفيع».
وتابع: «أعتقد أنه لا يوجد سبب لكي لا أكون راضيا عما حققته. لو قيل لي قبل 14 عاما في صربيا وأنا أحاول إيجاد طريقي، بأن هذا ما سيحصل معي في الثامنة والعشرين، لكنت وقعت الاتفاق مباشرة بالطبع».
واللافت أن ثمانية من الألقاب التسعة لديوكوفيتش في الـ«غراند سلام» تحققت منذ 2011، بعد ثلاثة أعوام على لقبه الأول في بطولة أستراليا، لكنه فشل حتى الآن في إضافة لقب «رولان غاروس» إلى سجلاته.
وكان الصربي يتجه إلى تحقيق الإنجاز بأن يصبح ثامن لاعب في تاريخ اللعبة فقط ينجح في الفوز بالبطولات الأربع في الـ«غراند سلام»، فوصل إلى نهائي «رولان غاروس» بعد أن جرد نادال من اللقب في ربع النهائي واجتاز البريطاني آندي موراي في نصف النهائي، إلا أنه سقط بشكل غير متوقع بثلاث مجموعات أمام السويسري ستانيسلاس فافرينكا الذي أحرز بدوره لقبه الكبير الثاني بعد ملبورن الأسترالية عام 2014.
ولا تزال البطولة الفرنسية تعانده؛ إذ وصل فيها إلى النهائي ثلاث مرات حتى الآن من دون أن يتوج باللقب.
ويضيف المصنف أول عالميا: «هناك عدد من النهائيات التي أعتقد بأنني كنت قادرا على الفوز بها، ولكن مجددا كما قلت سابقا، كل شيء يحدث لسبب ما. فأنا أتعلم من كل تجربة، خصوصا التي لا يكون فيها النصر حليفي، ولكنني سأواصل».
ويخوض ديوكوفيتش موسما استثنائيا؛ إذ فاز بجميع دورات الـ«ماسترز» للألف نقطة التي شارك فيها، ورفع رصيده إلى 48 فوزا مقابل 3 هزائم فقط.
ويرى ديوكوفيتش أنه لو خسر نهائي ويمبلدون فإن الوضع كان سيختلف كليا، وقال: «لذلك أنا سعيد جدا لأنني عرفت طريق الفوز بعد أسابيع قليلة من (رولان غاروس) التي خسرت فيها أيضا أمام نادال العام الماضي وفافرينكا هذا العام».
وأوضح: «إنه أمر محبط ومحزن، ولكن إذا كان هناك شيء تعلمته في الرياضة، فهو التعويض بسرعة ووضع الخيبة خلفي والتطلع للأمام».
الهدف المقبل لديوكوفيتش سيكون «فلاشينغ ميدوز» الأميركية بحثا عن لقب ثان فيها بعد 2011، وعن ذلك يقول: «الآن أحتاج إلى الراحة بعد الجهد الذي بذلته، ثم سأحاول الاستعداد للبطولة الأميركية في محاولة لإنهاء آخر بطولات الـ(غراند سلام) للموسم بأفضل طريقة».
من جهته، أكد النجم السويسري الأسطوري روجيه فيدرر أن خسارته نهائي ويمبلدون لا تعني أنه سيلقي سلاحه ويعتزل.
وكان فيدرر، 33 عاما، يمني نفسه بإحراز لقب بطولة ويمبلدون للمرة الثامنة في مسيرته الأسطورية والانفراد بالرقم القياسي الذي يتقاسمه مع الأميركي المعتزل بيت سامبراس والبريطاني ويليام رنشو، لكن النجم السويسري سقط في المحطة الأخيرة وللعام الثاني على التوالي أمام ديوكوفيتش بالذات.
وشكلت الخسارة ضربة قاسية لمعنويات فيدرر الذي كان يأمل في الثأر لخسارة نهائي العام الماضي، والفوز بلقبه الكبير الأول منذ 2012 عندما توج بلقب البطولة البريطانية للمرة السابعة، رافعا رصيده إلى 17 لقبا في بطولات الـ«غراند سلام».
والمشكلة أن بطولات الـ«غراند سلام» أصبحت بمثابة العقدة لفيدرر بعد أن كان «سيدها»؛ إذ اكتفى بلقب واحد في مشاركاته الـ22 الأخيرة فيها، ومع احتفاله بميلاده الرابع والثلاثين عشية انطلاق بطولة «فلاشينغ ميدوز» الأميركية الشهر المقبل، يرى كثيرون أن النهائي العاشر للسويسري في ويمبلدون كان يشكل الفرصة الأخيرة له لرفع رصيده (4 في «أستراليا المفتوحة» وواحد في «رولان غاروس» الفرنسية، و7 في «ويمبلدون»، و5 في «فلاشينغ ميدوز» التي أحرز لقبها للمرة الأخيرة عام 2008).
لكن النجم السويسري يرى أن تمكنه من تجاوز البريطاني آندي موراي دون عناء في الدور نصف النهائي والأداء القوي الذي قدمه في النهائي أمام ديوكوفيتش يظهر أنه ما زال لديه الكثير ليقدمه، وقال: «لقد خسرت ضد المصنف أول في العالم حاليا.. إنه من الأشخاص الذين تعد الخسارة أمامهم أمرا مسموحا، لن أستسلم للواقع بالقول إن هذا الأمر مقبول. إنه ليس كذلك. لكني فزت عليه عدة مرات. أنا أحد اللاعبين الذين يملكون فرصة الفوز عليه (ديوكوفيتش) «.
وواصل: «أعتقد أني أظهرت هذا الأمر في أرضية الملعب، المباراة كانت متقاربة جدا. لم يكن فوزا روتينيا (لديوكوفيتش). لم أخسر إرسالي إلا في القليل من المناسبات في هذه البطولة».
وتابع فيدرر: «الأمور على ما يرام، وما زلت أعتقد بأني خضت بطولة رائعة. بإمكانك أن تخوض دورات رائعة دون أن تتمكن من الفوز في نهاية المطاف».
واعترف فيدرر بأن النجاحات التي حصدها خلال الأعوام الماضية في البطولات الكبرى تجعله يشعر بالإحباط لفترة طويلة عندما يخسر في المباراة النهائية، مضيفا: «الخسارة ليست ممتعة على الإطلاق. فأنت تغادر خالي الوفاض. بالنسبة لي الحصول على كأس الوصيف ليس مماثلا (لحمل كأس البطل) والجميع يعلم ذلك. لكن لحسن الحظ أنا فزت هنا كثيرا في الماضي، وبالتالي لا أشعر بأني أطارد شيئا».
ويعتزم فيدرر الخلود إلى راحة والذهاب في عطلة مع زوجته ميركا وأولادهما الأربعة، قبل التركيز على بطولة «فلاشينغ ميدوز» التي سيواجه فيها تحديا جديدا من ديوكوفيتش لأن الأخير يعد اللاعب الأوفر حظا للفوز باللقب.
واعترف فيدرر بأن ديوكوفيتش يستحق تصنيفه بين أفضل اللاعبين الذي عرفتهم ملاعب التنس، وسيدون اسمه في سجل العظماء في حال حافظ في الأعوام القليلة المقبلة على المستوى الذي يقدمه حاليا.
وعلى مستوى السيدات، باتت سيرينا ويليامز المصنفة أولى عالميا والمتوجه بطلة في ويمبلدون، على بعد خطوة واحدة من معادلة الرقم القياسي في بطولات الـ«غراند سلام» والمسجل باسم الألمانية شتيفي غراف (22 لقبا).
وتتمتع سيرينا، 33 عاما، بسجل حافل يحمل 68 لقبا؛ منها 21 في البطولات الكبرى، والسادس في ويمبلدون بعد 2002 و2003 و2009 و2010 و2012.
ونجحت سيرينا حتى الآن في سعيها إلى إحراز اللقب الرابع على التوالي في البطولات الكبرى؛ إذ سبق أن توجت في «فلاشينغ ميدوز» 2014، ثم في «ملبورن» الأسترالية، و«رولان غاروس» الفرنسية هذا العام. وجمعت ثلاث لاعبات فقط الألقاب الأربعة الكبرى خلال موسم واحد؛ هن: الأميركية مورين كونولي (1953)، والأسترالية مارغريت سميث كورت (1970)، وغراف (1988). وسبق لسيرينا أن أحرزت الألقاب الأربعة على التوالي لكن في عامين مختلفين (2002 و2003).



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».