صفقات يونايتد الجديدة رسالة إنذار لمنافسيه في الدوري الإنجليزي

بعد التعاقد مع شفاينشتايغر وديباي ودارميان ما زال المدرب فان غال يسعى لتقوية صفوفه قبل الموسم الجديد

TT

صفقات يونايتد الجديدة رسالة إنذار لمنافسيه في الدوري الإنجليزي

أبرم مانشستر يونايتد 3 صفقات مدوية بالتعاقد مع صانع ألعاب بايرن ميونيخ ومنتخب ألمانيا باستيان شفاينشتايغر ومدافع تورينو والمنتخب الإيطالي ماتيو دارميان وقبلهما جناح هولندا الدولي ممفيس ديباي من أيندهوفن ليوجه إنذار إلى منافسيه بأنه عائد بقوة للمنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الموسم المقبل.
وبعد 26 موسما لامست فيها جماهير يونايتد عنان السماء بفضل قيادة المدرب الملهم أليكس فيرغسون تعرضت تلك الجماهير لصدمة قوية وهي ترى فريقها يترنح عقب موسمين من دون نيل أي بطولات.
وانتهت فترة امتدت لثمانية أشهر تولي فيها الأسكوتلندي ديفيد مويز المدرب السابق لإيفرتون المسؤولية في أولد ترافورد بإقالته لينهي الفريق الموسم بعدها في المركز السابع وهو ما أدى للاستعانة بخدمات الهولندي المبدع لويس فان غال في محاولة لقلب حظوظ الفريق.
وبدأ الموسم الأول لفان غال بهزائم مذلة أمام ليستر سيتي وميلتون كينيز دونز وسط حالة من عدم التيقن بشأن هوية الفريق الكروية وتشكيلته وأفرادها إلا أن الأمر انتهى بما يبشر بقدوم الأفضل في المرحلة المقبلة بالحلول في المركز الرابع والتأهل لدوري أبطال أوروبا.
وقام المدرب الهولندي بتجربة عدة تشكيلات وطرق خططية في غياب ركيزة وسطه مايكل كاريك، 33 عاما، المبتلى بالإصابات والذي يشكل عنصرا مؤثرا دوما في مركز لاعب الوسط المدافع.
ويقدم شفاينشتايغر نفس نوعية أداء كاريك وسيمثل ليونايتد نقطة ارتكاز جديد يمكن بناء خطط الفريق عليها في ظل سعي يونايتد نحو المنافسة على الألقاب الموسم المقبل.
ولا يعد شفاينشتايغر غريبا على المدرب فان غال بعد أن عملا سويا في بايرن ميونيخ بين عامي 2009 و2011.
وسيبدأ يونايتد اليوم رحلته الإعدادية في الولايات المتحدة الأميركية استعدادا للموسم المقبل، وسط توقع بتوافد عدد آخر من الصفقات الجديدة.
ويواصل مانشستر مساعيه لضم مورجان شنيدرلين لاعب الوسط المدافع لساوثهامبتون وسيرخيو راموس مدافع ريال مدريد، في الوقت الذي قد تشهد قائمته رحيل الحارس الإسباني ديفيد دي خيا للانضمام لصفوف ريال مدريد كما قد يرحل المهاجم الهولندي روبن فان بيرسي إلى فناربغشة التركي.
ويمتلك مانشستر خيارين فقط في خط الهجوم هما واين روني واليافع جيمس ويلسون، 19 عاما، ويتفاوض الفريق من أجل ضم توماس مولر مهاجم بايرن ميونيخ وكريستيان بينتيكي مهاجم أستون فيلا.
وقال فان غال: «البيع والشراء في استمرار، نحن مستمرون في مسار يمتد حتى الأول من سبتمبر (أيلول)، مانشستر يونايتد لا يشتري من أجل مبدأ الشراء، في بعض الوقت نحتاج لشراء لاعبين جدد لتقوية الصفوف.. وعندما تلجأ للشراء فعليك البحث عن لاعبين أفضل مما بحوزتك».
لا يوجد من هو أفضل في تحقيق الانتصارات أكثر من شفاينشتايغر، وفي الوقت الذي أثار فيه البعض الشكوك حول جدوى الصفقة بسبب عمره، فإن صحيفة «دايلي تليغراف» وصفته بأنه «تعريف التميز الوظيفي». وقالت الصحيفة: «إنه ليس لاعبًا واعدًا، أو استثمارًا للمستقبل، إنه لاعب عمل على جمع الميداليات على مدار 13 عاما، إنه لاعب تعقبه مانشستر يونايتد،
بسبب الوعود التي قطعها الفريق على نفسه بتعزيز صفوف لويس فان غال بشكل كبير».
وأضافت الصحيفة: «مانشستر يونايتد تعاقد مع لاعب، يشعر بقدرته على مساعدة الفريق على الفوز بالألقاب وليس الاكتفاء بالتأهل إلى دوري الأبطال».
وقضى شفاينشتايغر كامل مسيرته الاحترافية مع بايرن ميونيخ، حيث انضم للفريق وهو في الرابعة عشرة من عمره وسجل ظهوره الأول مع الفريق الأول بدءا من 2002، حيث شارك في 536 مباراة على مستوى جميع المسابقات، وتوج بلقب دوري أبطال أوروبا ولقب البوندزليغا ثمان مرات وسبعة ألقاب في كأس ألمانيا، كما شارك في 111 مباراة مع منتخب ألمانيا وفاز معه بلقب كأس العالم في البرازيل وأصبح قائدا للماكينات بعد اعتزال فيليب لام اللعب الدولي.
وتجسدت معاني التفاني والإخلاص في شفاينشتايغر في مونديال البرازيل وهو يقود الماكينات للقب رغم معاناته من إصابة بالغة أسفل عينه اليمنى.
وتعرض شفاينشتايغر للضرب والإصابة بكدمات خلال المباراة النهائية أمام الأرجنتين والتي استمرت لمدة 120 دقيقة، قبل أن يحتفل مع بقية زملائه في الفريق بالإنجاز الأكبر في مسيرته الرياضية بالتتويج باللقب العالمي الرابع في تاريخ الكرة الألمانية.
وجاءت فرحة التتويج بكأس العالم في ريو دي جانيرو بعد عام واحد فقط من حصوله مع فريقه بايرن ميونيخ على الثلاثية التاريخية (الدوري الألماني وكأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا)، وبعد عامين من تعرضه لأكبر خيبة أمل في مسيرته عقب إخفاقه في تسجيل ركلة جزاء حاسمة في نهائي دوري الأبطال أمام تشيلسي الإنجليزي على ملعب أليانز أرينا معقل النادي البافاري.
ويرحل شفاينشتايغر الآن عن بايرن ميونيخ، الذي يعد أكثر الأندية الألمانية نجاحا، بعد 17 عاما قضاها مع الفريق، قبل أن ينتقل إلى صفوف مانشستر يونايتد، الذي يعتبر أكثر أندية إنجلترا نجاحا أيضا.
وعلى ملعب أولد ترافورد، سيعود شفاينشتايغر للعب تحت قيادة فان غال، الذي ساهم بنسبة كبيرة في تطوير مستواه ليصبح لاعب وسط ملعب من الطراز العالمي.
ووصف يواخيم لوف المدير الفني لمنتخب ألمانيا في بيان له أن انتقال شفاينشتايغر لمانشستر يونايتد خطوة جيدة للاعب قبل بطولة أمم أوروبا 2016 التي ستقام بفرنسا.
وقال لوف: «سيأخذ شفاينشتايغر هذا التحدي الجديد في إنجلترا كما نعرف عنه دائما.. بالالتزام والتحفيز».
وأضاف: «أثق أنها ستعطيه تشجيعا وحافزا آخر خاصة وأن بطولة أمم أوروبا في فرنسا باتت قريبة، سنبقى نتطلع في أن يقود شفاينشتايغر منتخبنا في البطولة».
ولعب شفاينشتايغر دورا محوريا خلال الفترة التي تولى فيها فان غال تدريب بايرن ميونيخ بين عامي 2009 و2011، وهو يتطلع للعب نفس الدور القيادي والعودة للتألق بعد أن عانى الموسم الماضي تحت قيادة المدرب الإسباني جوزيب غوارديولا بخروجه معظم الوقت من تشكيلة البايرن الأساسية.
وشدد كارل هاينز رومينيغيه رئيس بايرن ميونيخ على أن شفاينشتايغر (لم يهرب) من بايرن بسبب غوارديولا ولكنه يريد خوض تجربة جديدة وتحد آخر، عقب تحقيقه لأرقام قياسية في البوندزليغا.
وبينما أعرب رومينيغيه عن (أسفه) لرحيل شفاينشتايغر، فإن ماتياس زامر مدير الكرة في النادي البافاري، يرى أنه ليس من الممكن تعويضه بسهولة.
وقال أوليفر بيرهوف مدير المنتخب الألماني: «يمكنني أن أتفهم لماذا يرغب باستيان في كتابة فصل جديد في مسيرته المذهلة من خلال الدوري الإنجليزي الممتاز، مانشستر يونايتد مثله مثل بايرن صاحب شعبية عالمية».
في المقابل، أبدى واين روني قائد فريق مانشستر يونايتد معرفته التامة بمدى تفاني وإخلاص شفاينشتايغر في الملعب.
وكان روني قد تسبب في طرد شفاينشتايغر خلال إحدى مباريات الفريقين بدوري الأبطال، قبل أن تكتب صحيفة (ديلي ميل) البريطانية عنوانها الشهير «أنت قذر يا شفاين».
وأصبح اللاعبان الآن زميلين في فريق مانشستر يونايتد، في ظل سعي فان غال لإعادة الفريق إلى مكانته السابقة.
وبعد إعلان صفقة شفاينشتايغر قدم مانشستر يونايتد أمس المدافع الإيطالي ماتيو دارميان لجماهيره بعد إتمام التعاقد معه لمدة 4 سنوات.
وكان دارميان (25 عاما)، وصل إلى إنجلترا الجمعة لإجراء الفحوص الطبية الروتينية بعد أن توصل يونايتد ونادي تورينو إلى اتفاق على انتقاله مقابل 7.‏17 مليون يورو.
وكان مانشستر يونايتد قد سبق وفاز بصفقة المهاجم ممفيس ديباي البالغ من العمر 21 عاما من فريق أيندهوفن قبل أكثر من شهر بعقد مدته أربع سنوات مع وجود خيار بتمديد العقد لموسم أخر. وسجل ديباي 50 هدفا في 124 مباراة لعبها مع أيندهوفن منذ عام 2011.. وسجل في الموسم الماضي 28 هدفا.. وتصدر قائمة هدافي الدوري الهولندي برصيد 22 هدفا. وقال ديباي: «لقد كان حلما وأصبح حقيقة أن ألعب في صفوف فريق من أكبر الفرق في العالم.. وتتاح لي الفرصة للعمل مع شخص أعتقد أنه أفضل المدربين في العالم، لويس فان غال».
وأضاف: «والآن هذا فصل جديد في حياتي وهو الذي كنت أتطلع إليه».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».