في وقت متأخر من ليلة الأرض في 4 مايو (أيار) الماضي، أو اليوم المريخي 1222 على سطح المريخ، اكتشف مقياس الزلازل على متن مركبة «إنسايت مارس لاندر»، التابعة لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) «زلزالاً مرعباً» على الكوكب الأحمر، استمرت ارتداداته لساعات عدة، وسجل حدثاً نادراً.
وكان حجم الزلزال على الأقل خمسة أضعاف حجم الزلزال الأكبر المسجل على الكوكب، وذلك وفقاً لدراسة جديدة نُشرت (الأربعاء) في «رسائل الأبحاث الجيوفيزيائية». ويقول تايتشي كاوامورا، المؤلف الرئيسي وعالم الكواكب بمعهد الفيزياء بباريس، في تقرير نشره الموقع الرسمي للاتحاد الجيوفيزيائي الأميركي، بالتزامن مع نشر الدراسة «كان هذا بالتأكيد أكبر زلزال شهدناه، فالطاقة المنبعثة منه تعادل الطاقة التراكمية من جميع الزلازل الأخرى التي رأيناها حتى الآن، وعلى الرغم من أن الحدث كان على بعد أكثر من 2000 كيلومتر (1200 ميل)، فإن الموجات المسجلة في (إنسايت مارس لاندر)، كانت كبيرة جداً».
ويمكن لعلم الزلازل على سطح المريخ أن يعطي العلماء فكرة أفضل حول ما يكمن تحت سطح الكوكب، بما في ذلك الماء، وكيف يتم تكوين قشرته وعمق باطنه، كما هو الحال على الأرض.
وكان أكبر زلزال سابق، سُجل في أغسطس (آب) 2021، قوته 4.2 درجة، في حين أن زلزال مايو الماضي، فاقت قوته الزلزال السابق خمس مرات؛ إذ بلغت 4.7 درجة. ووفق شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل، بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بمصر، فإن «الواحد الصحيح في مقاييس الزلازل يعني زيادة 10 أضعاف، لكن الواحد من عشرة يعني زيادة بمقدار 1 فقط، وعليه؛ فإن الزيادة في زلزال مايو 2022 بمعدل 0.5، تعني أنه قوته تزيد 5 مرات عن السابق».
وأشار كاوامورا إلى أنه لأول مرة «تمكنوا من تحديد الموجات السطحية، التي تتحرك على طول القشرة والوشاح العلوي، والتي سافرت حول الكوكب مرات عدة».
واستمرت الموجات من الزلزال الذي حطم الرقم القياسي نحو 10 ساعات، لفترة طويلة، وكان الأمر مثيراً للفضول أيضاً؛ لأن مركز الزلزال كان قريباً من منطقة «سيربيروس فوساي»، وهي المنطقة الأكثر نشاطاً زلزالياً على الكوكب الأحمر.
ولا يبدو أن مركز الزلزال مرتبط بشكل واضح بالسمات الجيولوجية المعروفة، على الرغم من أن مركز الزلزال العميق يمكن أن يكون مرتبطاً بميزات مخفية أسفل القشرة.
وغالباً ما تنقسم زلازل المريخ إلى نوعين مختلفين، تلك ذات الموجات عالية التردد التي تتميز بالاهتزازات السريعة؛ ولكن الأقصر، وتلك ذات التردد المنخفض، عندما يتحرك السطح ببطء ولكن بسعة أكبر، وهذا الحدث الزلزالي الأخير نادر الحدوث لأنه أظهر خصائص كل من الزلازل عالية ومنخفضة التردد، كما أوضح كاوامورا. وأضاف، أن «المزيد من الأبحاث قد تكشف أن الزلازل منخفضة وعالية التردد التي تم تسجيلها سابقاً هي مجرد جانبين للشيء نفسه».
وهذه الدراسة، هو الأولى من نوعها التي تصف وتحلل البيانات من هذا الزلزال الكبير، والتي تم إصدارها بواسطة خدمة نظام بيانات الكواكب التابع لـ«ناسا». ويُعتقد أن مركبة «إنسايت مارس لاندر» اقتربت نهايتها التشغيلية؛ لأن الغبار غطى تدريجياً ألواحها الشمسية وقلل من طاقتها خلال السنوات الأربع التي انقضت منذ هبوطها في نوفمبر (تشرين الثاني) 2018.
ويقول كاوامورا «لقد أعجبنا أنه في نهاية المهمة الممتدة تقريباً، كان لدينا بيانات عن هذا الحدث الرائع، واستناداً إلى البيانات التي تم جمعها من هذا الزلزال، وهذه المهمة حققت نجاحاً غير عادي».
تسجيل حدث نادر في «الزلزال المرعب» بكوكب المريخ
قوته حققت رقماً قياسياً
تسجيل حدث نادر في «الزلزال المرعب» بكوكب المريخ
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة