الهند تكشف عن جاهزيتها لتصبح مصنعاً للعالم

تنويع الصناعات والإصلاحات الاقتصادية والتنمية الشاملة لجذب الشركات الأجنبية

تتميز الهند بإنجازات نموذجية فيما يتعلق بالإصلاحات الاقتصادية والتنمية الشاملة (الشرق الأوسط)
تتميز الهند بإنجازات نموذجية فيما يتعلق بالإصلاحات الاقتصادية والتنمية الشاملة (الشرق الأوسط)
TT

الهند تكشف عن جاهزيتها لتصبح مصنعاً للعالم

تتميز الهند بإنجازات نموذجية فيما يتعلق بالإصلاحات الاقتصادية والتنمية الشاملة (الشرق الأوسط)
تتميز الهند بإنجازات نموذجية فيما يتعلق بالإصلاحات الاقتصادية والتنمية الشاملة (الشرق الأوسط)

كشفت وزارة الخارجية الهندية، (الاثنين)، عن جاهزية بلادها لأن تصبح مصنعاً للعالم، نتيجةً للبرامج الاقتصادية المتعلقة بالإنتاج والحوافز والمبادرات الضريبية للشركات، وتتجه أنظار العالم، وبوجه خاص دول مجموعة الـ20، إلى الهند؛ لما تتمتع به من فرص مميزة وإمكانات مطلوبة لسلسلة القيمة والتوريد العالمية.
وسيسمح لدول مجموعة الـ20 أن تشاهد عن كثب ما حققته الهند من إنجازات نموذجية فيما يتعلق بالإصلاحات الاقتصادية والتنمية الشاملة، في حين أن العديد من الاقتصادات المتضررة من جائحة «كورونا» لا تزال تكافح من أجل الانتعاش الاقتصادي وسط تزايد المخاطر وعدم الاستقرار.
جاء ذلك في بيان أصدرته وزارة الخارجية الهندية بأن الهند لها جاهزية لأن تصبح مصنعاً للعالم نتيجة البرامج الاقتصادية المتعلقة بالإنتاج والحوافز والمبادرات الضريبية للشركات، مثل مبادرة «إنتاج الهند»، والجيل الثالث من الإصلاحات الاقتصادية التي تشمل الضبط المالي وتحسين سوق العمل، بالإضافة إلى تنويع الصناعات، مما يجعل العديد من الشركات الأجنبية تتوجه إلى الهند، مثل صانعي الرقائق الإلكترونية وصناع السيارات ومصنّعي المعدات، لكونها وجهة مفضلة لنقل الأموال والاستثمار الواعد.
كما أضاف البيان، أن الهند مع التقدم السريع للبنية التحتية المادية إلى جانب الإبداعات والابتكارات الرقمية، تستعد للوصول إلى آفاق جديدة على مدار السنوات القادمة؛ إذ إن كريستالينا جورجيفا، المدير الإداري لصندوق النقد الدولي، وصف الهند بنقطة ساطعة ومضيئة في جنح الظلام، على حد قوله. وقال شيربا آميتاب كانط بشأن الهند إن «إنجازات الهند ليست من قبيل الصدفة، بل هي نتيجة السعي تجاه الإصلاحات الهيكلية المحلية واسعة النطاق، وكذلك التعددية الفعالة»، على حد اعتباره.
وفي مجال الهندسة المعمارية الرقمية، فإن قصة نجاح الهند تروي نفسها؛ إذ إن الهند أصلاً موطن لأكبر نظام للهوية البيومترية في العالم يسمى بطاقة آدهار (Aadhaar). والجدير بالذكر أنه بمشاركة 48 مليون شخص سجلت أكبر عدد من المعاملات الرقمية في الوقت الفعلي على مستوى العالم، اعتباراً من أكتوبر (تشرين الأول).
كما تجدر الإشارة إلى منصة توصيل اجتماعية رقمية تحت برنامج مساعدة من رئيس الوزراء؛ إذ تم فتح أكثر من 472 مليون حساب بنكي للأسر الهندية، مما ساعد الملايين من البشر على مكافحة الجوع أيام جائحة «كورونا»، وأيضاً ساعد على انتشار سريع للهواتف الذكية لتنفيذ البرامج الرقمية الاجتماعية الهندية لتمكين المواطنين من الاستفادة من السلع والخدمات العامة.
ومن جهة ثانية، أشادت المفوضية الأوروبية، مارغريت فيستاجر، بالحكومة الهندية لتوفير الهوية الرقمية إلى نحو 90 في المائة من سكان البلاد، ومساعدة ملايين من الأشخاص والشركات في تلقي المدفوعات رقمياً في زمن الوباء، واصفة إياه بـإنجاز الهند. ويسلط مورغان ستانلي الضوء على كفاءة الهند لإحداث ثورة في مجال الرعاية الصحية والاستفادة من تأمين منخفض التكلفة، ويطلق عليها: «واحدة من أكثر البلدان التي تعاني من ضعف الاستدانة في العالم».
إن الهند بصفتها رائدة في البنية التحتية الرقمية العامة ستستمر في تعزيز بيئة الابتكار من خلال التركيز على البحث والتطوير وتقليل العوائق في دخول وبناء أنظمة رقمية أكثر ذكاء وأقل تكلفة وأكثر شمولاً، ليس فقط لمواطنيها، ولكن أيضاً للعالم بأكمله.
ومن المعلوم أن التحول الرقمي يساعد على خلق فرص عمل؛ إذ قال وزير الاتصالات والإلكترونيات وتكنولوجيا المعلومات الهندي آشويني فايشناو: «إنه من الممكن أن تتجاوز الهند 10 ملايين وظيفة في العامين المقبلين في 3 قطاعات من ناحية الاقتصاد الرقمي، وهي الإلكترونيات والشركات الناشئة وخدمات أخرى مدعومة بالتقنية»، على حد قوله، مضيفاً أن الهند أصبحت دولة إنتاج للتكنولوجيا، بدلاً من أن تكون فقط مستهلكاً للتكنولوجيا.
ومن جانب آخر، قال مورغان ستانلي، إنه من المتوقع أن تقود الهند نحو 20 في المائة من النمو العالمي في العقد المقبل، مما قد يساهم على زيادة الناتج المحلي الإجمالي للهند على أكثر من 7.5 تريليون دولار أميركي بحلول عام 2031. كما من المتوقع أن تتفوق الهند على اليابان وألمانيا لتكون ثالث أكبر اقتصاد في العالم خلال السنوات الـ5 المقبلة، وفي الوقت نفسه تشير سوق الأوراق المالية إلى تحول الهند مرة واحدة في الجيل من ناحية وضعها الاقتصادي المتنامي؛ إذ بدأت الشمولية الرقمية التي اكتسبتها الهند بشق الأنفس الآن تجلب الفوائد والأرباح، وستكون الأساليب المبتكرة نموذجاً للعالم بأسره قريباً.



إيرادات الإنتاج تقفز بأرباح «السعودية للكهرباء» 18 % في الربع الثالث

مقر «الشركة السعودية للكهرباء» (واس)
مقر «الشركة السعودية للكهرباء» (واس)
TT

إيرادات الإنتاج تقفز بأرباح «السعودية للكهرباء» 18 % في الربع الثالث

مقر «الشركة السعودية للكهرباء» (واس)
مقر «الشركة السعودية للكهرباء» (واس)

ارتفعت إيرادات «الشركة السعودية للكهرباء»، خلال الربع الثالث من العام الحالي، بنسبة 19 في المائة، لتصل إلى 28.3 مليار ريال (7.5 مليار دولار)، كما ارتفع صافي الربح بنسبة 18 في المائة، إلى 6.9 مليار ريال (1.8 مليار دولار)، مقارنة مع الربع نفسه من العام السابق.

وأضافت الشركة، في بيان على موقع سوق الأسهم السعودية الرئيسية «تداول»، أن إيرادات فترة 9 أشهر من العام الحالي زادت بنسبة 17 في المائة، إلى 66.6 مليار ريال، وارتفع صافي الربح بنسبة 17 في المائة، إلى 12.1 مليار ريال، مقارنة بالفترة المماثلة من العام السابق.

ويعود تحسّن الأداء المالي للشركة في الربع الثالث من عام 2024 على أساس سنوي، بشكل رئيسي إلى ارتفاع الإيراد المطلوب المعترف به خلال الربع الحالي، نتيجةً ارتفاع معدل العائد التنظيمي الموزون لتكلفة رأس المال، ونمو قاعدة الأصول المنظمة، وارتفاع إيرادات إنتاج الطاقة الكهربائية، واستمرار نمو قاعدة المشتركين، إضافة إلى إيرادات جديدة تخص تطوير مشاريع إنشاء محطات وخطوط نقل لصالح العملاء.

أما بالنسبة لفترة الـ9 أشهر الأولى من عام 2024، مقارنة بالفترة المماثلة من العام السابق، فيعود التحسّن إلى انخفاض أعباء التمويل، وارتفاع الإيرادات الأخرى.

وقابل تلك البنود ارتفاعٌ في تكاليف الإيرادات بسبب نمو الأعمال، وزيادة الأصول التشغيلية، وارتفاع الأحمال، إذ تشمل تكاليف جديدة لعقود إنشاء تحت التنفيذ لعملاء. وأدى التحسّن في إدارة الموارد وكفاءة نفقات التشغيل إلى ترشيد تكاليف التشغيل والصيانة الخاضعة للتحكم، والتي ارتفعت بشكل طفيف، مقارنة بنمو الأعمال وزيادة الأصول التشغيلية وارتفاع الأحمال، مع استثناء تكاليف عقود الإنشاء قيد التنفيذ للعملاء المستحدَثة خلال الفترة الحالية.

وقال الرئيس التنفيذي المكلّف للشركة السعودية للكهرباء، المهندس خالد الغامدي: «الأداء المالي والتشغيلي الإيجابي، خلال الربع الثالث وفترة 9 أشهر من 2024، يعكس نمو أعمال الشركة وقاعدة أصولها التشغيلية واستمرار المسار الإيجابي في تحسّن فاعلية وكفاءة إدارة الموارد وتكاليف التشغيل، مما يرافقه تحسّن مستمر في مؤشرات الأداء لأمن وموثوقية وكفاءة وتنوّع إمدادات الطاقة واعتمادية وكفاءة الخدمة الكهربائية».

وأضاف الغامدي: «ننفذ بنجاح استثمارات ضخمة لمواكبة هذا التطوير المتسارع وغير المسبوق والرائد على مستوى المنطقة والعالم. هذا بالإضافة إلى تغطية متطلبات النمو الكبير في الخدمة الكهربائية والأحمال التي تواكب عجلة التنمية الاقتصادية، مع التزامنا الدائم برفع نسبة المحتوى المحلي وتوطين الصناعة انسجاماً مع أهداف (رؤية 2030)».

جناح «السعودية للكهرباء» في مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار 2024» (موقع المبادرة الإلكتروني)

يشار إلى أن استثمارات المشاريع الرأسمالية للشركة ارتفعت، في فترة 9 أشهر من عام 2024، بنسبة 35 في المائة، لتصل إلى 39.7 مليار ريال (منها 14.6 مليار ريال خلال الربع الثالث) على أساس سنوي.

وكانت الشركة قد أعلنت، خلال «ملتقى توطين قطاع الطاقة»، توقيع 46 اتفاقية للتوطين بقيمة تتجاوز 54.7 مليار ريال، تتضمن جميعها مستهدفات للمحتوى المحلي؛ بهدف تعزيز استدامة سلاسل الإمداد وتمكين التوطين في إمدادات الطاقة.

وفي يوليو (تموز) الماضي، جرى تعديل النظرة المستقبلية للتصنيف الائتماني للشركة من مستقرة إلى إيجابية، من قِبل وكالة «ستاندرد آند بورز».