أكتب هذه المقالة قبل مواجهة المنتخب المغربي مع نظيره البرتغالي على بطاقة نصف نهائي كأس العالم 2022 في قطر، مما يعني أن الفائز سيكون بين الأربعة الكبار في العالم... وسواء فاز «أسود الأطلس» أو لم يفوزوا، فهم فازوا بقلوب كل العرب كما فاز قبلهم المنتخبان السعودي يوم هزم الأرجنتين، والتونسي يوم هزم فرنسا، ولكن الفارق أن المنتخب المغربي وصل إلى نقطة أبعد مما وصل إليها أي منتخب عربي منذ بدء مشاركاتنا في كؤوس العالم عام 1934 عبر المنتخب المصري...
تخيلوا عمر كأس العالم الآن 92 سنة تأهل خلالها منتخبات مصر والجزائر والمغرب وتونس عن عرب أفريقيا، والسعودية والكويت والعراق والإمارات وقطر عن عرب آسيا؛ أي تسعة منتخبات من أصل 22 دولة عربية وصلت للنهائيات العالمية، ولكن منتخبين فقط وصلا للدور الثاني هما المغرب في المكسيك عام 1986، و«الأخضر» السعودي في الولايات المتحدة عام 1994، علما أن ثلاثة منتخبات تأهلت 6 مرات لنهائيات كؤوس العالم، هي السعودية والمغرب وتونس التي حققت أول انتصار عربي في الأرجنتين عام 1978، وكان على حساب المكسيك.
لهذا كانت فرحتنا بالتأهل التاريخي للدور ربع النهائي كبيرة (رغم أن البعض يقولون إننا بالغنا في الاحتفال)، وأنا أعترض على هذا الكلام، فيكفي أن تتأهل كمتصدر لمجموعة فيها بلجيكا ثانية تصنيف العالم، وكرواتيا وصيفة بطل العالم، وتتجاوز كندا المتجددة، ثم تهزم بطل العالم وأوروبا السابق، وهذا وحده مدعاة للفخر والاعتزاز بغض النظر عن أي نتيجة لاحقة. وحتماً نتمنى أن يصل المنتخب المغربي إلى أبعد نقطة ممكنة (أي لقب البطولة)، وهو ما سمعته يتردد على ألسنة الكثيرين، والسبب أن محترفي المغرب متعودون على الضغوطات النفسية والبدنية واللياقية مع أنديتهم الأوروبية. وحتى قبل لقاء إسبانيا تفاءل المغاربة بمنتخبهم؛ لأن حارسهم هو أفضل حارس في الدوري الإسباني مع إشبيلية رفقة مواطنه يوسف النصيري، وحكيمي يلعب في باريس سان جيرمان، وزياش في تشيلسي، ونصير مزراوي في بايرن ميونيخ، ونايف أكرد في وستهام الإنجليزي، والسايس في بيشكتاش التركي، ومرابط في فيورينتينا الإيطالي مع زميله صابيري الذي يلعب في سمبدوريا، وبوفال وأوناحي وحارث مع أنجيه ومرسيليا الفرنسيين، وإلياس الشاعر مع كوينز بارك رينجرز الإنجليزي، وجديرة مع باري الإيطالي، وهناك المحمدي مع الوحدة، وحمد الله مع الاتحاد السعوديين، إضافة للبقية الذين يلعبون في إسبانيا وفرنسا وقطر، وقلة قليلة في المغرب. وأعرف قصة معادلة اللاعبين المحليين والمحترفين، وكيف كان البعض ضدها، ولكنهم وجدوا مدرباً عرف كيف يضع التشكيلة ويصنع التوليفة، وهو مدرب مواطن بات أول عربي يصل إلى ربع النهائي، وهنا تأتي قصة الاحتراف الخارجي الذي أراه ضرورياً لمنافسة منتخبات العالم، فـ«الأخضر» السعودي قارع الأرجنتين وبولندا والمكسيك وليس فيه حتى محترف واحد أوروبياً، فماذا كان سيحدث لو وجدنا خمسة أو ستة محترفين؟
8:2 دقيقه
الاحتراف
https://aawsat.com/home/article/4034456/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%81
الاحتراف
الاحتراف
مواضيع
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة