تتطلع قطر المضيفة لمونديال 2022 إلى مصالحة جماهيرها عندما تواجه السنغال على استاد الثمامة اليوم في حين ستكون مواجهة هولندا والإكوادور على استاد خليفة من أجل تعزيز الحظوظ في التأهل للدور الثاني ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى اليوم (الجمعة).
وسيكون العبء كبيراً على قطر في سعيها للإبقاء على آمالها بالمنافسة بعد خسارتها الصادمة في اللقاء الافتتاحي أمام المنتخب الإكوادوري (صفر - 2) الأحد على ملعب البيت، في سقوط زاد من الضغط على اللاعبين بعدما باتوا أول مضيف يخسر مباراته الأولى.
بعد عزله المنتخب القطري ستة أشهر في أوروبا بعيداً عن أعين المتطفلين، أقرّ مدربه الإسباني فيليكس سانشيز بالإخفاق، وقال «لن أقدّم الأعذار، أهنئ الخصم على هذا الفوز، لدينا الكثير من الإمكانيات. لم نقدم أفضل ما لدينا، ربما بسبب التوتر لم تكن البداية جيدة، لا، بل كانت سيئة وتلقى مرمانا هدفين».
تزايد العبء على القطريين قبل يومين وإن لم يكن مباشراً، بالفوز السعودي التاريخي على أرجنتين ميسي 2 – 1، لتعيد الآمال العربية وتُحرج «العنابي» الذي بذل جهداً ممتداً على 12 عاماً، لتقديم نتيجة إيجابية.
لاعبو السنغال وحماس في التدريبات قبل مواجهة أصحاب الأرض (رويترز)
وقد يستغلّ القطريون، على غرار الهولنديين، غياب الهداف السنغالي ساديو ماني بسبب الإصابة، وفرض إيقاع على المباراة منذ بدايتها.
ويقول المدرب سانشيز «بعد المباراة الأولى كان علينا تحليل الأخطاء والاستعداد للخصم التالي كي نصحح المسار، وهذا ما فعلناه... هذه هي الآلية التي نتبعها».
وأضاف «الأمور لا تسير بالطبع على ما يرام بالنسبة لنا بعد المباراة الافتتاحية، للأسف لم نمنح الجماهير المتعة التي كانت يتوقعها، وفي مسيرة عملي كمدرب أرى أنك تشعر بالضغط بسبب نتائج كهذه، وبالتالي نحاول أن نعزل أنفسنا عن أي انتقادات من أجل إصلاح ما وقعنا فيه من أخطاء».
وعن رأيه في مستوى المنتخب السنغالي، أوضح «من وجهة نظري لعبت السنغال مباراة ممتازة ضد منتخب كبير للغاية (هولندا)، كانت لديهم فكرة واضحة وكانوا يسعون لتحقيق الانتصار حتى نهاية المباراة، كانت مباراة مفتوحة وكانت الحظوظ متساوية بين طرفيها، لقد خسروا بهدفين في النهاية وهي نتيجة ربما لا تعبر عن قوة السنغال». وتابع «مباراتنا أمام السنغال ستكون مختلفة وسنحاول الضغط من الدقائق الأولى وحتى نهاية المباراة».
وظنّ الجميع أن الخسارة أمام الإكوادور انتكاسة، لكن الظهير الأيمن القطري بيدرو ميغيل يقول «هذه ليست نهاية الآمال... نعم الخسارة قاسية، لكن أمامنا مباراتين، والأبواب لا تزال مفتوحة لإمكانية التأهل. إذا ما عبرنا السنغال، سنبذل كل شيء في المباراة الأخيرة أمام هولندا».
من جهته، أكد إسماعيل محمد مهاجم المنتخب القطري على أن الفريق طوى صفحة مباراة الافتتاح وطالب الجماهير بتقديم أكبر دعم ممكن للفريق في مواجهة السنغال.
وقال إسماعيل «الفريق جاهز تماماً لمصالحة الجماهير أمام السنغال وسيقدم كل ما لديه... رسالتي للجمهور هي أن المنتخب يحتاج إلى دعمهم الآن أكثر من أي وقت مضى، نعدهم بتقديم كل ما لدينا من جهد والظهور بصورة مشرفة».
وأضاف «النتائج الإيجابية التي حققتها المنتخبات العربية، تشعر اللاعب بالغيرة وتزيده إصراراً على تقديم كل ما لديه، ولكن تركيزنا دائماً على أنفسنا لتقديم أفضل ما لدينا، والتوفيق من الله».
فالنسيا نجم الاكوادرو الأبرز يتحدى الإصابة (أ.ب)
في المقابل، وبعد صدمة خسارتها لماني، تسعى السنغال إلى تعويض سقوطها في ظهورها الأول كبطلة لأفريقيا (2021)، وإبقاء حظوظها بقيادة المدرب أليو سيسيه للعبور إلى الدور الثاني على غرار النسخة الماضية.
وإلى جانب ماني، أعلن الاتحاد السنغالي لكرة القدم، الأربعاء، أن لاعب خط الوسط شيخو كوياتيه يعاني من «التهاب غير ظاهر» في الفخذ اليمنى، وسيكون «غير متاح على الأرجح» لمواجهة قطر، بعدما أصيب لاعب نوتنغهام فورست الإنجليزي خلال الهزيمة أمام منتخب الطواحين.
وسيكون بابا غي، لاعب وسط مرسيليا الفرنسي الذي حلّ بدلاً من كوياتيه خلال المباراة، هو من المرشح لبدء اللقاء اليوم. ولفت الاتحاد السنغالي إلى أن لاعباً آخر أصيب خلال المباراة ضد هولندا، وهو عبدو ديالو لاعب لايبزيغ الألماني، لكنه متاح للمشاركة حسب تقدير أطباء الفريق.
يثق سيسيه مدرب السنغال في الحارس إدوار مندي بشكل كامل رغم الارتباك الذي وضح عليه وتسبب في هدفي خسارة منتخب بلاده أمام هولندا، وقال «إنه فولاذي وسيبدأ أساسياً في المباراة الثانية... إمكانات إدوار تتحدث عن نفسها، لا أعتقد أن هناك من يشكك فيه، أحياناً يكون لديه مستويات رائعة وأحياناً يتراجع، وهو يحظى بكامل ثقتي، وثقتي العمياء، وأيضاً ثقة زملائه، وغداً سيكون في الملعب».
وبدا أن مباراة السنغال أمام هولندا في طريقها للتعادل حتى الدقيقة الـ84 حين أرسل فرنكي دي يونغ كرة عرضية لمنطقة الجزاء خرج مندي لمقابلتها، لكنه لم يفلح في اصطيادها ليخطفها كودي جاكبو برأسه مسجلاً الهدف الأول، وفي الوقت المحتسب بدل الضائع، لم ينجح مندي في التصدي بدقة لتسديدة ممفيس ديباي، ورد الكرة إلى دافي كلاسن الذي تابعها في الشباك.
وقال المدافع السنغالي خاليدو كوليبالي، زميل مندي في تشيلسي الإنجليزي «رد الفعل على أداء مندي كان مبالغاً فيه... نلعب في النادي نفسه ونحن إخوة في السنغال، إنه لاعب مهم جداً بالنسبة لنا ومن الطبيعي أن نمر بمراحل صعبة، أعتقد أننا نصنع أزمة من لا شيء».
وعن المباراة الثانية أمام قطر، أوضح كوليبالي «نحن في مأزق، لكن نحن أسود التيرانجا...سنبذل قصارى جهدنا لمواصلة الحلم والسماح للشعب السنغالي بالحلم، لا نريد أن نخيّب آمال جماهيرنا، الشيء المؤكد هو أننا سنلعب بعقلية وسلوك المحاربين».
وأشار كوليبالي، إلى أن ساديو ماني يتواصل بشكل مستمر مع لاعبي الفريق، رغم غيابه عن كأس العالم 2022 وأوضح: “ماني يتواصل معنا دائما بالرسائل النصية والاتصال التليفوني، يحاول رفع معنويات الفريق، أنه عنصر مهم جداً بالنسبة لنا حتى ولو لم يكن معنا. نحن نعرف أهميته بالنسبة للمنتخب، وهذه هي المعنويات الجيدة والعقلية التي نحتاج إليها... هو يقدم لنا الدعم دائماً، أنا أتحدث معه كل يوم».
(هولندا - الإكوادور)
حقّق المنتخب الهولندي عودة موفقة إلى نهائيات كأس العالم، بعد غياب عن نسخة 2018، بفضل هدفي كودي خاكبو وديفي كلاسن في المباراة الأولى ضد السنغال.
وغابت هولندا عن نسخة 2018 بعدما حلّت وصيفة في 2010 بقيادة بيرت فان مارفيك، وثالثة في 2014 بقيادة مدربها الحالي العائد لويس فان غال. وحافظ «منتخب الطواحين بذلك الفوز على سجله الخالي من الهزائم للمباراة السادسة عشرة توالياً منذ تعيين فان غال في صيف 2021 مدرباً للمرة الثالثة بعد خيبة الخروج من ثمن نهائي كأس أوروبا. وأمام الإكوادور، ستسعى هولندا إلى الاقتراب من التأهل بحال خطفت النقاط الثلاث لترفع رصيدها إلى ست.
وقال قلب دفاع «الطواحين» فيرجيل فان دايك «نعلم أننا نستطيع الاستمرار حتى النهاية، ويجب أن نفعل ما هو أفضل».
وأضاف مدافع ليفربول الإنجليزي «أمام السنغال بالغنا أحياناً في فرض الأشياء هجومياً، وغالباً ما تركنا أنفسنا عرضة لهجمات المنافس المضادة. هذا مجال نحتاج إلى تحسينه لأنه فن يجيده خصمنا المقبل، الإكوادور. لكنني متفائل لأنني أشعر أننا سوف نتحسن».
المسعى إلى النقاط الثلاث هو نفسه هدف الإكوادوريين الذين فرضوا إيقاعهم في المباراة الأولى وحسموها لصالحهم بهدفي إينر فالنسيا، في رابع مشاركة مونديالية له.
وبات فالنسيا (33 عاماً) خامس لاعب يسجل ثنائية في المباراة الافتتاحية خلال هذا القرن بعد الألماني ميروسلاف كلوزه (2006) في مرمى كوستاريكا، والكوستاريكي باولو وانتشوب في المباراة نفسها، والبرازيلي نيمار في مرمى كرواتيا في نسخة 2014، والروسي دينيس تشيريشيف في مرمى السعودية في مونديال روسيا 2018، لكن إصابة فالنسيا في الركبة وخروجه قبل نهاية المباراة أمام قطر تثير قلق جماهير بلاده التي تنتظر بلهفة نتائج الفحوص التي خضع لها أمس قبل البت في مشاركته من عدمها في مواجهة هولندا.
وقال مدرب الإكوادور غوستافو ألفارو «الفحوص تثبت أنه غير مصاب، لكن سيتعين علينا تقييم حالته اليوم وقبل المباراة غداً لحسم قرار مشاركته»، وأوضح «قلت أول من أمس إنه لا شيء يوقف إينر. لو تركنا الأمر له فإنه سيلعب. دعونا نفكر بإيجابية ونأمل أن يستجيب جيداً خلال التدريبات وحتى موعد اللقاء».
وأضاف «الإكوادور لا تتعرض لضغوط بالنظر إلى تصنيف هولندا الأعلى وتفوقها المفترض بناءً على ذلك. أنا سعيد بفريقي. ولدينا كل المقومات للفوز ولا شيء نخسره. علينا أن نكون أقويا على كل الجبهات.. عاطفيا وبدنيا وعلينا أن ننهكهم حول الملعب. ما قمنا به أمام قطر لن يكون كافياً في مواجهة هولندا والسنغال، نريد الفضل».
وستكون المباراة الأخيرة للإكوادور أمام السنغال الثلاثاء على استاد خليفة، في حين تختتم هولندا منافسات المجموعة في الجولة الأخيرة أمام قطر على استاد البيت.