ممثل خامنئي يتعهد بتلبية كل مطالب الحوثيين في رسالة سرية

«الشرق الأوسط» تنشر وثيقة تكشف الدعم المالي الإيراني

نسخة من نص الرسالة الصادرة عن «مؤسسة الشهداء وشؤون الضحايا» .. وترجمتها باللغة العربية
نسخة من نص الرسالة الصادرة عن «مؤسسة الشهداء وشؤون الضحايا» .. وترجمتها باللغة العربية
TT

ممثل خامنئي يتعهد بتلبية كل مطالب الحوثيين في رسالة سرية

نسخة من نص الرسالة الصادرة عن «مؤسسة الشهداء وشؤون الضحايا» .. وترجمتها باللغة العربية
نسخة من نص الرسالة الصادرة عن «مؤسسة الشهداء وشؤون الضحايا» .. وترجمتها باللغة العربية

حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة من رسالة صادرة عن «مؤسسة الشهداء وشؤون الضحايا» بطهران تكشف مدى الدعم المالي الإيراني للحوثيين.
وتكشف الرسالة استعداد طهران لتلبية كل مطالب المتمردين وميليشيا الحوثيين، إلى جانب الدعم المادي والسياسي والعسكري الذي تتلقاه الحركة الحوثية من قبل النظام الإيراني.
وقالت مصادر مطلعة إن «القيادة في طهران صادقت على طلب كانت قد رفعته (قوة القدس) يوصي بزيادة حجم الدعم المادي التي تعتمده إيران لـ(مؤسسة شهيد يمن)، التابعة لـ(مؤسسة الشهيد الإيراني) (بنیاد شهید وامور ایثارگران) ليصل إلى 3.7 مليون دولار». ويأتي طلب «قوة القدس» على خلفية حجم طلبات التعويضات التي تصل إلى «شهيد يمن» نتيجة لسقوط مئات القتلى في صفوف المتمردين الحوثيين.
وتقول الوثيقة المعنونة بأنها «سرية»، التي هي عبارة عن رسالة موجهة من محمد علي شهيدي، نائب الرئيس الإيراني ورئيس «مؤسسة الجمهورية الإيرانية للشهداء وشؤون الضحايا» ذلك بالإضافة إلى أنه ممثل الولي الفقيه في هذه المؤسسة، إلى مدير «مؤسسة الشهداء والضحايا في اليمن»، إنه «نظرًا لخطاب حضرتكم بخصوص الظروف القاسية والصعبة التي يعيشها إخوان أنصار الله في اليمن والعدد الضخم للشهداء المقدرين لدينا، أود أن أخبركم بكل احترام وتقدير أنه بعد التشاور والحديث مع الأطراف المعنية بهذا الأمر فقد اتخذنا قرارًا بتلبية كافة مطالبكم الموقرة بخصوص إرسال كل أنواع الدعم لأسر الشهداء والضحايا اليمنيين الذين سقطوا خلال المواجهات»، وتبين المراسلات بخصوص المتعاونين الحوثيين مع النظام الإيراني والتي هي على مستوى رفيع وعلى درجة من السرية، مدى الصلات وارتباطات الحوثيين بالنظام الإيراني ومدى تورطه في الأحداث التي يشهدها اليمن وآثارها على مستوى اليمن ودول المنطقة.
ويعد نشاط «مؤسسة الشهيد» الإيرانية في اليمن، من الأمور السرية المحصورة في قيادات محدودة في حركة «أنصار الله» الحوثية.
وأضافت المصادر أن قوائم بأسماء عشرات القتلى الحوثيين تصل لطهران، مرتين في الشهر، لتصادق من قبل «قوة القدس»، كما التزم بذلك قاسم سليماني، قائد «قوة القدس» للقيادة الحوثية، حيث تحصل عوائل الحوثي على كل الامتيازات التي تحظى بها عوائل القتلى الإيرانيين والمقدمة من قبل «مؤسسة الشهيد الإيراني» من ملبس وتعليم ورعاية صحية.
وكانت لجنة برلمانية إيرانية قد كشفت النقاب، في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، عن نحو 30 قضية فساد مالي في «مؤسسة الشهيد الإيراني»، التي أنشئت بتعليمات مباشرة من آية الله الخميني في مستهل ثمانينات القرن الماضي بعد اندلاع الحرب العراقية - الإيرانية.
يُذكر أن مؤسسة «شهيد يمن» كانت قد أنشئت عام 2009، أي أثناء الحرب السادسة بين السلطات في صنعاء والحوثيين، بناء على تعليمات من المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، لتوفير المساعدة المالية والرعاية الصحية لعائلات قتلى الحوثيين أسوة بالامتيازات التي تحظى بها أسر قتلى إيران، واعتمد، آنذاك، مبلغا يوازي مليون دولار ميزانية لمؤسسة «شهيد يمن».
يذكر أن عوض بن عشيم العولقي، قائد المقاومة الشعبية في محافظة شبوة الجنوبية في اليمن، أفاد بأن معنويات مقاتلي ميليشيا الحوثي بدأ يصيبها الإحباط بعد سقوط عشرات القتلى منهم، وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن أدوية مستوردة من إيران ضبطت بحوزتهم تكشف من خلال المختبرات أنها تستخدم لإزالة القلق والخوف عن أولئك المقاتلين ودفعهم مجددا لساحات القتال.
وفي صنعاء، أكدت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن كثيرا من الأسر التي تنتمي إلى الحوثيين، وبالأخص الهاشمية، تتسلم مبالغ مالية منذ سنوات من إيران، كمساعدات طبية ودوائية وإعانات، وقالت المصادر إن الحوثيين والإيرانيين أنشأوا، خلال سنوات طويلة، ما يشبه القوة المالية في اليمن، عبر دعم تجار صغار من أبناء صنعاء وصعدة وعمران وذمار، تحديدا، للتوسع في أعمالهم التجارية، بحيث تعتبر أعمالهم التجارية واجهة مشروعة لتمويل أنشطة المتمردين، في بلد يفتقد معايير النزاهة والشفافية في مراقبة كل الأنشطة التجارية والصناعية وغيرها، إضافة إلى غياب المؤسساتية في أنشطة كثير من رؤوس الأموال داخل البلاد، على الأقل، بالنسبة لمن هم مقربون من سلطة ونظام المخلوع علي عبد الله صالح، وجميعهم ينتمون لطائفة واحدة.
وكانت السلطات اليمنية، أغلقت عام 2009، المستشفى الإيراني والمركز الطبي الإيراني بصنعاء، بعد توجيه تهم لهاتين المؤسستين اللتين تتبعان الهلال الأحمر الإيراني، بتمويل أنشطة المتمردين الحوثيين، وقد لوحظ خلال سنوات عمل تلك المنشآت الطبية الإيرانية في اليمن، أن معظم مرتاديها والمستفيدين من خدماتها، هم من أبناء مناطق الشمال وشمال الشمال، بدرجة رئيسية، مع حصولهم على امتيازات علاجية واضحة، وفي الآونة الأخيرة، وقبيل بدء عملية «عاصفة الحزم»، في مارس (آذار) الماضي، أرسل الحوثيون جرحى تفجيرات مسجدي بدر والحشوش، التي وقعت في 20 من الشهر نفسه، إلى إيران لتلقي العلاج. وتتداول أوساط يمنية، معلومات تتعلق بمكاتب إيرانية في بيروت عن طريق حزب الله، تتكفل بإيصال المساعدات المالية والدعم المالي الذي يتلقاه الحوثيون من إيران، بصورة مباشرة أو عن طريق بعض البلدان، وقد مثلت هذه المكاتب، إلى جانب الأنشطة المالية، محطة مهمة في إرسال الحوثيين وكوادرهم للتدريب سواء في بيروت نفسها أو في طهران وبعض الدول وبصورة غير معلنة، خلال سنوات خلت.

* ترجمت الوثيقة باللغة العربية

الجمهورية الإسلامية الإيرانية
باسمه تعالي

الثورة الإسلامية في إيران تستمد قوتها من الشهداء والضحايا
الإمام الخميني

ممثل الولي الفقيه
النائب الأول لرئيس الجمهورية
«مؤسسة الشهداء وشؤون الضحايا»
الصلاة على الرسول الأعظم وآله الأطهار
السيد المحترم مدير «مؤسسة الشهداء والضحايا في اليمن»
بعد التحية..
نظرًا لخطاب حضرتكم بخصوص الظروف القاسية والصعبة التي يعيشها إخوان أنصار الله في اليمن، والعدد الضخم للشهداء المقدرين لدينا، أود أن أخبركم بكل احترام وتقدير، أنه بعد التشاور والحديث مع الأطراف المعنية بهذا الأمر، فقد اتخذنا قرارًا بتلبية كافة مطالبكم الموقرة بخصوص إرسال كل أنواع الدعم لأسر الشهداء والضحايا اليمنيين الذين سقطوا خلال المواجهات. ومن الواجب أن أبلغكم أن المؤسسة وكل العاملين بها والمتعاونين معها لن يتوانوا عن دعم وتأييد كافة مطالب المجتمع اليمنى العظيم والشهداء والضحايا، وسنوصل كل أنواع الدعم والخدمات إليهم بكل تقدير. نشكركم ونقدركم ونسأل الله لكم ولكل الإخوة التوفيق.
سيد محمد علي شهيدي



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.