الناتو يندد بتحليق «خطير» لمقاتلتين روسيتين فوق سفنه في بحر البلطيق

واشنطن «ستعمل» على إفشال مخططات موسكو للهيمنة على الأجواء الأوكرانية

فرقاطة دنماركية راسية في مياه لاتفيا في بحر البلطيق (إ.ب.أ)
فرقاطة دنماركية راسية في مياه لاتفيا في بحر البلطيق (إ.ب.أ)
TT
20

الناتو يندد بتحليق «خطير» لمقاتلتين روسيتين فوق سفنه في بحر البلطيق

فرقاطة دنماركية راسية في مياه لاتفيا في بحر البلطيق (إ.ب.أ)
فرقاطة دنماركية راسية في مياه لاتفيا في بحر البلطيق (إ.ب.أ)

قالت واشنطن إنها ستعمل على إفشال مخططات موسكو التي تهدف إلى السيطرة على الأجواء الأوكرانية، فيما قال التكتل العسكري «الأطلسي» إنه لا يسعى إلى المواجهة على خلفية «الاقتراب غير الاحترافي» للطائرات الروسية من سفن الناتو فوق بحر البلطيق.
وترى واشنطن أن تصعيد الضربات الصاروخية الروسية في أوكرانيا، والتي استهدفت البنية التحتية ومنشآت الطاقة منذ بداية أكتوبر (تشرين الأول) استهدف ضمن أشياء أخرى إجهاد قدرات الدفاعات الجوية الأوكرانية وهو أمر تأمل موسكو أن يسمح لقواتها بتحقيق الهيمنة على أجواء البلاد.
وقال كولين كال وكيل وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية، خلال رحلة إلى الشرق الأوسط: «إنهم في الحقيقة يحاولون إرباك وإجهاد أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية»، مضيفاً: «نحن نعرف نظرية النصر الروسية، وملتزمون بضمان ألا تثمر وذلك من خلال ضمان حصول الأوكرانيين على ما يحتاجون إليه لتظل دفاعاتهم الجوية قوية».
من جهة أخرى، أكد حلف شمال الأطلسي أن طائرتين مقاتلتين روسيتين «اقتربتا بشكل خطير وغير احترافي» في وقت سابق من هذا الأسبوع من سفن للناتو في بحر البلطيق تجري عملية روتينية.
وأوضحت القيادة البحرية للحلف أن الحادث وقع صباح الثلاثاء عندما اقتربت طائرتان روسيتان من هذه السفن «على ارتفاع 300 قدم (91 متراً) ومسافة 80 ياردة (73 متراً)» دون أن يرد الطياران على الاتصالات.
وأضاف البيان أن الناتو اعتبر واقعة الاقتراب «خطيرة وغير مهنية لأنها حصلت في منطقة خطر معروفة، تم تفعيلها لتدريب الدفاع الجوي، ونظراً لمستوى ارتفاع الطائرات وقربها» مشيراً إلى أنها «زادت خطر ارتكاب أخطاء في الحسابات وسقطات وحوادث».
ولفت البيان إلى أن قوات الناتو «تصرفت بمسؤولية» أمام هذا الحادث، تنفيذاً للأنظمة البحرية. وتابع أن «الحلف سيرد بشكل مناسب على أي تداخل مع النشاط الشرعي للناتو في المنطقة من شأنه تعريض سلامة طائراتنا أو سفننا أو طاقمها للخطر. الناتو لا يسعى إلى المواجهة ولا يمثل أي تهديد».
يأتي الحادث مع تصاعد التوترات بين الناتو وروسيا بسبب غزو موسكو لأوكرانيا في فبراير (شباط). وازدادت المخاوف من وقوع اشتباك بين الجانبين هذا الأسبوع بعد مقتل شخصين بصاروخ في بولندا المجاورة لأوكرانيا والعضو في الحلف. وسارع التحالف إلى تهدئة التوتر بالقول إن الحادث ناجم على الأرجح عن صاروخ أطلقه نظام الدفاع الجوي الأوكراني.
يُذكر أن حلف شمال الأطلسي عزّز وجوده في بحر البلطيق وبحر الشمال بعد تخريب خط أنابيب الغاز «نورد ستريم».
وفي سياق متصل، اعتبر وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو السبت أن طلب بلاده الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي هو «الخطوة الطبيعية» التي يجب اتخاذها بعد الاجتياح الروسي لأوكرانيا والتغيرات «الجذرية» في البيئة الأمنية الناتجة عن الحرب، بعد أن تخلت فنلندا والسويد عن عقود من عدم الانحياز العسكري وسارعتا للتقدم لتصبحا عضوين في حلف الناتو في مايو (أيار) الماضي عقب الحرب الروسية.
وقال هافيستو في مؤتمر «حوار المنامة» السنوي في البحرين، إن قرار البلدين التقدم بطلب لعضوية حلف ناتو هو «نتيجة للتغير الجذري في بيئتنا الأمنية»، مضيفاً: «التقدم بطلب للحصول على عضوية ناتو (...) هو الخطوة الطبيعية التي يتوجب علينا أن نتخذها».
وقد صادقت جميع الدول الأعضاء الثلاثين في حلف ناتو باستثناء المجر وتركيا على انضمام السويد وفنلندا. ويحتاج الأعضاء الجدد في الحلف إلى موافقة بالإجماع.
وقال الوزير الفنلندي إن بلاده أعلنت قبل سنوات عما يسمى «خيار ناتو» الذي ينص على أنه «إذا تغيرت بيئتنا الأمنية بشكل كبير، فإننا نعتبر عضواً في ناتو». وتابع: «ما الذي يمكن أن يكون تغييراً أكثر دراماتيكية من هجوم جار على بلد يبلغ عدد سكانه 50 مليون نسمة؟».
وكانت فنلندا قد أعلنت الجمعة عن خطة لتعزيز الأمن على حدودها مع روسيا، بما في ذلك بناء سياج بطول 200 كيلومتر. وقالت الوكالة الحدودية إن نحو 200 كيلومتر من الحدود البالغ طولها 1300 كيلومتر سيتم تسييجها بتكلفة نحو 394 مليون دولار.


مقالات ذات صلة

 زعيم كوريا الشمالية يجدد دعمه لحرب روسيا في أوكرانيا

آسيا كيم جونغ أون مصافحاً سيرجي شويغو خلال لقائهما في بيونغ يانغ (ا.ب)

 زعيم كوريا الشمالية يجدد دعمه لحرب روسيا في أوكرانيا

أكد زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، دعمه الثابت لحرب روسيا في أوكرانيا وذلك خلال اجتماع مع مسؤول أمني روسي رفيع المستوى في بيونغ يانغ.

«الشرق الأوسط» (سيول)
أوروبا ناقلة النفط «إيفنتين» التي تقول ألمانيا إنها جزء من «أسطول الظل» الروسي 10 يناير (كانون الثاني) 2025 (أ.ف.ب - القيادة المركيزة للطوارئ البحرية في ألمانيا)

ألمانيا تعلن احتجاز سفينة من «أسطول الظل» الروسي

أعلنت ألمانيا، أنها تحتجز ناقلة نفط متقادمة وصفتها بأنها جزء من «أسطول الظل» الروسي الذي ينتهك العقوبات، بعدما تعرضت إلى عطل في يناير (كانون الثاني).

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا جنود روس يقومون بدورية في كورسك (أ.ب)

تقرير أممي: روسيا جندت أطفالاً أوكرانيين للقيام بأعمال تخريب

ذكر تقرير صدر اليوم الجمعة أن مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لديه أدلة موثوقة على أن روسيا جندت أطفالاً أوكرانيين للقيام بأعمال مراقبة وتخريب ضد الجيش.

«الشرق الأوسط» (واشنطن- كييف)
أوروبا صورة نشرها الجيش الأوكراني الاثنين تظهر بعض جنوده يطلقون قذيفة «هاون» باتجاه مواقع روسية في موقع غير مُعلن في دونيتسك (أ.ف.ب)

تقرير: قادة دول أوروبية وكندا يجتمعون في باريس لبحث أزمة أوكرانيا

ذكرت وكالة بلومبرغ، نقلاً عن مصادر اليوم (الخميس)، أن زعماء ألمانيا وإيطاليا وبولندا وبريطانيا وكندا سيجتمعون في العاصمة الفرنسية باريس الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا رئيس وزراء بريطانيا مع وزير الدفاع يتفحص نموذج لغواصة نووية (أ.ب)

استهدافات متبادلة للبنى التحتية الروسية والأوكرانية واتهامات لتعطيل مبادرات السلام

استمرت الهجمات المتبادلة بالمُسيَّرات ليلة الأربعاء - الخميس بين طرفي نزاع الحرب الروسية - الأوكرانية، وأطلقت كل منهما الاتهامات باستهداف البنى التحتية للأخرى.

«الشرق الأوسط» (كييف) «الشرق الأوسط» (موسكو)

الولايات المتحدة تنهي الوضع القانوني لـ500 ألف مهاجر وتُمهلهم أسابيع لمغادرة البلاد

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يهمّ بدخول الطائرة الرئاسية «إير فورس وان» في قاعدة «أندروز» الجوية (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يهمّ بدخول الطائرة الرئاسية «إير فورس وان» في قاعدة «أندروز» الجوية (رويترز)
TT
20

الولايات المتحدة تنهي الوضع القانوني لـ500 ألف مهاجر وتُمهلهم أسابيع لمغادرة البلاد

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يهمّ بدخول الطائرة الرئاسية «إير فورس وان» في قاعدة «أندروز» الجوية (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يهمّ بدخول الطائرة الرئاسية «إير فورس وان» في قاعدة «أندروز» الجوية (رويترز)

أعلنت الولايات المتحدة أنها بصدد إنهاء الوضع القانوني لمئات الآلاف من المهاجرين، مؤكدة منحهم مهلة أسابيع لمغادرة البلاد.

وتعهد الرئيس دونالد ترمب تنفيذ أكبر حملة ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة والحد من الهجرة وخصوصا من دول أميركا اللاتينية.

ويطال القرار نحو 532 ألف كوبي وهايتي ونيكاراغوي وفنزويلي قدموا إلى الولايات المتحدة بموجب برنامج أطلقه الرئيس السابق جو بايدن، في أكتوبر (تشرين الأول) 2022، ووُسّع نطاقه في يناير (كانون الثاني) من العام التالي.

وسيفقد هؤلاء الحماية القانونية بعد 30 يوما من نشر أمر وزارة الأمن الداخلي في السجل الفيدرالي المقرر الثلاثاء. وهذا يعني أن المهاجرين المشمولين بالبرنامج «يجب أن يغادروا الولايات المتحدة» بحلول 24 أبريل (نيسان) ما لم يحصلوا على وضع هجرة آخر يسمح لهم بالبقاء في البلاد، وفقا لأمر الوزارة.

فنزويليون عادوا إلى بلادهم من المكسيك حيث كانوا يحاولون دخول الولايات المتحدة (أ.ف.ب)
فنزويليون عادوا إلى بلادهم من المكسيك حيث كانوا يحاولون دخول الولايات المتحدة (أ.ف.ب)

وحضّت منظمة «وليكام يو إس» التي تدعم طالبي اللجوء في الولايات المتحدة، المتضررين من هذا القرار على طلب المشورة من محام متخصص في شؤون الهجرة «على الفور»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأتاح البرنامج الموجه للكوبيين والهايتيين والنيكاراغويين والفنزويليين، دخول ما يصل إلى 30 ألف مهاجر شهريا من الدول الأربع ذات السجلات القاتمة في مجال حقوق الإنسان، إلى الولايات المتحدة لمدة عامين. وقال بايدن وقتذاك إن الخطة وسيلة «آمنة وإنسانية» لتخفيف الضغط عن الحدود الأميركية المكسيكية المزدحمة.

لكن وزارة الأمن الداخلي أكدت، الجمعة، أن البرنامج «مؤقت». وجاء في القرار أن «السماح الموقت بالبقاء مؤقت بطبيعته، وهو وحده ليس أساسيا للحصول على أي وضع هجرة، ولا يُشكل قبولا لدخول الولايات المتحدة».