تستضيف فرنسا، الاثنين المقبل، مؤتمراً دولياً لدعم جمهورية مولدوفا، هو الثالث من نوعه هذا العام بعد المؤتمرين السابقين اللذين حصلا؛ الأول في برلين في 5 أبريل (نيسان)، والثاني في بوخارست في 15 يوليو (تموز) الماضيين.
والمؤتمر الذي يلتئم تحت مسمى «منصة الدعم لمولدوفا» ذو طابع دولي بفضل المشاركة الواسعة التي يتمتع بها نظراً للأوضاع الصعبة التي يعيشها هذا البلد المحشور بين أوكرانيا ورومانيا، والذي يعاني من «التبعات الجانبية» للحرب الروسية على أوكرانيا.
وما عرفته بولندا مؤخراً عند سقوط صاروخ أطلقته قوات الدفاع الجوي الأوكرانية، والذي أوشك على التسبب بتصعيد خطير بين روسيا والحلف الأطلسي، عرفت مولدوفا شيئاً مشابهاً له في 31 أكتوبر (تشرين الأول)، عندما وقعت شظايا صاروخ روسي اعترضته منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية داخل أراضي مولدوفا، قريباً من الحدود الأوكرانية من غير وقوع ضحايا.
وتعاني مولدوفا التي لا يزيد عدد سكانها عن 2.5 مليون نسمة، راهناً، من انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة في البلاد. وشكت شيسيناو من عبور الصواريخ الروسية التي تستهدف مواقع أوكرانية في أجوائها، لكنها ووجهت بالنفي الروسي.
وحتى اندلاع الحرب، كانت مولدوفا تحصل على 30 في المائة من حاجاتها الكهربائية من أوكرانيا. والحال أن عدة ملايين أوكراني يعانون حالياً من فقدان التيار الكهربائي بسبب الضربات الروسية الصاروخية. وبالتالي لم تعد كييف في وضعٍ يمكنها من تزويد جارتها الصغيرة من إنتاجها الكهربائي.
وقال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية المولدوفي نيكو بوبيسكو الأسبوع الماضي، بمناسبة حضوره «منتدى السلام في باريس»، «إن كل صاروخ روسي يسقط على أوكرانيا يهدد أمن الطاقة في بلادنا».
وسبق لموسكو أن أوقفت تصدير الغاز إلى هذا البلد الصغير بسبب ما تعتبره انحيازاً للغرب وضد روسيا.
وتجدر الإشارة إلى أن مولدوفا تحتضن شرق البلاد أقلية تتكلم الروسية وتوالي موسكو، وقد انفصلت عن العاصمة شيسيناو بعد حرب قصيرة عام 1992. وترابط في مولدوفا قوة عسكرية روسية. وفي بداية العمليات العسكرية الروسية، كان هناك تخوف من أن تسعى روسيا إلى الوصول إلى الإقليم المنفصل الموالي لها المسمى ترانسنيستريا. إلا أن فشل قواتها في السيطرة على مدينة ميكولاييف ثم تراجعها مؤخراً عن منطقة خيرسون أبعد هذا الخطر.
بيد أن ضغوط موسكو لا تتوقف عند هذا الحد؛ فرئيسة جمهورية مولدوفا، مايا ساندو، تتهم المخابرات الروسية بالتدخل في شؤون بلادها الخاصة، بل بالسعي للإطاحة بها وتأجيج الاحتجاجات ضدها بالاستناد إلى أنصار الحزب الموالي لموسكو.
وقالت ساندو التي ستكون في باريس يوم الاثنين المقبل لاختتام أعمال المؤتمر إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن «المظاهرات التي يتم تنظيمها للتعبير عن استياء المواطنين من الغلاء والتضخم تستهدف ضرب الاستقرار السياسي في البلاد، بل إلى الإطاحة بالحكومة». وأظهر النقاش الحاد داخل البرلمان يوم 10 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، بين رئيسه إيغور غروساو ورئيس الجمهورية السابق الشيوعي المقرب من موسكو فلاديمير فورونين اتساع الهوة بين داعمي السياسة الروسية ومن يعدون غربيي الهوى.
وتجدر الإشارة إلى أن من بين المتطوعين المولدوفيين من يقاتل إلى جانب القوات الروسية، ومنهم إلى جانب القوات الأوكرانية. وبحسب وزير الخارجية، فإن روسيا «تهدد مولدوفا بعدة طرق؛ إذ إنها تنتهك مجالنا الجوي وتهدد أمن مواطنينا، وتدعم الانفصاليين، وتواصل مرابطة قواتها العسكرية على أراضينا بشكل غير شرعي». ورغم الطلبات المتعددة التي تقدمت بها الحكومة المولدوفية، فإن موسكو رفضت سحب الألفي جندي المرابطين في المنطقة الانفصالية.
مولدوفا تحتاج 1.1 مليار دولار لاجتياز الشتاء
مؤتمر دولي في باريس الاثنين لدعمها
مولدوفا تحتاج 1.1 مليار دولار لاجتياز الشتاء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة