أعلن وجهاء وعشائر مدينة درعا، في بيان لهم، تضامنهم التام مع الحملة العسكرية التي أطلقتها مجموعات محلية بمشاركة «اللواء الثامن» المعروفة محلياً باسم «فصائل التسويات»، ضد مجموعات متهمة بالانتماء لتنظيم «داعش» في حي طريق السد والمخيّم بمدينة درعا البلد.
وأعلن البيان أن الموجودين في حي طريق السد والمخيم «هم شرذمة مرتزقة من الفاسدين والمفسدين، يترأسهم أمير داعشي ينفذ أجندات إيرانية (...) عاثوا فساداً بالنسيج الاجتماعي بغية ضرب تماسكه وخلق الفتن والخلافات بين مكوناته، وشكّلوا عصابة داعشية مُفسدة نفّذت عمليات قتل خطف وسرقة وفرض الإتاوات، حتى أمست بعض أحياء مدينة درعا وكراً لهم». وأكد البيان أن «اجتثاث هذه العصابة هو واجب ديني وأخلاقي»، كما ناشد أبناء محافظة درعا «ليكونوا صفاً واحداً بوجه هذه المجموعة، ومحاسبة كل من يساند ويتستر ويدافع عنها، وألا يتورط أو ينجرّ أحد وراء رواياتها بتبنّي الثورة لتغطية أفعالها».
ووفقاً لمصادر محلية في مدينة درعا البلد، فقد جاء البيان بعد اجتماع ضمَّ وجهاء وأعيان العشائر وقادة مجموعات محلية تقرر فيه الوقوف ضد المجموعة الموجودة في طريق السد والمخيم، بعد أن كشفت المجموعات المحلية (فصائل التسويات) وقوفها وراء عمليات اغتيال وقتل استهدفت عناصر وقادة من المعارضة السابقة بعد اتفاق التسوية.
كما بثّت المجموعات المحلية مراسلات واتصالات سابقة بين قائد مجموعة المطلوبين المتهمين بالانتماء لتنظيم «داعش» في مدينة درعا البلد، وقادة في التنظيم لتنسيق عمليات اغتيال وقتل استهدفت فصائل المعارضة في المنطقة، ومنها عملية رصد ومراقبة لمقرات وقادة وحواجز وتصوير معسكر فصيل «جيش الإسلام» في بلدة نصيب، الذي استهدفه انتحاري من تنظيم «داعش» في أغسطس (آب) 2017، وراح ضحيته أكثر من 30 قتيلاً و50 جريحاً.
يُذكر أن بيان العشائر جاء بعد أسبوع من خروج العشرات من أبناء مدينة درعا البلد بمظاهرة احتجاجية للمطالبة بوقف الأعمال العسكرية وخروج قوات «اللواء الثامن» والمجموعات المحلية (فصائل التسويات) ومجموعة المطلوبين من المدينة، وخضوع الطرفين إلى تحكيم عشائري.
كما جاء البيان بعد أن قضى 5 من أبناء مدينة درعا البلد، وجرح 6 آخرين، في أكتوبر الماضي، بتفجير انتحاري نفّذه أحد عناصر تنظيم «داعش» في مضافة القيادي غسان الأبازيد.
وتحدّث قائد إحدى المجموعات المحلية المشارِكة بالعمليات العسكرية في مدينة درعا، لـ«الشرق الأوسط»، وقال إن المجموعات المحلية واللواء الثامن تمكنا، صباح الاثنين، من التقدم إلى عدد من المنازل التي كانت تتحصن فيها خلايا «داعش» في حي طريق السد، وأحرزت تقدماً في حارة الحمادين، وسيطرت على مقر قائد الخلية، التابعة للتنظيم المدعوّ محمد المسالمة الملقَّب «هفو»، والأبنية المحيطة به، كما سيطرت على عدد من مستودعات الأسلحة ونقاط استراتيجية كان يستخدمها التنظيم الإرهابي في عمليات القنص والمراقبة، وأفشلت محاولة انسحاب، يوم الاثنين، إلى خارج المنطقة لإخلاء عدد من جرحاه الذين أصيبوا في الاشتباكات.
عشائر درعا موحدة ضد خلايا «داعش»: عصابة بأجندة إيرانية
عشائر درعا موحدة ضد خلايا «داعش»: عصابة بأجندة إيرانية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة