هل تتجه الأرض نحو مصير كوكب الزهرة؟

بعد تسجيل نسب قياسية من غازات الاحتباس الحراري

الانبعاثات من محطات الطاقة التي تعمل بالفحم في منغوليا (المنظمة الدولية للأرصاد الجوية)
الانبعاثات من محطات الطاقة التي تعمل بالفحم في منغوليا (المنظمة الدولية للأرصاد الجوية)
TT
20

هل تتجه الأرض نحو مصير كوكب الزهرة؟

الانبعاثات من محطات الطاقة التي تعمل بالفحم في منغوليا (المنظمة الدولية للأرصاد الجوية)
الانبعاثات من محطات الطاقة التي تعمل بالفحم في منغوليا (المنظمة الدولية للأرصاد الجوية)

أعرب خبراء بيئة عن قلقهم من الأرقام الصادرة عن وكالة الأرصاد الجوية الدولية، والتي تشير إلى تسجيل أرقام قياسية من غازات الاحتباس الحراري، من بينهم مجدي علام، أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب، والذي يقول لـ«الشرق الأوسط»، إن «العلماء دائماً ما يستخدمون مثال (الصوبة الزراعية) لتشبيه تأثير غازات الاحتباس الحراري على كوكب الأرض، ولكن أصبح الخوف الآن مع تسجيل غازات الاحتباس الحراري لأرقام قياسية، أن نكون باتجاه مصير كوكب الزهرة، الذي يستحيل الحياة به».
ووفق تقرير المنظمة الدولية للأرصاد الجوية، التابع للأمم المتحدة الصادر في 26 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، فإن أرقام غازات الاحتباس الحراري ارتفعت بشكل كبير خلال العام الماضي، حيث بلغت تركيزات ثاني أكسيد الكربون العام الماضي أكثر من 415 جزءاً في المليون، والميثان 1908 أجزاء في المليون، وأكسيد النيتروز أكثر من 334 جزءاً في المليون.
وتشكل هذه القيم، على التوالي، 149 في المائة، و262 في المائة، و124 في المائة من مستويات ما قبل الصناعة قبل أن تبدأ الأنشطة البشرية في الإخلال بالتوازن الطبيعي لهذه الغازات في الغلاف الجوي.
والمقصود بـ«تأثير الصوبة الزراعية» هو أن الغلاف الجوي للأرض يحبس الحرارة بسبب غازات الاحتباس الحراري التي تغطيه، تماماً كما تفعل الصوبة الزراعية عندما تحبس درجة الحرارة، فخلال النهار، تشرق الشمس وترتفع درجة حرارة سطح الأرض في ضوء الشمس، وفي الليل، يبرد سطح الأرض، ما يؤدي إلى إطلاق الحرارة مرة أخرى في الهواء، والوضع الطبيعي أن تظل بعض الحرارة محاصرة بسبب الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، وهذا ما يجعل الأرض دافئة ومريحة، ولكن عندما تزيد غازات الاحتباس الحراري عن المعدل المقبول يحدث الاحترار.
ويقول علام: «في مرحلة ما من تاريخ كواكب المجموعة الشمسية، كان كوكب الزهرة مضيافاً للحياة مثل كوكب الأرض، ولكن بسبب النشاط البركاني الذي أطلق غازات الاحتباس الحراري، أصبح الكوكب يعاني من (جموح الاحتباس الحراري)، وسبب ذلك هو التركيز المرتفع للغازات المسببة للاحتباس الحراري في غلافه الجوي، والذي أدى بدوره إلى الارتفاع الدائم في درجة حرارة السطح، بشكل يجعل الحياة على الكوكب مستحيلة».
ويضيف: «هناك توقعات تشير إلى أنه في حال ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض بمعدل يزيد على 2 درجة مئوية، مقارنة بالفترة ما قبل الثورة الصناعية، فإن ذلك سيؤدي إلى استحالة الحياة على كوكب الأرض، ووفقاً لأرقام غازات الاحتباس الحراري التي تم تسجيلها مؤخراً، فنحن لا نسير على الطريق الصحيح».
وتزيد درجة حرارة سطح الأرض حالياً بمعدل 1.1 درجة مئوية، مقارنة بفترة ما قبل الثورة الصناعية، وحددت اتفاقية باريس للمناخ في 2015 عتبة الـ(1.5 درجة مئوية) لا يجب أن يتم تجاوزها، ولكن وفق الأرقام الحالية، يبدو أننا نتجه نحو السيناريو الكارثي، كما يوضح علام.
ويقول الأمين العام للمنظمة البروفسور بيتيري تالاس، تعليقاً على هذه الأرقام في تقرير نشره الموقع الرسمي للأمم المتحدة، بالتزامن مع نشر التقرير، أنها تؤكد مرة أخرى على التحدي الهائل والضرورة الحيوية للعمل العاجل لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والحيلولة دون ارتفاع درجات الحرارة العالمية بصورة أكبر في المستقبل». ويضيف أن «الارتفاع المستمر في تركيزات الغازات الرئيسية التي تحتجز الحرارة، بما في ذلك التسارع القياسي في مستويات الميثان، يُظهر أننا نسير في الاتجاه الخاطئ».



40 فناناً عربياً يستكشفون في الرياض الحدود بين الإنسان والآلة

أعمال تستكشف توظيف التقنيات المعاصرة في التعبير الفني (مركز الدرعية)
أعمال تستكشف توظيف التقنيات المعاصرة في التعبير الفني (مركز الدرعية)
TT
20

40 فناناً عربياً يستكشفون في الرياض الحدود بين الإنسان والآلة

أعمال تستكشف توظيف التقنيات المعاصرة في التعبير الفني (مركز الدرعية)
أعمال تستكشف توظيف التقنيات المعاصرة في التعبير الفني (مركز الدرعية)

سلّط معرض ⁧فني، انطلق في الرياض الاثنين، الضوء على فنون الوسائط الجديدة في العالم العربي، من خلال أعمال تتيح للجمهور خوض تجربة فنية فريدة، واكتشاف عالم يعيد فيه الفنانون العرب تشكيل التكنولوجيا بالفن، وتأمل الحدود بين الإنسان والآلة.

ويقدم معرض «مكننة» الذي افتتح أبوابه في مركز الدرعية لفنون المستقبل، رؤية استثنائية على أركيولوجيا فنون الوسائط الجديدة في العالم العربي، وعلى ممارسات فن الإعلام الجديد في العالم العربي، بمشاركة أكثر من 40 فناناً عربياً لاستكشاف تصوراتهم في توظيف التقنيات المعاصرة للتعبير الفني، وتكيفهم معها للتفاعل مع التغيرات الاجتماعية والتراث الثقافي والتحديات المعاصرة.

ويحتفي المعرض بإبداعات فناني الإعلام الجديد العرب، ويضعهم في قلب الحوار العالمي حول تأثير التكنولوجيا على الفن والمجتمع، من خلال 4 رحلات فكرية، هي «مكننة، الاستقلالية، التموجات، الغليتش»، وهي موضوعات تتقاطع فيها الهموم الفنية المتكررة عبر الأجيال، والجغرافيا، والأنماط التكنولوجية، واختيرت لاستكشاف الحضور العربي في قلب الحوارات الرقمية المعاصرة.

اكتشاف عالم يعيد فيه الفنانون العرب تشكيل التكنولوجيا بالفن (مركز الدرعية)
اكتشاف عالم يعيد فيه الفنانون العرب تشكيل التكنولوجيا بالفن (مركز الدرعية)

70 عملاً فنياً لـ40 فناناً عربياً

افتتح مركز الدرعية لفنون المستقبل، أول مركز متخصص في فنون الوسائط الجديدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، معرضه الفني الثاني «مَكْنَنَة... أركيولوجيا فنون الوسائط الجديدة في العالم العربي».

ويقدّم المعرض التاريخ الغني لفنون الوسائط الجديدة في العالم العربي من خلال أكثر من 70 عملاً فنياً لأكثر من 40 فناناً من الروّاد العرب في هذا المجال، ويستلهم عنوانه من الكلمة العربية «مَكْنَنَة»، التي تعني إحالة العمل إلى الآلة، أو أن تكون جزءاً منه، ويطرح تساؤلاً جوهرياً حول كيفية تعامل الفنانين العرب مع التكنولوجيا، وكيف أعادوا توظيفها وتحدّوها لصياغة مفرداتهم الإبداعية الخاصة.

وتتفاعل الأعمال المختارة مع سياقات اجتماعية وسياسية راهنة، بدءاً من الاحتجاجات الرقمية، ومنطق الآلة، وصولاً إلى حفظ الذاكرة، والبيئات التخيلية، وجماليات الغليتشات.

70 عملاً فنياً لـ40 فناناً عربياً في المعرض (مركز الدرعية)
70 عملاً فنياً لـ40 فناناً عربياً في المعرض (مركز الدرعية)

رؤية استثنائية على أركيولوجيا فنون الوسائط الجديدة في العالم العربي (الشرق الأوسط)
رؤية استثنائية على أركيولوجيا فنون الوسائط الجديدة في العالم العربي (الشرق الأوسط)

ريادة سعودية في احتضان الفنون الرقمية

إلى جانب ما يعكسه معرض «مكننة» من تاريخ غني للفنانين العرب الذين خاضوا تجارب مع وسائط تكنولوجية غير تقليدية، في إطار التجدد والتفاعل مع قضايا العصر، يمثل المعرض من جهة أخرى ريادة السعودية في احتضان الفنون الرقمية، وجهود قطاعها الثقافي للاحتفاء بريادة الفنانين العرب، وفتح الأبواب أمام المبتكرين في مجالي الفن والتكنولوجيا عبر طيف ملهم من المواهب والأعمال الفنية.

المعرض الثاني لأول مركز متخصص في فنون الوسائط الجديدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (مركز الدرعية)
المعرض الثاني لأول مركز متخصص في فنون الوسائط الجديدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (مركز الدرعية)

ويفتح المعرض آفاق التأمل في مستقبل الفنون الرقمية والوسائط الجديدة، في أروقة أول مركز متخصص في فنون الوسائط الجديدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو مركز الدرعية لفنون المستقبل، الذي انطلق كصرح للفنون والبحوث والتعليم، يهدف إلى ريادة الآفاق الجديدة للممارسة الإبداعية في تخصصات متنوعة، يتقاطع فيها الفن مع العلوم والتكنولوجيا.

وأُسّس المركز السعودي ليكون مساحة للمُبدعين من حول العالم للتعاون والتفكير والابتكار، مركّزاً على البحث والتوثيق وإنتاج الأعمال الفنية الجديدة المُلهمة.

ويقدّم المركز فرصةً للفنانين والباحثين للمشاركة في أنشطته المقرّرة، من فعاليات عامة وبرامج تعليمية وبرامج إقامة للفنانين والباحثين، إسهاماً منه في إثراء المشهد الفني في السعودية، وتعزيز مكانتها كوُجهة عالمية لفنون الوسائط الجديدة والرقمية، مع إبراز مواهب الفنانين الفاعلين في المنطقة ليتركوا بصمتهم المؤثرة في الفن والعلوم والتكنولوجيا.