خضر عدنان ينهي إضرابه مقابل إطلاق سراحه الشهر المقبل

والد الأسير الفلسطيني: لقد أخبر حفيدي الصغير بأن يستعد لخوض معركة مماثلة في يوم من الأيام

صورة أرشيفية لخضر عدنان تعود إلى مايو 2012 (أ.ب)
صورة أرشيفية لخضر عدنان تعود إلى مايو 2012 (أ.ب)
TT

خضر عدنان ينهي إضرابه مقابل إطلاق سراحه الشهر المقبل

صورة أرشيفية لخضر عدنان تعود إلى مايو 2012 (أ.ب)
صورة أرشيفية لخضر عدنان تعود إلى مايو 2012 (أ.ب)

لم يتمالك الحاج عدنان موسى، والد الأسير الفلسطيني خضر عدنان الذي أنهى إضرابا طويلا عن الطعام في السجون الإسرائيلية فجر الأمس، نفسه، وهو يروي اللحظات الأخيرة لإضراب ابنه في مستشفى «اساف هروفيه» الإسرائيلي، قائلا وقد اغرورقت عيناه وبح صوته إنه لم يستطع مغادرة الغرفة التي كان ابنه موجودا فيها لشعور صعب انتابه آنذاك. وشرح: «لقد عز علي ولدي، لم أستطع المغادرة من دونه، فقررت مع أمه وزوجته وأولاده أن نبقى في الشارع حتى يستجيبوا له». وأنهى الأسير خضر أمس إضرابا مفتوحا عن الطعام استمر 56 يوما لم يتناول فيها سوى الماء احتجاجا على اعتقاله إداريا. وقال والده «الحمد لله.. أنه سيحيي ليلة القدر كما أحب وأراد وتمنى».
ويفترض بحسب ما أعلن الفلسطينيون والإسرائيليون أمس أن يطلق سراح خضر في 12 يوليو (تموز) المقبل، الموافق 25 رمضان.
وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى عيسى قراقع إن السلطات الإسرائيلية قررت الإفراج عن عدنان مقابل فك إضرابه عن الطعام. وتبلور الاتفاق في وقت مبكر من فجر الاثنين.
وروى عدنان موسى، لـ«الشرق الأوسط»، الساعات الأخيرة لإضراب ولده التي عايشها بنفسه بعد أن سمحت له إسرائيل بزيارته في المستشفى. وقال: «عندما دخلنا عليه كان مثل طفل يلبس ثوب أبيه، فقد الكثير من وزنه. كان متعبا ومتهالكا ولا يقوى على الوقوف.. لم يكن صوته مسموعا حتى.. لكنه قال لي إنه مستعد لمواصلة إضرابه 10 أيام أخرى ولن يستسلم لهم». وأضاف: «كان يبتسم كلما سمع هتافات المتضامنين معه: بالروح بالدم نفديك يا خضر». وتابع: «احتضن أولاده وأخبرهم بأن ينتظروه. قال لابنه عبد الرحمن الصغير ألا يبكي، وإنه قد يكون في يوم من الأيام مكانه على هذا السرير». ولم تكن حالة خضر تسر عائلته القلقة جدا على صحته، فأخبروه بأنهم سيعتصمون أمام المشفى حتى يطلق سراحه.
وقال عدنان موسى: «عندما أردنا الخروج نظرت إليه النظرة الأخيرة، لكني لم أستطع مفارقته، لقد عز علي، لم أستطع.. فقلت له أنا سأعتصم مع أمك وزوجتك وأولادك حتى يفرج عنك».
واعتصمت عائلة عدنان 8 ساعات في الشارع العام أمام المشفى مما خلق حالة من الحراك الشعبي، إذ هب نواب كنيست ومحامون وناشطون من عرب الداخل للتضامن مع خضر. وقال والد الأسير إن المفاوضين الإسرائيليين الذين وصلوا إلى المكان «سألوا محامي خضر ماذا يريد.. فرد: يريد أن يستشهد لا يريد اتفاقا. فقرر الإسرائيليون تعجيل الاتفاق ووافقوا على طلبات كانوا قد رفضوها قبل يوم، ومن بينها إطلاق سراحه قبل ليلة القدر وعدم اعتقاله مرة ثانية على نفس التهمة».
وأكد عدنان أن والدة خضر وزوجته دخلتا مرة ثانية فجرا وأطعمتاه معلقتين من اللبن.
وانتهى إضراب عدنان بعد ساعات فقط من تحذير فلسطيني جدي من أن حياته أصبحت على المحك وفق تقديرات الأطباء. وهذه ليست أول مرة يضرب فيها خضر عدنان، إذ خاص إضرابا مماثلا عام 2012 استمر 66 يوما، ووافقت إسرائيل حينها على إطلاق سراحه.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.