البترون «ميكونوس لبنان»... التي لا تنام

7 محطات عليك زيارتها

سوق البترون العتيق متعة التسوق
سوق البترون العتيق متعة التسوق
TT

البترون «ميكونوس لبنان»... التي لا تنام

سوق البترون العتيق متعة التسوق
سوق البترون العتيق متعة التسوق

هي مدينة تقع في شمال لبنان، تجمع بين المناظر الطبيعية الخلابة، والمنتجعات السياحية والمقاهي والمطاعم وبيوت الضيافة، يقصدها السياح الأجانب والعرب وتشكل عنواناً للسياحة الداخلية. لقبها «ميكونوس لبنان» وميزتها تكمن في مشهديتها العامة التي تجمع بين العراقة والحداثة.
في البترون لا مجال للملل، النشاطات التي تزخر بها توفر لزائرها باقة من الخيارات المنوعة. هواة اكتشاف الآثار كما محبو السهر وممارسة هواية السباحة ومتذوقو الأكلات اللبنانية المشهورة، مدعوون لزيارتها.
في حنايا البترون وشوارعها يغمرك نبض حياة خاص، فدكاكينها الصغيرة ومطاعمها الفسيحة وشاطئها الذهبي وأسواقها القديمة وفنادقها، تزدحم بزوار يقصدونها لتمضية عطلة الأسبوع أو عطلة طويلة.


شاطئ البترون قبلة السياح العرب والأجانب

وعند زيارتك للبترون الملقبة بـ«ميكونوس لبنان»، نظراً للتشابه الكبير بين المدينتين في المناخ والطعام والطبيعة، لا بد أن تتوقف عند 7 محطات أساسية تشكل عناوينها الرئيسية.
1 - حلمي «بيت الليموناضة»
محل عريق يعود تاريخه إلى 100 سنة عرف يومها بـ«شي حلمي» عندما راح أحد أبناء البترون، ويدعى حلمي يبيع فيه عصير الليموناضة. وقد استحق وسام الأرز الوطني في عام 1974 لإسهامه في إبراز التراث اللبناني العريق في مجال السياحة انطلاقاً من المطبخ اللبناني. يتضمن بيت الليموناضة متحفاً صغيراً تعرض فيه محطات من حياة المؤسس حلمي، فتتفرج عليها من خلال صور وقصاصات صحف معلقة على حائط يتوسط البيت. كما يزودك المتحف بفكرة عن القطع والأدوات القديمة التي كانت تستعمل في تحضير هذا العصير. فكما الميزان الخشبي، كذلك تعرض السكاكين والآلات اليدوية التي كان يستخدمها حلمي في تحضير العصير. بعد جولتك في هذا المكان تجلس لأخذ قسط من الراحة في أحد أركان البيت، وتتذوق عصير الليموناضة على طريقة حلمي مع النعناع. وكذلك في إمكانك أن تشرب أي نوع عصير ليموناضة منكّها بالليمون الحامض وتدخل عليه عصائر فواكه أخرى. وإذا رغبت في أخذ تذكار من هذه الزيارة، فعليك أن تلقي نظرة على بوتيك المتحف، وتحمل معك قارورة من عصير الليموناضة الذي تحب.


ليموناضة حلمي محطة أساسية عند زيارتك البترون

2 - بيت المغترب «دياسبورا»
تأسس هذا المجمع السياحي في البترون في عام 2019 ويشكل مقراً للجاليات الأجنبية في لبنان لاستخدامه في برامج ثقافية وفنية ينظمونها. ويضم سلسلة من المطاعم والمقاهي ومحلات لبيع الأشغال اليدوية والمونة اللبنانية.
ويعد هذا الموقع من المعالم السياحية المشهورة في البترون للتنوع الثقافي والحضاري اللذين يغلفانه، وفيه تقام مهرجانات ومعارض فنية تستقطب هواة الرسم والنحت وغيرهما من الفنون. كما يتضمن «بيت المغترب» بيوت ضيافة تستقبل كل من يرغب في تمضية ليلة أو أكثر في البترون.
«شط البحصة»
في هذا المكان الخلاب الواقع على بحر البترون تتوزع سلسلة من المطاعم وأماكن السهر كـ«المندلون» و«رايز كافيه». فمن يزور مدينة البترون لا بد أن يجلس في واحد من مقاهي أو مطاعم «شط البحصة»، فيتناول الطعام الذي يرغب فيه من أطباق سريعة وأخرى لبنانية مشهورة.


تلقب البترون بـ«ميكونوس لبنان»

ويحلو في هذا المكان تدخين النرجيلة أمام بحر أزرق واسع، فيلامس نسيم البحر المنعش وجهك بحيث تتمنى ألا تغادره، سيما وأنه يشكل فسحة حرة للأولاد من مختلف الأعمار.
3 - بيوت الضيافة أشكال وألوان
تتوزع في مدينة البترون بيوت ضيافة استحدثها سكان البترون كملاحق لبيوتهم، تؤمن كل أساليب الراحة لإقامة جميلة بعيداً عن ضوضاء المدينة.
بعض هذه البيوت مبنية من الحجر الصخري القديم تطل على سطح صغير مغطى بخيم طبيعية ألفتها أوراق شجر الكرمة. وخلال إقامتك في هذه البيوت التي توفر لك الإنترنت والتلفزيون وأدوات كهربائية وغيرها من وسائل الراحة، يمكنك تناول وجبة الترويقة البلدية. فأصحاب البيت يطلعونك على أنواع الأطباق التي يحضرونها صباحاً كي تختار منها ما ترغب. وكذلك في إمكانك أن توصيهم على مناقيش بالزعتر والكشك والجبن أو بالبيض مع القاورما (لحم ضان مقدد). ومن الخيارات المتاحة تناول حلوى الكنافة بالجبن.


بيت المغترب مساحة فنية وثقافية

أشهر بيوت الضيافة «نزل سعدى» الواقع في السوق العتيق للبترون، وكذلك فندق «أوبيرج دي لا مير» الذي يطل على ميناء الصيادين في البترون. وهو يقع قرب كاتدرائية مار اسطفان في المنطقة الأثرية الأقدم في البترون.
4 - الأسواق القديمة
السير في الأسواق القديمة يشكل متعة لضيوف البترون، فيطلعون على خصائص دكاكينها العتيقة والحديثة معاً. في هذه البقعة من البترون تتوزع محلات صغيرة تبيع الخضار والفواكه، وكذلك أخرى تبيع التذكارات والفولارات الحريرية وهدايا أخرى تعجب المارة فتستوقفهم لساعات، وحديثاً صارت تضم مطاعم ومقاهي مشهورة بينها «قهوة زيتونة» و«كافيه مرشاق» و«ديفي». تؤلف مع بعضها، مزيجاً من العراقة والحداثة تجذب السائح وتعرفه على خصائص هذه المدينة التراثية.
5 - السور الفينيقي
من المحطات الأثرية التي تلفتك في البترون السور الفينيقي الذي يلف المدينة. وهو سور بحري كبير طبيعي تكون من الكثبان الرملية المتحجرة على الشاطئ. وقام الفينيقيون في القرن الأول قبل الميلاد بتدعيمه وتقويته وذلك عن طريق استعمال الصخور حتى أصبح بالشكل الذي هو عليه اليوم. يمتد هذا السور البحري على طول 225 متراً وهو بسماكة مترٍ إلى مترٍ ونصف تقريباً، ورغم أن أقساماً منه تهدمت فإن معظمه ما زال صامداً. ويحلو لزوار البترون ممارسة رياضة المشي بموازاته كونه يطل على البحر حيث الهواء العليل. وإلى جانب هذا السور أماكن دينية عديدة أشهرها «سيدة البحار» المشرفة على السور. وهي من أقدم الكنائس الموجودة في منطقة البترون ككل.
6 - حلوى الـ«بريوش» الأشهر في البترون
تتميز البترون بمروحة كبيرة من المطاعم والمقاهي ومحلات الحلويات التي يقصدها الزوار خصيصاً لاكتشاف مذاقاتها. وتعد حلوى الـ«بريوش» الخفيفة واحدة من خصائص مطبخها.
في البترون عنوانان تستطيع أن تتذوق فيهما أطيب كعكة «بريوش» طازجة تسرقك رائحتها قبل طعمها: «فرن الرحباني» و«فرن كوكو».
ويحضر هذا النوع من الكعك الطري على طبيعته من دون دخول أي مكونات أخرى فيه، ومرات أخرى تتم صناعة عجينته مع أنواع مربيات كالمشمش والتوت والتين. وهي من الحلويات المطلوبة جداً في البترون التي يحلو للزوار أن يقصدونها كونها تقع في الأسواق العتيقة. وإضافة إلى هذه الحلويات يستطيع السائح أن يتناول أنواع معجنات أخرى تقدمها بعض المحلات، بينها الـ«كريب» بالشوكولاته والموز والمناقيش المخبوزة على الصاج.
7 - الـ«توك توك» وسيلتك للتنقل
للقيام بجولتك هذه في شوارع البترون وأحيائها ما عليك سوى أن تستقل واحدة من السيارات الصغيرة المعروفة تحت اسم «توك توك». فمقابل مبلغ لا يتجاوز الـ150 ألف ليرة يأخذك سائقو هذه السيارات في جولات على المدينة. وهي تناسب الطرقات والأحياء الضيقة التي تتميز بها البترون. ومن لا يرغب في التنقل بهذه السيارات يمكنه استئجار دراجات هوائية من محلات خاصة منتشرة في المدينة.


مقالات ذات صلة

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

سفر وسياحة أسواق العيد في ميونخ (الشرق الاوسط)

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

الأسواق المفتوحة تجسد روح موسم الأعياد في ألمانيا؛ حيث تشكل الساحات التي تعود إلى العصور الوسطى والشوارع المرصوفة بالحصى

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من المنتدى التاسع لمنظمة الأمم المتحدة لسياحة فن الطهي المقام في البحرين (الشرق الأوسط) play-circle 03:01

لجنة تنسيقية لترويج المعارض السياحية البحرينية السعودية

كشفت الرئيسة التنفيذية لهيئة البحرين للسياحة والمعارض سارة أحمد بوحجي عن وجود لجنة معنية بالتنسيق فيما يخص المعارض والمؤتمرات السياحية بين المنامة والرياض.

بندر مسلم (المنامة)
يوميات الشرق طائرة تُقلع ضمن رحلة تجريبية في سياتل بواشنطن (رويترز)

الشرطة تُخرج مسنة من طائرة بريطانية بعد خلاف حول شطيرة تونة

أخرجت الشرطة امرأة تبلغ من العمر 79 عاماً من طائرة تابعة لشركة Jet2 البريطانية بعد شجار حول لفافة تونة مجمدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أشخاص يسيرون أمام بوابة توري في ضريح ميجي بطوكيو (أ.ف.ب)

اليابان: اعتقال سائح أميركي بتهمة تشويه أحد أشهر الأضرحة في طوكيو

أعلنت الشرطة اليابانية، أمس (الخميس)، أنها اعتقلت سائحاً أميركياً بتهمة تشويه بوابة خشبية تقليدية في ضريح شهير بطوكيو من خلال نقش حروف عليها.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق سياح يصطفون للدخول إلى معرض أوفيزي في فلورنسا (أ.ب)

على غرار مدن أخرى... فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

تتخذ مدينة فلورنسا الإيطالية التاريخية خطوات للحد من السياحة المفرطة، حيث قدمت تدابير بما في ذلك حظر استخدام صناديق المفاتيح الخاصة بالمستأجرين لفترات قصيرة.

«الشرق الأوسط» (روما)

قرى مصرية تبتكر نوعاً جديداً من السياحة التقليدية

قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)
قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)
TT

قرى مصرية تبتكر نوعاً جديداً من السياحة التقليدية

قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)
قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)

في الخلف من البقع السياحية السحرية بأنحاء مصر، توجد قرى مصرية تجذب السائحين من باب آخر، حيث يقصدونها للتعرف على الحرف التقليدية العتيقة والصناعات المحلية التي تنتجها هذه القرى وتتخصص فيها منذ عشرات السنوات، وفاقت شهرتها حدود البلاد.

ويشتهر كثير من القرى المصرية بالصناعات اليدوية، ذات البعدين التراثي والثقافي، مثل صناعة أوراق البردي، والأواني الفخارية، والسجاد اليدوي وغيرها، وهي الصناعات التي تستهوي عدداً كبيراً من الزوار، ليس فقط لشراء الهدايا التذكارية من منبعها الأصلي للاحتفاظ بها لتذكرهم بالأيام التي قضوها في مصر؛ بل يمتد الأمر للتعرف عن قرب على فنون التصنيع التقليدية المتوارثة، التي تحافظ على الهوية المصرية.

«الشرق الأوسط» تستعرض عدداً من القرى التي تفتح أبوابها للسياحة الحرفية، والتي يمكن إضافتها إلى البرامج السياحية عند زيارة مصر.

السياحة الحرفية تزدهر في القرى المصرية وتجتذب السائحين (صفحة محافظة المنوفية)

ـ الحرانية

قرية نالت شهرتها من عالم صناعة السجاد والكليم اليدوي ذي الجودة العالية، والذي يتم عرضه في بعض المعارض الدولية، حيث يقوم أهالي القرية بنقش كثير من الأشكال على السجاد من وحي الطبيعة الخاصة بالقرية.

والسجاد الذي يصنعه أهالي القرية لا يُضاهيه أي سجاد آخر بسبب عدم استخدام أي مواد صناعية في نسجه؛ حيث يتم الاعتماد فقط على القطن، والصوف، بالإضافة إلى الأصباغ النباتية الطبيعية، من خلال استخدام نباتي الشاي والكركديه وغيرهما في تلوين السجاد، بدلاً من الأصباغ الكيميائية، ما يضفي جمالاً وتناسقاً يفوق ما ينتج عن استخدام الأجهزة الحديثة.

تتبع قرية الحرانية محافظة الجيزة، تحديداً على طريق «سقارة» السياحي، ما يسهل الوصول إليها، وأسهم في جعلها مقصداً لآلاف السائحين العرب والأجانب سنوياً، وذلك بسبب تميُزها، حيث تجتذبهم القرية ليس فقط لشراء السجاد والكليم، بل للتعرف على مراحل صناعتهما المتعددة، وكيف تتناقلها الأجيال عبر القرية، خصوصاً أن عملية صناعة المتر المربع الواحد من السجاد تستغرق ما يقرُب من شهر ونصف الشهر إلى شهرين تقريباً؛ حيث تختلف مدة صناعة السجادة الواحدة حسب أبعادها، كما يختلف سعر المتر الواحد باختلاف نوع السجادة والخامات المستخدمة في صناعتها.

فن النحت باستخدام أحجار الألباستر بمدينة القرنة بمحافظة الأقصر (هيئة تنشيط السياحة)

ـ القراموص

تعد قرية القراموص، التابعة لمحافظة الشرقية، أكبر مركز لصناعة ورق البردي في مصر، بما يُسهم بشكل مباشر في إعادة إحياء التراث الفرعوني، لا سيما أنه لا يوجد حتى الآن مكان بالعالم ينافس قرية القراموص في صناعة أوراق البردي، فهي القرية الوحيدة في العالم التي تعمل بهذه الحرفة من مرحلة الزراعة وحتى خروج المنتج بشكل نهائي، وقد اشتهرت القرية بزراعة نبات البردي والرسم عليه منذ سنوات كثيرة.

الرسوم التي ينقشها فلاحو القرية على ورق البردي لا تقتصر على النقوش الفرعونية فحسب، بل تشمل أيضاً موضوعات أخرى، من أبرزها الخط العربي، والمناظر الطبيعية، مستخدمين التقنيات القديمة التي استخدمها الفراعنة منذ آلاف السنين لصناعة أوراق البردي، حيث تمر صناعة أوراق البردي بعدة مراحل؛ تبدأ بجمع سيقان النبات من المزارع، ثم تقطيعها كي تتحول إلى كُتل، على أن تتحول هذه الكتل إلى مجموعة من الشرائح التي توضع طبقات بعضها فوق بعض، ثم تبدأ عملية تجفيف سيقان النباتات اعتماداً على أشعة الشمس للتخلص من المياه والرطوبة حتى تجف بشكل تام، ثم تتم الكتابة أو الرسم عليها.

وتقصد الأفواج السياحية القرية لمشاهدة حقول نبات البردي أثناء زراعته، وكذلك التعرف على فنون تصنيعه حتى يتحول لأوراق رسم عليها أجمل النقوش الفرعونية.

تبعد القرية نحو 80 كيلومتراً شمال شرقي القاهرة، وتتبع مدينة أبو كبير، ويمكن الوصول إليها بركوب سيارات الأجرة التي تقصد المدينة، ومنها التوجه إلى القرية.

قطع خزفية من انتاج قرية "تونس" بمحافظة الفيوم (هيئة تنشيط السياحة)

ـ النزلة

تُعد إحدى القرى التابعة لمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، وتشتهر بصناعة الفخار اليدوي، وقد أضحت قبلة عالمية لتلك الصناعة، ويُطلق على القرية لقب «أم القرى»، انطلاقاً من كونها أقدم القرى بالمحافظة، وتشتهر القرية بصناعة الأواني الفخارية الرائعة التي بدأت مع نشأتها، حيث تُعد هذه الصناعة بمثابة ممارسات عائلية قديمة توارثتها الأجيال منذ عقود طويلة.

يعتمد أهل القرية في صناعتهم لتلك التحف الفخارية النادرة على تجريف الطمي الأسود، ثم إضافة بعض المواد الأخرى عليه، من أبرزها الرماد، وقش الأرز، بالإضافة إلى نشارة الخشب، وبعد الانتهاء من عملية تشكيل الطمي يقوم العاملون بهذه الحرفة من أهالي القرية بوضع الطمي في أفران بدائية الصنع تعتمد في إشعالها بالأساس على الخوص والحطب، ما من شأنه أن يعطي القطع الفخارية الصلابة والمتانة اللازمة، وهي الطرق البدائية التي كان يستخدمها المصري القديم في تشكيل الفخار.

ومن أبرز المنتجات الفخارية بالقرية «الزلعة» التي تستخدم في تخزين الجبن أو المش أو العسل، و«البوكلة» و«الزير» (يستخدمان في تخزين المياه)، بالإضافة إلى «قدرة الفول»، ويتم تصدير المنتجات الفخارية المختلفة التي ينتجها أهالي القرية إلى كثير من الدول الأوروبية.

شهدت القرية قبل سنوات تشييد مركز زوار الحرف التراثية، الذي يضمّ عدداً من القاعات المتحفية، لإبراز أهم منتجات الأهالي من الأواني الفخارية، ومنفذاً للبيع، فضلاً عن توثيق الأعمال الفنية السينمائية التي اتخذت من القرية موقعاً للتصوير، وهو المركز الذي أصبح مزاراً سياحياً مهماً، ومقصداً لهواة الحرف اليدوية على مستوى العالم.

صناعة الصدف والمشغولات تذهر بقرية "ساقية المنقدي" في أحضان دلتا النيل (معرض ديارنا)

ـ تونس

ما زلنا في الفيوم، فمع الاتجاه جنوب غربي القاهرة بنحو 110 كيلومترات، نكون قد وصلنا إلى قرية تونس، تلك اللوحة الطبيعية في أحضان الريف المصري، التي أطلق عليها اسم «سويسرا الشرق»، كونها تعد رمزاً للجمال والفن.

تشتهر منازل القرية بصناعة الخزف، الذي أدخلته الفنانة السويسرية إيفلين بوريه إليها، وأسست مدرسة لتعليمه، تنتج شهرياً ما لا يقل عن 5 آلاف قطعة خزف. ويمكن لزائر القرية أن يشاهد مراحل صناعة الخزف وكذلك الفخار الملون؛ ابتداء من عجن الطينة الأسوانية المستخدمة في تصنيعه إلى مراحل الرسم والتلوين والحرق، سواء في المدرسة أو في منازل القرية، كما يقام في مهرجانات سنوية لمنتجات الخزف والأنواع الأخرى من الفنون اليدوية التي تميز القرية.

ولشهرة القرية أصبحت تجتذب إليها عشرات الزائرين شهرياً من جميع أنحاء العالم، وعلى رأسهم المشاهير والفنانون والكتاب والمبدعون، الذين يجدون فيها مناخاً صحياً للإبداع بفضل طقسها الهادئ البعيد عن صخب وضجيج المدينة، حيث تقع القرية على ربوة عالية ترى بحيرة قارون، مما يتيح متعة مراقبة الطيور على البحيرة، كما تتسم بيوتها بطراز معماري يستخدم الطين والقباب، مما يسمح بأن يظل جوها بارداً طول الصيف ودافئاً في الشتاء.

مشاهدة مراحل صناعة الفخار تجربة فريدة في القرى المصرية (الهيئة العامة للاستعلامات)

ـ ساقية المنقدي

تشتهر قرية ساقية المنقدي، الواقعة في أحضان دلتا النيل بمحافظة المنوفية، بأنها قلعة صناعة الصدف والمشغولات، حيث تكتسب المشغولات الصدفية التي تنتجها شهرة عالمية، بل تعد الممول الرئيسي لمحلات الأنتيكات في مصر، لا سيما في سوق خان الخليلي الشهيرة بالقاهرة التاريخية.

تخصصت القرية في هذه الحرفة قبل نحو 60 عاماً، وتقوم بتصدير منتجاتها من التحف والأنتيكات للخارج، فضلاً عن التوافد عليها من كل مكان لاحتوائها على ما يصل إلى 100 ورشة متخصصة في المشغولات الصدفية، كما تجتذب القرية السائحين لشراء المنتجات والأنتيكات والتحف، بفضل قربها من القاهرة (70 كم إلى الشمال)، ولرخص ثمن المنتجات عن نظيرتها المباعة بالأسواق، إلى جانب القيمة الفنية لها كونها تحظى بجماليات وتشكيلات فنية يغلب عليها الطابع الإسلامي والنباتي والهندسي، حيث يستهويهم التمتع بتشكيل قطعة فنية بشكل احترافي، حيث يأتي أبرزها علب الحفظ مختلفة الأحجام والأشكال، والقطع الفنية الأخرى التي تستخدم في التزيين والديكور.

الحرف التقليدية والصناعات المحلية في مصر تجتذب مختلف الجنسيات (معرض ديارنا)

ـ القرنة

إلى غرب مدينة الأقصر، التي تعد متحفاً مفتوحاً بما تحويه من آثار وكنوز الحضارة الفرعونية، تقبع مدينة القرنة التي تحمل ملمحاً من روح تلك الحضارة، حيث تتخصص في فن النحت باستخدام أحجار الألباستر، وتقديمها بالمستوى البديع نفسه الذي كان يتقنه الفراعنة.

بزيارة القرية فأنت على مشاهد حيّة لأهلها وهم يعكفون على الحفاظ على تراث أجدادهم القدماء، حيث تتوزع المهام فيما بينهم، فمع وصول أحجار الألباستر إليهم بألوانها الأبيض والأخضر والبني، تبدأ مهامهم مع مراحل صناعة القطع والمنحوتات، التي تبدأ بالتقطيع ثم الخراطة والتشطيف للقطع، ثم يمسكون آلات تشكيل الحجر، لتتشكل بين أيديهم القطع وتتحول إلى منحوتات فنية لشخصيات فرعونية شهيرة، مثل توت عنخ آمون، ونفرتيتي، وكذلك التماثيل والأنتيكات وغيرها من التحف الفنية المقلدة، ثم يتم وضع المنتج في الأفران لكي يصبح أكثر صلابة، والخطوة الأخيرة عملية التلميع، ليصبح المنتج جاهزاً للعرض.

ويحرص كثير من السائحين القادمين لزيارة المقاصد الأثرية والسياحية للأقصر على زيارة القرنة، سواء لشراء التماثيل والمنحوتات من المعارض والبازارات كهدايا تذكارية، أو التوجه إلى الورش المتخصصة التي تنتشر بالقرية، لمشاهدة مراحل التصنيع، ورؤية العمال المهرة الذين يشكلون هذه القطع باستخدام الشاكوش والأزميل والمبرد، إذ يعمل جلّ شباب القرية في هذه الحرفة اليدوية.