ركلات الترجيح تصعد بالتانغو الأرجنتيني للمربع الذهبي وتطيح كولومبيا في كوبا أميركا

ميسي ورفاقه عجزوا عن التهديف طوال 90 دقيقة رغم سيطرتهم التامة على مجريات اللعب

أفراح أرجنتينية (إ.ب.أ)  -  أحزان كولومبية (أ.ب)
أفراح أرجنتينية (إ.ب.أ) - أحزان كولومبية (أ.ب)
TT

ركلات الترجيح تصعد بالتانغو الأرجنتيني للمربع الذهبي وتطيح كولومبيا في كوبا أميركا

أفراح أرجنتينية (إ.ب.أ)  -  أحزان كولومبية (أ.ب)
أفراح أرجنتينية (إ.ب.أ) - أحزان كولومبية (أ.ب)

احتاجت الأرجنتين إلى ركلات الحظ الترجيحية لتخطي كولومبيا وبلوغ نصف نهائي بطولة كوبا أميركا لمنتخبات أميركا الجنوبية المقامة في تشيلي حتى الرابع من الشهر المقبل. وبعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي على استاديو ساوساليتو في فينيا دل مار، لجأ الطرفان إلى ركلات ترجيح مثيرة ابتسمت للأرجنتين 5 - 4.
وأكد المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني لكرة القدم خيراردو مارتينو أنه لم يكن من العدل الوصول إلى ركلات الترجيح أمام كولومبيا، في دور الثمانية لبطولة (كوبا أميركا 2015) بتشيلي، لأن فريقه كان أفضل من منافسه على مدار التسعين دقيقة. وفازت الأرجنتين 5 - 4 الجمعة بعد مباراة كانت النقيصة الوحيدة لفريقه في رأيه خلالها هي عدم التسجيل من الفرص الكثيرة التي لاحت له، حيث أبدى رضاه عن طريقة اللعب.
وقال مارتينو في مؤتمر صحافي عقب اللقاء: «الآن كل ما هو قادم صعب لأننا في بطولة صعبة للغاية، لكن لدينا مجموعة استثنائية من حيث اللعب والشجاعة». وأبرز أن «كولومبيا لم تتح لها سوى فرصة واحدة للتسجيل، فضلا عن أن حارسها ديفيد أوسبينا كان أفضل من في اللقاء». وأضاف أنه: «لم يكن يتخيل الطريقة التي سيحضر بها إلى المؤتمر الصحافي، إذا لم تكن الأرجنتين قد حققت الفوز». وأوضح: «قبل ركلات الترجيح قلت لهم إننا سنفوز، لم يكن بإمكاني أن أقول لهم العكس، لكن المؤكد أنهم قاموا بعمل رائع». وأشار إلى أنه لا يرغب في الحديث عن الحكم لأنه يشعر بالسعادة نتيجة الفوز، لكنه طلب من الصحافيين فعل ذلك: «عليكم أنتم بالحديث عن الحكم». وقال مارتينو: «يصعب علينا تحقيق الفوز لأننا نهدر الفرص، لكن من حيث التنظيم وحيازة الكرة كنا جيدين أمام منافس لم يكن في نفس المستوى الذي قدمه في المونديال». وأوضح: «اليوم كان سيفيدنا التمديد لوقت إضافي»، معتبرا أن كولومبيا لم تكن ترغب في تقديم مباراة كالتي لعبتها. واختتم كلامه بقوله: «السبب في ذلك أن الأرجنتين أجبرتها على خوض المباراة بطريقة مختلفة».
من جانبه، أكد نجم هجوم الأرجنتين ليونيل ميسي أن الأرجنتين لعبت مباراتها الأفضل في كوبا أميركا، لكنه أبدى أسفه لفرص التهديف التي أهدرت أمام كولومبيا. وقال ميسي: «كانت مباراتنا الأفضل في هذه الكأس، ما حدث لا يصدق، فقد لاحت لي فرص مؤكدة للتسجيل، ولم أتمكن من إدخال الكرة». وضاعت أقرب تلك الفرص، من رأسية في حلق المرمى خلال الشوط الأول، بعد تصد خرافي للحارس الكولومبي ديفيد أوسبينا لاعب آرسنال الإنجليزي. وقال ميسي: «الأمر مذهل، إنها أفضل مباراة لنا، لقد سيطرنا على مجريات اللعب تماما، لكننا عجزنا عن التسجيل، الحظ الذي غاب عنا خلال المباراة حالفنا خلال ركلات الجزاء». وتابع: «أشعر بالأسف لعدم تمكني من تسجيل أهداف خلال المباراة، ولكن الشيء المهم هو أن الفريق قدم مباراة رائعة وتأهل».
من جهته، أثنى خافيير ماسكيرانو على أداء المنتخب الأرجنتيني أمام كولومبيا، لكنه اعترف بأنه كان عليهم المعاناة حتى النهاية في ركلات الترجيح لمباراة كانوا يستحقون فيها فوزا مبكرا كثيرا. وقال لاعب برشلونة عقب مباراة دور الثمانية التي تغلبت فيها الأرجنتين على كولومبيا: «لا بد من المضي على نفس هذا الخط، الفريق قطع خطوة عملاقة». واعترف بأن المنافس صعب الأمور على كتيبة التانغو، رغم غياب اثنين من أهم اللاعبين عن خط الوسط الكولومبي، لكنه نبه إلى أن اجتهاد الفريق الأرجنتيني كله أمال الكفة لمصلحتهم، رغم عدم تمكن زملائه من استثمار فرص التهديف الكثيرة التي لاحت لهم. وقال ماسكيرانو: «كان علينا أن نعاني حتى النهاية في ركلات الترجيح، لمباراة كنا نستحق الفوز بها قبل ذلك بكثير». وبرر تفوق الأرجنتين خلال المباراة، باستحواذها على الكرة وإفساد تحركات الكولومبيين.
أما كارلوس تيفيز مهاجم المنتخب الأرجنتيني، فأكد أن ركلات الجزاء وليس الثأر هي التي قادت منتخب بلاده للفوز على كولومبيا بركلات الجزاء الترجيحية والصعود إلى المربع الذهبي لكوبا أميركا. وكان تيفيز أهدر ضربة الجزاء في المواجهة أمام أوروغواي قبل أربعة أعوام، أدت إلى خروج منتخب بلاده من دور الثمانية للنسخة الماضية لكوبا أميركا، لكنه سجل ضربة الجزاء السادسة الحاسمة في شباك كولومبيا ليقود فريقه للمربع الذهبي. وأشار تيفيز: «لن أسميها ثأرًا، إنها ببساطة ركلات الجزاء ليس أكثر، في بعض الأحيان تكسب، وأحيانا أخرى تخسر، هذا هو جمال كرة القدم». وتابع: «ولكن هذا لا يغير ما حدث بالفعل، قبل أربعة أعوام أهدرت ركلة جزاء، كانت حاسمة». وأوضح: «ولكني هذه المرة نجحت في المهمة لكني لا أشعر بأنني ثأرت». وكان مارتينو المدير الفني للأرجنتين يسعى لتفادي ركلات الجزاء الترجيحية لتجنيب تيفيز الأجواء التي عاشها في 2011. ولم يكن تيفيز ضمن أول خمسة لاعبين سددوا ركلات الجزاء في صفوف المنتخب الأرجنتيني ولكنه سدد الركلة السادسة الحاسمة بنجاح.
وكشف مارتينو: «لم أضعه ضمن أول خمسة أسماء لأنه في النسخة الماضية أهدر ركلة الجزاء، لكن في النهاية جاء دوره وقد منحته كرة القدم فرصة الثأر». وقال اللاعب بعد المباراة: «فوز اليوم لزملائي، لقد قدموا مباراة رائعة، تحدثنا عن ذلك قبل ركلات الترجيح، كنا ندرك أننا نقوم بالأمور على نحو جيد». ولم يبد تيفيز تذمرا من جلوسه على مقاعد البدلاء خلال البطولة الحالية، حيث أكد أنه «من المستحيل اللعب في كل مباراة مع هذا الفريق بالنظر إلى الطريقة التي يؤدي بها». وقال: «المرء يستمتع حتى وهو جالس على مقاعد البدلاء».
في المقابل، ثمن خوسيه بيكرمان المدير الفني للمنتخب الكولومبي الجهد الذي بذله فريقه للوصول إلى ركلات الترجيح أمام منافس بقوة المنتخب الأرجنتيني. وقال بيكرمان بعد المباراة: «عانينا من صعوبات منذ البداية لأننا فقدنا الكثير من الكرات، لذلك حاولنا التكيف رغم خسارة مهاجم مثل تيو غوتييريز في منتصف الشوط الأول، وفي الشوط الثاني تحسنا». وتابع بيكرمان: «لسنا سعداء بتسجيل هدف وحيد في كوبا أميركا، لكننا لم نكن موفقين، وندرك أن الأرجنتين قدمت مثل هذه المباراة لأننا سمحنا لها بالسيطرة على الكرة». كما شدد على أن لاعبيه قاموا بما هو ممكن، عبر جهد كبير، وأبرز أن الفعالية غابت عنهم في تنفيذ ركلات الترجيح.
وأضاف: «آسف، دون التشكيك بعدالة النتيجة أو بأداء الأرجنتين، لأننا فقدنا كرات كثيرة، معتادة في طريقة لعبنا، وبهذا الفقدان المستمر من السهل للغاية التعرض للخطورة أمام منافس بالمهارة الفردية للأرجنتين». وحذر من أن فريقه لا يزال في مرحلة تطور، كما أبدى أسفه لأن الإصابات والإيقافات تسببت في غياب لاعبين مهمين عن المنتخب الكولومبي. وقال: «الإصابات والإيقافات تسببت في خسارتنا للاعبين مهمين، حاولنا تعويض الأمر وأحيانا لا تكفي فكرة جيدة للقيام بذلك، في ظل عدم سيطرتنا على الكرة لم نحقق الهدف». وتابع بيكرمان: «كل ذلك لا يمنع الاعتقاد بأن البطولة كانت تجربة جيدة، رغم أن المؤكد أننا واجهنا فيها الكثير من الظروف السلبية».
أما حارس المرمى الكولومبي ديفيد أوسبينا، أحد أبرز لاعبي المباراة المثيرة التي جمعت الأرجنتين وكولومبيا فشدد على أن فريقه كافح على المستوى الخططي إلا أن في المواجهة كان هناك منتخب كبير. وقال لاعب آرسنال الإنجليزي في نهاية المباراة: «كافحنا، وحاولنا بكل السبل على المستوى الخططي، لكن في المواجهة كان هناك منتخب كبير، كنا نعرف أن المنافس قوي، وحاولنا بذل كل ما هو ممكن للفوز».
وفيما يتعلق بأدائه اللافت خلال المباراة، فضل اللاعب تخصيص المديح لزملائه الذين قال إنه فخور بهم. وقال عقب المباراة: «أحاول تقديم أقصى ما لدي من أجل بلادي، لكنني أشعر بالفخر بعمل جميع زملائي لأننا قمنا بكل ما هو ممكن من أجل مواصلة المشوار في البطولة». وأضاف أن «التجربة الكولومبية في كوبا أميركا ستساعد في خوض التحدي المقبل، وهو تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة إلى مونديال روسيا 2018».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».