احتدام المعارك في تعز.. وأنباء عن إنزال التحالف أسلحة للمقاومة

مسلحون يسيطرون على الجانب اليمني من منفذ الوديعة بحضرموت

مقاتل من المقاومة الشعبية في احد شولرع تعز (أ.ف.ب)
مقاتل من المقاومة الشعبية في احد شولرع تعز (أ.ف.ب)
TT

احتدام المعارك في تعز.. وأنباء عن إنزال التحالف أسلحة للمقاومة

مقاتل من المقاومة الشعبية في احد شولرع تعز (أ.ف.ب)
مقاتل من المقاومة الشعبية في احد شولرع تعز (أ.ف.ب)

شهد اليمن، أمس، تطورات ميدانية في مناطق كثيرة من البلاد، ففي العاصمة اليمنية صنعاء، دوت سلسلة من التفجيرات عقب غارات جوية نفذتها طائرات التحالف واستهدفت عددا من المواقع التي يتمترس فيها المسلحون الحوثيون والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في صنعاء، وقال شهود عيان إن «انفجارات عنيفة سمعت عقب القصف، وإن أعمدت الدخان شوهدت في سماء المدينة»، وبحسب المعلومات المتوافرة، فقد استهدف الطيران عددا من المنازل التي تتبع القيادات الميدانية في حركة أنصار الله الحوثية، وذكرت مصادر محلية أن سيارات الإسعاف والطواقم الطبية، التي هرعت إلى مناطق في جنوب العاصمة، نقلت عددا من القتلى والجرحى إلى المستشفيات جراء ذلك القصف، ومنذ بدء عمليات قوات التحالف، في 26 من مارس (آذار) المنصرم، وعمليات القصف تستهدف مواقع ومعسكرات تتبع المخلوع صالح ونجله في صنعاء، ومن المواقع المستهدفة، مناطق مجاورة لمطار صنعاء الدولي وقاعدة الديلمي الجوية العسكرية، وقد بينت تطورات عمليات القصف أن صنعاء عبارة عن مستودع كبير ومفتوح للأسلحة، فهي محاطة بعدد كبير من المعسكرات ومخازن الأسلحة والذخيرة، في الجبال المحيطة بالعاصمة من كل الاتجاهات، وذكر شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» في صنعاء، أن عمليات نقل الأسلحة من منطقة إلى أخرى ما زالت مستمرة في العاصمة، وخصوصا الأسلحة المتوسطة والخفيفة وكميات كبيرة من الذخائر، وتشير المعلومات إلى القيام بنشر تلك الأسلحة في الكثير من مديريات وأحياء العاصمة، وبينها مواقع تقع بالقرب من السفارة الأميركية، وهي مكتظة بالسكان.
وفي السياق نفسه، ذكرت مصادر محلية في محافظة حجة، لـ«الشرق الأوسط» أن الطيران نفذ سلسلة من الغارات على مواقع في مدينة حرض الحدودية مع المملكة العربية السعودية، واستهدف القصف مسلحين حوثيين كانوا يستعدون لمهاجمة الأراضي السعودية، حسب مصادر محلية، وكان الحوثيون سيطروا على حرض قبل بضعة أشهر وهجروا سكانها، إضافة إلى قصف مكثف استهدف معسكر «25 ميكا» في مدينة عبس، وأكد السكان سماع دوي انفجارات عنيفة في مكان المعسكر عقب عملية القصف، وتمثل مناطق محافظة حجة الحدودية، قواعد لانطلاق مسلحي الميليشيات الحوثية لمهاجمة الأراضي السعودية،
وفي تعز، تتواصل المواجهات العنيفة في كثير من أحياء المدينة، وقال شهود عيان في عاصمة المحافظة لـ«الشرق الأوسط» إن طائرات قوات التحالف قامت بعملية إسقاط جوية لما يعتقد أنها أسلحة للمقاومة قرب حي الروضة في المدينة، وإن الميليشيات الحوثية وقوات صالح، كثفت، اليومين الماضيين، من عمليات القصف العشوائي بالأسلحة الثقيلة على الأحياء السكنية، وضمن المواقع المستهدفة بالقصف أحياء القصر الجمهوري والباب الكبير والمستشفى الجمهوري وغيرها، وذكرت مصادر محلية أن المواجهات كر وفر بين القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي والمتمثلة في المقاومة الشعبية، من جهة، والميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، من جهة أخرى، وأضافت المصادر أن المقاومة تسيطر على أجزاء واسعة من المدينة، غير أن تلك المصادر أشارت إلى ضرورة الاستمرار في دعم المقاومة بالسلاح، في ظل توفر العدد الكافي من المقاتلين.
على صعيد آخر، سيطر مسلحون مناوئون للحوثيين، أمس، على الجانب اليمني من منفذ الوديعة في محافظة حضرموت بجنوب شرقي اليمن، وهو منفذ يربط اليمن بالمملكة العربية السعودية، واتهم مصدر عسكري في صنعاء عبر وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» التي تخضع لسيطرة الحوثيين، من وصفهم بـ«عناصر تنظيم القاعدة بمهاجمة المنفذ وذلك لتسهيل مرور الدعم والمساندة للعناصر الإرهابية والاعتداء على الكتيبة العسكرية المكلفة بحمايته وفتح جبهة جديدة ضد قوات الجيش في حضرموت»، حسب قول المصدر، دون أن تعلن أي جهة مسؤوليتها عن السيطرة على المنفذ حتى اللحظة، وكان القوة العسكرية والأمنية المرابطة في المنفذ، توالي المسلحين الحوثيين، ويعد منفذ الوديعة الذي افتتح بين اليمن والسعودية عام 2003، هو المنفذ الوحيد من أصل أربعة منافذ بين البلدين الذي ما زال يعمل بعد أن أغلقت المنافذ الثلاثة الأخرى جراء تطورات الحرب، وتحول المنفذ مؤخرا من منفذ لشحن وتصدير البضائع، إلى منفذ مرور للمواطنين، وخلال الأيام القليلة الماضية، نقلت منظمات حقوقية يمنية ووسائل إعلام عن مواطنين يمنيين عالقين في منفذ الوديعة قولهم إنهم يتعرضون للضرب على يد الجنود اليمنيين، وبحسب تلك المنظمات، فإن أكثر من خمسة آلاف مواطن عالقون في المنفذ ويسعون إلى تسريع معاملات دخولهم إلى الأراضي السعودية.
وفي الوقت الذي لم تدخل محافظة حضرموت في سياق المواجهات الدائرة، حتى الآن، وتوجد في المحافظة ألوية عسكرية موالية لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، فقد أشار مصدر محلي في حضرموت لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الحوثيين يصبغون خصومهم السياسيين زورا بتهم الإرهاب و«القاعدة» والتكفيريين والدواعش، بينما أفعالهم أكثر ضررا وفدحا في حق أبناء الشعب اليمني، وأضاف المصدر أن الجميع يعرف تماما أن المخلوع علي عبد الله صالح وبعض القوات الموالية له في حضرموت هي من سهلت ورتبت لعملية سيطرة «القاعدة» على مدينة المكلا، عاصمة المحافظة، دون أن تطلق رصاصة واحدة للدفاع عن المدينة، كما فعلت تلك القوات مع العاصمة صنعاء.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.