معرض إلكترونيات الترفيه يستعرض فنون الألعاب الإلكترونية.. ونظم الواقع الافتراضي في المنازل

خاتم «رقمي» للتحكم بالألعاب ورسومات تضاهي أفضل الأفلام السينمائية ضمن العروض في لوس أنجليس

لعبة «أنتشارتد»
لعبة «أنتشارتد»
TT

معرض إلكترونيات الترفيه يستعرض فنون الألعاب الإلكترونية.. ونظم الواقع الافتراضي في المنازل

لعبة «أنتشارتد»
لعبة «أنتشارتد»

قدم معرض إلكترونيات الترفيه Electronic Entertainment Expo E3 الجوانب التي يجب توقعها في عالم الترفيه الإلكتروني من كبرى الشركات، والذي انتهت فعالياته الأسبوع الماضي في مدينة لوس أنجليس الأميركية بحضور «الشرق الأوسط» لرصد أحدث النزعات التقنية في عالم الترفيه الإلكتروني.

* الواقع الافتراضي
ومن أبرز ما حدده المعرض اقتراب الواقع الافتراضي من الوصول إلى منازل اللاعبين عوضا عن كونه مجرد فكرة خيالية في الأفلام السينمائية، حيث استعرضت كبرى الشركات أحدث ما لديها من التقنيات في هذا المجال، والتي اختبرتها «الشرق الأوسط»، وخصوصا «الخاتم الرقمي» للتحكم بالألعاب. وعرضت الشركات ألعابا مبهرة ومبتكرة كثيرة مقبلة على أجهزة الألعاب والكومبيوتر الشخصي، بالإضافة إلى الكشف عن بطاقة رسومات تنقل البيانات بسرعات غير مسبوقة.
التقنية الأولى هي من «سوني» على شكل نظارات اسمها «مورفيوس» Morpheus، والتي هي عبارة عن خوذة يرتديها اللاعب تستشعر ميلان رأسه في الهواء بدقة عالية وتعرض المحتوى على الشاشة التجسيمية الموجودة داخل النظارة، ليشعر اللاعب بواقعية اللعب بشكل غير مسبوق. واستعرضت الشركة 8 ألعاب منوعة، مثل تمارين لتسديد الضربات الرأسية في ملعب كرة قدم، وأخرى تضع اللاعب خلف وحدة للدفاع الفضائي لحماية الأرض من هجمات المخلوقات الفضائية، بالإضافة إلى لعبة سباق سيارات وأخرى تحاكي سرقة بنك واصطياد أسماك القرش، وغيرها.
والأمر اللافت أن هذه الألعاب تجاوزت حد الاستعراض بسبب تقديم دقة عالية جدا، بحيث لا ينقصها سوى بعض اللمسات النهائية لتصبح ألعابا مبهرة. ولم تفصح الشركة عن سعر الخوذة أو موعد إطلاقها، واكتفت بالقول بأنها ستطلق في النصف الأول من العام المقبل. وأكدت «سوني» أن جهاز «بلايستيشن 4» سيكون البيئة الأمثل لتحويل هذه التقنية إلى تقنية اجتماعية بحيث يمكن مشاركة التجربة مع الأصدقاء من حول المستخدم وجلبهم إلى داخل عالم اللعبة بطرق مبتكرة. وكانت تجربة النظارة واقعية إيجابية أكثر من التوقعات المسبقة، وواقعية بشكل كبير، مع ملاحظة درجة دقة مراقبة الحركة العالية جدا، وتفاعل شخصيات اللعبة فورا لدى الاقتراب منها أكثر من اللازم.
ويأتي هذا الحديث لمواجهة الأثر السلبي الاجتماعي الذي يتوقع بعض خبراء التقنية حدوثه في حال انتشار تقنيات الواقع الافتراضي بالطريقة الخاطئة (مثل قدرة المستخدمين على حضور الأفلام الرقمية مع بعضهم البعض عبر الإنترنت عوضا عن التجمع والتفاعل مع الآخرين). ويتخوف البعض الآخر من تزايد حالات التحرش والإساءة الرقمية بشكل كبير مع هذه التقنية، حيث إن هذه الإساءات ما تزال على شكل ردود نصية حاليا، لتتحول إلى شخصيات رقمية شبه واقعية في المستقبل القريب يمكن أن تؤثر على نفسية الأطفال أو المراهقين بشكل جوهري. ويذكر أن شركة «فيسبوك» كانت قد اشترت تقنية أوكيوليس ريفت» Oculus Rift لقاء ملياري دولار لتعزيز مفهوم التواصل الاجتماعي، والتي يتوقع إطلاقها بداية العام المقبل. وتجدر الإشارة إلى أن الانغماس الكامل للمستخدمين في عالم اللعبة من شأنه فسح المجال أمام حدوث السرقات لمقتنيات المستخدمين في حال الاستخدام في الأماكن العامة (مثل قاعات الانتظار في المطارات أو القطارات)، ذلك أن المستخدم لن يشعر بما يدور حوله، الأمر الذي يحتاج إلى النظر مطولا نحو نتائج الاستخدام خارج المنزل.
ومن جهتها استعرضت «مايكروسوفت» ألعابا خاصة بنظارة «هولو لينس» HoloLens، مثل لعبة جانبية مقتبسة عن «هالو 5» Halo 5 (لعبة تجريبية وليست متضمنة في لعبة Halo 5 المقبلة) و«ماينكرافت» Minecraft. وتجدر الإشارة إلى أن هذه النظارات خاصة بتقنية الواقع المعزز Augmented Reality وليس الواقع الافتراضي Virtual Reality، حيث تركب التقنية الأولى الصور فوق البيئة الحقيقية من حول اللاعب، بينما تقدم التقنية الثانية عالما رقميا بالكامل. وبالحديث عن التقنية الثانية، أعلنت الشركة عن تحالف استراتيجي مع شركة «أوكيوليس» لإطلاق نظارات الواقع الافتراضي «أوكيوليس ريفت» بصحبة أداة التحكم الخاصة بجهاز «إكس بوكس وان» التي ستعمل على الكومبيوترات الشخصية، وأن نظام التشغيل «ويندوز 10» سيكون الأفضل لتقنيات الواقع الافتراضي. وتجدر الإشارة كذلك إلى أن شركة «إتش تي سي» ستطلق نظارات للواقع الافتراضي قبل نهاية العام الحالي (اسمها «فايف» Vive) بالتعاون مع شركة «فالف» Valve المتخصصة بتطوير الألعاب الإلكترونية.
واختبرت «الشرق الأوسط» كذلك خاتما خاصا اسمه «نود» Nod يستشعر ميلان يد المستخدم في الهواء ويحول تلك البيانات إلى أوامر في عالم اللعبة، وذلك بهدف الاستعاضة عن الفأرة كوسيلة للتحكم بشخصية اللعبة أو كاميرا التصوير، مع تقديم أزرار مدمجة سهلة الاستخدام يمكن تفعيلها بالضغط على الخاتم من الجانبين. ويبلغ سعر الخاتم 99 دولارا ويمكن الحصول على المزيد عنه من المعلومات بزيارة موقع الشركة (Nod.com) وهو يدعم نظم التشغيل «ويندوز» و«أو إس إكس» و«آندرويد» و«آي أو إس» (للتحكم بتطبيقات الطائرات المروحية الصغيرة، مثلا) ونظارات «غوغل غلاس» للواقع المعزز، ويمكن استخدام أكثر من خاتم في الوقت نفسه لمحاكاة أوامر عدة.
وبالنسبة للكومبيوترات الشخصية، كشفت شركة AMD عن بطاقة رسومات جديدة اسمها Radeon F9 Fury X تدعم تقنيات الواقع الافتراضي وتعرض الصور بالدقة الفائقة 4K بسبب القدرة على ترتيب الذاكرة عموديا (4 غيغابايت) لتسريع الوصول إلى البيانات ونقلها بتقنية 4096 - بت بمعدل يصل إلى 512 غيغابايت في الثانية الواحدة! ويبلغ سعر البطاقة 649 دولارا، مع إعلان الشركة عن إطلاق كومبيوتر مصغر أنيق اسمه Project Quantum يستطيع تشغيل أي لعبة حديثة بالدقة الفائقة 4K وبسرعة 60 صورة في الثانية.

* ألعاب مبتكرة مقبلة
وكشفت «سوني» عن مجموعة من الألعاب المبهرة المقبلة على جهاز الألعاب «بلايستيشن 4»، مثل لعبة المغامرات المشوقة Uncharted 4: A Thief’s End (تقدم تطويرات كبيرة في مستوى الرسومات والتفاعل مع البيئة والإخراج السينمائي) وFinal Fantasy VII Remake وThe Lost Guardian (لعبة يتم تطويرها منذ 8 أعوام) وShenmue 3 (لعبة يترقبها الكثيرون منذ 14 عاما استطاعت جمع 3 ملايين دولار أميركي من أصل مليونين متوقعين في الساعات الأولى من إطلاق حملة التمويل الجماعي لها على موقع «كيكستارتر» وتبقى 30 يوما) ولعبة جديدة مبتكرة اسمها Horizon: Zero Dawn ولعبة Hitman جديدة. وكشفت الشركة كذلك عن شخصيات جديدة للعبة Street Fighter V الحصرية، ولعبة No Man’s Sky التي تسمح للاعب التجول بين مئات الآلف من الكواكب واستكشافها في أي وقت وبأي ترتيب يناسبه، مع تطوير لعبة Dreams التي تسمح للاعبين صنع أحلامهم واللعب بها ومشاركتها مع الآخرين، وتقديم مراحل توسعية حصرية للعبة Destiny (اسمها The Taken King)، واستعراض لعبة Ratchet & Clank تضاهي أفضل أفلام استوديوهات «هوليوود» في مجال الرسوم المتحركة المتقدمة، ولعبة Firewatch التي تعتبر رواية بوليسية مشوقة جدا، بالإضافة إلى محتوى حصري في ألعاب Assassin’s Creed Syndicate وBatman: Arkham Knight وCall of Duty: Black Ops III (تدور أحداث مرحلة منها في القاهرة) وDisney Infinity 3 ولعبة Final Fantasy World الطريفة ولعبة حروب النجوم الجديدة Star Wars: Battlefront.
ومن جهتها كشفت «مايكروسوفت» عن مجموعة من الألعاب المقبلة، مثل Halo 5 وRise of the Tomb Raider وForza Motorsport 6 وGears of War 4 وGears of War: Ultimate Edition وFable Legends، مع الإعلان عن دعم جهاز «إكس بوكس وان» تشغيل بعض ألعاب «إكس بوكس 360» بعد تحميلها من المتجر الرقمي للشركة وليس مباشرة من القرص الليزري. واستخدمت الشركة المعرض لإطلاق أداة تحكم جديدة لجهاز «إكس بوكس وان» خاصة بالمحترفين اسمها Xbox Elite Wireless Controller تقدم 4 أزرار جديدة خلفية وتمنح القدرة على تخصيص حساسية الأزرار، مع توفير مقبض مطاطي لمنع انزلاقها من يد المستخدم أثناء جلسات اللعب المطولة، بالإضافة إلى إعادة تصميم أزرار الاتجاهات الرقمية D - Pad التي يمكن إزالتها واستخدام الأزرار القديمة عوضا عنها، وتقديم منفذ قياسي للسماعات الرأسية، والقدرة على حفظ تخصيصين لترتيب الأزرار والتنقل بينهما بسهولة وفقا للعبة، لقاء 150 دولارا. وكان من اللافت عدم عرض أي لعبة تدعم ملحق Kinect (كاميرا تستشعر عمق وبعد المستخدم عنها) التي كانت إلزامية داخل كل علبة في فترة إطلاق «إكس بوكس وان»، ولكن الشركة أكدت أنه أصبح بمقدور اللاعبين تجربة الكثير من الألعاب أثناء فترة برمجتها (وفقا لرغبة الشركة المبرمجة) ومشاركة انطباعاتهم.
ومن جهتها كشفت «نينتندو» عن لعبة Star Fox: Zero التي تقدم مستويات رسومات متقدمة وتفاعلا مبتكرا باستخدام أداة التحكم التي تحتوي على شاشة تعمل باللمس، وفاجأت الجميع بالإعلان عن إطلاق لعبة Metroid Prime: Federation Force على جهاز «3 دي إس» وليس على جهاز «وي يو»، والتي تقدم نمط لعب يحول اللعبة من مغامرات فضائية إلى لعبة كرة قدم! وأطلقت الشركة كذلك لعبة The Legend of Zelda: Tri Force Heroes على «3 دي إس» بالإضافة إلى مجموعة من الألعاب المتواضعة أغلبها على الجهاز المحمول كذلك. إلا أن اللعبة الأخرى التي تستحق التقدير على جهاز «وي يو» هي Super Mario Maker التي تسمح للاعبين صنع مراحلهم الخاصة في عالم شخصية «ماريو» واللعب بها ومشاركتها مع الآخرين. الجدير ذكره أن صنع المراحل المعقدة أمر سهل جدا ولا يتطلب إلا بعض الدقائق والخيال، مع القدرة على تغيير رسومات وموسيقى وخلفية جميع المراحل بعد تصميمها لتحاكي بيئة ألعاب سابقة في السلسلة منذ ثمانينات القرن الماضي، وبشكل فوري.
وعرضت Konami مراحل وآليات لعب جديدة مميزة للعبة Metal Gear Solid V: The Phantom Pain، بينما كشفت Ubisoft عن ألعاب The Division وJust Dance 2016 (تستخدم الهاتف الجوال لاستشعار حركات اللاعب ونقلها إلى عالم اللعبة) وRainbow Six Siege وGhost Recon: Wildlands. ومن جهتها أعلنت Bethesda عن لعبة جديدة في سلسلة Doom تدعم نمط تحرير خرائط المراحل ومشاركتها مع الآخرين، ولعبة Fallout 4 التي تطلب من اللاعب البقاء على قيد الحياة في عالم مستقبلي مدمر، مع تطوير إصدار خاص بالهواتف الجوالة من السلسلة خاص بنظام التشغيل «آي أو إس» وتطوير لعبة Dishonored II. وعرضت شركة Pencil Test Studios لعبة الألغاز الغريبة Armikrog المصنوعة بالكامل من المعجون (تم تصويرها بتحريك معجون الشخصية قليلا والتقاط صورة، ثم تحريكه مرة أخرى، وهكذا) والمقتبسة من عالم ألعاب The Neverhood وSkullmonkeys الكلاسيكية المصنوعة من المعجون أيضا والتي حازت على إعجاب اللاعبين بشكل كبير. وعرضت Square Enix ألعاب Deus Ex: Mankind Divided وKingdom Hearts 3 وJust Cause 3. بينما عرضت EA لعبتي Mass Effect 4: Andromeda وMirror’s Edge: Catalyst.



الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».