خطوات واثبة نحو العالمية... تحولات تاريخية... قرارات مفصلية... ونقلات نوعية شعارها النزاهة والاستثمار وصناعة الأبطال، عناوين مفعمة بالتفاؤل هي في حقيقتها ليست مجرد شعارات للتداول بقدر ما أصبحت واقعاً تعيشه الرياضة السعودية بفضل الدور الكبير الذي اضطلع به الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي «عراب رؤية 2030»، والمسؤول الشغوف بالرياضة بشتى أنواعها، المؤمن بتأثيرها الكبير والسحري على مستقبل الوطن والمجتمع.
ولا يغفل كثيرون ممن عاصروا ويعاصرون تحولات الرياضة السعودية، ما حققته رؤية السعودية 2030 من نقلة هائلة في مسارها الطموح، وما نتج عنها من مكاسب وقفزات في مجال يعتبر واحداً من المجالات المستهدفة لتحقيق التميز محلياً وعالمياً.
ومن أبرز هذه التحولات إنشاء وزارة مستقلة تُعنى بالرياضة، بعد أن كانت «هيئة عامة للرياضة»، والعمل على توسيع قاعدة الممارسين للرياضة، في سبيل تكوين مجتمع صحي، وتعزيز القطاع، وتنظيمه، للنهوض بمقوماته.
وفي 2019 تم إطلاق استراتيجية دعم الأندية التي أسهمت بتحقيق كثير من المنجزات، يأتي أهمها ارتفاع متوسط درجة الحوكمة في الأندية وكذلك زيادة الألعاب المختلفة بنسبة كبيرة في الأندية كما أسهمت الاستراتيجية في توفير آلاف الوظائف.
كما حققت الرياضة زيادة في نسبة المساهمة في الناتج المحلي بما يسهم في تعزيز الاستدامة المالية للقطاع.
وتماشياً مع رؤية السعودية 2030 في التركيز على صناعة أبطال في مختلف الرياضات، تمت زيادة عدد الاتحادات الرياضية بشكل مضاعف، كما أطلقت خدمة استخراج تراخيص جديدة لزيادة الفرص الاستثمارية مع القطاع الخاص.
وضمن التطورات الهائلة في الاقتصاد الرياضي المتماشي مع أهداف رؤية السعودية 2030 تم العمل على إنشاء شركات خاصة للاستثمار الرياضي في الأندية بهدف ضمان الاستدامة المالية للأندية.
وفي حديث إعلامي سابق، كشف وزير الرياضة السعودي الأمير عبد العزيز الفيصل عن دور كبير لولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز في رسم مستقبل الرياضة السعودية، مشيراً إلى أنه «السبب الرئيس فيما وصلت إليه المملكة من استضافات عالمية لرياضات شهيرة وبطولات كبرى، مثل (فورمولا 1) و(رالي داكار) وغيرهما من الأحداث الرياضية الكبرى».
وشدد الفيصل على أن «ولي العهد مهتم جداً بالرياضة وتفاصيلها، ومعرفته بذلك ذللت كثيراً من المصاعب التي واجهناها»، مضيفاً: «نحظى بدعم كبير منه، والأرقام التي ذكرها عن الرياضة لم تكن لتتحقق إذا لم تكن لدينا رؤية واضحة وعمل مؤسسي دؤوب، بدأ من 2015».
وتحدث الفيصل عن «ارتفاع نسبة ممارسة الرياضة وأنهم يهدفون لزيادته بنسبة 40 في المائة في 2030».
وعن طموحات الرياضة في «رؤية السعودية 2030»، قال الوزير: «نهدف إلى زيادة عدد الأندية من 170 نادياً إلى 3 آلاف أو 4 آلاف نادٍ رياضي، وذلك بمشاركة القطاع الخاص في هذا العمل»، مضيفاً: «على صعيد اللاعبين لدينا أكثر من 90 ألف لاعب هاوٍ ومحترف مسجل في اللجنة الأولمبية، ويجب أن نصل إلى مليون ونصف مليون».
وفي هذه الأيام، يعيش الرياضيون السعوديون كغيرهم من أفراد المجتمع أمس يوماً حافلاً بالأفراح بمناسبة حلول ذكرى اليوم الوطني الثاني والتسعين الذي تشهده البلاد ويُصادف يوم أمس الجمعة 23 سبتمبر (أيلول).
وتعيش الرياضة السعودية حالياً عصراً ذهبياً زاخراً بالدعم اللامحدود الذي يشهده القطاع الرياضي، وسط متابعة واهتمام كبير من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز الذي يتابع تفاصيل الكثير من الأحداث الرياضية التي تستضيفها بالسعودية، بالإضافة لحضوره الدائم للفعاليات كان آخرها نزال العالم للوزن الثقيل أو ما عُرف بنزال البحر الأحمر للملاكمة.
وتنشط السعودية باستضافة الكثير من الأحداث الرياضية المختلفة، حتى باتت بوصلة للكثير من الرياضيين حول العالم، إذ استضافت بطولة الفورمولا 1 والفورمولا إي وسباق السيارات الكهربائية إكستريم إي، ورالي داكار وكأس العالم للراليات الصحراوية «الكروس كانتري»، علاوة على الراليات المحلية التي تُقام بصورة مختلفة بين مُدن السعودية ومناطقها الكبيرة.
كما استضافت السعودية العديد من الأحداث الخاصة ببطولات كرة القدم، كأس السوبر الإيطالي والإسباني، وكأس مارادونا وكأس السوبر كلاسيكو، بالإضافة لعملها الجاد على استضافة كُبرى الأحداث على صعيد كرة القدم مثل ترشحها لاستضافة كاس آسيا 2027 وكأس آسيا للسيدات 2026.
وتتأهب السعودية لاستضافة دورة الألعاب الآسيوية 2034 وتعمل جاهدة للفوز باستضافة كأس آسيا 2027، حيث بدأت فعلياً العمل على تجهيز وإعداد المنشآت الرياضية يأتي أبرزها حالياً إنشاء ملعب شمال العاصمة الرياضة كما أوضح ثامر باسنبل مدير المنشآت في وزارة الرياضة الأسبوع الماضي، ويتسع الملعب لأربعين ألف متفرج ويقع على طريق الملك سلمان بالقرب من جامعة الأميرة نورة.
كما تقدمت السعودية بطلب استضافة دورة الألعاب الشتوية في نيوم 2029 وهي الخطوة الأولى والنوعية على صعيد المنطقة، وبصورة خاصة فإن مدينة نيوم الحالمة شمال غربي السعودية تتأهب لأخذ مكانة خاصة على خريطة الرياضة في العالم إذ تتأهب حالياً لاستضافة دورة عالمية للألعاب الشاطئية تبدأ في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
وتحظى الرياضة السعودية بصورة خاصة بدعم مالي لا محدود على صعيد استراتيجية دعم الأندية التي تقدمها وزارة الرياضة بمبالغ مليونية كبيرة، حيث تهدف هذه الاستراتيجية إلى نمو وتطور الأندية على كافة الأصعدة التسويقية والفنية وحتى الجماهيرية بالإضافة إلى الاهتمام بالألعاب المختلفة لصناعة أبطال أولمبيين. وتنتظر السعودية الحدث الوطني الأضخم في التاريخ «دورة الألعاب السعودية» التي تنطلق أكتوبر المقبل بجوائز كبيرة وغير مسبوقة على مستوى المنطقة، حيث تصل إلى مجموع 200 مليون؛ إذ سيحصل صاحب المركز الأول على مليون ريال، في حين سيحقق صاحب الميدالية الفضية في كل منافسة 300 ألف ريال، مقابل 100 ألف ريال لصاحب الميدالية البرونزية.
ووقعت شركة «روشن» المطور العقاري الوطني ورابطة الدوري السعودي للمحترفين عقداً مطلع الموسم الحالي لمدة خمس سنوات بقيمة بلغت 478 مليون ريال سعودي ليصبح المسمى الجديد «دوري روشن السعودي»، بالإضافة لدخول شركات مثل القدية ووسط جدة لرعاية كبار الأندية في السعودية بعقود مليونية بصورة سنوية، إذ وقعت القدية مع ناديي الهلال والنصر، في حين وقعت شركة وسط جدة للتطوير مع ناديي الاتحاد والأهلي.
وقدم الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل وزير الرياضة رئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية التهاني والتبريكات لخادم الحرمين الشريفين، ولولي العهد الأمير محمد بن سلمان بمناسبة اليوم الوطني 92، مضيفاً: «دام وطننا وقيادته وشعبه في عز ونما». واحتفت مكاتب وزارة الرياضة في السعودية وكذلك الأندية بمقراتها بمناسبة اليوم الوطني، فيما أقامت عدداً من الاتحادات الرياضية فعاليات خاصة بمناسبة اليوم الوطني السعودي.
وشاركت الأندية السعودية بمناسبة اليوم الوطني عبر احتفالات متنوعة شهدتها مقار الأندية، بالإضافة إلى مقاطع الفيديو التي تم بثها عبر المراكز الإعلامية لها، وسط مشاركة للاعبين المحترفين الأجانب في فرق دوري روشن السعودي.
وقالت شيماء الحصيني المديرة التنفيذية للاتحاد السعودي لرياضة المجتمع: «نعيش في وطن عظيم قدم لنا الكثير، وقادة صنعوا لنا المستحيل، وشعب بطاقته يحرك وطنه». فيما رفع الدكتور محمد باصم رئيس مركز التحكيم الرياضي السعودي أصدق التهاني والتبريكات للأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل وزير الرياضة ورئيس مجلس إدارة اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية بمناسبة حلول اليوم الوطني السعودي.
وقال باصم: «اليوم الوطني مناسبة عزيزة وغالية على قلوبنا جميعاً وتؤكد صلة التلاحم بين القيادة الرشيدة والشعب السعودي الوفي، وتأتي هذه المناسبة في عامها الثاني والتسعين لتذكرنا بالجهود العظيمة التي قام بها الملك المؤسس».
وبث المركز الإعلامي للمنتخب السعودي الذي يقيم حالياً معسكر إعدادياً في إسبانيا تأهباً لكأس العالم 2022 مقطع فيديو يحمل فيه رسائل للاعبين بمناسبة اليوم الوطني، حيث أوضح حسين الصادق المدير الإداري للمنتخب السعودي: «تتعاقب الأجيال جيلاً بعد جيل، لتجد نفسك في مكان من كنت تتمنى أن تكون مثلهم، واقفاً مردداً نشيد وطن عظيم بعظم أهله قيادة وشعباً، وتحت راية قد خط عليها النور المسطر، مسؤولية عظيمة بعظم الراية والوطن، وكل عام وأنت بألف خير يا وطني».
أما سلمان الفرج قائد المنتخب السعودي، فقد أوضح: «ارتداء شعار المنتخب هو تمثيل لشعب عظيم، ووطن عظيم وقيادة عظيمة وهو شعور لا يمكن وصفه»، في حين محمد كنو: «هذا البلد الذي ولدت وتعلمت وكبرت فيه وأكلت من خيره، دائماً في مبارياتي مع المنتخب أتمنى تقديم شيء بسيط لهذا الوطن الكبير».
فيما أوضح هتان باهبري لاعب المنتخب السعودي في حديثه: «شعوري في مباريات المنتخب دائماً هو أن أحترق من أجل شعار هذا الوطن، وترديد النشيد الوطني الآن يشعرني بحماس للعب مباريات وتمثيل المنتخب»، وقال عبد الله مادو: «تمثيل شعار المنتخب هو شعور عظيم، تتمنى فيه القتال بكل دقائق المباراة من أجل فرحة الشعب السعودي».
كما أشار محمد العويس حارس مرمى المنتخب السعودي بأن تمثيل الأخضر هو شعور لا يمكن وصفه، مضيفاً: «قشعريرة فيه هيبة ورهبة وفخر واعتزاز، كل مشاعر المسؤولية نحسها قبل أن تبدأ المباراة»، أما فهد المولد فقد أوضح: «أن تبدأ بالنشيد الوطني هذا معناه بأنك تدافع عن بلدك ولا يوجد أحد لا يحب الدفاع عن وطنه».
وأوضح فراس البريكان مهاجم المنتخب السعودي بأن النشيد الوطني هو اللحظة التي تجعلك تشعر بتمثيل وطنك، مضيفاً: «وقتها تشعر بأنك تمثل أهلك وناسك وبلدك»، وقال نجم الأخضر السعودي سالم الدوسري: «النشيد الوطني مع صوت الجمهور يجعل مشاعرك العاطفية تتحرك والدموع تقترب»، مضيفاً: «هذه اللحظة تمنحنا حماساً وإصراراً وشعوراً كأنك داخل للمعركة».
وأقام الاتحاد السعودي للفروسية بطولة كأس اليوم الوطني لقفز الحواجز في بداية موسمه الجديد بالتزامن مع احتفالات السعودية بذكرى اليوم الوطني الثاني والتسعين، حيث أقام اتحاد الفروسية البطولة على مقر «قفز السعودية» بالجنادرية في مدينة الرياض بمشاركة فرسان وفارسات المملكة.
واحتفى الاتحاد السعودي للهجن بمناسبة اليوم، حيث أضاف ماراثون اليوم الوطني ضمن عداد النقاط لمسابقاته المتنوعة تحت كأس الموسم للنقاط والذي تبلغ جائزته مليون ريال، وتضم تحته بطولات كأس الاتحاد السعودي للهجن وكأس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية وكأس وزارة الرياضة ودوري هجان بالإضافة إلى ماراثون اليوم الوطني.
واحتفى الاتحاد السعودي لكرة السلة بإطلاق مسمى جولة الوطن على الجولة الثانية من منافسات الدوري السعودي الممتاز، كما أقامت أكاديمية الرياض الذهبية احتفالية بمناسبة اليوم الوطني وسط مشاركة من قبل الاتحاد السعودي للعبة، شهدت مشاركة العديد من الزوار في لعبة كرة السلة.
وأقام الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية فعاليات خاصة باليوم الوطني تمثلت بمسيرة للدراجات النارية في العاصمة الرياض، وكذلك مسيرة على حلبة كورنيش مدينة جدة، ومسيرة للدفع الرباعي والدراجات النارية في مدينة جازان. أما الاتحاد السعودي للرياضة للجميع فقد أقام مسيرة بالتعاون مع الاتحاد السعودي للدراجات، حيث توزعت المسيرة بين مدن الرياض وجدة والدمام، في حين أقام الاتحاد السعودي للتايكوندو ممثلاً بمركز تدريب الاتحاد بمنطقة القصيم مسيرة وطن تحت رعاية أمير منطقة القصيم. وأقام الاتحاد السعودي لكرة الطائرة احتفالية بمناسبة اليوم الوطني السعودي وذلك قبل مواجهة الهلال والاتحاد في الدوري الممتاز للشباب على صالة نادي الهلال وسط مشاركة لاعبي الفريقين وحضور نائب رئيس الاتحاد وعدد من مسؤولي اتحاد الطائرة.