كييف تسخر من القرار الروسي... وأوروبا ترى فيه «تهوراً»... والصين تحث على الحوار

TT

كييف تسخر من القرار الروسي... وأوروبا ترى فيه «تهوراً»... والصين تحث على الحوار

سخرت أوكرانيا من قرار التعبئة الجزئية للقوات الروسية، الذي أصدره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأربعاء، فيما اعتبرت المفوضية الأوروبية أن أحدث قرارات بوتين بشأن الحرب في أوكرانيا تظهر يأسه، وأنه يلجأ إلى مقامرة نووية «متهورة» لتصعيد التوتر أكثر. وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إن إعلان روسيا تعبئة القوات من أجل الحرب في أوكرانيا يعد اعترافا من رئيسها فلاديمير بوتين بأن «غزوه فشل». وأضاف والاس في بيان «(بوتين) ووزير دفاعه أرسلا عشرات الآلاف من المواطنين إلى حتفهم نتيجة سوء الإعداد والقيادة». وتابع «لا يمكن لأي قدر من التهديدات والدعاية أن يخفي حقيقة أن أوكرانيا تربح هذه الحرب، وأن المجتمع الدولي متحد، وأن روسيا أصبحت منبوذة عالميا». وحثت بكين جميع الأطراف على الدخول في حوار ومشاورات وإيجاد طريقة لمعالجة المخاوف الأمنية لكل طرف بعد أن حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب بشأن ما وصفه «بالابتزاز النووي».
واعتبر أوليكسي أريستوفيتش مستشار الرئيس الأوكراني تحرك الكرملين بأنه يعني أن هناك خسائر كبيرة أجبرت روسيا على اتخاذ هذا الإجراء. وتساءل ميخائيلو بودولياك مستشار الشؤون الخارجية بمكتب الرئيس الأوكراني على تويتر، قائلا: «لا يزال كل شيء يسير وفقا للخطة، أليس كذلك؟» وأشار بودولياك إلى أن ذلك هو «اليوم الـ210 من حرب الأيام الثلاثة». وقال إن الروس الذين يطالبون بإبادة أوكرانيا قد تلقوا الآن أمرا بالتعبئة، وأغلقوا الحدود، وحظروا حسابات وأصدروا أحكاما بالسجن على الفارين من الخدمة. واختتم حديثه قائلا: «هناك قدر كبير من روح الدعابة في الحياة». واعترفت موسكو أمس الأربعاء أن 5937 من أفرادها العسكريين قتلوا منذ بداية الغزو. لكن يعتقد المراقبون المستقلون أن الخسائر الحقيقية أكبر بعدة مرات مما هو معلن.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التعبئة الجزئية للجيش، في خطاب موجه للأمة، حيث ذكرت قناة «آر تي» الروسية أن وزارة الدفاع أوصت باستدعاء جنود الاحتياط للخدمة الفعلية، حيث إن هناك مواجهة ممتدة ضد أوكرانيا. وتعهد بوتين باستخدام جميع السبل الضرورية للدفاع عن الأراضي الروسية، وذلك في الوقت الذي يستعد فيه الكرملين لضم أجزاء من أوكرانيا، مما يهدد بتصعيد النزاع. ويأتي الإعلان عن التعبئة بعد يوم من إعلان الانفصاليين المدعومين من موسكو عن خطط إجراء استفتاءات في مناطق لوهانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا في وقت لاحق من هذا الأسبوع بشأن الانضمام لروسيا. وقد أثارت هذه الخطوة إدانة قوية من المجتمع الدولي. وأعلن بوتين عن الاستفتاءات على ضم المناطق المحتلة في خطاب الأربعاء. وقال: «نحن ندعم قرار أغلبية المواطنين في جمهوريتي لوهانسك ودونيتسك الشعبيتين وفي منطقتي خيرسون وزابوريجيا».
وقال بيتر ستانو المتحدث باسم السياسة الخارجية للمفوضية الأوروبية: «هذا مجرد دليل آخر على أن بوتين غير مهتم بالسلام، وأنه مهتم بتصعيد حرب العدوان هذه». وأضاف «هذه أيضا علامة أخرى على يأسه من الطريقة التي يسير بها عدوانه على أوكرانيا... إنه مهتم فقط بالمزيد من التقدم ومواصلة حربه المدمرة، والتي لها بالفعل العديد من العواقب الوخيمة في جميع أنحاء العالم». وقال ستانو إن أزمات الغذاء والطاقة العالمية سببها حرب روسيا، وإن «مقامرة نووية غاية في الخطورة» أقدم عليها بوتين قد يكون لها المزيد من التبعات على العالم بأسره. وأضاف أن دول الاتحاد الأوروبي، وعددها 27 إضافة لزعماء العالم الموجودين في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع سيناقشون ردا مشتركا، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي عليه أن يضغط على بوتين «للتوقف عن مثل هذا السلوك الطائش». وقال ستانو: «بوتين يقوم بمقامرة نووية. إنه يستخدم العنصر النووي في إطار إرهاب ترسانته وهذا غير مقبول». وأضاف أن الأمر ستكون له «عواقب من جانبنا»، لكنه أحجم عن إعلان أي عقوبات جديدة قد تفرض على روسيا. وقال إن «الاستفتاءات غير القانونية والزائفة» التي تدعمها موسكو في مناطق أوكرانية تحتلها روسيا لن تحظى بالاعتراف.


مقالات ذات صلة

روسيا تعلن اعتراض 8 صواريخ أميركية الصنع أُطلقت من أوكرانيا

أوروبا صورة تظهر حفرة بمنطقة سكنية ظهرت بعد ضربة صاروخية روسية في تشيرنيهيف الأوكرانية (رويترز)

روسيا تعلن اعتراض 8 صواريخ أميركية الصنع أُطلقت من أوكرانيا

أعلن الجيش الروسي اليوم (السبت)، أنه اعترض 8 صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا في اتجاه أراضيه.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا رجال إنقاذ أوكرانيون في موقع هجوم مسيّرة روسية بكييف (إ.ب.أ)

مقتل 5 أشخاص على الأقل بهجمات متبادلة بين روسيا وأوكرانيا

أسفرت هجمات روسية بمسيّرات وصواريخ على أوكرانيا، يوم الجمعة، عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقلّ، في حين قُتل شخصان في ضربات أوكرانية طالت مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو - كييف)
أوروبا ترمب وزيلينسكي (أ.ف.ب)

زيلينسكي: ترمب قادر على وقف بوتين

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الخميس إن بمقدور الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب أن يحسم نتيجة الحرب المستعرة منذ 34 شهرا مع روسيا،

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناة تلغرام)

زيلينسكي: عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات ترمب قد يساعد في إنهاء حرب أوكرانيا

اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس أن عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب قد يساعد على إنهاء الحرب مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف )
أوروبا صورة من مقطع فيديو نشرته وزارة الدفاع الروسية 7 نوفمبر 2024 يُظهر جنوداً من الجيش الروسي خلال قتالهم في سودجانسكي بمنطقة كورسك (أ.ب)

روسيا: كبّدنا القوات الأوكرانية خسائر جسيمة على محور كورسك

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، اليوم الخميس، أن الجيش الروسي استهدف القوات المسلحة الأوكرانية بمقاطعة كورسك، وكبّدها خسائر فادحة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو قد يعلن استقالته هذا الأسبوع

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو متحدثا أمام مؤتمر للحزب الليبرالي الوطني 16 ديسمبر الماضي (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو متحدثا أمام مؤتمر للحزب الليبرالي الوطني 16 ديسمبر الماضي (أرشيفية - رويترز)
TT

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو قد يعلن استقالته هذا الأسبوع

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو متحدثا أمام مؤتمر للحزب الليبرالي الوطني 16 ديسمبر الماضي (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو متحدثا أمام مؤتمر للحزب الليبرالي الوطني 16 ديسمبر الماضي (أرشيفية - رويترز)

أفادت صحيفة «غلوب آند ميل» الأحد أنه من المرجح أن يعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو استقالته هذا الأسبوع، في ظل معارضة متزايدة له داخل حزبه الليبرالي.

ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مصادر لم تسمها لكنها وصفتها بأنها مطلعة على شؤون الحزب الداخلية، أن إعلان ترودو قد يأتي في وقت مبكر الاثنين. كما رجحت الصحيفة وفقا لمصادرها أن يكون الإعلان أمام مؤتمر للحزب الليبرالي الوطني الأربعاء. وذكرت الصحيفة أنه في حال حدثت الاستقالة، لم يتضح ما إذا كان ترودو سيستمر في منصبه بشكل مؤقت ريثما يتمكن الحزب الليبرالي من اختيار قيادة جديدة.

ووصل ترودو إلى السلطة عام 2015 قبل ان يقود الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

لكنه الآن يتخلف عن منافسه الرئيسي، المحافظ بيار بواليافر، بفارق 20 نقطة في استطلاعات الرأي.