لأول مرة... «ناسا» تسجل أصوات اصطدام نيازك بالمريخ

صورة نشرتها "ناسا" تظهر بعض الحفر التي تشكلت نتيجة اصطدام نيزك بسطح المريخ (أ.ب)
صورة نشرتها "ناسا" تظهر بعض الحفر التي تشكلت نتيجة اصطدام نيزك بسطح المريخ (أ.ب)
TT

لأول مرة... «ناسا» تسجل أصوات اصطدام نيازك بالمريخ

صورة نشرتها "ناسا" تظهر بعض الحفر التي تشكلت نتيجة اصطدام نيزك بسطح المريخ (أ.ب)
صورة نشرتها "ناسا" تظهر بعض الحفر التي تشكلت نتيجة اصطدام نيزك بسطح المريخ (أ.ب)

التقط مسبار «إنسايت» التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) اهتزازات وأصوات أربعة نيازك أثناء اصطدامها بكوكب المريخ.
ووفقاً لوكالة أنباء «أسوشييتد برس»، فقد أفاد العلماء يوم الاثنين أن «إنسايت» اكتشف موجات زلزالية وصوتية ناتجة عن اصطدام 4 نيازك بالمريخ في عامي 2020 و2021.
وأكد قمر صناعي يدور حول الكوكب الأحمر مواقع تأثيرات هذه الاصطدامات، والتي كانت على بعد حوالي 180 ميلاً (290 كيلومتراً) من المسبار.
وتفككت النيازك التي رصدها مسبار «إنسايت» إلى عدة قطع صغيرة، كل قطعة أحدثت حفرة خاصة بها على الكوكب.
https://twitter.com/NASA/status/1571903915783852033?s=20&t=kdphaLCClztuZ9yHClDOMA
وأظهر مقطع صوتي نشرته «ناسا»، صوت اصطدام أحد هذه النيازك بكوكب المريخ، حيث بدا أشبه بمعدن يرن بصوت عالٍ في مهب الريح هنا على الأرض.
https://www.youtube.com/watch?v=439Hg8aAars
وقال العلماء إن هذه النتائج فريدة من نوعها، حيث تم تسجيل عدد قليل من تأثيرات النيازك على كوكب الأرض بالطريقة التي اكتشفت بها «إنسايت» التأثيرات على المريخ، مشيرين إلى أن هذا الاكتشاف أيضاً هو الأول من نوعه فيما يتعلق بالاكتشافات الخاصة بالكواكب الأخرى الموجودة في المجموعة الشمسية.
وقال الفريق إن نتائج دراستهم يمكن أن تساعد في فهم بنية وهيكل قشرة المريخ بشكل أفضل، بالإضافة إلى تقديم رؤى حول كيفية تشكيل النيازك لسطح المريخ مباشرة.
وتم نشر تفاصيل هذا الاكتشاف الجديد أمس (الاثنين) في مجلة Nature Geoscience.



«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
TT

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)

وجدت دراسة جديدة، أجراها فريق من الباحثين في كلية الطب بجامعة نورث وسترن الأميركية، أن الأجزاء الأكثر تطوراً وتقدماً في الدماغ البشري الداعمة للتفاعلات الاجتماعية -تسمى بالشبكة المعرفية الاجتماعية- متصلة بجزء قديم من الدماغ يسمى اللوزة، وهي على اتصال باستمرار مع تلك الشبكة.

يشار إلى اللوزة تُعرف أيضاً باسم «دماغ السحلية»، ومن الأمثلة الكلاسيكية لنشاطها الاستجابة الفسيولوجية والعاطفية لشخص يرى أفعى؛ حيث يصاب بالذعر، ويشعر بتسارع ضربات القلب، وتعرّق راحة اليد.

لكن الباحثين قالوا إن اللوزة تفعل أشياء أخرى أكثر تأثيراً في حياتنا.

ومن ذلك ما نمر به أحياناً عند لقاء بعض الأصدقاء، فبعد لحظات من مغادرة لقاء مع الأصدقاء، يمتلئ دماغك فجأة بأفكار تتداخل معاً حول ما كان يُفكر فيه الآخرون عنك: «هل يعتقدون أنني تحدثت كثيراً؟»، «هل أزعجتهم نكاتي؟»، «هل كانوا يقضون وقتاً ممتعاً من غيري؟»، إنها مشاعر القلق والمخاوف نفسها، ولكن في إطار اجتماعي.

وهو ما علّق عليه رودريغو براغا، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب بكلية فاينبرغ للطب، جامعة نورث وسترن، قائلاً: «نقضي كثيراً من الوقت في التساؤل، ما الذي يشعر به هذا الشخص، أو يفكر فيه؟ هل قلت شيئاً أزعجه؟».

وأوضح في بيان صحافي صادر الجمعة: «أن الأجزاء التي تسمح لنا بالقيام بذلك توجد في مناطق الدماغ البشري، التي توسعت مؤخراً عبر مسيرة تطورنا البشري. في الأساس، أنت تضع نفسك في عقل شخص آخر، وتستنتج ما يفكر فيه، في حين لا يمكنك معرفة ذلك حقّاً».

ووفق نتائج الدراسة الجديدة، التي نُشرت الجمعة في مجلة «ساينس أدفانسز»، فإن اللوزة الدماغية، بداخلها جزء محدد يُسمى النواة الوسطى، وهو مهم جدّاً للسلوكيات الاجتماعية.

كانت هذه الدراسة هي الأولى التي أظهرت أن النواة الوسطى للوزة الدماغية متصلة بمناطق الشبكة المعرفية الاجتماعية التي تشارك في التفكير في الآخرين.

لم يكن هذا ممكناً إلا بفضل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، وهي تقنية تصوير دماغ غير جراحية، تقيس نشاط الدماغ من خلال اكتشاف التغيرات في مستويات الأكسجين في الدم.

وقد مكّنت هذه المسوحات عالية الدقة العلماء من رؤية تفاصيل الشبكة المعرفية الاجتماعية التي لم يتم اكتشافها مطلقاً في مسوحات الدماغ ذات الدقة المنخفضة.

ويساعد هذا الارتباط باللوزة الدماغية في تشكيل وظيفة الشبكة المعرفية الاجتماعية من خلال منحها إمكانية الوصول إلى دور اللوزة الدماغية في معالجة مشاعرنا ومخاوفنا عاطفياً.

قالت دونيسا إدموندز، مرشح الدكتوراه في علم الأعصاب بمختبر «براغا» في نورث وسترن: «من أكثر الأشياء إثارة هو أننا تمكنا من تحديد مناطق الشبكة التي لم نتمكن من رؤيتها من قبل».

وأضافت أن «القلق والاكتئاب ينطويان على فرط نشاط اللوزة الدماغية، الذي يمكن أن يسهم في الاستجابات العاطفية المفرطة وضعف التنظيم العاطفي».

وأوضحت: «من خلال معرفتنا بأن اللوزة الدماغية متصلة بمناطق أخرى من الدماغ، ربما بعضها أقرب إلى الجمجمة، ما يسهل معه استهدافها، يمكن لتقنيات التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة استهداف اللوزة الدماغية، ومن ثم الحد من هذا النشاط وإحداث تأثير إيجابي فيما يتعلق بالاستجابات المفرطة لمشاعر الخوف والقلق».