توقعات بتدفق مئات آلاف الفلسطينيين إلى إسرائيل خلال شهر رمضان

إسرائيل توسع «التسهيلات» لتشمل سكان القطاع والسلطة تتراجع عن وقف التعامل بالتصاريح

توقعات بتدفق مئات آلاف الفلسطينيين إلى إسرائيل خلال شهر رمضان
TT

توقعات بتدفق مئات آلاف الفلسطينيين إلى إسرائيل خلال شهر رمضان

توقعات بتدفق مئات آلاف الفلسطينيين إلى إسرائيل خلال شهر رمضان

تراجعت السلطة الفلسطينية عن قرارها بوقف التعامل مع التصاريح التي قررت أن تصدرها إسرائيل للمواطنين الفلسطينيين خلال شهر رمضان وتخولهم دخولها، بعد ضغوط شعبية، على ما يبدو، إذ لاقى قرار السلطة المفاجئ غضبا في الضفة الغربية التي تمسك الكثير من المواطنين فيها، بحق الدخول إلى القدس ومدن الداخل الأخرى.
وقالت مصادر في الارتباط الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط» إن عملية استقبال المراجعين وتسلم طلباتهم وتسليمهم تصاريح الدخول إلى إسرائيل ستنتظم الأحد المقبل مرة أخرى.
وكانت السلطة قررت الأربعاء، وقف تسلم وتسليم التصاريح من إسرائيل، إثر مخاوف من أن تكون الإجراءات الإسرائيلية تخفي أهدافا أخرى، من بينها تشجيع السلام الاقتصادي، وفتح نافذة لتنفيس الاحتقان، وتقوية نفوذ الإدارة المدنية للجيش الإسرائيلي عند الفلسطينيين على حساب السلطة، وكذلك دفع الحركة الاقتصادية في إسرائيل نفسها، إضافة إلى خلافات فلسطينية إسرائيلية حول طلب إسرائيل من السلطة المساعدة في تنظيم حركة حملة التصاريح.
لكن الغضب الشعبي وتجنب ردود فعل إسرائيلية متوقعة، مثل السماح للفلسطينيين بعبور الحواجز من دون إظهار التصاريح، وإنما عبر فحص رقم الهوية الشخصية فقط، أدى إلى تراجع عن القرار.
بل أعلنت السلطة عن تسهيلات إضافية منحتها إسرائيل لقطاع غزة أمس.
وقال رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية، الوزير حسين الشيخ، إنه تقرر السماح لـ400 مصلٍ من أداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، حسب الآلية التي تتبعها الهيئة مسبقا مع المصلين. والسماح بسفر 50 مواطنا، أسبوعيا، لزيارة أقاربهم داخل أراضي عام 1948. وهي زيارة أقارب درجة أولى، لمن هم أعمارهم فوق سن الخمسين. والسماح بسفر 50 مواطنا، أسبوعيا، لزيارة أقاربهم درجة أولى إلى الضفة الغربية، وتسليم 90 شخصا بطاقة «bmc» (تمنح للتجار وتعطيهم حق دخول إسرائيل والسفر عبر مطار بن غوريون). والسماح بسفر 30 طالبا أسبوعيا عبر معبر بيت حانون مرورا بالأردن، حيث تكون الدفعة المقبلة يوم الثلاثاء. وتسليم 15 قارب صيد إلى الشؤون المدنية، كانت قوات الاحتلال قد احتجزتها في عرض البحر.
وتعد هذه التسهيلات الإسرائيلية بالنسبة لقطاع غزة غير مسبوقة، منذ فرضت إسرائيل حصارا على القطاع منتصف 2007.
وقال الشيخ، إن الاتصالات مستمرة مع الجانب الإسرائيلي لتحقيق المزيد من «التسهيلات»، والتخفيف عن أبناء شعبنا المحاصر في قطاع غزة.
وجاءت التسهيلات الممنوحة لغزة بعدما منحت إسرائيل تسهيلات لأهل الضفة الغربية، شملت منح تصاريح لمن يرغب في زيارة الأهل داخل الخط الأخضر، من دون تحديد العمر وطيلة أيام الأسبوع باستثناء أيام الجمعة والسبت. والسماح لمن تتراوح أعمارهم ما بين الـ35 عاما والـ40 عاما بالحصول على تصاريح للصلاة في المسجد الأقصى طيلة أيام الأسبوع، باستثناء أيام الجمعة والسبت. في حين يسمح لمن تجاوز الـ40 عاما من الرجال الدخول أيام الجمعة إلى المسجد الأقصى من دون حاجة إلى تصريح، وللنساء من كل الأعمار من دون أي تصاريح، والسماح لمن يرغب من النساء والرجال فوق سن الـ40 عاما، طلب تصريح لزيارة الأهل في قطاع غزة، شريطة وجود قرابة من الدرجة الأولى وبموجب معاملة مكتملة حسب الأصول.
وقال منسّق أعمال الحكومة في الضفة، اللواء يوآف (بولي) مردخاي: «في هذا العام، أكثر من الأعوام الماضية، حصل تقدّم كبير في التسهيلات على السكان الفلسطينيين خلال العام كله (على سبيل المثال، أعطي عام 2014 أكثر من 730 ألف تصريح دخول إلى إسرائيل، ومن بداية 2015 أعطي حتى الآن أكثر من 440 ألف تصريح).
ويتوقع أن يتدفق مئات الآلاف من الفلسطينيين على إسرائيل في الأسبوع المقبل، بهدف الصلاة في المسجد الأقصى، والسياحة في إسرائيل أيضا.
وخلال الأعوام القليلة الماضية، أظهر الفلسطينيون شغفا كبيرا لزيارة القدس ومدن تاريخية قديمة، مثل عكا ويافا وحيفا، وقضوا أياما على شواطئ البحر في المدن الساحلية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.