ليفربول لانطلاقة جديدة على حساب أياكس وقمة بين البايرن وبرشلونة

اختبار صعب لتوتنهام أمام سبورتينغ لشبونة... ومواجهة مفصلية للإنتر ضد فيكتوريا بلزن في الجولة الثانية لدوري الأبطال

لاعبو ليفربول مطالبون بانتفاضة أمام أياكس لتعويض البداية المخزية بدوري الأبطال (رويترز)
لاعبو ليفربول مطالبون بانتفاضة أمام أياكس لتعويض البداية المخزية بدوري الأبطال (رويترز)
TT

ليفربول لانطلاقة جديدة على حساب أياكس وقمة بين البايرن وبرشلونة

لاعبو ليفربول مطالبون بانتفاضة أمام أياكس لتعويض البداية المخزية بدوري الأبطال (رويترز)
لاعبو ليفربول مطالبون بانتفاضة أمام أياكس لتعويض البداية المخزية بدوري الأبطال (رويترز)

يبحث ليفربول الإنجليزي وصيف البطل عن انطلاقة جديدة، حين يستضيف أياكس أمستردام الهولندي اليوم، بالجولة الثانية لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بينما يأمل برشلونة الإسباني استعادة اعتباره من بايرن ميونيخ الألماني، عندما يحل عليه في المواجهة الأبرز على الإطلاق في دور المجموعات.
وبعد قرابة 3 أشهر من منافسته على رباعية تاريخية، يجد ليفربول نفسه في موقف حرج للغاية، بعدما ازدادت محنه بتلقيه الأربعاء الماضي هزيمة مذلة في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الأولى، على أرض نابولي الإيطالي 1-4.
وكشفت الهزيمة التي مني بها فريق المدرب الألماني يورغن كلوب على ملعب «دييغو أرماندو مارادونا» حجم المشكلة التي يواجهها «الحُمر» في مستهل هذا الموسم. والمسألة لا تتعلق فقط بالخروج خاسراً للمرة الثالثة توالياً من معقل نابولي وحسب؛ بل إن الفريق قابع في المركز السابع في الدوري الممتاز بعد 6 مراحل.
وقال كلوب أمس على هامش مواجهة أياكس: «نعم نعاني من مشكلات؛ خصوصاً في الجانب الدفاعي. نريد أن نظهر ردة فعل إيجابية أمام جماهيرنا. المباراة لن تكون سهلة، ومنافسنا لديه معنويات عالية بعد انتصاره في الجولة الأولى».
وأشار المدرب الألماني إلى أن تحليل المباراة الأولى كان أقرب إلى مشاهدة «فيلم رعب»؛ حيث ابتعد 8 لاعبين على الأقل عن مستواهم، وأوضح: «عقدنا اجتماعاً وأطلعنا الفريق على الموقف، ولم يكن عليَّ قول الكثير. كانت لدينا مشكلات كرة قدم واضحة ناتجة عن سوء التقدير. أراد الجميع تحديدها بأنفسهم، لم يكن هناك أي شكل لنا».
وتابع: «كان لدينا 4 أو 5 أيام من الحقيقة المطلقة، وليس لإسقاط اللاعبين، فقط للتأكد من موقفنا. هذه هي نقطة البداية بالنسبة لنا لحل المشكلات معاً على أرض الملعب، دون إلقاء اللوم بعضنا على بعض». لكن ليفربول تعرض لضربة أخرى بعد إصابة الظهير آندي روبرتسون الذي أوضح كلوب أنه سيغيب إلى ما بعد فترة التوقف الدولي هذا الشهر، كما سيغيب كرتيس جونز أيضاً. وكانت هزيمة الأربعاء الماضي الأكبر لليفربول قارياً، منذ الخسارة في الدور الثاني لكأس الأندية الأوروبية البطلة، أمام منافسه المقبل أياكس 1-5 عام 1966.
ولم يفز فريق كلوب سوى بمباراتين من أصل 7 خاضها هذا الموسم محلياً وقارياً، في سلسلة تضمنت الخسارة أمام غريمه مانشستر يونايتد 1-2.
ويعاني ليفربول من مشكلة البداية البطيئة؛ ليس هذا الموسم وحسب؛ بل امتداداً من الموسم الماضي، إذ لم يكن صاحب هدف التقدم سوى مرة واحدة في آخر 14 مباراة في جميع المسابقات.
وقال كلوب عقب خسارة الأسبوع الماضي: «يبدو أنه يتعيّن علينا إعادة إنتاج أنفسنا»، أي استعادة ما كان عليه الفريق الموسم الماضي، مضيفاً: «هناك افتقاد لكثير من الأشياء. الجزء الممتع (ساخراً) هو أننا بحاجة إلى القيام بذلك في منتصف موسم الدوري الإنجليزي الممتاز، وحملة دوري أبطال أوروبا». وبسبب تأجيل مباريات الدوري الممتاز خلال عطلة نهاية الأسبوع المنصرم، حداداً على وفاة الملكة إليزابيث الثانية، حصل كلوب على مزيد من الوقت من أجل التحضر للقاء اليوم ضد فريق هجومي بامتياز، أعاد إلى الأذهان الأجيال الذهبية لأياكس، آخرها الذي قاد الفريق إلى لقبه الرابع الأخير في المسابقة القارية الأم عام 1995، وإلى نهائي العام الذي تلاه.
ورغم خسارته جهود لاعبين مؤثرين، مثل البرازيلي أنتوني، والأرجنتيني ليساندرو مارتينيز، المنتقلين إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي، وهدافه العاجي سيباستيان هالر (بوروسيا دورتموند الألماني) وراين غرافنبرغ، والمغربي نصير مزراوي (بايرن ميونيخ الألماني) والحارس الكاميروني أندريه أونانا (إنتر الإيطالي)، وحتى مدربه إريك تن هاغ (مانشستر يونايتد)، قدّم أياكس بداية رائعة في هذه المجموعة، بتسجيله رباعية نظيفة في مرمى رينجرز الاسكوتلندي الذي تأجلت مباراته في هذه الجولة ضد ضيفه نابولي إلى الغد (الأربعاء) لأسباب تنظيمية مرتبطة بجنازة الملكة إليزابيث.

ماني لتأكيد أنه خير خلف لليفاندوفسكي في البايرن (أ.ف.ب)

وفي ظل تألق لاعبين مثل ستيفن بيرغاوس، والغاني محمد قدوس، والوافد الجديد ستيفن بيرغفين، يقدّم أياكس أداء هجومياً رائعاً بقيادة مدربه الجديد ألفرد شرويدر، مع صلابة دفاعية لافتة، وذلك بتسجيله 22 هدفاً في مبارياته الست الأخيرة، مقابل تلقيه هدفاً وحيداً، ما يشكل تهديداً كبيراً لليفربول الذي يتوجب عليه أيضاً التفكير فيما ينتظره الأحد في الدوري الممتاز، على أرض تشيلسي.
ويتوجب على كلوب إيجاد الحلول لهذين الاختبارين، قبل أن يتنفس بعض الصعداء مع التوقف بسبب نافذة المباريات الدولية. وقال المدرب الألماني: «إننا لا نعمل كفريق. نحن لا نلعب بشكل جيد بما فيه الكفاية. هذا واضح، هذا جلي والجميع يراه. نحن نلعب في أقوى دوري في العالم، ولدينا مجموعة قوية في دوري أبطال أوروبا؛ لكن هذه هي المهمة التي علينا التعامل معها».
وفي المجموعة الثالثة، وبعد بداية رائعة للفريقين بفوز بايرن على إنتر الإيطالي في أرض الأخير 2-صفر، وبرشلونة على فيكتوريا بلزن التشيكي 5-1 بفضل ثلاثية للاعبه الجديد البولندي روبرت ليفاندوفسكي، تتجه الأنظار إلى «أليانز أرينا»؛ حيث يحل الأخير ضيفاً على الفريق الذي توج معه هدافاً للدوري الألماني 6 مرات في المواسم السبعة الماضية.
وستكون المواجهة ثأرية لبرشلونة الذي ودع المسابقة الموسم الماضي من دور المجموعات لأول مرة منذ 2000- 2001، لخسارته ذهاباً وإياباً أمام العملاق البافاري بنتيجة واحدة صفر-3، وذلك بعدما أُذِلّ قبلها بعام على يد النادي البافاري بخروجه من ربع النهائي الذي أقيم بنظام التجمع من مباراة واحدة في البرتغال، بسبب فيروس «كورونا»، بخسارة تاريخية 2-8.
وعلى الرغم من فوزه الثمين على مضيفه إنتر 2-صفر في عقر دار الأخير، الأربعاء الماضي، في الجولة الأولى، سقط العملاق البافاري في فخ التعادل في 3 مباريات متتالية في الدوري المحلي، أزاحته عن الصدارة، وجعلته في مركز غير مألوف هو الثالث بعد 6 مباريات.
وفي الوقت الذي لم يجد فيه بايرن ميونيخ صعوبة في هز الشباك هذا الموسم، بتسجيله 31 هدفاً في 9 مباريات في مختلف المسابقات، فقد بدا واضحاً في الأسابيع الأخيرة غياب التوغلات في اللحظات الحاسمة لهدافه السابق ليفاندوفسكي، المنتقل إلى برشلونة الذي سيكون عليه خوض مواجهة عاطفية ضد فريقه السابق الذي دافع عن ألوانه منذ 2014، وتوج معه هدافاً للدوري الألماني 6 مرات في المواسم السبعة الماضية. وضرب ليفاندوفسكي بقوة في بداياته في إسبانيا؛ حيث سجل 6 أهداف في 5 مباريات في «الليغا» ليحتل مكانه المعتاد على قمة لائحة الهدافين.
وسيكون السنغالي ساديو ماني أمام فرصة مثالية لتأكيد أنه خير خلف لليفاندوفسكي في هجوم البايرن؛ خصوصاً أن جماهير النادي البافاري تعقد عليه آمالاً كبيرة لتعويض مكان النجم البولندي. وكانت البداية مثالية للسنغالي الذي كلّف بايرن 40 مليون يورو لضمه من ليفربول، إذ وجد طريقه إلى الشباك في مباراته الرسمية الأولى مع عملاق بافاريا، وكانت في لقاء الكأس السوبر الألمانية، ثم سجل 3 أهداف في مبارياته الثلاث الأولى في الدوري المحلي؛ لكن ابن الثلاثين عاماً عجز عن إيجاد طريقه إلى الشباك باستثناء هدف ضد فريق الدرجة الثالثة فيكتوريا كولن، في الدور الأول لمسابقة الكأس المحلية (5-صفر).
لكن صيام ماني عن التسجيل لثلاث مباريات في الدوري، وواحدة في دوري الأبطال، لا يقلق المدرب يوليان ناغلسمان؛ مؤكداً أن مهاجمه يملك الخبرة الكبيرة، ويعتقد أن بإمكانه لعب دور «القائد» في أرضية الملعب، معولاً على تجربته في دوري الأبطال، المسابقة التي وصل إلى مباراتها النهائية 3 مرات، أعوام 2018 و2019 و2022، وأحرز لقبها في محاولته الثانية خلال وجوده مع ليفربول.
وفي تشيكيا، سيحاول إنتر العودة من ملعب فيكتوريا بلزن بالنقاط الثلاث؛ لأن أي نتيجة غير ذلك ستعقد مهمته في حجز إحدى بطاقتي المجموعة في ظل وجود بايرن وبرشلونة.
وفي المجموعة الرابعة بعد فوزه افتتاحاً على مرسيليا الفرنسي بهدفين نظيفين للاعبه الجديد البرازيلي ريشارليسون، يخوض توتنهام الإنجليزي اختباراً صعباً في المجموعة الرابعة، حين يحل ضيفاً على سبورتينغ البرتغالي الذي اكتسح في مباراته الأولى آنتراخت فرانكفورت الألماني 3-صفر على ملعب الأخير الذي ينتقل اليوم إلى «ستاد فيلودروم» لمواجهة مرسيليا.
وفي المجموعة الثانية، يحل أتلتيكو مدريد الإسباني ضيفاً على باير ليفركوزن الألماني، بحثاً عن فوز ثانٍ بعد الذي حققه افتتاحاً على ضيفه بورتو البرتغالي 2-1 في لقاء سجلت أهدافه الثلاثة في الوقت بدل الضائع. وسيلتقي بورتو مع كلوب بروج البلجيكي الفائز بالجولة الأولى على ليفركوزن 1-صفر.


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».