رفضت ثلاثة أندية في دوري روشن السعودي للمحترفين «الشباب والهلال والاتحاد» المساس بشباكها في أول ثلاث جولات من البطولة، ما يؤكد على الاهتمام الكبير الذي أولاه مدربوها للخطوط الخلفية خلال فترة التحضير للموسم الجديد.
وحافظ ثلاثي الصدارة على نظافة شباكه بعد أول 3 مباريات، ليحصد الشباب والهلال العلامة الكاملة بواقع تسعة نقاط، فيما اكتفى الاتحاد صاحب المركز الثالث بـ7 نقاط من انتصارين وتعادل.
وكاد أن يلحق التعاون بركب الفرق ذات الشباك البيضاء لكنه استقبل هدفاً في اللقاء الثالث ضد الفيحاء، ليصبح فرق «الشباب، الهلال، والاتحاد» فقط أصحاب الشباك النظيفة خلال أول 3 جولات، في ظاهرة لم تحدث منذ بداية منافسات دوري المحترفين في 2009، مما يؤكد على العمل الدفاعي الكبير لهذه الفرق خلال افتتاحية الموسم.
وإذا كان الشباب هو الفريق صاحب الأداء الهجومي الأكثر تميزاً هذا الموسم، بعد أن سجل لاعبوه 11 هدفاً في أول 3 مباريات، بواقع 3 أهداف في شباك الباطن، و4 في أبها، ثم 4 في الطائي، فإن فريق المدرب الإسباني فيسنتي مورينو يهتم بالشق الدفاعي أيضاً، مع تألق لاعبيه ونجاحهم في عدم استقبال أي هدف حتى الآن.
غروهي ما زال مصدر اطمئنان بالنسبة للاتحاديين خلال منافسات الدوري (تصوير: علي خمج)
ونجحت إدارة الليوث أيضا في التعاقد مع أكثر من صفقة ناجحة، بعد ضم الحارس الكوري الجنوبي كيم سيونغ غيو الذي ساهم في رفع كفاءة الدفاع، بالحفاظ على شباكه والقيام بتصديات ناجحة، وقبله ضم المدافع البرازيلي إياغو سانتوس في يناير (كانون الثاني) الماضي، ليجد مورينو خطاً دفاعياً رباعياً يبدأ بفواز الصقور على اليمين ومتعب الحربي يساراً، وفي العمق سانتوس وحسان تمبكتي الذي استعاد مستواه المرتفع بعد تعافيه التام من الإصابة، وسط حماية كبيرة من الثنائي كريتشوفياك وحسين القحطاني في منطقة الوسط الدفاعي، ليجد الشباب نفسه في أفضل توازن ممكن بين الدفاع والهجوم خلال رسم 4 - 2 - 3 - 1 لمدربه.
ونجح أيضاً فريق الهلال في تحقيق 3 انتصارات متتالية، مع تسجيله 5 أهداف وحفاظه على شباكه في أول 3 مباريات، وسط تألق لافت لحارسه عبد الله المعيوف الذي نجح في التصدي لجميع فرص المنافسين، وتألق بشكل لافت في نهائي سوبر لوسيل أمام الزمالك المصري، ليقود ناديه للفوز باللقب بركلات الترجيح بعد تصديه لأكثر من كرة.
وإذا كان الهلال لم يصل بعد إلى أفضل شكل هجومي للفريق، فإن رامون دياز عرف كيف يحافظ على نغمة الانتصارات، مستغلاً تألق المعيوف في المرمى، مع اللعب بسعود عبد الحميد في خانة الظهير الأيمن، بجوار الثنائي محمد جحفلي وعلي البليهي، وفي اليسار ناصر الدوسري أو ياسر الشهراني، ليحافظ الفريق على نظافة شباكه رغم غياب الكوري الجنوبي جانغ بسبب الإصابة، بسبب تألق رباعي الخلف وحارس المرمى، بالإضافة إلى المجهود البدني الكبير من الكولومبي جوستافو كويلار لاعب الارتكاز الذي صنع ثنائية مثالية رفقة القائد سلمان الفرج في خط الوسط.
ورغم أن الاتحاد لم يصل بعد إلى مستوى أفضل شكل هجومي مع البرتغالي نونو سانتو، بعد تسجيله 3 أهداف في شباك العدالة، ثم فشله في هز شباك الاتفاق، مع الاكتفاء بهدف واحد فقط أمام الرائد، فإن النادي الغربي قدم أداءً دفاعياً ثابتاً، ونجح البرازيلي غروهي حارس مرماه في الحفاظ على نظافة شباكه خلال أول 3 جولات.
وتؤكد لغة الأرقام أن الاتحاد لم يتلق أي تسديدة على مرماه بين الخشبات الثلاث خلال مبارياته الثلاث، في رقم غير مسبوق بتاريخ الدوري السعودي للمحترفين، مع اعتماد سانتو على خطة 3 - 4 - 3 بحماية مرماه أولاً بواسطة الثلاثي حجازي، هوساوي، وشراحيلي، مع تقوية الأطراف بالثنائي العبود وحمدان الشمراني، رفقة ثنائي الارتكاز طارق حامد وبرونو أو كورنادو، وفي الهجوم رومارينيو، هيلدر كوستا، والعائد حمد الله.
وأثبتت الإحصاءات هذا الموسم أن الفريق صاحب الدفاع القوي يستطيع الحفاظ على شباكه أولاً ثم يبحث عن التهديف والفوز بعد ذلك، لذلك فإن الشباب والهلال والاتحاد نجحوا أولاً في الشق الدفاعي، ليأتي الجانب الآخر في التسجيل وصناعة الفرص والأهداف، ليتصدر الأول بفارق الأهداف فقط عن الثاني، ويلاحقهما الثالث بفارق نقطتين حتى الآن في دوري سيفي بالوعود حتماً في قادم المواعيد.